العدد : ١٧٠٧٩ - الخميس ٢٦ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٥ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٧٩ - الخميس ٢٦ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٥ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

ألوان

داعيا أساتذة وطلبة الجامعة الأهلية إلى الاهتمام به في أبحاثهم.. خليفة:
فقدنا معظم تراثنا الشعبي في الخليج بسبب غياب الوعي بقيمته

السبت ٣٠ نوفمبر ٢٠٢٤ - 02:00

في‭ ‬لقاء‭ ‬ضم‭ ‬أساتذة‭ ‬وطلبة‭ ‬الجامعة‭ ‬الأهلية‭ ‬بالمنامة‭ ‬دعا‭ ‬الشاعر‭ ‬علي‭ ‬عبدالله‭ ‬خليفة‭ ‬أساتذة‭ ‬الجامعات‭ ‬وطلبتها‭ ‬إلى‭ ‬الاهتمام،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬أبحاثهم‭ ‬وأنشطتهم‭ ‬بالتراث‭ ‬الشعبي،‭ ‬مؤكداً‭ ‬أنه‭ ‬إرث‭ ‬ذا‭ ‬قيمة‭ ‬ثقافية‭ ‬وحضارية‭ ‬لكل‭ ‬شعب‭ ‬من‭ ‬شعوب‭ ‬العالم،‭ ‬ولقد‭ ‬فقد‭ ‬هذا‭ ‬الإرث‭ ‬الجانب‭ ‬الأكبر‭ ‬منه‭ ‬نتيجة‭ ‬غياب‭ ‬الوعي‭ ‬بأهميته،‭ ‬وبعده‭ ‬التاريخي‭ ‬والحضاري‭ ‬والقيمي،‭ ‬وارتباطه‭ ‬الوثيق‭ ‬بالهوية‭ ‬والأصالة‭ ‬والانتماء‭ ‬لأبناء‭ ‬المنطقة‭.‬

جاء‭ ‬ذلك‭ ‬خلال‭ ‬الندوة‭ ‬الأدبية‭ ‬والثقافية‭ ‬التي‭ ‬نظّمها‭ ‬مركز‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬والدراسات‭ ‬الشرق‭ ‬أوسطية‭ ‬بالجامعة‭ ‬الأهلية،‭ ‬بعنوان‭ ‬‮«‬التراث‭ ‬الشعبي‭ ‬الخليجي‭: ‬ظروف‭ ‬التجربة‭ ‬والمآل‮»‬،‭ ‬وأدارتها‭ ‬الناقدة‭ ‬والأديبة‭ ‬أستاذة‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬بالجامعة‭ ‬الأهلية،‭ ‬الدكتورة‭ ‬رفيقة‭ ‬بن‭ ‬رجب‭. ‬يأتي‭ ‬هذا‭ ‬اللقاء‭ ‬ضمن‭ ‬جهود‭ ‬المركز‭ ‬لتعزيز‭ ‬المشهد‭ ‬الثقافي‭ ‬والأدبي‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬والخليج‭ ‬العربي‭.‬

وقد‭ ‬أشاد‭ ‬خليفة‭ ‬بمكانة‭ ‬الجامعة‭ ‬الأهلية‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬والمنطقة،‭ ‬مثنيا‭ ‬على‭ ‬القيادة‭ ‬الاستثنائية‭ ‬للبروفيسور‭ ‬عبدالله‭ ‬الحواج،‭ ‬التي‭ ‬أثمرت‭ ‬صرحاً‭ ‬أكاديمياً‭ ‬رائداً‭ ‬غنيا‭ ‬بالكفاءات‭ ‬العلمية‭ ‬والأكاديمية‭. ‬وأكد‭ ‬أن‭ ‬الجامعة‭ ‬تُولي‭ ‬الأدب‭ ‬والثقافة‭ ‬اهتمامًا‭ ‬بالغًا،‭ ‬مما‭ ‬يعكس‭ ‬قوة‭ ‬انتمائها‭ ‬واعتزازها‭ ‬بهويتها‭ ‬البحرينية‭.‬

في‭ ‬مطلع‭ ‬الندوة،‭ ‬قدمت‭ ‬الدكتورة‭ ‬رفيقة‭ ‬بن‭ ‬رجب‭ ‬نبذة‭ ‬عن‭ ‬الشاعر‭ ‬علي‭ ‬عبدالله‭ ‬خليفة،‭ ‬مبرزة‭ ‬أدواره‭ ‬القيادية‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬الثقافي‭. ‬فهو‭ ‬رئيس‭ ‬المنظمة‭ ‬الدولية‭ ‬للفن‭ ‬الشعبي‭ ‬التي‭ ‬تدير‭ ‬من‭ ‬البحرين‭ ‬167‭ ‬فرعاً‭ ‬لها‭ ‬عبر‭ ‬العالم،‭ ‬ورئيس‭ ‬مجلس‭ ‬إدارة‭ ‬مركز‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬كانو‭ ‬الثقافي،‭ ‬والأمين‭ ‬العام‭ ‬لجائزة‭ ‬عيسى‭ ‬لخدمة‭ ‬الإنسانية،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬رئاسته‭ ‬تحرير‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬الثقافة‭ ‬الشعبية‮»‬‭.‬‮ ‬

شارك‭ ‬خليفة‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المؤتمرات‭ ‬والملتقيات‭ ‬الأدبية‭ ‬والفكرية‭ ‬داخل‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬وخارجه،‭ ‬وأحيا‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأمسيات‭ ‬وشارك‭ ‬في‭ ‬المهرجانات‭ ‬الشعرية‭ ‬والثقافية‭. ‬كما‭ ‬دُرست‭ ‬نماذج‭ ‬من‭ ‬قصائده‭ ‬في‭ ‬مقررات‭ ‬المدارس‭ ‬الإعدادية‭ ‬والثانوية‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬وقطر‭ ‬ودولة‭ ‬الإمارات،‭ ‬وترجمت‭ ‬مختارات‭ ‬من‭ ‬أشعاره‭ ‬إلى‭ ‬عدة‭ ‬لغات،‭ ‬منها‭ ‬الإنجليزية‭ ‬والفرنسية‭ ‬والبرتغالية‭ ‬والإيطالية‭ ‬والبولندية‭ ‬والرومانية‭.‬

وقد‭ ‬بدأ‭ ‬الشاعر‭ ‬علي‭ ‬عبدالله‭ ‬خليفة‭ ‬حديثه‭ ‬بتسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬بدايات‭ ‬شغفه‭ ‬بالتراث‭ ‬والفن‭ ‬الشعبي‭ ‬منذ‭ ‬المرحلة‭ ‬الإعدادية،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬يستمتع‭ ‬بالمنافسة‭ ‬التي‭ ‬تجري‭ ‬في‭ ‬إلقاء‭ ‬المواويل‭ ‬بين‭ ‬الأهل‭ ‬بوسطه‭ ‬العائلي‭. ‬لينتقل‭ ‬بعدها‭ ‬إلى‭ ‬الحدث‭ ‬الذي‭ ‬قاده‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1963‭ ‬ليكون‭ ‬مرافقًا‭ ‬للدنماركي‭ ‬بول‭ ‬أولسن،‭ ‬المهتم‭ ‬بموسيقى‭ ‬الشعوب،‭ ‬حين‭ ‬زار‭ ‬البحرين‭ ‬مع‭ ‬البعثة‭ ‬الدنماركية‭ ‬للآثار‭. ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬هذا‭ ‬المختص،‭ ‬أدرك‭ ‬خليفة‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المادة‭ ‬ثمينة‭ ‬ومشجعة‭ ‬على‭ ‬الدراسة‭ ‬والاهتمام‭.‬

وفي‭ ‬دولة‭ ‬قطر،‭ ‬جمع‭ ‬خليفة‭ ‬كل‭ ‬نصوص‭ ‬ديوان‭ ‬حسن‭ ‬الفرحان‭ ‬النعيمي‭ ‬وتحقيقها‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬نشرها‭ ‬مع‭ ‬مقدمة‭ ‬ضافية‭ ‬عن‭ ‬حركة‭ ‬الشعر‭ ‬العامي‭ ‬بالمنطقة،‭ ‬ليتصاعد‭ ‬حماسه‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬ويقترح‭ ‬في‭ ‬مؤتمر‭ ‬لوزراء‭ ‬الإعلام‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربية‭ ‬إنشاء‭ ‬مركز‭ ‬متخصص‭ ‬لجمع‭ ‬التراث،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬شعر‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة‭ ‬هي‭ ‬منطقة‭ ‬عمل‭ ‬ميداني‭ ‬واحدة‭ ‬لا‭ ‬فروق‭ ‬بينها‭ ‬في‭ ‬المادة‭ ‬وطريقة‭ ‬الأداء‭. ‬وإن‭ ‬وجدت،‭ ‬فهي‭ ‬فروق‭ ‬طفيفة‭ ‬لا‭ ‬تقاس‭. ‬فطرح‭ ‬فكرة‭ ‬تأسيس‭ ‬مركز‭ ‬لتوحيد‭ ‬جهود‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬في‭ ‬جمع‭ ‬التراث‭ ‬الشعبي،‭ ‬وقد‭ ‬رحّبت‭ ‬بهذه‭ ‬الفكرة‭ ‬دولة‭ ‬قطر،‭ ‬وخصوصًا‭ ‬أنها‭ ‬كانت‭ ‬تفتقد‭ ‬وجود‭ ‬هيئة‭ ‬خليجية‭ ‬مشتركة‭ ‬على‭ ‬أرضها‭ ‬تلك‭ ‬الفترة‭. ‬ولهذا‭ ‬بذلت‭ ‬كثيرًا‭ ‬من‭ ‬الجهود‭ ‬فتأسّس‭ ‬مركز‭ ‬التراث‭ ‬الشعبي،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬رُصدت‭ ‬له‭ ‬موازنة‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬13‭ ‬مليون‭ ‬ريال‭ ‬لدراسة‭ ‬جدوى‭ ‬تأسيسه‭.‬

وأوضح‭ ‬خليفة‭ ‬أن‭ ‬المركز،‭ ‬حتى‭ ‬إغلاقه‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2005،‭ ‬قام‭ ‬بمشاريع‭ ‬كبرى‭ ‬وندوات‭ ‬مهمة‭ ‬تخدم‭ ‬التراث،‭ ‬وقام‭ ‬بتدريب‭ ‬فرق‭ ‬عمل‭ ‬للجمع‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭. ‬وحقق‭ ‬نجاحات‭ ‬كبيرة‭ ‬منها‭ ‬أربعة‭ ‬مؤتمرات‭ ‬دولية‭ ‬للتخطيط‭ ‬لجمع‭ ‬المادة‭ ‬من‭ ‬الميدان‭ ‬كانت‭ ‬ثرية‭ ‬جدًا،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬المأثورات‭ ‬الشعبية‮»‬‭ ‬التي‭ ‬صدرت‭ ‬عن‭ ‬المركز‭ ‬آنذاك‭.‬

وأضاف‭ ‬أن‭ ‬المركز‭ ‬اهتم‭ ‬بثلاثة‭ ‬أمور‭ ‬رئيسية‭: ‬أولها‭ ‬الجمع‭ ‬الميداني‭ ‬للتراث‭ ‬الشعبي‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬ككل،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬العمل‭ ‬ميدانياً‭ ‬على‭ ‬جمع‭ ‬التاريخ‭ ‬الشفهي‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬أربعة‭ ‬محاور،‭ ‬هي‭: ‬الأدب‭ ‬الشعبي،‭ ‬الموسيقى‭ ‬وفنون‭ ‬الأداء‭ ‬الحركي،‭ ‬العادات‭ ‬والتقاليد‭ ‬والمعارف‭ ‬الشعبية،‭ ‬ثم‭ ‬الحرف‭ ‬والصناعات‭ ‬الشعبية‭.‬

أما‭ ‬الاهتمام‭ ‬الثاني،‭ ‬فكان‭ ‬البحوث‭ ‬العلمية‭ ‬والنشر‭. ‬ومن‭ ‬أبرز‭ ‬إنجازات‭ ‬المركز‭ ‬إصدار‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬المأثورات‭ ‬الشعبية‮»‬‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1984‭. ‬وقد‭ ‬صدر‭ ‬منها‭ ‬95‭ ‬عدداً‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تتوقف،‭ ‬حيث‭ ‬أسهمت‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الدراسات‭ ‬الدورية‭ ‬حول‭ ‬التراث‭ ‬الشعبي‭ ‬الخليجي‭ ‬والعربي‭ ‬بشكل‭ ‬عام،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬كتاب‭ ‬مرفق‭ ‬مع‭ ‬المجلة‭ ‬يُعنى‭ ‬بقضايا‭ ‬التراث‭.‬

الاهتمام‭ ‬الثالث‭ ‬كان‭ ‬تدريب‭ ‬الكوادر‭ ‬الخليجية‭ ‬في‭ ‬الجمع‭ ‬الميداني،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬كل‭ ‬دولة‭ ‬تقدم‭ ‬مشروعها‭ ‬للمركز،‭ ‬ليتم‭ ‬دراسته‭ ‬وتنفيذه‭ ‬بمعرفة‭ ‬أبناء‭ ‬المنطقة‭ ‬ذاتها،‭ ‬لضمان‭ ‬التوثيق‭ ‬الدقيق‭ ‬للعادات‭ ‬والتقاليد‭ ‬واللهجات‭ ‬المختلفة‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا