العدد : ١٧٠٩٤ - الجمعة ١٠ يناير ٢٠٢٥ م، الموافق ١٠ رجب ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٩٤ - الجمعة ١٠ يناير ٢٠٢٥ م، الموافق ١٠ رجب ١٤٤٦هـ

أخبار البحرين

خبراء عسكريون: حروب الوكالة والمرتزقة أدت إلى مزيد من التعقيدات والتهديدات الأمنية في المنطقة

الأحد ٠٨ ديسمبر ٢٠٢٤ - 02:00

تركزت‭ ‬الجلسة‭ ‬الثانية‭ ‬من‭ ‬فعاليات‭ ‬منتدى‭ ‬‮«‬حوار‭ ‬المنامة‮»‬‭ ‬حول‭ ‬موضوع‭ ‬الاستجابات‭ ‬السياسية‭ ‬والعسكرية‭ ‬تحدث‭ ‬الدكتور‭ ‬نيغ‭ ‬إينغ‭ ‬هين‭ ‬وزير‭ ‬الدفاع‭ ‬السنغافوري‭ ‬عن‭ ‬التغييرات‭ ‬التي‭ ‬طالت‭ ‬العالم‭ ‬وازدواجية‭ ‬المشاكل‭ ‬مثل‭ ‬الغزو‭ ‬الروسي‭ ‬الأوكراني‭ ‬وأزمة‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬وبيّن‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬الصراعات‭ ‬أسهم‭ ‬في‭ ‬ارتفاع‭ ‬مخاطر‭ ‬عدم‭ ‬الاستقرار،‭ ‬كما‭ ‬تطرّق‭ ‬إلى‭ ‬الأحداث‭ ‬التاريخية‭ ‬التي‭ ‬وقعت‭ ‬في‭ ‬بحر‭ ‬الصين‭ ‬الجنوبي‭ ‬وآسيـا‭ ‬وفي‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬القرن‭ ‬الجاري‭ ‬التي‭ ‬انطلقت‭ ‬من‭ ‬أحداث‭ ‬11‭ ‬سبتمبر‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬عاملًا‭ ‬في‭ ‬إطلاق‭ ‬بعض‭ ‬الإجراءات‭ ‬حيث‭ ‬انضمت‭ ‬سنغافورة‭ ‬لعدد‭ ‬من‭ ‬القوات‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬تم‭ ‬نشر‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الموظفين‭ ‬في‭ ‬العراق،‭ ‬كما‭ ‬لعبت‭ ‬سنغافورة‭ ‬دورًا‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬تحالف‭ ‬هزيمة‭ ‬داعش‭ ‬في‭ ‬2014‭.‬

كما‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬اهتمام‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬بمنطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬والصين،‭ ‬أدى‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬انضمام‭ ‬الصين‭ ‬إلى‭ ‬اتفاقية‭ ‬التجارية‭ ‬العالمية‭ ‬والذي‭ ‬ساهم‭ ‬في‭ ‬رفع‭ ‬معدلات‭ ‬اقتصادها‭ ‬إلى‭ ‬18‭% ‬وساهم‭ ‬ذلك‭ ‬أيضًا‭ ‬في‭ ‬تراكم‭ ‬سريع‭ ‬بالمنشـآت‭ ‬العسكرية‭ ‬وبناء‭ ‬حوالي‭ ‬3‭ ‬آلاف‭ ‬منشأة‭ ‬صناعية‭ ‬صينية،‭ ‬وحديثًا‭ ‬عن‭ ‬الأهداف‭ ‬الصينية‭ ‬البحرية‭ ‬قال‭ ‬إن‭ ‬الصين‭ ‬استطاعت‭ ‬أن‭ ‬تحقق‭ ‬أهدافها‭ ‬في‭ ‬البحر‭ ‬الجنوبي‭ ‬والتي‭ ‬تلّخصت‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬الجزر‭ ‬الماليزية‭ ‬والفلبينية‭ ‬والفيتنامية‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المسـألة‭ ‬فاقمت‭ ‬من‭ ‬الوجود‭ ‬الأجنبي‭ ‬ضمن‭ ‬البحر‭ ‬الجنوبي‭ ‬والذي‭ ‬تضمن‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬والمملكة‭ ‬المتحدة،‭ ‬وفي‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬تم‭ ‬تسجيل‭ ‬حوالي‭ ‬107‭ ‬تمرينات‭ ‬أمريكية‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬البحرية‭.‬

وحول‭ ‬عودة‭ ‬السلام‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬كشف‭ ‬أن‭ ‬تسلسل‭ ‬الأحداث‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬وتقدم‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬وتوقيع‭ ‬اتفاقية‭ ‬إبراهام‭ ‬كان‭ ‬لها‭ ‬دور‭ ‬في‭ ‬إرساء‭ ‬السلام‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬أحداث‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬أكتوبر‭ ‬الماضي‭ ‬أحبطت‭ ‬هذه‭ ‬الأحلام‭ ‬فالدمار‭ ‬الوحشي‭ ‬والأزمات‭ ‬الإنسانية‭ ‬التي‭ ‬نشبت‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬ولبنان‭ ‬كانت‭ ‬عاملا‭ ‬مؤثرا،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬عامل‭ ‬تسليح‭ ‬إيران‭ ‬وكوريا‭ ‬الشمالية‭ ‬لروسيـا،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬صراعات‭ ‬أخرى‭ ‬ظهرت‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬تـأخر‭ ‬إحلال‭ ‬السلام‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭.‬

وبشـأن‭ ‬الدوافع‭ ‬والأهداف‭ ‬المشتركة‭ ‬في‭ ‬إحلال‭ ‬هذه‭ ‬الصراعات‭ ‬كشف‭ ‬الدكتور‭ ‬نيغ‭ ‬إينغ‭ ‬هين‭ ‬وزير‭ ‬الدفاع‭ ‬السنغافوري‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬خفض‭ ‬التصعيد‭ ‬والاستباق‭ ‬كخطوة‭ ‬أولى،‭ ‬والدعوة‭ ‬إلى‭ ‬منع‭ ‬حدوث‭ ‬أي‭ ‬صراعات‭ ‬جديدة،‭ ‬ونوّه‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬استحداث‭ ‬قرار‭ ‬أخير‭ ‬بشـأن‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬حيث‭ ‬سيسهم‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭ ‬في‭ ‬مد‭ ‬الأمل‭ ‬نحو‭ ‬حل‭ ‬الدولتين،‭ ‬وأوضح‭ ‬بـأن‭ ‬المسار‭ ‬الوحيد‭ ‬لتطبيق‭ ‬حل‭ ‬الدولتين‭ ‬يقوم‭ ‬على‭ ‬إيقاف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭.‬

وحديثًا‭ ‬عن‭ ‬الأزمة‭ ‬الأوكرانية‭ ‬الروسية‭ ‬والتي‭ ‬امتدت‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬ألف‭ ‬يوم‭ ‬تحدث‭ ‬عن‭ ‬ضرورة‭ ‬إيجاد‭ ‬تبريرات‭ ‬سياسية‭ ‬وايقاف‭ ‬الحرب،‭ ‬وإن‭ ‬وُجدت‭ ‬أهداف‭ ‬عسكرية‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الصراع‭ ‬فبالإمكان‭ ‬من‭ ‬تحقيقها‭ ‬دون‭ ‬تعريض‭ ‬المدنيين‭ ‬للخطر،‭ ‬وفي‭ ‬ختام‭ ‬حديثه‭ ‬دعا‭ ‬إلى‭ ‬الخوض‭ ‬في‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬السعي‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬والحذر‭ ‬الجذري،‭ ‬والدعوة‭ ‬إلى‭ ‬تغيير‭ ‬المسار‭ ‬العالمي‭ ‬وحث‭ ‬المسار‭ ‬الآسيوي‭ ‬على‭ ‬الترابط‭.‬

وفي‭ ‬السياق‭ ‬نفسه‭ ‬أكد‭ ‬فاهان‭ ‬كوستانيان‭ ‬نـائب‭ ‬وزير‭ ‬خارجية‭ ‬أرمينيا‭ ‬التركيز‭ ‬الذي‭ ‬تحظى‭ ‬به‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الوفود‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬منتدى‭ ‬حوار‭ ‬المنامة‭ ‬2024‭ ‬ومن‭ ‬ضمنها‭ ‬الوفد‭ ‬الأرميني،‭ ‬وحديثًا‭ ‬عن‭ ‬أجندة‭ ‬المنتدى‭ ‬قال‭ ‬حول‭ ‬تكرار‭ ‬المفردات‭ ‬العسكرية‭ ‬في‭ ‬أجندة‭ ‬المنتدى‭ ‬دليل‭ ‬على‭ ‬عدم‭ ‬فعالية‭ ‬القوانين‭ ‬في‭ ‬قمع‭ ‬النزاعات‭ ‬الحاصلة‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬وإيمانًا‭ ‬بالسياسية‭ ‬الأرمينية‭ ‬كشف‭ ‬كوستانيان‭ ‬بأن‭ ‬الحلول‭ ‬العسكرية‭ ‬لا‭ ‬استدامة‭ ‬فيها‭ ‬وعلى‭ ‬الأطراف‭ ‬المتشاركة‭ ‬في‭ ‬النزاع‭ ‬أن‭ ‬تبدأ‭ ‬بالخوض‭ ‬في‭ ‬الحلول‭ ‬السياسية‭.‬

وفي‭ ‬تفاصيل‭ ‬اضافية،‭ ‬نوّه‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الجرأة‭ ‬السياسية‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬تتسم‭ ‬بالسهولة‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬تعتبر‭ ‬الخيار‭ ‬الأمثل‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الظروف‭ ‬الراهنة‭ ‬والحاصلة‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬كما‭ ‬تطرّق‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬الانتقال‭ ‬من‭ ‬الاستجابات‭ ‬السياسية‭ ‬والعسكرية‭ ‬إلى‭ ‬الاقتصادية‭ ‬كذلك‭ ‬كون‭ ‬أن‭ ‬الاقتصاد‭ ‬يلعب‭ ‬دورًا‭ ‬رياديا‭ ‬مهما‭ ‬في‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬السلام‭ ‬عالميًا‭ ‬ودوليًا‭.‬

كما‭ ‬توّجه‭ ‬بحديثه‭ ‬نحو‭ ‬الحدود‭ ‬الأرمينية‭ ‬التركية‭ ‬والحدود‭ ‬مع‭ ‬أذربيجان،‭ ‬فقد‭ ‬نصح‭ ‬بضرورة‭ ‬خلق‭ ‬الاعتماد‭ ‬التكافلي‭ ‬الاقتصادي‭ ‬الذي‭ ‬يبني‭ ‬العلاقات‭ ‬وينهض‭ ‬بها،‭ ‬كما‭ ‬أكد‭ ‬رغبة‭ ‬أرمينيا‭ ‬بالربط‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬وذلك‭ ‬بغاية‭ ‬خلق‭ ‬ترابط‭ ‬اقليمي‭ ‬أكبر‭ ‬لما‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬معنى‭ ‬وأهمية،‭ ‬وأكد‭ ‬النهج‭ ‬الأرميني‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬الاستقرار‭ ‬وخلق‭ ‬الاعتمادية،‭ ‬وشجع‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬خلق‭ ‬نظام‭ ‬أكثر‭ ‬استدامة‭.‬

وفي‭ ‬ختامه‭ ‬لكلمته‭ ‬الافتتاحية‭ ‬في‭ ‬الجلسة‭ ‬الثانية،‭ ‬دعا‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬إيجاد‭ ‬الاستجابة‭ ‬العسكرية‭ ‬المطلوبة‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬الاستجابة‭ ‬السياسية‭ ‬معها،‭ ‬كما‭ ‬شجع‭ ‬على‭ ‬إيجاد‭ ‬حلول‭ ‬أكثر‭ ‬استدامةً‭ ‬وأقل‭ ‬ضررًا‭ ‬ودمارًا‭. ‬

وناقش‭ ‬اللواء‭ ‬ولاء‭ ‬عادل‭ ‬أبو‭ ‬الفرج‭ ‬مساعد‭ ‬وزير‭ ‬الدفاع‭ ‬للشؤون‭ ‬الخارجية‭ ‬بجمهورية‭ ‬مصر‭ ‬العربية‭ ‬الاستجابات‭ ‬السياسية‭ ‬والعسكرية‭ ‬تجاه‭ ‬الصراعات‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬وقال‭: ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الصراعات‭ ‬والنزاعات‭ ‬جزءَ‭ ‬لا‭ ‬يتجزأ‭ ‬من‭ ‬تاريخ‭ ‬البشرية‭ ‬ولكن‭ ‬نوّه‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬اتساع‭ ‬رقعة‭ ‬الصراعات‭ ‬وامتدادها‭ ‬الزمنى‭ ‬دون‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬الحل‭ ‬يلقي‭ ‬على‭ ‬الجميع‭ ‬بمزيد‭ ‬من‭ ‬المسؤولية‭ ‬للقيام‭ ‬بالتحليل‭ ‬والإصرار‭ ‬على‭ ‬تقديم‭ ‬الحلول‭ ‬المبتكرة‭ ‬والفعالة‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬تلك‭ ‬الصراعات‭ ‬والنزاعات‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭ ‬المنطقة‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬طبيعية‭ ‬الصراعات‭ ‬الحالية‭ ‬وتداعياتها‭ ‬والتحولات‭ ‬في‭ ‬النظام‭ ‬الدولي‭ ‬وظهور‭ ‬الفضاء‭ ‬الافتراضي‭ ‬والذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬والحرب‭ ‬بالوكالة‭ ‬وانتشار‭ ‬المرتزقة‭ ‬بيّن‭ ‬أنها‭ ‬كانت‭ ‬عاملًا‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬التعقيدات‭ ‬في‭ ‬طبيعة‭ ‬التهديدات‭ ‬الأمنية‭ ‬واتساعها‭ ‬بما‭ ‬يتجاوز‭ ‬الشكل‭ ‬التقليدي‭ ‬حيث‭ ‬ظهرت‭ ‬تهديدات‭ ‬جديدة‭ ‬لمسألة‭ ‬الأمن‭ ‬تتخطى‭ ‬حدود‭ ‬الدول‭ ‬وقيم‭ ‬المجتمعات‭ ‬والشعوب‭ ‬أبرزها‭ ‬انتقال‭ ‬المقاتلين‭ ‬الأجانب‭ ‬وتجنيد‭ ‬المرتزقة،‭ ‬وكان‭ ‬أخطرها‭ ‬غياب‭ ‬نظام‭ ‬الأمن‭ ‬الجماعي‭ ‬الدولي‭ ‬وظاهرة‭ ‬عدم‭ ‬احترام‭ ‬قرارات‭ ‬الشرعية‭ ‬الدولية‭.‬

وبشـأن‭ ‬الفترة‭ ‬الراهنة‭ ‬التي‭ ‬تمر‭ ‬بها‭ ‬المنطقة،‭ ‬أكد‭ ‬مساعد‭ ‬وزير‭ ‬الدفاع‭ ‬للشؤون‭ ‬الخارجية‭ ‬المصري‭ ‬أنها‭ ‬بالغة‭ ‬الدقة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تعدد‭ ‬الأزمات‭ ‬والصراعات‭ ‬وتشابك‭ ‬التحديات‭ ‬والتهديدات‭ ‬الإقليمية‭ ‬وتـأثرها‭ ‬بالمتغيرات‭ ‬الدولية‭ ‬وأكد‭ ‬اللواء‭ ‬ضرورة‭ ‬التعاون‭ ‬الدولي‭ ‬لاستثمار‭ ‬كل‭ ‬الإمكانيات‭ ‬والفرص‭ ‬المتاحة‭ ‬لمعالجة‭ ‬الأسباب‭ ‬الجذرية‭ ‬للصراعات‭ ‬والتقليل‭ ‬من‭ ‬التوترات‭ ‬والتدخلات‭ ‬الخارجية‭ ‬وحالة‭ ‬الانقسام‭ ‬لتعزيز‭ ‬الأمن‭ ‬والسلم‭ ‬الإقليمي‭ ‬والدولي‭.‬

كما‭ ‬دعا‭ ‬إلى‭ ‬الاستجابة‭ ‬الفعالة‭ ‬للصراعات‭ ‬التي‭ ‬تتطلب‭ ‬توازنًا‭ ‬بين‭ ‬الحلول‭ ‬السياسية‭ ‬والعسكرية،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إيجاد‭ ‬إطار‭ ‬تعاون‭ ‬واستقرار‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الحوار‭ ‬والتفاوض‭ ‬ودعم‭ ‬التنمية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬وتحسين‭ ‬القدرات‭ ‬الدفاعية‭ ‬لمواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬والتهديدات‭ ‬الأمنية‭ ‬المشتركة‭.‬

وحول‭ ‬التدخل‭ ‬العسكري‭ ‬المُباشر‭ ‬أوضح‭ ‬أنه‭ ‬شكل‭ ‬من‭ ‬أشكال‭ ‬الاستجابة‭ ‬العسكرية‭ ‬التي‭ ‬تتضمن‭ ‬إرسال‭ ‬قوات‭ ‬عسكرية‭ ‬إلى‭ ‬مناطق‭ ‬الصراع،‭ ‬والذى‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬الشرعية‭ ‬الدولية‭ ‬وقرارات‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬لحفظ‭ ‬الأمن‭ ‬ودعم‭ ‬عودة‭ ‬الاستقرار،‭ ‬مع‭ ‬أهمية‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬الاستجابة‭ ‬السياسية‭ ‬والعسكرية‭ ‬تجاه‭ ‬مناطق‭ ‬الصراعات‭ ‬مدعومة‭ ‬بإستراتيجيات‭ ‬واضحة‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬الاستقرار‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬الطويل‭ ‬والمتمثلة‭ ‬في‭ ‬حماية‭ ‬المدنيين‭ ‬من‭ ‬الأعمال‭ ‬العدائية‭ ‬ومنع‭ ‬انتهاكات‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬وتقديم‭ ‬المساعدات‭ ‬وتأمين‭ ‬المناطق‭ ‬المتضررة،‭ ‬وتحقيق‭ ‬الاستقرار‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬النزاع‭ ‬واستعادة‭ ‬النظام‭ ‬والأمن،‭ ‬ومكافحة‭ ‬التنظيمات‭ ‬الإرهابية‭ ‬ومنع‭ ‬توسعها‭ ‬والحد‭ ‬من‭ ‬قدراتها‭.‬

وشدّد‭ ‬على‭ ‬الاستجابات‭ ‬السياسية‭ ‬تجاه‭ ‬الصراعات‭ ‬التي‭ ‬تتطلب‭ ‬تناول‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الجوانب‭ ‬المهمة‭ ‬لفهم‭ ‬كيفية‭ ‬تعامل‭ ‬الدول‭ ‬والمجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬مع‭ ‬الأزمات‭ ‬والنزاعات،‭ ‬وتحدث‭ ‬عن‭ ‬أهمية‭ ‬اتباع‭ ‬منهجاً‭ ‬شاملاً‭ ‬متعدد‭ ‬الأبعاد‭ ‬يجمع‭ ‬بين‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬والتعاون‭ ‬والتنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تعزيز‭ ‬عمليات‭ ‬الوساطة،‭ ‬وبناء‭ ‬البيئة‭ ‬المناسبة‭ ‬لضمان‭ ‬توصل‭ ‬الأطراف‭ ‬المتصارعة‭ ‬لحل‭ ‬للنزاع‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬يضمن‭ ‬العدالة‭ ‬والحيادية‭ ‬وبما‭ ‬يتيح‭ ‬تنفيذ‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬الاتفاق‭ ‬عليه‭.‬

وخلال‭ ‬النقاش‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬العقوبات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬تعتبر‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬الأدوات‭ ‬الأساسية‭ ‬في‭ ‬الاستجابة‭ ‬السياسية‭ ‬تجاه‭ ‬الصراعات‭ ‬وذلك‭ ‬لفرض‭ ‬قيود‭ ‬اقتصادية‭ ‬للضغط‭ ‬لوقف‭ ‬النزاعات‭ ‬دون‭ ‬اللجوء‭ ‬إلى‭ ‬استخدام‭ ‬القوة‭ ‬العسكرية‭ ‬وبهدف‭ ‬تغيير‭ ‬السياسات‭ ‬العنيفة،‭ ‬وتعزيز‭ ‬فرص‭ ‬الدخول‭ ‬في‭ ‬مفاوضات‭ ‬أو‭ ‬حل‭ ‬النزاع‭ ‬بشكل‭ ‬سلمي‭.‬

كما‭ ‬أكد‭ ‬أهمية‭ ‬تحقيق‭ ‬الاستجابة‭ ‬العسكرية‭ ‬تحت‭ ‬مظلة‭ ‬دولية،‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬القوة‭ ‬هي‭ ‬الخيار‭ ‬الأول،‭ ‬وشجع‭ ‬على‭ ‬الإدراك‭ ‬بأن‭ ‬أي‭ ‬استجابة‭ ‬عسكرية‭ ‬غير‭ ‬مدروسة‭ ‬قد‭ ‬تؤدى‭ ‬إلى‭ ‬تفاقم‭ ‬الأوضاع‭ ‬وأهمية‭ ‬تبني‭ ‬إستراتيجيات‭ ‬أمنية‭ ‬شاملة‭ ‬تتضمن‭ ‬استخدام‭ ‬القوة‭ ‬بشكل‭ ‬محدود‭ ‬وموجه‭ ‬مع‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬حماية‭ ‬المدنيين‭ ‬وتجنب‭ ‬التصعيد،‭ ‬مبينًا‭ ‬أن‭ ‬تحقيق‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬يدفع‭ ‬بضرورة‭ ‬إلى‭ ‬تبني‭ ‬نهجاً‭ ‬متوازناً‭ ‬أحد‭ ‬أولوياته‭ ‬الأدوات‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬مع‭ ‬ضرورة‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬الدولي‭ ‬والإقليمي‭ ‬وتبادل‭ ‬المعلومات‭ ‬والخبرات‭ ‬وتطوير‭ ‬الاستراتيجيات‭ ‬لمعالجة‭ ‬أسباب‭ ‬الصراعات‭.‬

وأكد‭ ‬اللواء‭ ‬ولاء‭ ‬عادل‭ ‬أبو‭ ‬الفرج‭ ‬مساعد‭ ‬وزير‭ ‬الدفاع‭ ‬للشؤون‭ ‬الخارجية‭ ‬بجمهورية‭ ‬مصر‭ ‬العربية‭ ‬أن‭ ‬تحقيق‭ ‬السلام‭ ‬والاستقرار‭ ‬يتطلب‭ ‬تكامل‭ ‬الجهود‭ ‬السياسية‭ ‬والعسكرية‭ ‬مع‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬وبناء‭ ‬السلام‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬العمل‭ ‬الجماعي‭ ‬والشامل‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬الصراعات‭ ‬هو‭ ‬السبيل‭ ‬نحو‭ ‬عالم‭ ‬ينعم‭ ‬بالاستقرار‭ ‬والسلام‭ ‬المجتمعي‭ ‬ويعزز‭ ‬فرص‭ ‬تحقيق‭ ‬الأمن‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬النزاع‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا