العدد : ١٧٠٧٨ - الأربعاء ٢٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٧٨ - الأربعاء ٢٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

تداعيات فوز «ترامب» على حروب إسرائيل بالشرق الأوسط

مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية

الثلاثاء ١٩ نوفمبر ٢٠٢٤ - 02:00

في‭ ‬يوليو‭ ‬2024،‭ ‬ألقى‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬‮«‬بنيامين‭ ‬نتنياهو‮»‬،‭ ‬كلمة‭ ‬أمام‭ ‬‮«‬الكونجرس‭ ‬الأمريكي‮»‬،‭ ‬بعد‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬شهرين‭ ‬من‭ ‬طلب‭ ‬‮«‬المدعي‭ ‬العام‭ ‬للمحكمة‭ ‬الجنائية‭ ‬الدولية‮»‬،‭ ‬إصدار‭ ‬مذكرات‭ ‬اعتقال‭ ‬دولية‭ ‬بحقه‭ ‬بتهمة‭ ‬ارتكاب‭ ‬جرائم‭ ‬حرب،‭ ‬وجرائم‭ ‬ضد‭ ‬الإنسانية،‭ ‬هو‭ ‬ووزير‭ ‬دفاعه‭ ‬‭ ‬آنذاك‭ ‬‭ ‬يوآف‭ ‬جالانت،‭ ‬حيث‭ ‬استقبله‭ ‬أعضاء‭ ‬الكونجرس‭ ‬الجمهوريون‭ ‬بحرارة،‭ ‬وقوبل‭ ‬بتصفيق‭ ‬حار‭ ‬ووقوف‭ ‬متكرر‭. ‬وخلال‭ ‬كلمته،‭ ‬تعهد‭ ‬بمواصلة‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬دون‭ ‬النظر‭ ‬إلى‭ ‬التكلفة‭ ‬البشرية‭ ‬والمادية‭ ‬الباهظة،‭ ‬التي‭ ‬يعاني‭ ‬منها‭ ‬الفلسطينيون‭.‬

وعليه،‭ ‬فمن‭ ‬غير‭ ‬المستغرب‭ ‬أن‭ ‬يرحب‭ ‬‮«‬نتنياهو‮»‬،‭ ‬وحكومته‭ ‬بالدور‭ ‬الذي‭ ‬سيقوده‭ ‬‮«‬دونالد‭ ‬ترامب‮»‬،‭ ‬وأعضاء‭ ‬الحزب‭ ‬الجمهوري‭ ‬في‭ ‬الحكومة‭ ‬الأمريكية‭ ‬القادمة،‭ ‬ابتداءً‭ ‬من‭ ‬يناير2025،‭ ‬حيث‭ ‬مثّل‭ ‬فوزه‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬استحواذ‭ ‬الحزب‭ ‬الجمهوري‭ ‬على‭ ‬أغلبية‭ ‬مجلس‭ ‬الشيوخ،‭ ‬وتفوقه‭ ‬العددي‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬النواب،‭ ‬‮«‬ديناميكية‭ ‬تشريعية‮»‬،‭ ‬مهمة‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬توفر‭ ‬لإسرائيل‭ ‬دعمًا‭ ‬سياسيًا،‭ ‬واقتصاديًا،‭ ‬وعسكريًا‭ ‬أكبر‭ ‬لحروبها‭ ‬واعتداءاتها‭ ‬بجميع‭ ‬أنحاء‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬في‭ ‬مقابل‭ ‬ضغوط‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬‮«‬واشنطن‮»‬،‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬الخسائر‭ ‬المدنية،‭ ‬وتقويض‭ ‬الاستقرار‭ ‬الإقليمي‭.‬

ووفقًا‭ ‬لتقييم‭ ‬‮«‬ستيفن‭ ‬والت‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬جامعة‭ ‬هارفارد‮»‬،‭ ‬فإن‭ ‬إخفاقات‭ ‬‮«‬جو‭ ‬بايدن‮»‬،‭ ‬و«كامالا‭ ‬هاريس‮»‬،‭ ‬في‭ ‬إنهاء‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬ومحاسبة‭ ‬إسرائيل‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬تسببت‭ ‬فيه‭ ‬من‭ ‬مآسٍ‭ ‬إنسانية؛‭ ‬كانت‭ ‬لها‭ ‬تأثيرات‭ ‬واضحة‭ ‬في‭ ‬نتائج‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬الأمريكية،‭ ‬وأدى‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬ابتعاد‭ ‬الناخبين‭ ‬عن‭ ‬الحزب‭ ‬الديمقراطي‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬حذر‭ ‬من‭ ‬التفاؤل‭ ‬بتحسن‭ ‬الوضع‭ ‬مع‭ ‬قدوم‭ ‬‮«‬ترامب‮»‬،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬قدم‭ ‬لنتنياهو‭ ‬‮«‬كل‭ ‬ما‭ ‬يريده‮»‬‭ ‬خلال‭ ‬ولايته‭ ‬الأولى‭. ‬ومن‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬يواصل‭ ‬تقديم‭ ‬الدعم‭ ‬الكامل‭ ‬له،‭ ‬ويمنحه‭ ‬‮«‬الضوء‭ ‬الأخضر‮»‬،‭ ‬لاستمرار‭ ‬عمليات‭ ‬التوسع،‭ ‬والاستيطان‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الطرد‭ ‬أو‭ ‬الاستئصال‭ ‬المحتمل‭ ‬للفلسطينيين‭ ‬من‭ ‬المناطق‭ ‬التي‭ ‬تسعى‭ ‬إسرائيل‭ ‬إلى‭ ‬ضمها‭.‬

ومع‭ ‬توقع‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المحللين،‭ ‬أن‭ ‬تؤدي‭ ‬عودة‭ ‬‮«‬ترامب‮»‬،‭ ‬للبيت‭ ‬الأبيض‭ ‬إلى‭ ‬تجدد‭ ‬التوترات‭ ‬العالمية،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬تصعيد‭ ‬الحرب‭ ‬التجارية‭ ‬مع‭ ‬الصين،‭ ‬وزيادة‭ ‬الضغوط‭ ‬على‭ ‬أعضاء‭ ‬حلف‭ ‬شمال‭ ‬الأطلسي،‭ ‬لتعزيز‭ ‬إنفاقهم‭ ‬الدفاعي،‭ ‬واستئناف‭ ‬حملة‭ ‬‮«‬الضغط‭ ‬الأقصى‮»‬‭ ‬على‭ ‬إيران؛‭ ‬فإنه‭ ‬من‭ ‬المرجح‭ ‬أن‭ ‬يعزز‭ ‬الدعم‭ ‬الأمريكي‭ ‬العلني‭ ‬لإسرائيل،‭ ‬دون‭ ‬النظر‭ ‬إلى‭ ‬تداعياته‭ ‬على‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬الإنساني‭. ‬وخلال‭ ‬فترته‭ ‬السابقة‭ ‬بين‭ ‬2017‭ ‬و2021،‭ ‬تفاخر‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬دافع‭ ‬عن‭ ‬إسرائيل‭ ‬كما‭ ‬لم‭ ‬يفعل‭ ‬أي‭ ‬رئيس‭ ‬من‭ ‬قبله‮»‬،‭ ‬كما‭ ‬اتخذ‭ ‬قرارات‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة،‭ ‬مثل‭ ‬نقل‭ ‬السفارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬من‭ ‬تل‭ ‬أبيب‭ ‬إلى‭ ‬القدس،‭ ‬واعترافه‭ ‬بالسيادة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬على‭ ‬مرتفعات‭ ‬الجولان،‭ ‬التي‭ ‬احتلتها‭ ‬إسرائيل‭ ‬من‭ ‬سوريا‭ ‬عام‭ ‬1967،‭ ‬مما‭ ‬أثار‭ ‬انتقادات‭ ‬واسعة،‭ ‬نظرا‭ ‬لكونه‭ ‬خرقًا‭ ‬لمواقف‭ ‬دولية‭ ‬ثابتة‭ ‬تجاه‭ ‬هذه‭ ‬القضايا‭.‬

ومع‭ ‬اتخاذه‭ ‬سلسلة‭ ‬من‭ ‬الخطوات،‭ ‬التي‭ ‬ساهمت‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬إسرائيل‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬مثل‭ ‬‮«‬إغلاق‭ ‬مكتب‭ ‬منظمة‭ ‬التحرير‭ ‬الفلسطينية‮»‬‭ ‬في‭ ‬واشنطن،‭ ‬و«خفض‭ ‬مستوى‭ ‬البعثة‭ ‬الدبلوماسية‮»‬‭ ‬في‭ ‬فلسطين،‭ ‬بدمجها‭ ‬مع‭ ‬السفارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬إسرائيل،‭ ‬وإعلانه‭ ‬أن‭ ‬المستوطنات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية،‭ ‬لا‭ ‬تخالف‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬في‭ ‬موقف‭ ‬غير‭ ‬مسبوق؛‭ ‬بدا‭ ‬واضحًا‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬القرارات‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬تقويض‭ ‬الجهود‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬لإقامة‭ ‬دولة‭ ‬فلسطينية‭ ‬مستقلة‭. ‬ونظرًا‭ ‬لهذا‭ ‬السجل‭ ‬المؤيد‭ ‬بشدة‭ ‬لإسرائيل،‭ ‬فليس‭ ‬من‭ ‬المستغرب‭ ‬إعراب‭ ‬67%‭ ‬من‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬ممن‭ ‬استُطلعت‭ ‬آراؤهم‭ ‬عن‭ ‬سعادتهم‭ ‬بإعادة‭ ‬انتخابه‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬أشار‭ ‬‮«‬بول‭ ‬داير‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬مجلس‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬للشؤون‭ ‬الدولية‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الصفقات‮»‬‭ ‬التي‭ ‬ستُعقد‭ ‬مع‭ ‬‮«‬إدارة‭ ‬ترامب‮»‬،‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬ولايته‭ ‬الجديدة،‭ ‬ستتيح‭ ‬لإسرائيل‭ ‬‮«‬تأثيرًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬في‭ ‬أجندة‭ ‬الرئيس‭ ‬المنتخب،‭ ‬خاصة‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بطموحاته‭ ‬السياسية‭ ‬في‭ ‬المنطقة‮»‬‭. ‬وينطبق‭ ‬هذا‭ ‬بشكل‭ ‬خاص‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬مسعى‭ ‬دبلوماسي‭ ‬تقوده‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬لإنهاء‭ ‬الحروب‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬ولبنان‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬تصريحاته‭ ‬المتكررة،‭ ‬بشأن‭ ‬نيته‭ ‬إنهاء‭ ‬هذه‭ ‬الحروب،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬أمام‭ ‬القيادات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬والفلسطينية،‭ ‬فقد‭ ‬أوضحت‭ ‬‮«‬كيلي‭ ‬آبلز‮»‬،‭ ‬و«فرانسيس‭ ‬فينال‮»‬،‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬واشنطن‭ ‬بوست‮»‬،‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬لم‭ ‬يقدم‭ ‬خطة‭ ‬واضحة‭ ‬لكيفية‭ ‬تحقيق‭ ‬ذلك‮»‬‭.‬

ووصف‭ ‬‮«‬روبرت‭ ‬بيشيل‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬مجلس‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬للشؤون‭ ‬الدولية‮»‬،‭ ‬نهجه‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬القضايا‭ ‬الإقليمية،‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬شخصي‭ ‬للغاية‭ ‬ومُرتجل‮»‬،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬يولي‭ ‬ثقة‭ ‬عمياء‭ -‬وغير‭ ‬مبررة‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير‭ ‬‭ ‬في‭ ‬قدرته‭ ‬على‭ ‬تحليل‭ ‬المواقف،‭ ‬واتخاذ‭ ‬القرارات،‭ ‬والتفاوض‭ ‬على‭ ‬الحلول،‭ ‬ولاحظ‭ ‬‮«‬والت‮»‬،‭ ‬أنه‭ ‬وحلفاءه‭ ‬في‭ ‬الحزب‭ ‬الجمهوري‭ ‬‮«‬لن‭ ‬يتأثروا‭ ‬بالخسائر‭ ‬المأساوية‭ ‬التي‭ ‬يواجهها‭ ‬الأبرياء‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬ولبنان،‭ ‬والضفة‭ ‬الغربية‭ ‬المحتلة‮»‬،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬أن‭ ‬أولويتهم‭ ‬تكمن‭ ‬في‭ ‬إنهاء‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬‮«‬بشروط‭ ‬إسرائيل‮»‬‭. ‬وأضاف‭ ‬‮«‬ستيفن‭ ‬كوك‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬مجلس‭ ‬العلاقات‭ ‬الخارجية‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬هدفهم‭ ‬هو‭ ‬‮«‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬تسوية‭ ‬تحقق‭ ‬مصالح‭ ‬إسرائيل‭ ‬بالدرجة‭ ‬الأولى‮»‬‭.‬

من‭ ‬جانبها،‭ ‬أوضحت‭ ‬‮«‬لوسي‭ ‬ويليامسون‮»‬،‭ ‬من‭ ‬شبكة‭ ‬‮«‬بي‭ ‬بي‭ ‬سي‮»‬،‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬‮«‬ضمانات‮»‬،‭ ‬بأن‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬القادم‭ ‬‮«‬سيمنح‭ ‬نتنياهو‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يريد‮»‬،‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬باستمرار‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬والمستوطنات‭ ‬غير‭ ‬القانونية‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬يرى‭ ‬‮«‬كوك‮»‬،‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬المرجح‭ ‬أن‭ ‬تمارس‭ ‬‮«‬واشنطن‮»‬،‭ ‬ضغطًا‭ ‬على‭ ‬إسرائيل‭ ‬لإنهاء‭ ‬الحرب،‭ ‬بل‭ ‬من‭ ‬المرجح‭ ‬أن‭ ‬تمنحها‭ ‬مزيدًا‭ ‬من‭ ‬‮«‬المرونة‮»‬،‭ ‬لإنهاء‭ ‬الصراع‭ ‬بما‭ ‬يصب‭ ‬في‭ ‬صالحها،‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬استمرار‭ ‬معاناة‭ ‬الفلسطينيين‭.‬

بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬‮«‬إدارة‭ ‬بايدن‮»‬،‭ ‬قد‭ ‬قدمت‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬22‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬من‭ ‬التمويل‭ ‬والشحنات‭ ‬العسكرية‭ ‬لإسرائيل‭ ‬منذ‭ ‬أكتوبر‭ ‬2023‭. ‬وأشار‭ ‬‮«‬كوك‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الكونجرس‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬يهيمن‭ ‬عليه‭ ‬الجمهوريون،‭ ‬وإدارة‭ ‬ترامب‭ ‬المقبلة‭ ‬في‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض،‭ ‬سيلغي‭ ‬أي‭ ‬حظر‭ ‬حالي‭ ‬على‭ ‬التحويلات‭ ‬العسكرية‭ ‬الأمريكية‭ ‬إلى‭ ‬إسرائيل،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬القنابل‭ ‬شديدة‭ ‬الانفجار‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬استخدامها‭ ‬في‭ ‬تدمير‭ ‬غزة‭. ‬وبينما‭ ‬أظهرت‭ ‬استطلاعات‭ ‬شبكة‭ ‬‮«‬سي‭ ‬بي‭ ‬إس‮»‬‭ ‬في‭ ‬يونيو‭ ‬2024،‭ ‬أن‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬60%‭ ‬من‭ ‬الأمريكيين‭ (‬منهم‭ ‬40%‭ ‬من‭ ‬الجمهوريين‭)‬،‭ ‬يرون‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬ينبغي‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬إرسال‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬الأسلحة‭ ‬إلى‭ ‬إسرائيل،‭ ‬فإن‭ ‬أعضاء‭ ‬الحزب‭ ‬الجمهوري‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬النواب،‭ ‬جددوا‭ ‬‮«‬دعمهم‭ ‬الثابت‭ ‬لإسرائيل‮»‬،‭ ‬وأكدوا‭ ‬أنهم‭ ‬سيواصلون‭ ‬الموافقة‭ ‬على‭ ‬نقل‭ ‬الأسلحة،‭ ‬طالما‭ ‬استمرت‭ ‬الحرب‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬‮«‬إدارة‭ ‬بايدن‮»‬،‭ ‬تعرضت‭ ‬لانتقادات‭ ‬بسبب‭ ‬تورطها‭ ‬في‭ ‬تدمير‭ ‬إسرائيل‭ ‬المنهجي‭ ‬لقطاع‭ ‬غزة‭ ‬والتسبب‭ ‬في‭ ‬معاناة‭ ‬ملايين‭ ‬المدنيين‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬وعرقلة‭ ‬سبل‭ ‬عيشهم؛‭ ‬فإن‭ ‬غياب‭ ‬أي‭ ‬اهتمام‭ ‬إنساني‭ ‬حتى‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬‮«‬إدارة‭ ‬ترامب‮»‬،‭ ‬المستقبلية؛‭ ‬يظهر‭ ‬بوضوح‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تصريحات‭ ‬مرشحيها‭ ‬وقادتها‭ ‬المحتملين‭. ‬وعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬في‭ ‬مكالمة‭ ‬هاتفية‭ ‬في‭ ‬أكتوبر‭ ‬2024‭ ‬بين‭ ‬مرشح‭ ‬الرئاسة‭ ‬آنذاك‭ ‬ونتنياهو،‭ ‬أكد‭ ‬‮«‬ترامب‮»‬،‭ ‬دعمه‭ ‬لرئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬بأن‭ ‬‮«‬يفعل‭ ‬ما‭ ‬يجب‭ ‬عليه‭ ‬فعله‮»‬،‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالحروب‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬ولبنان،‭ ‬دون‭ ‬قلق‭ ‬من‭ ‬ردود‭ ‬الفعل‭ ‬من‭ ‬‮«‬واشنطن‮»‬‭. ‬كما‭ ‬نقل‭ ‬السناتور‭ ‬الجمهوري‭ ‬‮«‬ليندسي‭ ‬جراهام‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬حاضرًا‭ ‬في‭ ‬المكالمة،‭ ‬أن‭ ‬ترامب‭ ‬‮«‬أُعجب‮»‬‭ ‬بالهجوم‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬على‭ ‬‮«‬حزب‭ ‬الله‮»‬‭ ‬في‭ ‬سبتمبر،‭ ‬و«أعرب‭ ‬عن‭ ‬إعجابه‭ ‬بعملياتهم‭ ‬العسكرية،‭ ‬وما‭ ‬قاموا‭ ‬به‮»‬‭.‬

وهناك‭ ‬عنصر‭ ‬آخر‭ ‬يجب‭ ‬الإشارة‭ ‬إليه،‭ ‬وهو‭ ‬أن‭ ‬عودة‭ ‬‮«‬ترامب‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض؛‭ ‬ستعزز‭ ‬مسعى‭ ‬‮«‬نتنياهو‮»‬،‭ ‬للبقاء‭ ‬في‭ ‬السلطة‭. ‬وأشار‭ ‬‮«‬جيسون‭ ‬بيرك‮»‬،‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬الجارديان‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬مر‭ ‬بعاصفة‭ ‬من‭ ‬الانتقادات‭ ‬الشعبية؛‭ ‬بسبب‭ ‬الإخفاقات‭ ‬الاستخباراتية،‭ ‬التي‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬هجوم‭ ‬حماس‭ ‬المفاجئ‭ ‬في‭ ‬7‭ ‬أكتوبر2023،‭ ‬وتجاهل‭ ‬الإدانة‭ ‬الدولية‭ ‬لتدمير‭ ‬غزة،‭ ‬وأخيرًا‭ ‬إقالة‭ ‬‮«‬جالانت‮»‬،‭ ‬من‭ ‬مجلس‭ ‬الحرب،‭ ‬وإبعاد‭ ‬صوت‭ ‬معارض‭ ‬رئيسي‭ ‬لخططه‭ ‬طويلة‭ ‬الأمد‭ ‬للفلسطينيين؛‭ ‬فإن‭ ‬‮«‬هذه‭ ‬المواقف‭ ‬المعززة‭ ‬حديثًا‮»‬،‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬تُقارن‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬يقدمه‭ ‬‮«‬ترامب‮»‬،‭ ‬وهو‭ ‬مؤيد‭ ‬أقوى‭ ‬لإسرائيل‭ ‬من‭ ‬بايدن؛‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬قد‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تكثيف‭ ‬إسرائيل‭ ‬قصفها‭ ‬للبنان،‭ ‬وإطالة‭ ‬أمد‭ ‬تدمير‭ ‬غزة،‭ ‬وزيادة‭ ‬تفاقم‭ ‬الكارثة‭ ‬الإنسانية‭ ‬هناك‭.‬

ويعد‭ ‬وصول‭ ‬‮«‬ترامب‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬الرئاسة،‭ ‬مع‭ ‬سيطرة‭ ‬الحزب‭ ‬الجمهوري‭ ‬على‭ ‬الكونجرس؛‭ ‬بمثابة‭ ‬النتيجة‭ ‬المثالية‭ ‬للتحالف‭ ‬اليميني‭ ‬المتطرف‭ ‬في‭ ‬إسرائيل‭ ‬بعد‭ ‬انتخابات‭ ‬5‭ ‬نوفمبر‭ ‬2024‭. ‬ومع‭ ‬مرور‭ ‬‮«‬بايدن‮»‬،‭ ‬بفترة‭ ‬من‭ ‬الضعف‭ ‬السياسي،‭ ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬تبقى‭ ‬من‭ ‬تأثيره‭ ‬على‭ ‬السياسة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬قد‭ ‬تلاشى‭. ‬فإسرائيل،‭ ‬كما‭ ‬يعتقد‭ ‬مؤيدو‭ ‬الحرب‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬السياسيين‭ ‬والعسكريين،‭ ‬يعرفون‭ ‬أن‭ ‬إدارة‭ ‬أمريكية‭ ‬جديدة‭ ‬ستتولى‭ ‬السلطة‭ ‬في‭ ‬غضون‭ ‬ثلاثة‭ ‬أشهر،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬أنه‭ ‬سيتم‭ ‬إزالة‭ ‬أي‭ ‬تظاهر‭ ‬بالمعارضة‭ ‬تجاه‭ ‬انتهاكات‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬وخرق‭ ‬القوانين‭ ‬الدولية‭ ‬التي‭ ‬تحدث‭ ‬حاليًا‭.‬

وفي‭ ‬تقييم‭ ‬‮«‬والت‮»‬،‭ ‬فإن‭ ‬سمعة‭ ‬‮«‬ترامب‮»‬،‭ ‬كرجل‭ ‬أعمال،‭ ‬قد‭ ‬تجعل‭ ‬البعض‭ ‬يظن‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬صانع‭ ‬سلام‭ ‬عظيم‮»‬،‭ ‬يسعى‭ ‬إلى‭ ‬إبرام‭ ‬‮«‬صفقة‭ ‬كبيرة»؛‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الحقيقة‭ ‬هي‭ ‬أنه،‭ ‬‮«‬نظرًا‭ ‬لافتقاره‭ ‬للصبر،‭ ‬أو‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬إجراء‭ ‬مفاوضات‭ ‬حقيقية‮»‬،‭ ‬فإن‭ ‬أي‭ ‬محاولة‭ ‬دبلوماسية‭ ‬تقودها‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬لإنهاء‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬مسار‭ ‬لا‭ ‬يدعم‭ ‬إسرائيل،‭ ‬ستكون‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬‮«‬غير‭ ‬مجدية‮»‬‭. ‬

وأشار‭ ‬‮«‬كوك‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬إذا‭ ‬سُمح‭ ‬لإسرائيل‭ ‬بإنهاء‭ ‬حروبها‭ ‬بالطريقة‭ ‬التي‭ ‬تراها‭ ‬مناسبة،‭ ‬فسيؤدي‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬الضحايا‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬مضيفا‭ ‬أن‭ ‬حلفاء‭ ‬‮«‬نتنياهو‮»‬،‭ ‬الذين‭ ‬يسعون‭ ‬لدعم‭ ‬من‭ ‬واشنطن‭ ‬لتحقيق‭ ‬أهدافهم‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬يكتفون‭ ‬بذلك،‭ ‬بل‭ ‬قد‭ ‬تشمل‭ ‬خططهم‭ ‬عمليات‭ ‬تهجير‭ ‬قسرية‭ ‬لملايين‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬توفرت‭ ‬لهم‭ ‬التغطية‭ ‬الدولية‭. ‬

وفي‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الحالة،‭ ‬فإن‭ ‬الاستقبال‭ ‬الذي‭ ‬لقيه‭ ‬‮«‬نتنياهو‮»‬،‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬سابق‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬‮«‬واشنطن‮»‬،‭ ‬والتصريحات‭ ‬التي‭ ‬أدلى‭ ‬بها‭ ‬السياسيون‭ ‬الجمهوريون،‭ ‬دعما‭ ‬لإسرائيل‭ ‬في‭ ‬حربها‭ ‬وفق‭ ‬شروطها،‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬قبول‭ ‬كبير‭ ‬لهذه‭ ‬السياسة،‭ ‬وإمكانية‭ ‬دعمها‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬مشروط‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا