العدد : ١٧٠٧٩ - الخميس ٢٦ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٥ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٧٩ - الخميس ٢٦ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٥ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

عربية ودولية

القوات السورية تنسحب من محافظة دير الزور والمعارضة تقترب من حمص

السبت ٠٧ ديسمبر ٢٠٢٤ - 02:00

بيروت‭ (‬لبنان‭) - (‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭): ‬انسحبت‭ ‬القوات‭ ‬الحكومية‭ ‬السورية‭ ‬أمس‭ ‬الجمعة‭ ‬من‭ ‬مناطق‭ ‬سيطرتها‭ ‬في‭ ‬محافظة‭ ‬دير‭ ‬الزور،‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬أفاد‭ ‬المرصد‭ ‬السوري‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬ما‭ ‬أتاح‭ ‬للقوات‭ ‬الكردية‭ ‬التي‭ ‬تسيطر‭ ‬على‭ ‬مساحات‭ ‬واسعة‭ ‬من‭ ‬المحافظة‭ ‬التقدّم‭ ‬الى‭ ‬المناطق‭ ‬المخلاة‭. ‬وبذلك،‭ ‬تكون‭ ‬محافظة‭ ‬دير‭ ‬الزور‭ (‬شرق‭) ‬أصبحت‭ ‬خارج‭ ‬سيطرة‭ ‬القوات‭ ‬الحكومية‭ ‬بالكامل‭. ‬وفي‭ ‬نقس‭ ‬الوقت،‭ ‬تقدمت‭ ‬هيئة‭ ‬تحرير‭ ‬الشام‭ ‬وفصائل‭ ‬معارضة‭ ‬نحو‭ ‬مدينة‭ ‬حمص،‭ ‬وباتت‭ ‬على‭ ‬بعد‭ ‬خمسة‭ ‬كيلومترات‭ ‬منها‭. ‬وأعلن‭ ‬زعيم‭ ‬هيئة‭ ‬تحرير‭ ‬الشام‭ ‬أبو‭ ‬محمد‭ ‬الجولاني‭ ‬أن‭ ‬هدف‭ ‬المعارضة‭ ‬‮«‬إسقاط‭ ‬النظام‮»‬‭ ‬السوري،‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬تتقدّم‭ ‬قواته‭ ‬والفصائل‭ ‬المتحالفة‭ ‬معها‭ ‬نحو‭ ‬حمص،‭ ‬ثالث‭ ‬أكبر‭ ‬المدن‭ ‬في‭ ‬البلاد،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬سيطرت‭ ‬خلال‭ ‬الأيام‭ ‬الماضية‭ ‬على‭ ‬حلب‭ ‬وحماه‭.‬

وقال‭ ‬مدير‭ ‬المرصد‭ ‬رامي‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬لوكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭: ‬‮«‬انسحبت‭ ‬قوات‭ ‬النظام‭ ‬والمجموعات‭ ‬الموالية‭ ‬لطهران‭ ‬من‭ ‬مناطق‭ ‬سيطرتها‭ ‬الواقعة‭ ‬غرب‭ ‬نهر‭ ‬الفرات‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬يقسم‭ ‬المحافظة‭ ‬إلى‭ ‬شطرين‭. ‬وإثر‭ ‬ذلك‭ ‬‮«‬تقدمت‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬تلك‭ ‬المناطق‭ ‬قوات‭ ‬سوريا‭ ‬الديمقراطية‭ ‬التي‭ ‬يقودها‭ ‬الأكراد،‭ ‬والتي‭ ‬تسيطر‭ ‬على‭ ‬المناطق‭ ‬الواقعة‭ ‬عند‭ ‬ضفاف‭ ‬الفرات‭ ‬الشرقية‭ ‬في‭ ‬المحافظة‭ ‬ذاتها‭. ‬وكان‭ ‬المرصد‭ ‬أفاد‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬سابق‭ ‬عن‭ ‬بدء‭ ‬انسحاب‭ ‬القوات‭ ‬الحكومية‭ ‬من‭ ‬مدينة‭ ‬دير‭ ‬الزور‭ ‬‮«‬بشكل‭ ‬مفاجئ‮»‬،‭ ‬في‭ ‬خطوة‭ ‬أعقبت‭ ‬خسائر‭ ‬ميدانية‭ ‬كبرى‭ ‬منيت‭ ‬بها‭ ‬دمشق‭ ‬في‭ ‬الأيام‭ ‬الأخيرة‭. ‬

في‭ ‬محافظة‭ ‬درعا‭ ‬في‭ ‬الجنوب،‭ ‬التي‭ ‬تعد‭ ‬مهد‭ ‬الاحتجاجات‭ ‬الشعبية‭ ‬التي‭ ‬اندلعت‭ ‬عام‭ ‬2011‭ ‬ضد‭ ‬حكم‭ ‬بشار‭ ‬الأسد،‭ ‬أخلت‭ ‬القوات‭ ‬الحكومية‭ ‬حواجز‭ ‬في‭ ‬ثلاث‭ ‬بلدات‭ ‬على‭ ‬الأقل،‭ ‬بعد‭ ‬هجوم‭ ‬لمقاتلين‭ ‬محليين‭ ‬على‭ ‬مقرّات‭ ‬أمنية‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬وفق‭ ‬المرصد‭ ‬وناشط‭ ‬معارض‭. ‬وقال‭ ‬مدير‭ ‬المرصد‭ ‬رامي‭ ‬عبد‭ ‬الرحمن‭ ‬لوكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭: ‬‮«‬انسحبت‭ ‬قوات‭ ‬النظام‭ ‬مع‭ ‬قادة‭ ‬مجموعات‭ ‬موالية‭ ‬لطهران‭ ‬بشكل‭ ‬مفاجئ‭ ‬من‭ ‬مدينة‭ ‬دير‭ ‬الزور‭ ‬وريفها‮»‬‭. ‬وأوضح‭ ‬أن‭ ‬‮«‬أرتال‭ ‬الجنود‭ ‬توجهت‭ ‬باتجاه‭ ‬منطقة‭ ‬تدمر‮»‬‭ ‬الواقعة‭ ‬شرق‭ ‬مدينة‭ ‬حمص‭. ‬وتضمّ‭ ‬مدينة‭ ‬دير‭ ‬الزور‭ ‬مقرّات‭ ‬لمستشارين‭ ‬إيرانيين‭ ‬ومؤسسات‭ ‬ومراكز‭ ‬ثقافية‭. ‬

ومحافظة‭ ‬دير‭ ‬الزور‭ ‬الغنية‭ ‬بحقول‭ ‬النفط‭ ‬مقسمة‭ ‬بين‭ ‬أطراف‭ ‬عدة،‭ ‬إذ‭ ‬تسيطر‭ ‬القوات‭ ‬الحكومية‭ ‬ومقاتلون‭ ‬إيرانيون‭ ‬ومجموعات‭ ‬موالية‭ ‬لهم‭ ‬على‭ ‬المنطقة‭ ‬الواقعة‭ ‬غرب‭ ‬نهر‭ ‬الفرات‭ ‬الذي‭ ‬يقسم‭ ‬المحافظة‭ ‬إلى‭ ‬شطرين،‭ ‬فيما‭ ‬تسيطر‭ ‬قوات‭ ‬سوريا‭ ‬الديمقراطية،‭ ‬وهي‭ ‬فصائل‭ ‬كردية‭ ‬وعربية‭ ‬مدعومة‭ ‬من‭ ‬التحالف‭ ‬الدولي‭ ‬بقيادة‭ ‬واشنطن،‭ ‬على‭ ‬المناطق‭ ‬الواقعة‭ ‬عند‭ ‬ضفافه‭ ‬الشرقية‭. ‬

ومنذ‭ ‬اندلاع‭ ‬النزاع‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2011،‭ ‬شكّلت‭ ‬إيران‭ ‬أحد‭ ‬أبرز‭ ‬داعمي‭ ‬الرئيس‭ ‬بشار‭ ‬الأسد،‭ ‬ووفرت‭ ‬له‭ ‬مساندة‭ ‬عسكرية‭ ‬واقتصادية‭ ‬ودبلوماسية‭. ‬وساهم‭ ‬دورها‭ ‬في‭ ‬الميدان‭ ‬الى‭ ‬جانب‭ ‬حلفاء‭ ‬آخرين‭ ‬أبرزهم‭ ‬روسيا،‭ ‬في‭ ‬ترجيح‭ ‬الكفة‭ ‬لصالح‭ ‬قواته‭ ‬على‭ ‬جبهات‭ ‬عدة‭. ‬في‭ ‬درعا‭ ‬جنوبا،‭ ‬سيطر‭ ‬مقاتلون‭ ‬من‭ ‬فصائل‭ ‬محلية‭ ‬معارضة‭ ‬على‭ ‬حواجز‭ ‬لقوات‭ ‬النظام‭ ‬في‭ ‬ثلاث‭ ‬بلدات‭ ‬تقع‭ ‬شمال‭ ‬وشرق‭ ‬مدينة‭ ‬درعا،‭ ‬بعد‭ ‬انسحاب‭ ‬عناصرها‭ ‬منها،‭ ‬وفق‭ ‬المرصد‭. ‬

وجاء‭ ‬ذلك‭ ‬بعد‭ ‬هجوم‭ ‬شنّه‭ ‬مقاتلون‭ ‬محليون‭ ‬على‭ ‬مقرات‭ ‬أمنية‭ ‬رسمية‭ ‬في‭ ‬بلدة‭ ‬نوى‭ ‬الواقعة‭ ‬شمال‭ ‬درعا،‭ ‬ردّت‭ ‬عليه‭ ‬قوات‭ ‬النظام‭ ‬بقصف‭ ‬مدفعي‭ ‬طال‭ ‬الأحياء‭ ‬السكنية،‭ ‬بحسب‭ ‬المرصد‭. ‬وقال‭ ‬ناشط‭ ‬معارض‭ ‬من‭ ‬المدينة‭ ‬لفرانس‭ ‬برس‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬الكشف‭ ‬عن‭ ‬هويته،‭ ‬إن‭ ‬مقاتلي‭ ‬الفصائل‭ ‬يعدّون‭ ‬لإطلاق‭ ‬غرفة‭ ‬عمليات‭ ‬عسكرية‭ ‬في‭ ‬الساعات‭ ‬المقبلة‭. ‬وتُعدّ‭ ‬محافظة‭ ‬درعا‭ ‬التي‭ ‬شكّلت‭ ‬مهد‭ ‬الاحتجاجات‭ ‬الشعبية‭ ‬ضد‭ ‬السلطات‭ ‬في‭ ‬دمشق‭ ‬عام‭ ‬2011،‭ ‬المنطقة‭ ‬الوحيدة‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬يخرج‭ ‬منها‭ ‬جميع‭ ‬مقاتلي‭ ‬الفصائل‭ ‬المعارضة‭ ‬بعد‭ ‬استعادة‭ ‬قوات‭ ‬النظام‭ ‬السيطرة‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬يوليو‭ ‬2018،‭ ‬إذ‭ ‬وضع‭ ‬اتفاق‭ ‬تسوية‭ ‬رعته‭ ‬موسكو‭ ‬حدّا‭ ‬للعمليات‭ ‬العسكرية‭ ‬وأبقى‭ ‬على‭ ‬وجود‭ ‬مقاتلين‭ ‬معارضين‭ ‬احتفظوا‭ ‬بأسلحة‭ ‬خفيفة‭. ‬

وقال‭ ‬الجولاني‭ ‬الذي‭ ‬بدأ‭ ‬يستخدم‭ ‬اسمه‭ ‬الحقيقي‭ ‬أحمد‭ ‬الشرع‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬لقبه‭ ‬العسكري،‭ ‬في‭ ‬حوار‭ ‬مع‭ ‬شبكة‭ ‬‮«‬سي‭ ‬إن‭ ‬إن‮»‬‭ ‬الأمريكية،‭ ‬‮«‬عندما‭ ‬نتحدث‭ ‬عن‭ ‬الأهداف،‭ ‬يبقى‭ ‬هدف‭ ‬الثورة‭ ‬إسقاط‭ ‬هذا‭ ‬النظام‮»‬،‭ ‬معتبرا‭ ‬أن‭ ‬الأخير‭ ‬‮«‬مات‮»‬‭. ‬وأفاد‭ ‬المرصد‭ ‬السوري‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬الجمعة‭ ‬أن‭ ‬الجيش‭ ‬يحاول‭ ‬إبطاء‭ ‬تقدّم‭ ‬الفصائل‭ ‬السريع‭ ‬على‭ ‬الطريق‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬الرابط‭ ‬بين‭ ‬حماة‭ ‬وحمص‭. ‬

وفي‭ ‬حال‭ ‬سيطرت‭ ‬هيئة‭ ‬تحرير‭ ‬الشام‭ ‬وحلفاؤها‭ ‬على‭ ‬حمص،‭ ‬فلن‭ ‬تبقى‭ ‬بين‭ ‬المناطق‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬سوى‭ ‬العاصمة‭ ‬دمشق‭ ‬ومنطقة‭ ‬الساحل‭ ‬المطلة‭ ‬على‭ ‬البحر‭ ‬الأبيض‭ ‬المتوسط‭ ‬في‭ ‬أيدي‭ ‬حكومة‭ ‬الرئيس‭ ‬بشار‭ ‬الأسد‭. ‬وقال‭ ‬المرصد‭ ‬إن‭ ‬فصائل‭ ‬المعارضة‭ ‬المسلحة‭ ‬باتت‭ ‬في‭ ‬الساعات‭ ‬الأخيرة‭ ‬على‭ ‬‮«‬بعد‭ ‬خمسة‭ ‬كيلومترات‭ ‬من‭ ‬أطراف‭ ‬مدينة‭ ‬حمص‭ ‬بعد‭ ‬سيطرتها‭ ‬على‭ ‬الرستن‭ ‬وتلبيسة‮»‬‭ ‬الواقعتين‭ ‬على‭ ‬الطريق‭ ‬الواصل‭ ‬بين‭ ‬المدينتين‭. ‬وأوضح‭ ‬أن‭ ‬‮«‬من‭ ‬شأن‭ ‬سيطرة‭ ‬الفصائل‭ ‬على‭ ‬مدينة‭ ‬حمص‭ ‬أن‭ ‬تقطع‭ ‬الطريق‭ ‬الذي‭ ‬يربط‭ ‬دمشق‭ ‬بالساحل‭ ‬السوري‮»‬،‭ ‬معقل‭ ‬الأقلية‭ ‬العلوية‭ ‬التي‭ ‬تنتمي‭ ‬إليها‭ ‬عائلة‭ ‬الرئيس‭ ‬بشار‭ ‬الأسد‭ ‬والتي‭ ‬تحكم‭ ‬سوريا‭ ‬منذ‭ ‬خمسة‭ ‬عقود‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا