وسط تطورات الأحداث وتتابع الأخبار العاجلة أمس عن الأوضاع في سوريا، انطلقت فعاليات اليوم الثالث بالجلسة العامة الخامسة لحوار المنامة والتي جاءت بعنوان التفاعل بين الأمن العالمي وأمن الشرق والاوسط وجاءت المداخلة الأبرز في الجلسة في نهايتها، حيث رد المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، أنور قرقاش على سؤال بمدى علمه بمكان تواجد بشار الاسد بعد إعلان خروجه من سوريا ورؤيته للوضع السوري، حيث أكد قرقاش أن مكان الأسد ليس هو المهم حاليا ولكن الأهم هو سلامة أراضي سوريا التي لا تزال تحت التهديد، قائلا «علينا أن ننتظر ونرى ما سيحدث في سوريا بعد ذلك، الحل هو دولة يمكن الوثوق بها».
وقال قرقاش «لا يهمنا أين يذهب بشار وهذه نقطة بالتاريخ، ولكن الأهم السيادة المناطقية لسوريا التي لازالت مهددة، كما ان هناك تهديد آخر هو الخروج من بوتقة العنف، وثالثا وهي نقطة قلق نأمل أن يعمل السوريون معا في مواجهة التطرف والإرهاب».
واكد أن السياسة الإماراتية تجاه سوريا منذ البداية كانت عملية وقائمة على دعم التطور والتنمية في سوريا وبالعودة الى 2011 طلب منا النظام حينها المساعدة للسيطرة على المظاهرات ولكن كان رأينا أنه يجب أن تحل القضية داخليا من خلال الحوار والنقاش.
مضيفا «ما حدث هو نتيجة معاناة طالت لـ10 سنوات ولم يحدث بين ليلة وضحاها وكانت نتيجة تطورات طبيعية بناء على وقائع الأرض وكان هناك فشل بشكل أساسي على مستوى السياسة لأن الأسد لم يستخدم أي من خط من خطوط النجاة التي رميت له من قبل العديد من الدول العربية بما فيها الإمارات ولم يستخدم كل ذلك للانفتاح والتقدم واجراء نقاشات دستورية وحوار ولم يحاول أن يصالح تركيا ونصحناه بهذا الاتجاه ولكن كان هناك فشلا سياسيا وكان هذا الانهيار بسبب هذا الفشل السياسي».
وكانت الجلسة قد استهلت أيضا بكلمة الدكتور أنور قرقاش الذي أكد أن الـ 24 ساعة الماضية تؤكد للجميع أن الوقت الذي تمر به المنطقة عصيب جدا ورغم أن حوار المنامة من العام الماضي شهد الحديث عن أزمات لازالت مستمرة سواء في لبنان أو غزة واوكرانيا بالإضافة إلى التطورات السريعة في سوريا خلال الأيام الماضية وهي كلها تداعيات قوية وتؤثر على شعوب المنطقة واقتصادها وآفاق المستقبل. وتساءل قرقاش قائلا «إلى أين وصلنا من العام الماضي».. موضحا أن التطورات الحالية وقعت في فترة صغيرة بينما النظام العالمي مازال في نفس مساره رغم البيئة الأمنية المتشابكة التي ترتبط بعضها ببعض، فخلال سنة واحدة استمرت الحرب في غزة وتحولت إلى معاناة إنسانية وسيطرت حالة من عدم اليقين حول الحل، ولكن في تلك الحلة لا بد من التأكيد على ضرورة بذل الجهد لفض النزاعات ومنع حروب التي لا حدود لها، والعمل على الخروج من دوامة العنف.
وأكد ضرورة فتح وبدء أفق سياسية جادة لتنفيذ حل الدولتين والنظر بشكل بناء لوقف حلقة العنف من التفشي ومساعدة الشعوب التي تعيش في ظروف صعبة وتقديم المساعدة الطبية والانسانية، وخاصة أن النزاعات مدمرة الحياة في العديد من دول المنطقة التي تشهد نزاعات، ولا بد أن اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان هو الطريق لتنفيذه في كل نزاعات المنطقة وبدء سلام دائم وقف للعداء، مشيرا إلى أن التطورات الأخيرة في سوريا إشارة إلى فشل السياسية والبيئة المدمرة والمحفزة للفوضى والنزاعات.
وتطرق قرقاش إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية كان لديها دورا تاريخيا وحيويا ويبقي الآن أكثر أهمية من ذي قبل مع بدء فترة رئاسية جديدة عليها دور في القضايا الإقليمية، وهو ما تعمل به دولة الإمارات عبر شراكاتها المختلفة والعمل مع امريكا على حل مشاكل المنطقة والشرق الاوس الذي يواجه تعقيدات كثيرة.
وشدد المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات العربية المتحدة على ضرورة التعلم من دروس الماضي والتأكيد على أن أمن المنطقة مرتبط بحل المشاكل عبر الطرق القانونية وداخل نظام الدولة بعيد عن دعم المليشيات أو الجهات غير حكومية والعمل والمساهمة وأن الحل خارج حكم الدولة يزيد الأمر سوءا، وأن يكون الدفاع خاص بيد الدولة وليس المليشيات وتعريف معني السيادة، مؤكدا أن الوقت الحالي بحاجة إلى تعاون أكبر بين دول المنطقة والدول العربية وفتح اوار منتج مع الجيران مثل إيران وتركيا والسير في علاقات وثيقة.
وأكد أن الإمارات شريك ملتزم مع جميع الحلفاء لضمان الأمن والسلام في المنطقة وحماية حياة الشعوب وتقديم المساعدات الإنسانية ودول الخليج كلها مصدر المهم للمنطقة وتلبي طموحات الشباب في منطقة بها دول هشة يغيب عنها الأمن الغذائي وندرة المياه وانتشار التطرف ولا بد من التعاون معها ومساعدتها لتطوير المنطقة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك