إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة ودولة للفصل العنصري
قال الأمير تركي الفيصل رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية بالمملكة العربية السعودية إن العالم حاليا يشهد عدة مشاكل ونزاعات، يجعلنا نتفق مع هنري كاسنجر وما قاله حول نظام العالم في كتابه «لا بد من إعادة بناء النظام الدولي»، وهو التحدي الأكبر الذي تواجهه دولنا وخاصة دول الخليج حيث لديها قيادات ناجحة تقود دولها إلى السلام والهدوء والازدهار وتعمل بجدّ لبناء المنطقة بسلام، ولكن على الرغم من ذلك هناك ارتباط مثل حبل الوريد فيما بيننا وبين ما يحدث في العالم، لذلك هناك محدودية لما يمكننا أن نقوم به في ضوء ما تقوم به الهيئات الدولية في الحرب على غزة ولبنان وسوريا والبحر الأحمر والتي تمثل نتاج فشل التدخلات في الشؤون الداخلية.
وقال إن هذا الفشل يتشارك به الجميع، مضيفا: حرب غزة كانت بداية انعقاد هذا الفشل، حتى نتنياهو اعتقد انه قام بترويض حماس لكن للأسف كانت النتائج حرب 7 أكتوبر، وهي واضحة وليست في فقط في فلسطين ولكن في لبنان وسوريا واليمن، وقد آن الأوان لنتعلم من خبرات هذه الحروب لإعادة التفكير في المواقف بالنسبة إلى السلام والأمن في منطقة الشرق الأوسط.. لذلك على إسرائيل أن تفهم أنه بدون حل القضية الفلسطينية بسلام لن تعيش بسلام وأمن.
وتطرق إلى ما تفضل به صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء البحريني في كلمته الافتتاحية في حوار المنامة 2023 بأن النزاع لم يبدأ في أكتوبر، ولكن التصاعد أتى في أكتوبر، أما الجرح فطالما كان موجودا لثمانين سنة، والأهم من ذلك أنه لن يكون هناك أمن حقيقي يتحقق حتى نصل إلى حل الدوليتين ولا بد من الحفاظ على هذا النهج بقيادة رائدة من المنطقة والقوى العظمى وخاصة الولايات المتحدة.
وأشار إلى ما قال سابقا من منبر «حوار المنامة» أن إسرائيل هي آخر مستعمرة غربية في الشرق الأوسط، وتقوم بإبادة شعب غزة وتمارس الإبادة عليهم، ولا بد على جيراننا الإيرانيين أن يفهموا ضرورة عدم دعم الصراع ليضمن لهم السلام والأمن.
وقال: بصراحة إن الحروب في سوريا ولبنان واليمن والعراق أظهرت أن المساعدة الخارجية لا تؤتي أكلها، ولا بد أن هناك جوارا يؤسس السلام الذي يؤدي إلى النمو الاقتصادي.. لذلك لا بد من انتهاج الحل السلمي للقضية الفلسطينية كأساس كي نمضي في طريقنا الذي نصبو إليه، أما بالنسبة إلى القمة العربية فيجب أن تلتزم بمبادرات السلام وتعمل عليها للوصول إلى حل الدولتين عبر إرادة سياسة كي نصل إلى قرار.
وحول ما ذكره بشأن ارتكاب إسرائيل جرائم الإبادة، رد الأمير تركي الفيصل قائلا: «لا أعتقد أنني بحاجة إلى توضيح ذلك، أعتقد أن كل ما عليك فعله هو إلقاء نظرة على سجل التصريحات من جانب المسؤولين الإسرائيليين أو إعلانات منظمات حقوق الإنسان الدولية بشأن هذا الموضوع، وكذلك الأمم المتحدة والمحكمة الجنائية الدولية التي وجهت الاتهامات إلى رئيس الوزراء ووزير حربه».
وأضاف أن المطالبة بتقديمهم للعدالة أمر واضح بما فيه الكفاية، ليس بالنسبة لي فقط، بل بالنسبة للجميع، ولتقديم أولئك الذين يرتكبون هذه الجرائم إلى العدالة وأن مثل هذه الاتهامات وجهت من المحكمة الجنائية الدولية للعدالة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك