الدوحة – (ا ف ب): أعلنت قطر أمس أنها استأنفت دورها في جهود الوساطة للتوصل لوقف إطلاق نار في العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بعد تعليق وجيز، بحسب ما أفاد مصدر مطلع على الملف وكالة فرانس برس.
وانخرطت الدوحة بالإضافة إلى مصر والولايات المتحدة في مفاوضات استمرت لأشهر ولم تكلل بالنجاح لتأمين التوصل الى هدنة وإطلاق سراح الرهائن في الحرب المتواصلة منذ 14 شهرا.
وقال المصدر الخميس شرط عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية المحادثات، إن قطر «عادت الآن إلى الوساطة»، من دون أن يقدم تفاصيل عن إجراء أي اجتماعات أخيرا مع مسؤولي الطرفين المتحاربين.
وفي نوفمبر، أعلنت الدوحة انسحابها من المفاوضات، مشيرة إلى أنها ستستأنفها حين تظهر إسرائيل وحماس «استعدادا وجديّة».
في الأثناء قال مسعفون أمس إن جيش الاحتلال الإسرائيلي قتل 39 فلسطينيا على الأقل في غارات بأنحاء قطاع غزة الليلة قبل الماضية منهم حوالي 20 في عدوان تسبب في اشتعال النيران بخيام أسر نازحة في مخيم مزدحم.
وحمل سكان جثة ملفوفة بالسجاد بعدما أخرجوها من وسط الحطام المتفحم لخيام في المواصي بالقرب من شاطئ البحر إلى الغرب من خانيونس في جنوب القطاع.
وكان عشرات الآلاف من الناس قد لجأوا إلى المواصي على مدى شهور حيث تزعم إسرائيل إنها منطقة إنسانية وتطلب منهم منذ فترة طويلة الذهاب إلى هناك «للحفاظ» على سلامتهم.
وقال المشيعون إن أحدث الهجمات تظهر أن تقريرا جديدا من منظمة العفو الدولية، تدين فيه إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في غزة، جاء متأخرا للغاية.
وأوضح مسعفون في غزة أن الشهداء العشرين المؤكدين في الغارة الإسرائيلية في المواصي بينهم نساء وأطفال.
وأدى الهجوم إلى اشتعال النيران في عدد من الخيام الكبيرة، وتفاقم الحريق بسبب انفجار مواقد الغاز المتنقلة واشتعال أثاث النازحين. وأمس، امتلأت المنطقة بالملابس والأثاث المتفحم وغيرها من المتعلقات بين بقايا الخيام المحترقة.
وقال أبو كمال الأعصر وهو شاهد في الموقع «مش شايفين حدا من البشرية كلها يقف معانا يناصرنا على هل الوضع إللي إحنا فيه، أقولك يوقفوا الحرب المجنونة عنا.. يوقفوا الحرب.. إحنا بدنا ياهم يوقفوا الحرب إللي دايرة علينا إللي دايرة تقتل في العالم كلها مش راحمة حدا لا كبير ولا صغير ولا مرة ولا زلمة. بدنا الحرب بأي وسيلة تقف. بيكفي. بيكفي الناس بتعاني معاناة مش طبيعية».
جاء الهجوم في اليوم الذي أصدرت فيه منظمة العفو الدولية تقريرها الذي يقول إن تصرفات إسرائيل في غزة تتفق مع تعريف جريمة الإبادة الجماعية.
وشارك بعض الفلسطينيين في تشييع جثامين ذويهم، الذين استشهدوا في غارات عسكرية إسرائيلية الأربعاء، ومن بينهم أبو أنس مصطفى الذي وصف تقرير المنظمة بأنه «انتصار للدبلوماسية الفلسطينية».
وأضاف «رغم إنه هذا القرار إجى متأخر من العفو الدولية، وإحنا كنا نتمنى من منظمة العفو الدولية إنها تصدر هذا القرار من بدري، رغم إنه اليوم 430 في العدوان، من أول عشرة أيام في العدوان وإسرائيل ترتكب المجازر وترتكب الإبادة الجماعية للمواطنين».
ووردت أنباء عن وقوع غارات إسرائيلية أخرى أمس على مدينة غزة، وقال مسعفون إن منزلا لجأت إليه عائلة كبيرة دُمر ولحقت أضرار بمنزلين مجاورين في هجوم مما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك