غزة – الوكالات: أعلن الدفاع المدني في غزة أمس استشهاد 29 شخصا على الأقل وإصابة عشرات آخرين في شمال قطاع غزة منذ الفجر بسبب قصف إسرائيلي متواصل لمحيط مستشفى كمال عدوان.
واتهمت وزارة الصحة الفلسطينية في نداء استغاثة أمس الجيش الإسرائيلي بارتكاب «جريمة حرب» في مستشفى كمال عدوان وممارسة «كل أشكال القتل والعنف فيه وفي محيطه». وأضافت في بيان «من تبقى من الجرحى بداخله يعانون من جروح بالغة وبحاجة فورية إلى العلاج».
وقالت الوزارة: «عدد المستشفيات التي تعمل جزئيا 17 مستشفى من 36، بأقل الإمكانيات من الكوادر والمستلزمات والمعدات والوقود والكهرباء، وهي مهددة بالتوقف عن العمل في أي لحظة».
وكان مدير المستشفى حسام أبو صفية قد أفاد في وقت سابق أمس بتعرض المؤسسة «لغارات إسرائيلية عدّة منذ الصباح» أدت إلى سقوط «عدد كبير من الشهداء والجرحى».
وقال أبو صفية لصحفيين: «كانت هناك سلسلة من الغارات الجوية على الجانبين الشمالي والغربي من المستشفى، مصحوبة بنيران كثيفة ومباشرة. هناك عدد كبير من الشهداء والجرحى، بينهم 4 شهداء من الكوادر الطبية في المستشفى».
من جهته، قال الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل لوكالة فرانس برس: «استشهد 29 مواطنا على الأقل وسقط عشرات الجرحى في شمال قطاع غزة منذ فجر اليوم (الجمعة) جراء القصف الإسرائيلي المتواصل وخصوصا في محيط مستشفى كمال عدوان، وإطلاق النار من المسيّرات على المستشفى».
ولم يرد الجيش الإسرائيلي حتى الآن على طلبات وكالة فرانس برس التعليق على الضربات.
وقال بصل إن «جيش الاحتلال الاسرائيلي اقتحم مستشفى كمال عدوان في شمال القطاع ويقوم بإفراغه من المرضى ومرافقيهم ويقتاد عددا من الفلسطينيين إلى جهة مجهولة بعد اعتقالهم، والدبابات والمدرعات داخل المستشفى وفي محيطه».
وأكد أبو صفية أنه «لم يبق أي جراحين» في المستشفى الواقع في مدينة بيت لاهيا شمال غزة، وهو من المؤسسات الاستشفائية المعدودة التي لا تزال تعمل في القطاع.
وذكّر الدفاع المدني الفلسطيني بأن مدينة بيت لاهيا تشهد حرب إبادة منذ شهرين تكثفت في الأيام الأخيرة مما أجبر آلاف السكان على إخلائها وسط القصف.
واقتحم الجيش الإسرائيلي مستشفى كمال عدوان عدة مرات منذ بدء العدوان، وأعلن المستشفى استشهاد مدير وحدة العناية المركزة أحمد الكحلوت في غارة جوية أواخر نوفمبر.
ويأتي الاقتحام الجديد للمستشفى بعد أيام فقط من إعلان منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة أن فريقا طبيا طارئا وصل إلى المؤسسة لأول مرة منذ 60 يوما. وقالت الدكتورة فارادينا سوليستياني، وهي جراحة في الفريق الأممي، لوكالة فرانس برس من مدينة غزة إن جميع أفراد فريقها السبعة غادروا المبنى سيرا على الأقدام مع استمرار القصف.
من جهته، قال ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية ريك بيبركورن إن لديه «معلومات مقلقة للغاية» بشأن «قصف كثيف حول مستشفى كمال عدوان» طوال الليل.
وأوضح أن الفريق الطبي الدولي أفاد بأن «حالة الهلع الناجمة عن القصف، إلى جانب حالة الهلع التي انتابت الموجودين داخل المستشفى» تسببت في مغادرة الغزيين والفريق للمؤسسة رغم «عدم وجود أمر رسمي بالإخلاء».
وأضاف بيبركورن أن «عددا كبيرا» من الأشخاص من بينهم مرضى وموظفون ظلوا في المستشفى الذي لا يزال «يعمل بالحد الأدنى». مع قلة المساعدات التي وصلت إلى مستشفى كمال عدوان منذ بدء العملية الإسرائيلية في شمال غزة المحاصر مطلع أكتوبر، نفدت معظم الإمدادات لدى المستشفى وبينها الوقود.
وتعرضت المستشفيات في غزة لاعتداءات عدة من الجيش الإسرائيلي منذ بداية العدوان على غزة في السابع من أكتوبر 2023.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك