تغطية: مروة أحمد
شهدت مدينة المحرّق مساء أمس الخميس الموافق 5 ديسمبر 2024، انطلاق النسخة الثالثة من مهرجان «ليالي المحرّق» حيث امتدت فعاليات المهرجان على طول مسار اللؤلؤ، بدءًا من ساحل بو ماهر حتى متحف اللؤلؤ - مجلس سيادي. وشهدت الانطلاقة حضوراً رسمياً مميزاً، حيث حضر كل من آمنة بنت أحمد الرميحي وزيرة الإسكان والتخطيط العمراني والدكتور رمزان بن عبدالله النعيمي وزير الإعلام وحمد يعقوب المحميد مدير عام مكتب رئيس مجلس الوزراء والشيخ خليفة بن أحمد بن عبدالله آل خليفة رئيس هيئة البحرين للثقافة والآثار وسارة أحمد بوحجي الرئيس التنفيذي لهيئة البحرين للسياحة والمعارض.
كما حضر الرئيس التنفيذي لمجموعة جي إف إتش المالية (GFH) السيد هشام الريس والسيدة بيان كانو مؤسسة ومديرة مساحة الرواق للفنون.
ويأتي المهرجان بالتزامن مع احتفال مملكة البحرين بأعيادها الوطنية، وذكرى تولي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، مقاليد الحكم وما يصاحبها من مناسبات وطنية.
وتنظم هيئة البحرين للثقافة والآثار المهرجان بدعم استراتيجي من مجموعة جي إف إتش المالية (gfh) وبنك البحرين والكويت، بالتعاون مع معارض فنية ومؤسسات من القطاعين العام والخاص، وروّاد الأعمال، والجهات الأهلية.
وبهذه المناسبة قال الشيخ خليفة بن أحمد بن عبدالله آل خليفة: «مهرجان ليالي المحرّق في نسخته الثالثة هو احتفاء مستمر بتراث المدينة الغني الذي يمتد عبر تاريخها كعاصمة البحرين الأولى ومركز تجارة اللؤلؤ الأكبر في الخليج، إن هذا الدمج بين الثقافة، الفنون، التراث، والابتكار يعيد إحياء ذاكرة موقع مسار اللؤلؤ المسجل ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو».
وأضاف: «يتزامن هذا البرنامج المميز مع أعياد مملكة البحرين وذكرى تولي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، مقاليد الحكم»، مشدّداً على أن المهرجان يأتي تجسيدا لرؤية وحكمة القيادة الحكيمة في تعزيز مكانة المحرّق كمركز حضاري وثقافي إقليمي وعالمي ودعمها الدائم للمشاريع الثقافية والبنى التحتية التي تحتفي بتراث وتاريخ وعراقة هذه المدينة المدرجة على قائمة شبكة اليونسكو للمدن المبدعة.
وأكد أن هذه النسخة من المهرجان تحمل طابعا خاصا بفضل ما تقدمه من أنشطة مبتكرة وتجارب تفاعلية، تشمل الفنون، التصميم، الحِرف التقليدية، العروض الفنية، والجولات، مشيرا إلى أن الهيئة عملت على الاستثمار في هذا المهرجان ليصبح تجربة ثقافية شاملة ومتكاملة تتضمن كافة التسهيلات والسبل وتخاطب جميع الأعمار والفئات من الجمهور، وتم تصميم أنشطته لتجمع بين الأصالة والابتكار في بيئة تعكس روح المحرّق الفريدة وتراثها العريق.
وتوجه بالشكر إلى كافة داعمي المهرجان، قائلا: «هذا التعاون يعزز من دور مملكة البحرين كمثال يحتذى به في العمل المشترك من أجل تحقيق الأهداف الثقافية والتنموية».
من جانبها أكدت سارة أحمد بوحجي الرئيس التنفيذي لهيئة البحرين للسياحة والمعارض أن فعالية ليالي المحرق التي تنظمها هيئة البحرين للثقافة والآثار ضمن موسم «أعياد البحرين»، تُبرز التزام مملكة البحرين بتعزيز السياحة الثقافية كأحد ركائز الاستراتيجية السياحية (2022-2026).
وأشارت خلال انطلاقة الفعالية، إلى أن التراث البحريني يشكل جوهر الهوية الوطنية، موضحةً أن إقامة ليالي المحرق في البيوت التراثية الواقعة على مسار اللؤلؤ، المدرج على قائمة التراث العالمي لليونسكو، تضفي على الحدث قيمة تاريخية وثقافية، لافتة إلى أن: «هذه الفعاليات تسهم في تعزيز مكانة البحرين كوجهة ثقافية متميزة وإبراز تاريخها العريق والهوية الوطنية المميزة، وتسهم في تنشيط الحركة السياحية».
ونوهت بجهود هيئة البحرين للثقافة والآثار في تنظيم هذه الفعالية، مشيدةً بالدور الحيوي الذي تلعبه في الحفاظ على التراث البحريني وتقديمه بأسلوب يعكس الهوية الثقافية لمملكة البحرين، مؤكدة أهمية التعاون المشترك بين مختلف الجهات الحكومية والخاصة في تنظيم الفعاليات السياحية، لما لذلك من دور أساسي في تنمية القطاع السياحي، بما يتماشى مع رؤية البحرين الاقتصادية 2030.
وأوضحت بوحجي أن الفعاليات الثقافية، مثل ليالي المحرق، تعزز من التجربة السياحية للزوار وتثريها، حيث تتيح الفرصة للتفاعل مع التراث البحريني في أجواء أصيلة ومميزة. كما أكدت أن التعاون المثمر بين هيئة البحرين للسياحة والمعارض وهيئة البحرين للثقافة والآثار يعكس التزام المملكة بتطوير القطاع السياحي ككل، بما يسهم في تحقيق أهداف الاستراتيجية السياحية الوطنية.
ويستمر مهرجان ليالي المحرّق في نسخته الثالثة يوميا حتى 30 ديسمبر، ما بين الأحد والأربعاء من الساعة 5:00– 10:00 مساء وما بين الخميس والسبت من الساعة 5:00 مساء وحتى منتصف الليل، وتقام فعاليات المهرجان في مختلف أجزاء موقع مسار اللؤلؤ الذي يصل طوله إلى 3.5 كيلومترات في وسط المدينة التاريخية.
ولأول مرة ضمن مهرجان ليالي المحرّق سيتمكن الجمهور من زيارة جميع بيوت المسار، حيث تفتح أبوابها وتقدّم فرصة الاطلاع على معارضها ومقتنياتها الفريدة التي تحكي قصص ازدهار اقتصاد اللؤلؤ في مملكة البحرين، وسط أجواء مفعمة بالثقافة والتاريخ والأصالة، ووسط بيوت وساحات ومراكز زوّار المسار المدرج ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي، وبين أزقة مدينة المحرّق المسجلة في شبكة اليونسكو للمدن المبدعة، سيعايش الزوّار ليالي مليئة بالإبداع والتراث والفنون.
ويمكن الحصول على كافة المعلومات حول برامج المهرجان ومواعيده وأماكن إقامة الفعاليات وأماكن وقوف السيارات والمشاركة في الفعاليات التي تتطلّب التسجيل، فيمكن زيارة الموقع الإلكتروني لمسار اللؤلؤ www.pearlingpath.bh أو متابعة منصّات التواصل الاجتماعي لمسار اللؤلؤ على الحساب @ PearlingPath وحسابات هيئة الثقافة على @CultureBah.
ففي مجال الفنون، ستقام على طول مسار اللؤلؤ تجارب بصرية مبهرة بالتعاون مع مؤسسات فنية كمساحة الرواق للفنون ومساحة البارح للفنون، وجاليري آرت كونسبت. والمعارض ستكون إما في مساحات مغلقة تعرض أعمالاً لفنانين كبار وصاعدين من مملكة البحرين والعالم، تتضمن ابتكارات من رسم وتصوير وتركيب مثل «دكاكين الفن»، معرض «مسابقة في سبيل الثقافة» أو معرض «درايش المحرّق»، معرض «ريحان 1 و2» ومعرض «حجرتان» ومعرض مواهب بحرينية في فن الطباعة وغيرها الكثير. من جهة أخرى سيتحول المسار إلى مساحة للتجارب الفنية الخارجية التي تخاطب أكثر من حاسة البصر، مثل الأعمال الفنية على الطريق «سالمين غانمين» ومعرض «جسد ناحل وقلب جريح» والتركيب الفني «تمازج» ومعرض «منحوتات في الحديقة» في بيت بدر غلوم وبيت ترابي ومنحوتة «ذهب ولؤلؤ» للفنان ميغيل رودريغيز.
أما في مجال التصميم، فيمكن للجمهور المرور على عدة مواقع ضمن مسار اللؤلؤ للاطلاع والحصول على منتجات مبتكرة مستوحاة من الثقافة المحلية أو الاتجاهات الحديثة وتتنوع ما بين أدوات يومية ومنزلية ومنتجات حرف تقليدية وأعمال فنية. ومن بين هذه الأماكن: متجر مساحة البارح للفنون وآرت كونسبت، سوق براحة فخرو، متجر هدايا مسار اللؤلؤ، سوق القيصرية، الذهب والمجوهرات في سوق القيصرية، محلات سيادي وسوق الليّالي الذي يقام في عدة أماكن ضمن المسار وفي أيام مختلفة. كذلك تتضمن أنشطة التصميم ضمن مهرجان ليالي المحرّق جلسات نقاشية كجزء من «مجلس التصميم» وتجمع تحت شعار «إعادة التفكير في العمارة والتصميم» المتخصصين والمهتمين لإجراءً مجموعة من الحوارات البناءة في مجالات العمارة والتصميم والسرد القصصي والعلامات التجاريّة والمحافظة على البيئة.
وبالنسبة إلى مجال الحرف التقليدية، فستفتح العديد من المواقع والبيوت أبوابها للزوّار من أجل التعرف على الحرف والصناعات التقليدية البحرينية التي تعد من أهم ملامح التراث الثقافي غير المادي، إضافة إلى عرض منتجاتها الإبداعية.
ومن بين العناوين التي يتضمنها هذا المجال: حرفة النقدة في بيت النقدة، حرفة الجبس في دار البنّائين للجبس والزخرفة، صياغة الذهب في متاجر الذهب والمجوهرات بشارع بوماهر وسوق القيصرية، ورشة ديباج للسيوف، الدروازة للأعمال الخشبية، السفن البحرينية في بوزبون للتحف والكورار في بيت الكورار.
وخلال مدة إقامة المهرجان، ستصدح في أرجاء مدينة المحرّق أصوات وألحان من البحرين والعالم في أمسيات تستضيفها عدة مواقع مثل قلعة بوماهر ودار المحرّق وسوق مجمّع 216 وسوق براحة فخرو وقاعة محمد بن فارس لفن الصوت الخليجي وسوق مجمّع 213 ومركز زوار مسار اللؤلؤ والمركز الثقافي البحريني الفرنسي (بيت جمشير).
ومن أجل تقديم تجربة ذوقية متكاملة لزوار مدينة المحرّق أثناء المهرجان، سيجد الزوار في كل زاوية من زوايا مسار اللؤلؤ أماكن متخصصة تقدم تشكيلة متنوعة من المأكولات البحرينية الأصيلة والمأكولات العالمية التي تعكس روح الابتكار. تمتزج الأطباق التقليدية مع لمسات عصرية مستوحاة من التراث، مما يجعل تجربة الطعام جزءًا أساسيًا من الفعالية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك