العدد : ١٧٠٧٨ - الأربعاء ٢٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٧٨ - الأربعاء ٢٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

عندما يكون التشاور والحوار نهجا

بقلم: د. نبيل العسومي

الأحد ٠١ ديسمبر ٢٠٢٤ - 02:00

من‭ ‬السمات‭ ‬الأساسية‭ ‬لعمل‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬مؤسسات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬والجمعيات‭ ‬والمواطنين‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬محافظات‭ ‬المملكة‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬التشاور‭ ‬والحوار‭ ‬الذي‭ ‬أصبح‭ ‬ثابتا‭ ‬من‭ ‬ثوابت‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬ضمن‭ ‬جهودها‭  ‬الخيرة‭ ‬التي‭ ‬تبذلها‭ ‬بقيادة‭ ‬الفريق‭ ‬أول‭ ‬معالي‭ ‬الشيخ‭ ‬راشد‭ ‬بن‭ ‬عبدالله‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية‭ ‬للمحافظة‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬حيث‭ ‬يحرص‭ ‬معالي‭ ‬الوزير‭ ‬على‭ ‬لقاء‭ ‬النخب‭ ‬الوطنية‭ ‬كلما‭ ‬دعت‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬ونعتقد‭ ‬أن‭ ‬لقاء‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية‭ ‬الأخير‭ ‬مع‭ ‬رؤساء‭ ‬تحرير‭ ‬الصحف‭ ‬المحلية‭ ‬يأتي‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬النهج‭ ‬الذي‭ ‬تسير‭ ‬عليه‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬وذلك‭ ‬لإطلاع‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬بالمستجدات‭ ‬والتغيرات‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭ ‬التي‭ ‬حدثت‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬الأخيرة‭ ‬وجهود‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬التي‭ ‬بذلتها‭ ‬وتبذلها‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬التغيرات‭ ‬لحماية‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬من‭ ‬تداعياتها‭ ‬وتجاوزها‭ ‬بجهود‭ ‬مشتركة‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬المسؤولية‭ ‬التشاركية‭ ‬باعتبار‭ ‬حماية‭ ‬المجتمع‭ ‬مسؤولية‭ ‬مشتركة‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يتحملها‭ ‬الجميع‭.‬

فقد‭ ‬تحدث‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية‭ ‬الفريق‭ ‬أول‭ ‬معالي‭ ‬الشيخ‭ ‬راشد‭ ‬بن‭ ‬عبدالله‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬اللقاء‭ ‬عن‭ ‬التصعيد‭ ‬الذي‭ ‬شهدته‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية‭ ‬بعد‭ ‬أحداث‭ ‬أكتوبر‭ ‬2023‭ ‬وما‭ ‬تلاها‭ ‬من‭ ‬تداعيات‭ ‬وتهديدات‭ ‬لدولنا‭ ‬مما‭ ‬استدعى‭ ‬التشاور‭ ‬مع‭ ‬مختلف‭ ‬مكونات‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬ومؤسساته‭ ‬للتصدي‭ ‬لهذه‭ ‬التهديدات‭ ‬وتجاوزها‭ ‬بتكاتف‭ ‬الجميع‭ ‬للمحافظة‭ ‬على‭ ‬كياننا‭ ‬الوطني‭.‬

وتطرق‭ ‬معالي‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬اللقاء‭ ‬إلى‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬النقاط‭ ‬الأساسية‭ ‬والمهمة‭ ‬لحماية‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬وحفظ‭ ‬نسيجنا‭ ‬الاجتماعي‭ ‬منها‭:‬

أولا‭: ‬دعوة‭ ‬البحرين‭ ‬إلى‭ ‬السلام‭ ‬والاستقرار‭ ‬لجميع‭ ‬الأطراف‭ ‬وعدم‭ ‬اللجوء‭ ‬إلى‭ ‬الحرب‭ ‬لحل‭ ‬الخلافات‭ ‬حفاظا‭ ‬على‭ ‬حياة‭ ‬المدنيين‭ ‬الأبرياء‭ ‬والعزل‭ ‬وتعريض‭ ‬مصالحهم‭ ‬للخطر‭ ‬فالحوار‭ ‬هو‭ ‬السبيل‭ ‬الوحيد‭ ‬لحل‭ ‬الخلافات‭ ‬مهما‭ ‬كان‭ ‬شكلها‭ ‬وتعقيداتها‭ ‬خصوصا‭ ‬بعد‭ ‬فشل‭ ‬تجربة‭ ‬خيار‭ ‬المواجهة‭ ‬الذي‭ ‬راح‭ ‬ضحيته‭ ‬عشرات‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬الضحايا‭ ‬بين‭ ‬قتيل‭ ‬وجريح‭ ‬ومعاق‭ ‬والخراب‭ ‬والتدمير‭ ‬الذي‭ ‬أصاب‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬انطلاقا‭ ‬من‭ ‬دعوة‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬المعظم‭ ‬أيده‭ ‬الله‭ ‬للسلام‭.‬

ثانيا‭: ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الأمور‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تشكل‭ ‬لنا‭ ‬تهديدا‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الاستعداد‭ ‬لمواجهة‭ ‬المواقف‭ ‬الطارئة‭ ‬بجاهزية‭ ‬كاملة‭ ‬حتى‭ ‬نتمكن‭ ‬من‭ ‬تجاوزها‭ ‬بأقل‭ ‬الخسائر‭.‬

ثالثا‭: ‬دور‭ ‬الإعلام‭ ‬خلال‭ ‬الأحداث‭ ‬والمواجهات‭ ‬ومحاولات‭ ‬كل‭ ‬طرف‭ ‬توظيفه‭ ‬لخدمة‭ ‬مصالحه‭ ‬ومواقفه‭ ‬وبالتالي‭ ‬طمس‭ ‬الحقائق‭ ‬عن‭ ‬الناس‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تضارب‭ ‬المعلومات‭ ‬وتناقضها‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬وجود‭ ‬الأقمار‭ ‬الصناعية‭ ‬والمؤسسات‭ ‬الإعلامية‭ ‬والإعلام‭ ‬الفردي‭ ‬والتقارير‭ ‬المباشرة‭ ‬من‭ ‬مواقع‭ ‬الأحداث‭.‬

رابعا‭: ‬دور‭ ‬المنبر‭ ‬الديني‭ ‬في‭ ‬التوعية‭ ‬والمحافظة‭ ‬على‭ ‬النسيج‭ ‬الاجتماعي‭ ‬فالمساجد‭ ‬هي‭ ‬بيوت‭ ‬الله‭ ‬أنشئت‭ ‬للعبادة‭ ‬وأداء‭ ‬الصلوات‭ ‬فيها‭ ‬وقراءة‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬وذكر‭ ‬الله‭ ‬والتوجيه‭ ‬والوعظ‭ ‬والإرشاد‭ ‬والبحرين‭ ‬والحمد‭ ‬لله‭ ‬عامرة‭ ‬بمساجدها‭ ‬وجوامعها‭ ‬يؤومها‭ ‬المصلون‭ ‬لأداء‭ ‬فروضهم‭ ‬فيها‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الالتزام‭ ‬بفضل‭ ‬نصح‭ ‬وإرشاد‭ ‬القائمين‭ ‬على‭ ‬المساجد‭.‬

خامسا‭: ‬دور‭ ‬المجالس‭ ‬وأصحابها‭ ‬في‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬عاداتنا‭ ‬وتقاليدنا‭ ‬التي‭ ‬ورثناها‭ ‬أبا‭ ‬عن‭ ‬جد‭ ‬وتاريخنا‭ ‬وثقافتنا‭ ‬الوطنية‭ ‬فهذه‭ ‬المجالس‭ ‬أرث‭ ‬من‭ ‬تراث‭ ‬أهل‭ ‬البحرين‭ ‬ومرتبطة‭ ‬بتاريخنا‭ ‬وبتطورنا‭ ‬ووسيلة‭ ‬مهمة‭ ‬من‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬بين‭ ‬أهل‭ ‬البحرين‭ ‬منذ‭ ‬القدم‭ ‬لها‭ ‬مكانتها‭ ‬الاجتماعية‭ ‬فهي‭ ‬مدرسة‭ ‬لتعليم‭ ‬الخلق‭ ‬الحسن‭ ‬والاحترام‭ ‬والتربية‭ ‬والسلوك‭ ‬الطيب‭ ‬وأدب‭ ‬الحديث‭ ‬وقيم‭ ‬الاستماع‭ ‬والإصغاء‭.‬

سادسا‭: ‬الازدحام‭ ‬وهي‭ ‬ظاهرة‭ ‬عالمية‭ ‬تعاني‭ ‬منها‭ ‬كل‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬الغنية‭ ‬والفقيرة‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء‭ ‬رغم‭ ‬ما‭ ‬تبذله‭ ‬الدولة‭ ‬من‭ ‬جهود‭ ‬لتوسعة‭ ‬الشوارع‭ ‬وزيادة‭ ‬الطاقة‭ ‬الاستيعابية‭ ‬واستخدام‭ ‬الأنظمة‭ ‬الذكية‭ ‬إدارة‭ ‬ومراقبة‭ ‬الحركة‭ ‬المرورية‭ ‬ويبقى‭ ‬التحدي‭ ‬الأكبر‭ ‬في‭ ‬كيفية‭ ‬ضبط‭ ‬عدد‭ ‬السيارات‭ ‬في‭ ‬الشوارع‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تشريعات‭ ‬جديدة‭ ‬تساعد‭ ‬على‭ ‬استيعاب‭ ‬الحركة‭ ‬المرورية‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬نشر‭ ‬ثقافة‭ ‬استخدام‭ ‬وسائل‭ ‬النقل‭ ‬العام‭ ‬بعد‭ ‬تطويرها‭ ‬وجعلها‭ ‬قريبة‭ ‬من‭ ‬المناطق‭ ‬السكنية‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬مدن‭ ‬وقرى‭ ‬البحرين‭ ‬وفق‭ ‬مواعيد‭ ‬محدودة‭ ‬وسريعة‭.‬

سابعا‭: ‬الهوية‭ ‬الوطنية‭ ‬لتعزيز‭ ‬الانتماء‭ ‬الوطني‭ ‬التي‭ ‬تستمد‭ ‬أهدافها‭ ‬ومضامينها‭ ‬من‭ ‬صلب‭ ‬مبادئ‭ ‬العهد‭ ‬الإصلاحي‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬فهي‭ ‬تضم‭ ‬المؤسسات‭ ‬الحكومية‭ ‬والقطاع‭ ‬الخاص‭ ‬وأطلقت‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬107‭ ‬مبادرات‭.‬

كما‭ ‬تناول‭ ‬معالي‭ ‬الوزير‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬اللقاء‭ ‬دور‭ ‬المنصة‭ ‬الوطنية‭ ‬للحماية‭ ‬المدنية‭ ‬ودورها‭ ‬في‭ ‬زيادة‭ ‬الوعي‭ ‬وتنبيه‭ ‬المواطنين‭ ‬والمقيمين‭ ‬بمخاطر‭ ‬الكوارث‭ ‬الطبيعية‭ ‬بمختلف‭ ‬أشكالها‭ ‬وأنواعها‭ ‬وسبل‭ ‬الوقاية‭ ‬منها‭ ‬وتجاوز‭ ‬التداعيات‭ ‬خلال‭ ‬الحالات‭ ‬الطارئة‭ ‬والإسعاف‭ ‬الوطني‭ ‬ودوره‭ ‬في‭ ‬إنقاد‭ ‬الناس‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المراكز‭ ‬12‭ ‬المنتشرة‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬مناطق‭ ‬البحرين‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬زيادتها‭ ‬إلى‭ ‬30‭ ‬مركزا‭ ‬لتكون‭ ‬قريبة‭ ‬من‭ ‬الجميع‭ ‬جاهزة‭ ‬للاستجابة‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬وقت‭.‬

إنها‭ ‬إذن‭ ‬جهود‭ ‬كبيرة‭ ‬مشكورة‭ ‬ومسؤولية‭ ‬وطنية‭ ‬تتحملها‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬بقيادة‭ ‬الفريق‭ ‬أول‭ ‬معالي‭ ‬الشيخ‭ ‬راشد‭ ‬بن‭ ‬عبدالله‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬بكل‭ ‬كفاءة‭ ‬واقتدار‭ ‬وإن‭ ‬حالة‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬التي‭ ‬تنعم‭ ‬بها‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬يعود‭ ‬الفضل‭ ‬فيها‭ ‬بعد‭ ‬الله‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭ ‬إلى‭ ‬رجال‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬الشجعان‭ ‬فكل‭ ‬الشكر‭ ‬والتقدير‭ ‬لجميع‭ ‬العاملين‭ ‬فيها‭ ‬فهم‭ ‬العين‭ ‬الساهرة‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬الغالي‭ ‬علينا‭ ‬جميعا‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا