بيروت – الوكالات: سيطرت فصائل المعارضة أمس على مدينة حماة، رابع كبرى المدن السورية والواقعة في وسط البلاد، بعد أيام على سيطرتها على حلب في إطار هجوم مباغت، ما يضعف أكثر سلطة الرئيس بشار الأسد.
وأطلقت فصائل المعارضة بقيادة هيئة تحرير الشام هجومها قبل أكثر من أسبوع بقليل، تزامنا مع سريان وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل في لبنان.
واقتحمت الفصائل حماة التي تعد مدينة استراتيجية في عمق سوريا وتربط حلب بدمشق، بعد معارك ضارية مع قوات النظام لتعلن إخراج مئات السجناء من سجن حماة المركزي الذي دخلته أيضا.
وأقرّ الجيش السوري بخسارته مدينة حماة الاستراتيجية معلنا في بيان «خلال الساعات الماضية ومع اشتداد المواجهات بين جنودنا والمجموعات الإرهابية تمكنت تلك المجموعات من اختراق محاور عدة في المدينة ودخولها»، مضيفا «قامت الوحدات العسكرية المرابطة فيها بإعادة الانتشار والتموضع خارج المدينة».
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن فصائل المعارضة دخلت حماة بعد ليلة من المواجهات العنيفة «من جهات عدة» وانخرطت في حرب شوارع مع القوات الحكومية.
واعتبر أرون لوند من «مركز القرن الدولي للأبحاث» أن خسارة حماة «ضربة كبيرة جدا للحكومة السورية» لأنه كان على الجيش أن يبقي سيطرته على المدينة لمنع المعارضة من تحقيق مكاسب «ولم يتمكن من القيام بذلك».
ودعا زعيم هيئة تحرير الشام أبو محمّد الجولاني رئيس الوزراء العراقي محمّد شياع السوداني الى النأي بالعراق عن الحرب السورية، ومنع إرسال مقاتلين من الحشد الشعبي لمساندة قوات النظام السوري.
وجاء سقوط حماة السريع في أيدي المعارضة رغم قصف الطيران الروسي والسوري، بناء على ما أفاد الإعلام الرسمي ليل الأربعاء.
وبينما تقدّم مقاتلو المعارضة في بداية هجومهم نحو حلب في غياب أي مقاومة تذكر من قوات النظام، إلا أن المعارك في محيط حماة كانت شرسة إلى حد كبير.
وتمكنت فصائل المعارضة من السيطرة على حماة رغم إرسال الحكومة «تعزيزات عسكرية كبيرة»، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأطلقت فصائل المعارضة هجومها في شمال سوريا يوم 27 نوفمبر، تزامنا مع دخول وقف إطلاق النار في الحرب بين حزب الله وإسرائيل في لبنان حيز التطبيق.
من جانبها، أعربت منظمة هيومن رايتس ووتش الأربعاء عن مخاوفها من تعرّض المدنيين في شمال سوريا «لانتهاكات جسيمة على يد الجماعات المسلحة المعارضة والحكومة السورية». بقيت الحرب في سوريا خامدة إلى حد كبير على مدى سنوات، لكن محللين حذّروا من أن الوضع قابل للاشتعال في أي لحظة نظرا إلى أن النزاع بقي من دون حل حقيقي. وتقود هيئة تحرير الشام التي كانت جبهة النصرة سابقا قبل فكّ ارتباطها بتنظيم القاعدة، تحالف الفصائل المعارضة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك