العدد : ١٧٠٧٩ - الخميس ٢٦ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٥ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٧٩ - الخميس ٢٦ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٥ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

عربية ودولية

فصائل المعارضة السورية تقترب من حماة

الأربعاء ٠٤ ديسمبر ٢٠٢٤ - 02:00

بيروت‭ - (‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭): ‬اقتربت‭ ‬هيئة‭ ‬تحرير‭ ‬الشام‭ ‬وفصائل‭ ‬متحالفة‭ ‬معها‭ ‬أمس‭ ‬الثلاثاء‭ ‬من‭ ‬مدينة‭ ‬حماة‭ ‬في‭ ‬وسط‭ ‬سوريا،‭ ‬مع‭ ‬استمرار‭ ‬الهجوم‭ ‬المباغت‭ ‬الذي‭ ‬بدأته‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬البلاد‭ ‬منذ‭ ‬ستة‭ ‬أيام،‭ ‬بينما‭ ‬تحاول‭ ‬قوات‭ ‬النظام‭ ‬منعها‭ ‬من‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬المدينة،‭ ‬بدعم‭ ‬من‭ ‬الطيران‭ ‬الروسي‭. ‬وأفاد‭ ‬المرصد‭ ‬السوري‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬بأنّ‭ ‬‮«‬اشتباكات‭ ‬عنيفة‭ ‬تدور‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬محافظة‭ ‬حماة‮»‬‭ ‬التي‭ ‬تنطوي‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬استراتيجية‭ ‬لوجودها‭ ‬على‭ ‬الطريق‭ ‬الرابط‭ ‬بين‭ ‬حلب‭ ‬في‭ ‬الشمال‭ ‬والعاصمة‭ ‬دمشق،‭ ‬فيما‭ ‬‮«‬ينفّذ‭ ‬الطيران‭ ‬الروسي‭ ‬والسوري‭ ‬عشرات‭ ‬الضربات‮»‬‭ ‬على‭ ‬مواقع‭ ‬الفصائل‭ ‬المعارضة‭. ‬

وبحسب‭ ‬المرصد،‭ ‬فقد‭ ‬سيطرت‭ ‬الفصائل‭ ‬المعارضة‭ ‬على‭ ‬عدّة‭ ‬مواقع‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭. ‬وشاهد‭ ‬مصور‭ ‬وكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭ ‬صباح‭ ‬الثلاثاء‭ ‬عشرات‭ ‬الدبابات‭ ‬والآليات‭ ‬التابعة‭ ‬للجيش‭ ‬السوري‭ ‬والمتروكة‭ ‬على‭ ‬الطريق‭ ‬المؤدي‭ ‬إلى‭ ‬حماة‭. ‬وكان‭ ‬الجيش‭ ‬قد‭ ‬أعلن‭ ‬إرسال‭ ‬تعزيزات‭ ‬إلى‭ ‬المنطقة‭ ‬لإبطاء‭ ‬تقدّم‭ ‬المسلّحين‭ ‬خلال‭ ‬اليومين‭ ‬الماضيين‭. ‬وقال‭ ‬مقاتل‭ ‬عرّف‭ ‬عن‭ ‬نفسه‭ ‬باسم‭ ‬أبو‭ ‬الهدى‭ ‬الصوراني‭: ‬‮«‬نعمل‭ ‬على‭ ‬التقدم‭ ‬باتجاه‭ ‬مدينة‭ ‬حماة‭ ‬بعد‭ ‬تمشيط‮»‬‭ ‬البلدات‭ ‬التي‭ ‬تمت‭ ‬السيطرة‭ ‬عليها‭. ‬والإثنين،‭ ‬قصفت‭ ‬هذه‭ ‬الفصائل‭ ‬المدينة‭ ‬بصواريخ،‭ ‬ما‭ ‬أسفر‭ ‬عن‭ ‬مقتل‭ ‬ستة‭ ‬مدنيين،‭ ‬وفقا‭ ‬للمرصد‭. ‬

ويأتي‭ ‬ذلك‭ ‬بعدما‭ ‬أصبحت‭ ‬حلب،‭ ‬ثاني‭ ‬كبرى‭ ‬مدن‭ ‬سوريا،‭ ‬خارج‭ ‬سيطرة‭ ‬الحكومة‭ ‬السورية‭ ‬للمرة‭ ‬الأولى‭ ‬منذ‭ ‬اندلاع‭ ‬النزاع‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬البلد‭ ‬في‭ ‬2011،‭ ‬مع‭ ‬سيطرة‭ ‬هيئة‭ ‬تحرير‭ ‬الشام‭ ‬وفصائل‭ ‬مدعومة‭ ‬من‭ ‬أنقرة‭ ‬عليها،‭ ‬باستثناء‭ ‬أحيائها‭ ‬الشمالية‭ ‬التي‭ ‬يسكنها‭ ‬الأكراد‭. ‬أسفرت‭ ‬المعارك‭ ‬والغارات‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬وشمال‭ ‬غرب‭ ‬البلاد،‭ ‬والتي‭ ‬لم‭ ‬تشهد‭ ‬لها‭ ‬سوريا‭ ‬مثيلا‭ ‬منذ‭ ‬سنوات،‭ ‬عن‭ ‬مقتل‭ ‬571‭ ‬شخصا‭ ‬منذ‭ ‬27‭ ‬نوفمبر،‭ ‬من‭ ‬بينهم‭ ‬98‭ ‬مدنيا،‭ ‬وفقا‭ ‬للمرصد،‭ ‬كما‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬نزوح‭ ‬عشرات‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬السكان‭. ‬

وحتى‭ ‬السبت،‭ ‬نزح‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬48500‭ ‬شخص‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬إدلب‭ ‬وشمال‭ ‬حلب،‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬نصفهم‭ ‬من‭ ‬الأطفال،‭ ‬بحسب‭ ‬مكتب‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لتنسيق‭ ‬الشؤون‭ ‬الإنسانية‭ (‬أوتشا‭). ‬من‭ ‬بين‭ ‬هؤلاء‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬الأكراد‭ ‬السوريين‭ ‬الذين‭ ‬اصطفّت‭ ‬سياراتهم‭ ‬وشاحناتهم‭ ‬أو‭ ‬دراجاتهم‭ ‬النارية‭ ‬المحمّلة‭ ‬بالفرش‭ ‬والبطانيات‭ ‬على‭ ‬طريق‭ ‬حلب‭-‬الرقة‭ ‬السريع‭ (‬شمال‭)‬،‭ ‬وفق‭ ‬مصور‭ ‬وكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس،‭ ‬وذلك‭ ‬للوصول‭ ‬شرقا‭ ‬إلى‭ ‬المناطق‭ ‬التي‭ ‬تسيطر‭ ‬عليها‭ ‬قوات‭ ‬سوريا‭ ‬الديمقراطية‭ ‬التي‭ ‬يهيمن‭ ‬عليها‭ ‬الأكراد‭.  ‬في‭ ‬إدلب‭ ‬التي‭ ‬قصفها‭ ‬الطيران‭ ‬السوري‭ ‬والروسي‭ ‬ردا‭ ‬على‭ ‬الهجوم‭ ‬على‭ ‬حلب،‭ ‬أظهرت‭ ‬صور‭ ‬لوكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭ ‬عناصر‭ ‬إنقاذ‭ ‬بينما‭ ‬كانوا‭ ‬يبحثون‭ ‬بين‭ ‬أنقاض‭ ‬المباني‭ ‬التي‭ ‬دمّرتها‭ ‬الغارات‭ ‬التي‭ ‬استهدفت‭ ‬أيضا‭ ‬مخيّما‭ ‬للنازحين‭ ‬في‭ ‬حرنبوش‭. ‬وقال‭ ‬حسين‭ ‬أحمد‭ ‬خضر‭: ‬‮«‬لا‭ ‬أستطيع‭ ‬وصف‭ ‬الرعب‭ ‬الذي‭ ‬شاهدناه‮»‬‭. ‬ومنذ‭ ‬عام‭ ‬2020،‭ ‬يسري‭ ‬في‭ ‬إدلب‭ ‬منذ‭ ‬السادس‭ ‬من‭ ‬مارس‭ ‬2020‭ ‬وقف‭ ‬لإطلاق‭ ‬النار‭ ‬أعلنته‭ ‬موسكو‭ ‬وأنقرة،‭ ‬وأعقب‭ ‬حينها‭ ‬هجوما‭ ‬واسعا‭ ‬شنّته‭ ‬قوات‭ ‬النظام‭ ‬بدعم‭ ‬روسي‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬ثلاثة‭ ‬أشهر‭. ‬

في‭ ‬حلب،‭ ‬أظهرت‭ ‬صور‭ ‬لفرانس‭ ‬برس‭ ‬مسلّحين‭ ‬يقومون‭ ‬بدوريات‭ ‬في‭ ‬شوارع‭ ‬المدينة‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬القلعة‭ ‬التاريخية‭ ‬أو‭ ‬اتخذوا‭ ‬مواقع‭ ‬في‭ ‬المطار‭ ‬الدولي‭ ‬للمدينة‭ ‬التي‭ ‬يبلغ‭ ‬عدد‭ ‬سكانها‭ ‬حوالي‭ ‬مليوني‭ ‬نسمة‭. ‬كذلك،‭ ‬أظهرت‭ ‬صور‭ ‬سكانا‭ ‬يقفون‭ ‬في‭ ‬طابور‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬الخبز‭ ‬الذي‭ ‬توزعه‭ ‬إحدى‭ ‬الجمعيات‭. ‬

في‭ ‬مواجهة‭ ‬استئناف‭ ‬الأعمال‭ ‬العدائية‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬واسع‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬بعد‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عقد‭ ‬على‭ ‬بدء‭ ‬النزاع‭ ‬في‭ ‬البلاد،‭ ‬تزايدت‭ ‬الدعوات‭ ‬الدولية‭ ‬لوقف‭ ‬التصعيد‭. ‬ودعا‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬أنطونيو‭ ‬غوتيريش‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬وقف‭ ‬فوري‭ ‬للأعمال‭ ‬العدائية‮»‬،‭ ‬بحسب‭ ‬ما‭ ‬نقل‭ ‬عنه‭ ‬المتحدث‭ ‬باسمه‭. ‬من‭ ‬جانبها،‭ ‬حضّت‭ ‬واشنطن‭ ‬كل‭ ‬الدول‭ ‬على‭ ‬استخدام‭ ‬نفوذها‭ ‬لخفض‭ ‬التصعيد‭ ‬في‭ ‬سوريا،‭ ‬كما‭ ‬ندد‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬بالضربات‭ ‬الروسية‭ ‬على‭ ‬المناطق‭ ‬ذات‭ ‬الكثافة‭ ‬السكانية‭. ‬من‭ ‬جانبه،‭ ‬اعتبر‭ ‬الرئيس‭ ‬السوري‭ ‬بشار‭ ‬الأسد‭ ‬في‭ ‬اتصال‭ ‬مع‭ ‬نظيره‭ ‬الإيراني‭ ‬مسعود‭ ‬بزشكيان‭ ‬أنّ‭ ‬التصعيد‭ ‬الإرهابي‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬إعادة‭ ‬رسم‭ ‬خريطة‭ ‬المنطقة‭.  ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا