العدد : ١٧٠٧٩ - الخميس ٢٦ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٥ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٧٩ - الخميس ٢٦ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٥ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

عربية ودولية

هيئة تحرير الشام وفصائل معارضة تدخل مدينة حلب بعد هجوم مباغت

السبت ٣٠ نوفمبر ٢٠٢٤ - 02:00

بيروت‭ - (‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭): ‬دخلت‭ ‬مجموعات‭ ‬مسلحة‭ ‬بينها‭ ‬هيئة‭ ‬تحرير‭ ‬الشام‭ ‬وفصائل‭ ‬مدعومة‭ ‬من‭ ‬تركيا‭ ‬أمس‭ ‬الجمعة‭ ‬مدينة‭ ‬حلب‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬سوريا،‭ ‬وفق‭ ‬المرصد‭ ‬السوري‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬بعد‭ ‬قصفها‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬هجوم‭ ‬بدأته‭ ‬قبل‭ ‬يومين‭ ‬على‭ ‬القوات‭ ‬الحكومية‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬أعنف‭ ‬جولات‭ ‬القتال‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭. ‬وقال‭ ‬مدير‭ ‬المرصد‭ ‬رامي‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬لفرانس‭ ‬برس‭ ‬إن‭ ‬الفصائل‭ ‬‮«‬دخلت‭ ‬إلى‭ ‬الأحياء‭ ‬الجنوبية‭ ‬الغربية‭ ‬والغربية‮»‬‭ ‬للمدينة‭. ‬وقال‭ ‬شاهدا‭ ‬عيان‭ ‬من‭ ‬المدينة‭ ‬لفرانس‭ ‬برس‭ ‬إنهما‭ ‬شاهدا‭ ‬رجالا‭ ‬مسلحين‭ ‬في‭ ‬منطقتهما،‭ ‬وسط‭ ‬حالة‭ ‬هلع‭ ‬في‭ ‬المدينة‭.  ‬

وأودت‭ ‬العمليات‭ ‬العسكرية‭ ‬بحياة‭ ‬255‭ ‬شخصا،‭ ‬وفقا‭ ‬للمرصد‭ ‬السوري‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬معظمهم‭ ‬مقاتلون‭ ‬من‭ ‬طرفي‭ ‬النزاع،‭ ‬ومن‭ ‬بينهم‭ ‬24‭ ‬مدنيا‭ ‬قضى‭ ‬معظمهم‭ ‬في‭ ‬قصف‭ ‬من‭ ‬طائرات‭ ‬روسية‭ ‬تدعم‭ ‬قوات‭ ‬النظام‭ ‬في‭ ‬المعركة‭. ‬بدأ‭ ‬الهجوم‭ ‬خلال‭ ‬مرحلة‭ ‬حرجة‭ ‬تمر‭ ‬بها‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬مع‭ ‬سريان‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬نار‭ ‬هش‭ ‬بين‭ ‬إسرائيل‭ ‬وحزب‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬لبنان،‭ ‬علما‭ ‬أن‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬يقاتل‭ ‬أيضا‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬الى‭ ‬جانب‭ ‬قوات‭ ‬النظام‭ ‬في‭ ‬سوريا‭. ‬

مع‭ ‬حلول‭ ‬أمس‭ ‬الجمعة،‭ ‬كانت‭ ‬الفصائل‭ ‬قد‭ ‬بسطت‭ ‬سيطرتها‭ ‬على‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬خمسين‭ ‬بلدة‭ ‬وقرية‭ ‬في‭ ‬الشمال،‭ ‬وفقا‭ ‬للمرصد‭ ‬السوري،‭ ‬في‭ ‬أكبر‭ ‬تقدّم‭ ‬تحرزه‭ ‬المجموعات‭ ‬المسلحة‭ ‬المعارضة‭ ‬للنظام‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭. ‬ووصلت‭ ‬في‭ ‬المقابل‭ ‬تعزيزات‭ ‬من‭ ‬الجيش‭ ‬السوري‭ ‬إلى‭ ‬مدينة‭ ‬حلب،‭ ‬ثاني‭ ‬أكبر‭ ‬المدن‭ ‬في‭ ‬سوريا،‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬أفاد‭ ‬مصدر‭ ‬أمني‭ ‬سوري‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭. ‬وقبل‭ ‬إعلان‭ ‬المرصد‭ ‬السوري‭ ‬دخول‭ ‬هيئة‭ ‬تحرير‭ ‬الشام‭ ‬إلى‭ ‬حلب،‭ ‬أفاد‭ ‬المصدر‭ ‬نفسه‭ ‬عن‭ ‬‮«‬معارك‭ ‬واشتباكات‭ ‬عنيفة‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬غرب‭ ‬حلب‮»‬‭. ‬

وأضاف‭ ‬‮«‬وصلت‭ ‬التعزيزات‭ ‬العسكرية‭ ‬ولن‭ ‬يجري‭ ‬الكشف‭ ‬عن‭ ‬تفاصيل‭ ‬العمل‭ ‬العسكري‭ ‬حرصا‭ ‬على‭ ‬سيره،‭ ‬لكن‭ ‬نستطيع‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬حلب‭ ‬آمنة‭ ‬بشكل‭ ‬كامل‭ ‬ولن‭ ‬تتعرض‭ ‬لأي‭ ‬تهديد‮»‬‭. ‬وبحسب‭ ‬المصدر،‭ ‬‮«‬لم‭ ‬تُقطع‭ ‬الطرق‭ ‬باتجاه‭ ‬حلب،‭ ‬هناك‭ ‬طرق‭ ‬بديلة‭ ‬أطول‭ ‬بقليل‮»‬،‭ ‬متعهدا‭ ‬بأن‭ ‬‮«‬تفتح‭ ‬كل‭ ‬الطرق‭ ‬المؤدية‭ ‬إلى‭ ‬حلب‭ ‬قريبا‮»‬‭. ‬وتزامنا‭ ‬مع‭ ‬الاشتباكات،‭ ‬شنّ‭ ‬الطيران‭ ‬الحربي‭ ‬الروسي‭ ‬والسوري‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬20‭ ‬غارة‭ ‬على‭ ‬إدلب‭ ‬وقرى‭ ‬محيطة‭ ‬بها،‭ ‬وفق‭ ‬المرصد‭ ‬السوري‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬أدّت‭ ‬إلى‭ ‬مقتل‭ ‬شخص‭.  ‬

وأعلن‭ ‬الجيش‭ ‬السوري‭ ‬في‭ ‬بيان‭ ‬أمس‭ ‬الجمعة‭ ‬مواصلته‭ ‬‮«‬التصدي‮»‬‭ ‬للهجوم‭ ‬و«استعادة‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬النقاط‭ ‬التي‭ ‬شهدت‭ ‬خروقات‭ ‬خلال‭ ‬الساعات‭ ‬الماضية‮»‬‭. ‬تمكن‭ ‬مقاتلو‭ ‬هيئة‭ ‬تحرير‭ ‬الشام‭ ‬وحلفاؤهم‭ ‬الخميس‭ ‬من‭ ‬قطع‭ ‬الطريق‭ ‬الذي‭ ‬يصل‭ ‬بين‭ ‬حلب‭ ‬ودمشق،‭ ‬وفقا‭ ‬للمرصد‭ ‬السوري‭. ‬وتعرّض‭ ‬سكن‭ ‬جامعي‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬حلب‭ ‬امس‭ ‬الجمعة‭ ‬للقصف،‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬مقتل‭ ‬أربعة‭ ‬مدنيين،‭ ‬بحسب‭ ‬وكالة‭ ‬الأنباء‭ ‬السورية‭ (‬سانا‭).  ‬

وأدت‭ ‬المعارك‭ ‬إلى‭ ‬نزوح‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬14‭ ‬ألف‭ ‬شخص،‭ ‬نصفهم‭ ‬تقريبا‭ ‬من‭ ‬الأطفال،‭ ‬بحسب‭ ‬مكتب‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لتنسيق‭ ‬الشؤون‭ ‬الإنسانية‭. ‬ومن‭ ‬مدينة‭ ‬حلب،‭ ‬قال‭ ‬سرمد‭ ‬البالغ‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬51‭ ‬عاما‭ ‬لوكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭ ‬‮«‬على‭ ‬مدار‭ ‬الساعة،‭ ‬نسمع‭ ‬أصوات‭ ‬صواريخ‭ ‬ورميات‭ ‬مدفعية‭ ‬وأحيانا‭ ‬أصوات‭ ‬طائرات‭. ‬آخر‭ ‬مرة‭ ‬سمعنا‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المعارك‭ ‬كانت‭ ‬قبل‭ ‬نحو‭ ‬خمس‭ ‬سنوات‮»‬‭. ‬وأَضاف‭ ‬الموظّف‭ ‬في‭ ‬شركة‭ ‬اتصالات‭ ‬‮«‬نخشى‭ ‬أن‭ ‬تتكرر‭ ‬سيناريوهات‭ ‬الحرب‭ ‬وننزح‭ ‬مرة‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬منازلنا،‭ ‬سئمنا‭ ‬هذه‭ ‬الحالة‭ ‬واعتقدنا‭ ‬أنها‭ ‬انتهت‭ ‬لكن‭ ‬يبدو‭ ‬أنها‭ ‬تتكرر‭ ‬من‭ ‬جديد‮»‬‭.  ‬

وفي‭ ‬اتصال‭ ‬هاتفي‭ ‬مع‭ ‬وكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس،‭ ‬قال‭ ‬ناصر‭ ‬حمدو‭ ‬البالغ‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬36‭ ‬عاما‭ ‬من‭ ‬غرب‭ ‬حلب‭ ‬‮«‬نتابع‭ ‬الاخبار‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬الساعة،‭ ‬وقطع‭ ‬الطريق‭ ‬يثير‭ ‬قلقنا‭ ‬اقتصاديا‭ ‬لأننا‭ ‬نخشى‭ ‬ارتفاع‭ ‬اسعار‭ ‬المحروقات‭ ‬وفقدان‭ ‬بعض‭ ‬المواد‮»‬‭. ‬ويعد‭ ‬القتال‭ ‬الناجم‭ ‬عن‭ ‬الهجوم‭ ‬الأعنف‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬التي‭ ‬تشهد‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2011‭ ‬نزاعا‭ ‬داميا‭ ‬عقب‭ ‬احتجاجات‭ ‬شعبية‭ ‬ضد‭ ‬النظام،‭ ‬أودى‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬بحياة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬نصف‭ ‬مليون‭ ‬شخص‭ ‬ودفع‭ ‬الملايين‭ ‬الى‭ ‬النزوح،‭ ‬وأتى‭ ‬على‭ ‬البنى‭ ‬التحتية‭ ‬والاقتصاد‭ ‬في‭ ‬البلاد‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا