قواتنا في سوريا لمحاربة داعش فقط.. والشعب الفلسطيني يستحق قيام دولته
أكد المتحدث الإقليمي باسم الخارجية الأمريكية صامويل وربيرج أن حوار المنامة فرصة ثمينة للطرح والاستماع لرؤى وأفكار سياسية وعسكرية من جميع أنحاء العالم وإيجاد خيارات أمام المسؤولين لحل العديد من الصراعات التي يمر بها العالم، وفي الوقت نفسه بحث سبل التعاون والمشترك، مشيرا إلى أن مملكة البحرين نجحت في حفظ الأهمية الاستراتيجية لحوار المنامة على مدار 20 عاما.
وأشار خلال حوار خاص لـ«أخبار الخليج»، إلى أن البحرين كانت ولاتزال شريكا استراتيجيا للولايات المتحدة الامريكية على مدار عقود، قائلا نحن في الذكرى الـ 20 لحوار المنامة وفي الوقت نفسه نحن نحتفل بمرور 20 عاما على اتفاقية التجارة الحرة الموقعة بين البلدين، ما يؤكد أن العلاقات البحرينية الامريكية علاقات قوية ومتينة ونرى في المملكة شريكا قادرا دائما على المساهمة في دعم مسارات إحلال السلام وإرساء التعايش وهو ما تؤكده مبادرة المملكة ودعوتها لعقد مؤتمر دولي للسلام بصفتها ترأس القمة العربية.
وتطرق وربيرج الى بعض الأزمات التي تمر بها المنطقة ودور الولايات المتحدة الأمريكية بها، حيث أشار إلى أن امريكا تؤمن بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته، وأن ما قامت به حركة حماس لا يمثل الشعب الفلسطيني وأن الإدارة الامريكية القادمة قد يكون لها مبادراتها الخاصة ورؤى تختلف عن رؤى الادارة الحالية، مشددا على أن القوات الأمريكية في سوريا هي فقط للقضاء على التنظيمات الإرهابية كداعش وليس لها أي تدخل فيما يجري في الصراع الدائر حاليا.
وبدأ المتحدث الإقليمي باسم الخارجية الأمريكية حديثه إلى «أخبار الخليج» مؤكدا أن حوار المنامة فرصة رائعة لتبادل الافكار والآراء بين السياسيين والعسكريين من مختلف انحاء العالم لطرح رؤى وأفكار يمكن أن تسهم في إيجاد حلول لكثير من الأزمات التي يمر بها العالم وطرح أفكار جديدة للتعاون، كما أن الحوار هو ما تحتاج إليه الإنسانية ويتطلب الاستماع للآراء المختلفة، مشيدا بالحضور الدبلوماسي العسكري المميز والرفيع المستوى.
وأضاف قائلا: من جانبنا نحن لا ننظر إلى حوار المنامة العام الحالي على أنه في عامه الـ20 وإنما أيضا نحتفل مع حكومة مملكة البحرين بمرور 20 عاما على توقيع اتفاقية التجارة الحرة، وهو إنجاز كبير لنا ونهنئ جلالة الملك المعظم بالاحتفال باليوبيل الفضي لتولي جلالته مقاليد الحكم في مملكة البحرين.
وأكد أهمية توقيت انعقاد حوار المنامة في ظل ترؤس مملكة البحرين القمة العربية، والذي يضيف أهمية خاصة لتوقيت انعقاده مع دعوة المملكة إلى عقد مؤتمر دولي للسلام في المنطقة، ونرى في البحرين شريكا أساسيا وفاعلا في دعم كافة مبادرات السلام ونتعاطى مع مبادراتها بأهمية شديدة وخاصة أنها شريك موثوق لكافة الأطراف ولها الكثير من المواقف الدعمة لإحلال السلام والتعايش في المنطقة، ونجدد ترحيب الولايات المتحدة الأمريكية بالمبادرة وندعمها.
الوضع السوري
وحول الوضع السوري المتصاعد بشكل خاص قال المتحدث الإقليمي باسم الخارجية الأمريكية إن الوضع السوري معقد جدا ودائم التطور حتى في الساعات القليلة الماضية، وقال: بدورنا ندعو كافة الأطراف ونحثهم على تجنيب المدنيين والأبرياء المزيد من الصراعات، ونرى أن الحل في سوريا يستدعى من الجميع الجلوس على طاولة حوار لإيجاد حل سلمي - تأخر منذ سنوات- يمكن له ان يجنب المنطقة مزيدا من الاقتتال، مؤكدا أن الولايات المتحدة لا تدعم التصعيد ولديها مخاوف من تطورها مع تأكيد ضرورة البحث عن المسؤول الحقيقي لما وصلت إليه الأوضاع في سوريا.
وأكد أن الولايات المتحدة بالفعل لديها وجود في سوريا، ولكنه لسبب واحد هو محاربة تنظيم داعش الإرهابي من دون تدخل فيما يجري على الأرض، وقال: نتابع الوضع يوما بيوم وخاصة في ظل التطور في عدد من المدن السورية، مؤكدا أن الحل الوحيد هو تنفيذ قرارات مجلس الأمن الصادرة منذ سنوات وإلزام الأطراف على تنفيذها.
غزة
وحول ما إذا كان هناك تضارب بين الموقف الأمريكي وحرصه على المدنيين في سوريا ودعوته الى تنفيذ قرارات مجلس الأمن في سوريا، وفي الوقت نفسه استخدام الفيتو الأمريكي لوقف القتال في غزة ووقف أعداد الضحايا المدنيين، قال المتحدث الإقليمي باسم الخارجية الأمريكية إنه بعد أكثر من عام على ما حدث في غزة الجميع والمجتمع الدولي يدرك أن اسرائيل تقوم بتدمير حركة حماس لمنع تكرار ما وقع في 7 أكتوبر، وأن التحدي الآن أنه مازال هناك رهائن.
وقال: نحن نحاول البحث عن فرص لاستئناف المفاوضات، ولكن هناك تحديات عديدة أبرزها أننا ليس لدينا اتصال مباشر مع حماس، ولكن هناك وسطاء وفي الوقت نفسه هناك نقص في امكانية معرفة موقف حماس ونرى تضاربا في مواقفهم من حين لآخر ولا نرى جدية لإنهاء الحرب، ونرى أن السبب في كل هذا الدمار هو ما وقع في 7 أكتوبر، ونبذل كل الجهود الممكنة حتى 20 يناير وحتى تقديم كل التفاصيل للإدارة الامريكية الجديدة لإيجاد حل ووقف لهذه الحرب، ونتمنى إنهاءها في أسرع وقت ممكن.
وحول فرص طرح هدنة جديدة حاليا، أكد أن الإدارة الأمريكية حاليا ليس لديها صورة واضحة عن الوضع، قائلا: لا نعرف عدد الرهائن الذين على قيد الحياة ونجد صعوبة في الحصول على رد من حماس ونعلم الشروط الإسرائيلية ولكن حتى الآن ليس لدينا أي اتفاق.
وعلق المتحدث الإقليمي باسم الخارجية الأمريكية على تصريح الرئيس الأمريكي المنتخب بضرورة الإفراج عن الرهائن في غزة قبل 20 يناير قبل أن تتحول المنقطة إلى جحيم، مؤكدا أن هناك تنسيقا بين الإدارتين حول الملف، كما أن الإدارة الحالية تحاول تقديم كافة المعلومات المتعلقة بتلك التفاصيل والملفات، مؤكدا أن أمريكا لديها حاليا رئيس واحد قبل 20 يناير هو الرئيس جو بايدن، وبالتالي فإن أي تصريح غير ذلك لا يمثل الموقف الرسمي، قائلا: الآن كل الأطراف في الولايات المتحدة الامريكية تتمني وضع حل ووقف لذلك الوضع ووقف حد للحروب في المنطقة، ويمكن أن يكون للإدارة الامريكية الجديدة رؤى جديدة.
وحول اتهام الولايات المتحدة بتفويت الفرصة لوقف القتال في غزة عبر الفيتو في مجلس الامن وموقفها من قرار محكمة العدل الدولية تجاه رئيس الوزراء الاسرائيلي، أشار إلى أن الادارة الأمريكية تحترم المؤسسات الدولية بشكل عام، ولكن هذه القضية بشكل خاص لا يمكن أن تحل عبر ما يحدث في نيويورك في مجلس الأمن وتلك رؤيتنا.
وأضاف نريد أن نرى مؤسسات المجتمع الدولي قوية، ولكن «هل موافقتنا على قرار أو رفضه سيوقف الحرب»، نحن نركز في إحياء المفاوضات ولدينا قنوات مؤثرة أكثر من ذلك، وحول الموقف من قرار المحكمة الدولية ضد اسرائيل أكد أن امريكا ليست ضد المحاكمة الدولية، ولكن هناك موقفا قانونيا أبرزه أنه ليس هناك دولة فلسطينية بينما المحكمة تتعامل مع دول قائمة، وأيضا أضاف أن هناك تفاصيل تجعلنا غير متفقين مع قرار المحكمة.
واستكمل «الشعب الفلسطيني يستحق دولة - هذا موقف أمريكي منذ سنوات لذلك دائما ما نؤكد أن هذه الحرب المستمرة مع حماس لا تمثل الشعب الفلسطيني ونؤكد أنه على الرغم من هذه الحرب المستمرة فإننا ننظر إلى المستقبل وبضرورة الوصول إلى حوار يعزز من قيام دولة فلسطينية عبر توحيد الموقف الفلسطيني وبدء حوار فلسطيني – فلسطيني موحد وتكثيف جهود وقف الحرب وتحديد من يتكلم باسم الشعب الفلسطيني وتأكيد الرغبة لدى إسرائيل لإيجاد حل للصراع الطويل».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك