دعا قادة دول مجلس التعاون الخليجي في ختام قمتهم الـ 45 في الكويت أمس إلى وقف جرائم القتل وتهجير السكان في غزة، كما رحب القادة باتفاق وقف إطلاق النار المؤقت في لبنان، وأكدوا دعمهم المساعي السعودية لتعزيز التحرك الدولي لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة، وتحقيق السلام الدائم والشامل، وتنفيذ حل الدولتين وفق مبادرة السلام العربية.
وأشاد المجلس الأعلى بمبادرة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم باستضافة مؤتمر الحوار الإسلامي – الإسلامي في المنامة في شهر فبراير 2025، من أجل تعزيز قيم التعايش والوحدة الإسلامية، والحوار بين المسلمين باعتباره ضرورة ملحة للم شمل الأمة، والتلاحم والتضامن بين مختلف مكوناتها في مواجهة التحديات المشتركة.
وهنأ المجلس جلالة الملك المعظم على تولي مملكة البحرين رئاسة القمة العربية في دورتها الثالثة والثلاثين والمنعقدة في المملكة في 16 مايو 2024، مثمنا جهود مملكة البحرين في التحضير المميز لأعمال القمة وما حققته من نتائج وقرارات بناءة لتعزيز مسيرة العمل العربي المشترك.
وهنأ المجلس الأعلى مملكة البحرين على النجاح الذي حققته دورة الألعاب المدرسية الدولية التي استضافتها المملكة في شهر أكتوبر 2024، وما وفرته المملكة من استعدادات كبيرة لاستضافة هذه النسخة من البطولة العالمية، لتأكيد ما للرياضة من أثر ملموس في تحقيق التقارب والتواصل بين شعوب العالم، وتكريس القيم الحضارية الإنسانية.
ويأتي اجتماع قادة مجلس التعاون الخليجي في وقت يعيش فيه الشرق الأوسط حالة من انعدام الاستقرار في اعقاب العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة الذي كاد أن يمتد إلى حرب إقليمية واسعة.
وقال الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم البديوي إن قادة دول المجلس ناقشوا في قمة الكويت: «التحديات الحرجة والخطيرة التي تواجه المنطقة، وخصوصاً العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان والضفة الغربية، وانتهاكات الاحتلال في مدينة القدس والأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية».
وقال أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد في كلمته في افتتاح القمة الخليجية «نجدد إدانتنا للاحتلال الإسرائيلي الغاشم على أرض فلسطين المحتلة، وللإبادات الجماعية المتعاقبة بحق الشعب الفلسطيني الشقيق».
ودعا المجتمع الدولي إلى ضمان «الوقف الفوري لإطلاق النار، وتوفير الحماية الدولية للمدنيين الأبرياء، وضمان فتح الممرات الآمنة ووصول المساعدات الإنسانية العاجلة».
وفي البيان الختامي، أكد القادة ضرورة «الوقف الفوري والدائم لإطلاق النار والعمليات العسكرية الإسرائيلية، وإنهاء الحصار المفروض» على قطاع غزة.
وطالب المجلس الأعلى «بوقف جرائم القتل والعقاب الجماعي في غزة، وتهجير السكان، وتدمير المنشآت المدنية والبنية التحتية، بما فيها المنشآت الصحية والمدارس ودور العبادة، في مخالفة صريحة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني».
وندد الشيخ مشعل بـ«ازدواجية المعايير في تطبيق القوانين والمواثيق والقرارات الدولية ذات الصلة» والتي أدت إلى «استشراء الاحتلال الإسرائيلي وزعزعة أمن المنطقة واستقرارها».
وأوضح أن الكويت «تستبشر خيرا بوقف إطلاق النار على الأراضي اللبنانية، ما يساهم في تخفيض التصعيد في المنطقة».
وأعرب أمير الكويت عن دعمه للجهود السعودية الرامية إلى تشكيل مجموعة دولية تدفع باتجاه إقامة دولة فلسطينية مستقلة، كما أشاد بـ«البوادر الإيجابية البناءة التي عبرت عنها الجمهورية الإسلامية الإيرانية الصديقة نحو مجلس التعاون لدول الخليج العربية».
ورحبت الدول الخليجية بوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله اللبناني.
وعبّر القادة عن التضامن التام مع الشعب اللبناني الشقيق، مستذكرين جهود دولة الكويت ومبادرة مجلس التعاون بشأن لبنان ودعوا الأشقاء في لبنان إلى تغليب المصلحة الوطنية العليا وتأكيد المسار السياسي لحل الخلافات بين المكونات اللبنانية وتعزيز دور لبنان التاريخي في الحفاظ على الأمن القومي العربي والثقافة العربية وعلاقاته الأخوية الراسخة مع دول مجلس التعاون.
ورحب القادة باستمرار الجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان مع جميع الأطراف اليمنية لإحياء العملية السياسية.
وأكد القادة النهج السلمي لدول المجلس وتغليب لغة الحوار والدبلوماسية لحل كافة الخلافات في المنطقة وخارجها وفقا لمقتضيات القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة باحترام سيادة الدول وسلامة أراضيها ووحدتها الوطنية واستقلالها السياسي والامتناع عن استخدام القوة أو التهديد بها.
وفي إطار سعي دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية لتحقيق التنويع الاقتصادي والانتقال إلى نموذج اقتصادي مستدام ومبتكر، شدد قادة دول المجلس على الأهمية الاستراتيجية للاقتصاد الرقمي بوصفه ركيزة رئيسية تدعم مستقبل التنمية في المنطقة، وأكدوا أن الاقتصاد الرقمي يمثل فرصة تاريخية لتعزيز النمو الاقتصادي، وتحقيق التكامل بين دول المجلس، كما أشاد قادة دول المجلس بالبنية التحتية الرقمية المتقدمة والمرنة التي تتميز بها دول مجلس التعاون، عادِّين إياها عاملاً جوهرياً يدعم الطموحات الاقتصادية الرقمية، وأكدوا أن استثمارات دول المجلس في شبكات الجيل الخامس، وتقنيات الاتصال السريع، ومراكز البيانات الضخمة قد عززت من جاهزيتها لتكون مركزاً عالمياً للاقتصاد الرقمي؛ ما يسهم في تسريع الابتكار، ودعم التقنيات الناشئة، وجذب الاستثمارات الرقمية.
وقال وزير الخارجية عبدالله اليحيا إن القمة الخليجية في الكويت تؤكد عمق العلاقات بين دول المجلس، مشيرا إلى أنها أكدت أهمية تعزيز العمل المشترك لمواجهة تحديات المنطقة.
وأضاف اليحيا خلال مؤتمر صحفي أن القمة اعتمدت قرارات هامة تجسد روح الوحدة منها تعزيز التكامل الاقتصادي نحو السوق الخليجية المشتركة، وبما يسهم في تحقيق التنمية الاقتصادية الشاملة، وإطلاق برنامج إستراتيجي مشترك لتحقيق الامن الغذائي، وتعزيز التعاون في مجال التكنولوجيا وتحقيق الريادة في الاقتصاد الرقمي.
وذكر أن البيان الختامي للقمة تناول رؤية مجلس التعاون الخليجي حيال التطورات الإقليمية وفي مقدمتها التنسيق بين دول المجلس لمواجهة التحديات، كما شدد القادة على تعزيز الشراكة مع المنظمات الاقليمية والدولية.
وأكد أن القمة تكللت بالنجاح وما تم إنجازه خلالها يعزز مسيرة مجلس التعاون، مضيفا أن القرارات التي اعتمدتها تصب في مصلحة دول مجلس التعاون، وتؤكد أهمية تعزيز التكامل الاقتصادي.
وشدد على أهمية التعزيز والتنسيق بين دول المجلس وضمان استقرار المنطقة وتعزيز الشراكة الاستراتيجية والتشديد على الدور المحوري لمجلس التعاون، ودعم الاقتصاد الرقمي وتعزيز الأمن السيبراني ومتابعة تنفيذ المشروعات بما يسهم في تحقيق تطلعات شعوبنا، لافتا إلى إطلاق برنامج لتعزيز التعاون في مجال التكنولوجيا والابتكار.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك