أكد المتحدثون من خبراء عسكريين في الجلسة السادسة من حوار المنامة أهمية تعزيز التعاون الإقليمي والدولي لتحقيق السلام والاستقرار، مشددين على ضرورة معالجة التحديات الأمنية بطرق سلمية ومستدامة ومن خلال فهم الأسباب الجذرية للأزمات، وأهمية تحديث القدرات العسكرية والتعاون في مجال الدفاع كونهما ضروريين لمواجهة التهديدات، ودعم السيادة الوطنية، ومواكبة التطورات العالمية التي تتيح فرصًا للتعاون. جاء ذلك خلال الجلسة العامة السادسة لحوار المنامة والتي كانت بعنوان «تحديات الدفاع في عالم معقد»، وشارك فيها كريستوف سزالاي بوبروفينتسكي، وزير الدفاع المجري، وستيفاني بيك، نائب وزير الدفاع الوطني الكندي، والأدميرال ريناتو رودريغيز دي أغيار فريري، رئيس الأركان المشتركة للقوات المسلحة البرازيلية، دانييل شابيرو نائب مساعد وزير الدفاع الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط.
وزير دفاع المجر: مخاوف من انهيار النظام العالمي
وفي بداية الجلسة أعرب وزير دفاع المجر كريستوف سالاي بوبروفينسكي، عن مخاوفه من المشهد السياسي محذرا من انهيار النظام العالمي، حيث تزداد المنافسة بين الأقطاب، مؤكدا ضرورة التعاون للحفاظ على النظام الأمني العالمي. وأشار إلى التحديات التي تواجه بلاده سواء في مناطق الجوار، حيث الصراع الروسي الأوكراني والتهديدات الأمنية لأوروبا، مشيرا إلى أن المساعدات العسكرية لأوكرانيا والعقوبات على روسيا لم تكن مجدية، وأكد أنه لن يكون هناك حل عسكري لهذا النزاع وهو ما أعربت عنه المجر منذ اليوم الأول.
وأشار إلى أن المجر تحاول معالجة مشكلات الهجرة عبر الحدود إلى أوروبا حيث وضعت دعما لدول شمال إفريقيا، حيث التعاون الفعال والاحترام المتبادل، وقد أثبت التاريخ أن دولا صغيرة مثل البحرين والمجر يمكن أن تؤدي دورا كبيرا في الشؤون العالمية عند تطبيق الاستراتيجيات الذكية والمبنية على التوازن والقيم.
وشدد على أن المجر ملتزمة بتحالفاتها كعضو في حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي، وفي نفس الوقت تعمل على حماية مصالحها وسياستها الخارجية وبناء الشراكات على المستوى العالمي.
الهجمات السيبرانية أصعب بكثير من الحروب الميدانية
من جانبها كشفت نائب وزير الدفاع الوطني في كندا ستيفاني بيك عن توقيع اتفاقية تعاون مع مملكة البحرين، مؤكدة أن كندا لديها موارد كبيرة يمكن أن تكون مفيدة للحلفاء والبحرين. ونوهت في كلمتها بالجلسة الثانية بانعقاد حوار المنامة على مدار عشرين عاما جمع خلالها شخصيات مهمة وأجريت حوارات ملهمة، فيما أوضحت أن كندا تتابع من كثب ما يحصل في المنطقة وتبذل الجهود لاستقرار الوضع وترحب باللاجئين، مشيرة إلى أن النزاع في الشرق الأوسط والعالم يترك تأثيرا على كندا ويشعر به المواطنون في المظاهرات التي تحدث في الشوارع حيث يعرب الشعب عن رفضه لما يحدث في غزة وأوكرانيا، وقالت: «لم يكن لدينا من قبل هذه الحركة الملموسة والحراك الشعبي».
وألمحت بيك إلى وجود تدخل سيبراني في الانتخابات الكندية، مؤكدة أن الهجمات السيبرانية أصعب بكثير من الحروب الميدانية، حيث بذلت كندا جهودا في الاستثمار بقطاع الدفاع السيبراني والفضائي، ودعت إلى بناء شراكات مع الحلفاء والتصدي للتهديدات السيبرانية، والحروب بالوكالة التي باتت ظاهرة في العالم.
وقالت إن كندا لديها موارد كبيرة ويمكنها أن تتعاون بشراكات مع الآخرين لتكون الموارد مفيدة للجميع، وعلينا أن نتشارك المخاطر الخاصة بالتكنولوجيا والقدرات والتهديد السيبراني، وبدأنا بالاستثمار في الشركات ونعمل مع الحلفاء على بناء القدرات وبالعمل مع البحرين لكي تكون مواردنا متاحة ومفيدة للجميع.
تحالفات جديدة
بدوره تطرق رئيس الأركان المشتركة للقوات المسلحة البرازيلية الأدميرال ريناتو رودريجز، إلى الخبرة الطويلة التي تتمتع بها دولته في مجال الدبلوماسية، مشيرا إلى التحديات السيبرانية الدولية والتنافس على القوى، متوقعا أن تشهد المرحلة القادمة تحالفات جديدة.
وقال رودريجز: «إن الحرب تتغير والنزاعات تتأثر بالثورة التكنولوجية والتسليح والذكاء الاصطناعي والقدرات السيبرانية وكل هذه الديناميكيات تؤثر في استجابة الدولة للتحديات ما بين التقليدي والجديد وما يتطلب التغيير على مستوى بناء القدرات العسكرية والمعرفية، وهذا يستدعي تعاونا مشتركا ونظما مرنة قادرة على التكيف».
وجود أمريكي في سوريا لدحض داعش
وفي كلمته بالجلسة هنأ دانييل شابيرو نائب مساعد وزير الدفاع الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط، جلالة الملك المعظم باليوبيل الفضي لتولي جلالته مقاليد الحكم، وأكد أن البحرين شريك رائد للولايات المتحدة وعلى الأخص في القطاع الدفاعي.
وأشار شابيرو إلى رؤية الرئيس الأمريكي بايدن للتكامل متعدد الأبعاد حيث تم العمل على هذه الأسس لمواجهة التهديدات وتأمين مستقبل أفضل، فيما نوه بتوقيع اتفاقية سيسيبا في سبتمبر 2023 وتسريع العمل مع مجلس التعاون الخليجي في مجال الأمن البحري، مشددا على أن إيران تستمر بتهديد الولايات المتحدة وشركائها، وأكد أهمية تحجيم دعم إيران للحوثيين، وقال: يجب أن نعمل سويا للعمل على الاستقرار الأمني في المنطقة واستقرار لبنان وإعادة الرهائن من غزة وإعادة الإعمار والتركيز على حل الدولتين لإحلال السلام ودعم التكامل الإقليمي.
وأشار إلى ما يحدث في سوريا حاليا وأرجع السبب في ذلك إلى ما أسماه نظام الأسد الظالم بمساعدة روسيا وإيران، قائلا لا تبكوا وتذرفوا الدموع على بشار الأسد فيما دعا الشركاء إلى حماية الأبرياء والأقليات ودعم حلول السلام بما يتماشى مع قرارات مجلس الأمن لدعم أمن وسلام سوريا، وقال: سنستمر بالوجود في سوريا الشرقية لدحض داعش ومنع انتشارها، كما يجب أن نعمل على مساعدة الشعب السوري وعودة اللاجئين والنازحين، لأن إيجاد شرق أوسط مترابط يحتاج إلى تعاون الشركاء وتلتزم الولايات المتحدة نحو استقرار الشرق الأوسط.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك