العدد : ١٧٠٣٨ - الجمعة ١٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٣٨ - الجمعة ١٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

عربية ودولية

باحثون: عدد قتلى حرب السودان أعلى بكثير من المسجل على الأرجح

الجمعة ١٥ نوفمبر ٢٠٢٤ - 02:00

القاهرة‭/‬أم‭ ‬درمان‭ - (‬رويترز‭): ‬أظهر‭ ‬تقرير‭ ‬جديد‭ ‬أصدره‭ ‬باحثون‭ ‬في‭ ‬بريطانيا‭ ‬والسودان‭ ‬أن‭ ‬التقديرات‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬61‭ ‬ألفا‭ ‬قتلوا‭ ‬في‭ ‬ولاية‭ ‬الخرطوم‭ ‬خلال‭ ‬أول‭ ‬14‭ ‬شهرا‭ ‬من‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬السودان‭ ‬مع‭ ‬وجود‭ ‬أدلة‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬العدد‭ ‬الكلي‭ ‬أعلى‭ ‬بكثير‭ ‬مما‭ ‬سجل‭ ‬من‭ ‬قبل‭. ‬

وشملت‭ ‬التقديرات‭ ‬سقوط‭ ‬نحو‭ ‬26‭ ‬ألفا‭ ‬قتلى‭ ‬بجروح‭ ‬خطرة‭ ‬أصيبوا‭ ‬بها‭ ‬بسبب‭ ‬العنف‭ ‬وهو‭ ‬رقم‭ ‬أعلى‭ ‬من‭ ‬الذي‭ ‬تذكره‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬حاليا‭ ‬للحصيلة‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬بأكملها‭. ‬

وتشير‭ ‬مسودة‭ ‬الدراسة،‭ ‬التي‭ ‬صدرت‭ ‬عن‭ ‬مجموعة‭ ‬أبحاث‭ ‬السودان‭ ‬في‭ ‬كلية‭ ‬لندن‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬الصحة‭ ‬وطب‭ ‬المناطق‭ ‬الحارة‭ ‬الأربعاء‭ ‬قبل‭ ‬مراجعة‭ ‬من‭ ‬زملاء‭ ‬التخصص،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬التضور‭ ‬جوعا‭ ‬والإصابة‭ ‬بالأمراض‭ ‬أصبحا‭ ‬من‭ ‬الأسباب‭ ‬الرئيسية‭ ‬للوفيات‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬الإبلاغ‭ ‬عنها‭ ‬في‭ ‬أنحاء‭ ‬السودان‭. ‬

وتقول‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬إن‭ ‬الصراع‭ ‬دفع‭ ‬11‭ ‬مليونا‭ ‬للفرار‭ ‬من‭ ‬منازلهم‭ ‬وتسبب‭ ‬في‭ ‬أكبر‭ ‬أزمة‭ ‬جوع‭ ‬في‭ ‬العالم‭. ‬ويحتاج‭ ‬نحو‭ ‬25‭ ‬مليون‭ ‬نسمة،‭ ‬أي‭ ‬نصف‭ ‬سكان‭ ‬السودان‭ ‬تقريبا،‭ ‬إلى‭ ‬المساعدات‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬تنتشر‭ ‬فيه‭ ‬المجاعة‭ ‬في‭ ‬مخيم‭ ‬واحد‭ ‬للنازحين‭ ‬على‭ ‬الأقل‭. ‬

وقال‭ ‬الباحثون‭ ‬إن‭ ‬تقديرات‭ ‬أعداد‭ ‬الوفيات‭ ‬الناجمة‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬الأسباب‭ ‬في‭ ‬ولاية‭ ‬الخرطوم‭ ‬أعلى‭ ‬بنسبة‭ ‬50‭ ‬بالمائة‭ ‬عن‭ ‬المتوسط‭ ‬المسجل‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬البلاد‭ ‬قبل‭ ‬بدء‭ ‬الحرب‭ ‬التي‭ ‬نشبت‭ ‬بين‭ ‬الجيش‭ ‬وقوات‭ ‬الدعم‭ ‬السريع‭ ‬في‭ ‬أبريل‭ ‬2023‭. ‬

ويقول‭ ‬باحثون‭ ‬إن‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬أوقات‭ ‬السلم‭ ‬لا‭ ‬يتم‭ ‬تسجيل‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الوفيات‭ ‬في‭ ‬السودان‭. ‬ومع‭ ‬تصاعد‭ ‬حدة‭ ‬القتال،‭ ‬تقطعت‭ ‬بالسكان‭ ‬السبل‭ ‬للوصول‭ ‬للجهات‭ ‬التي‭ ‬تسجل‭ ‬الوفيات،‭ ‬مثل‭ ‬المستشفيات‭ ‬والمشارح‭ ‬والمقابر‭. ‬كما‭ ‬تسبب‭ ‬الانقطاع‭ ‬المتكرر‭ ‬في‭ ‬خدمات‭ ‬الإنترنت‭ ‬والاتصالات‭ ‬في‭ ‬عزل‭ ‬الملايين‭ ‬عن‭ ‬العالم‭ ‬الخارجي‭. ‬

وتقول‭ ‬ميسون‭ ‬دهب‭ ‬المختصة‭ ‬بعلوم‭ ‬الأوبئة‭ ‬والمديرة‭ ‬المشاركة‭ ‬بمجموعة‭ ‬أبحاث‭ ‬السودان،‭ ‬وهي‭ ‬أيضا‭ ‬من‭ ‬قادت‭ ‬الدراسة،‭ ‬إن‭ ‬الباحثين‭ ‬حاولوا‭ ‬‮«‬رصد‭ ‬الوفيات‭ ‬غير‭ ‬المرئية‮»‬‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬أسلوب‭ ‬عينات‭ ‬يعرف‭ ‬باسم‭ ‬‮«‬الرصد‭ ‬وإعادة‭ ‬الرصد‮»‬‭. ‬وأضافت‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الأسلوب‭ ‬المصمم‭ ‬بالأساس‭ ‬للأبحاث‭ ‬البيئية‭ ‬استُخدم‭ ‬في‭ ‬دراسات‭ ‬منشورة‭ ‬لتقدير‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬قتلوا‭ ‬خلال‭ ‬احتجاجات‭ ‬مطالبة‭ ‬بالديمقراطية‭ ‬في‭ ‬السودان‭ ‬في‭ ‬2019‭ ‬ووفيات‭ ‬جائحة‭ ‬كوفيد‭-‬19‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬يتسنى‭ ‬فيه‭ ‬إحصاء‭ ‬الأعداد‭ ‬بالكامل‭.‬

وباستخدام‭ ‬بيانات‭ ‬من‭ ‬مصدرين‭ ‬مستقلين‭ ‬على‭ ‬الأقل،‭ ‬بحث‭ ‬الباحثون‭ ‬عن‭ ‬أفراد‭ ‬يظهرون‭ ‬في‭ ‬عدة‭ ‬قوائم‭. ‬وكلما‭ ‬قل‭ ‬التداخل‭ ‬بين‭ ‬القوائم،‭ ‬زادت‭ ‬فرص‭ ‬وجود‭ ‬وفيات‭ ‬غير‭ ‬مسجلة‭ ‬وهي‭ ‬معلومات‭ ‬يمكن‭ ‬البناء‭ ‬عليها‭ ‬لتقدير‭ ‬الأعداد‭ ‬الشاملة‭ ‬للوفيات‭. ‬وفي‭ ‬تلك‭ ‬الحالة،‭ ‬جمع‭ ‬الباحثون‭ ‬ثلاثة‭ ‬قوائم‭ ‬للمتوفين‭. ‬

القائمة‭ ‬الأولى‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬مسح‭ ‬للجمهور‭ ‬عبر‭ ‬منصات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬بين‭ ‬نوفمبر‭ ‬2023‭ ‬ويونيو‭ ‬2024‭. ‬أما‭ ‬القائمة‭ ‬الثانية‭ ‬فقد‭ ‬اعتمدت‭ ‬على‭ ‬نشطاء‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬و«سفراء‭ ‬للدراسة‮»‬‭ ‬لتوزيع‭ ‬المسح‭ ‬بشكل‭ ‬شخصي‭ ‬على‭ ‬معارفهم‭ ‬وشبكات‭ ‬تواصلهم‭.‬

والقائمة‭ ‬الثالثة‭ ‬جمعت‭ ‬من‭ ‬منشورات‭ ‬نعي‭ ‬على‭ ‬وسائل‭ ‬تواصل‭ ‬اجتماعي‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬شائع‭ ‬في‭ ‬مدن‭ ‬الخرطوم‭ ‬وأم‭ ‬درمان‭ ‬وبحري‭ ‬التي‭ ‬تشكل‭ ‬معا‭ ‬منطقة‭ ‬العاصمة‭ ‬السودانية‭. ‬وكتب‭ ‬الباحثون‭ ‬‮«‬ما‭ ‬خلصنا‭ ‬إليه‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الوفيات‭ ‬ظلت‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬رصد‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير‮»‬‭. ‬

‭ ‬ولا‭ ‬تشكل‭ ‬الوفيات‭ ‬التي‭ ‬رصدتها‭ ‬القوائم‭ ‬الثلاث‭ ‬سوى‭ ‬خمسة‭ ‬بالمائة‭ ‬فحسب‭ ‬من‭ ‬تقديرات‭ ‬إجمالي‭ ‬الوفيات‭ ‬في‭ ‬ولاية‭ ‬الخرطوم‭ ‬وسبعة‭ ‬بالمئة‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬الوفيات‭ ‬يعزى‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬إصابات‭ ‬متعمدة‮»‬‭. ‬وتقول‭ ‬الدراسة‭ ‬إن‭ ‬النتائج‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬مناطق‭ ‬أخرى‭ ‬منكوبة‭ ‬بالحرب‭ ‬من‭ ‬البلاد‭ ‬ربما‭ ‬شهدت‭ ‬خسائر‭ ‬بشرية‭ ‬مماثلة‭ ‬أو‭ ‬أسوأ‭.‬

وقالت‭ ‬ميسون‭ ‬إن‭ ‬الباحثين‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬لديهم‭ ‬بيانات‭ ‬كافية‭ ‬لتقدير‭ ‬معدلات‭ ‬الوفيات‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬البلاد‭ ‬أو‭ ‬تحديد‭ ‬عدد‭ ‬الوفيات‭ ‬إجمالا‭ ‬الذي‭ ‬يمكن‭ ‬ربطه‭ ‬بالحرب‭. ‬

وأشار‭ ‬الباحثون‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تقديراتهم‭ ‬لعدد‭ ‬الوفيات‭ ‬الناتجة‭ ‬عن‭ ‬العنف‭ ‬في‭ ‬ولاية‭ ‬الخرطوم‭ ‬تجاوزت‭ ‬20178‭ ‬حالة‭ ‬قتل‭ ‬تم‭ ‬تسجيلها‭ ‬في‭ ‬أنحاء‭ ‬السودان‭ ‬خلال‭ ‬نفس‭ ‬الفترة‭ ‬بجهود‭ ‬من‭ ‬مشروع‭ ‬بيانات‭ ‬مواقع‭ ‬وأحداث‭ ‬النزاعات‭ ‬المسلحة‭ (‬أكليد‭)‬،‭ ‬وهي‭ ‬مجموعة‭ ‬معنية‭ ‬بمراقبة‭ ‬الأزمات‭ ‬مقرها‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭. ‬

ويستند‭ ‬مسؤولون‭ ‬من‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬ووكالات‭ ‬أخرى‭ ‬معنية‭ ‬بالمجال‭ ‬الإنساني‭ ‬إلى‭ ‬بيانات‭ ‬أكليد‭ ‬التي‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬تقارير‭ ‬من‭ ‬مصادر‭ ‬تشمل‭ ‬مؤسسات‭ ‬إخبارية‭ ‬ومنظمات‭ ‬معنية‭ ‬بالدفاع‭ ‬عن‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬وسلطات‭ ‬محلية‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا