العدد : ١٧٠٩٤ - الجمعة ١٠ يناير ٢٠٢٥ م، الموافق ١٠ رجب ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٩٤ - الجمعة ١٠ يناير ٢٠٢٥ م، الموافق ١٠ رجب ١٤٤٦هـ

أخبار البحرين

نتائج مثمرة لمنتدى حوار المنامة:
وزير الخارجية: البحرين تعلي راية الدبلوماسية والحوار في إنهاء الحروب وتسوية النزاعات

الاثنين ٠٩ ديسمبر ٢٠٢٤ - 02:00

التعاون الاستراتيجي بين الشركاء في الشرق الأوسط أمر مهم لتعزيز الأمن والازدهار لشعوب المنطقة


أشاد‭ ‬الدكتور‭ ‬عبداللطيف‭ ‬بن‭ ‬راشد‭ ‬الزياني‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬بنجاح‭ ‬المنتدى‭ ‬العشرين‭ ‬للأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬‮«‬حوار‭ ‬المنامة‮»‬‭ ‬كمنصة‭ ‬دبلوماسية‭ ‬عالمية‭ ‬عززت‭ ‬ريادة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬كشريك‭ ‬فاعل‭ ‬في‭ ‬ترسيخ‭ ‬الأمن‭ ‬والسلام‭ ‬الإقليمي‭ ‬والدولي‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الرؤية‭ ‬السامية‭ ‬لحضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المُعظم‭ ‬القائد‭ ‬الأعلى‭ ‬للقوات‭ ‬المسلحة،‭ ‬وتوجهات‭ ‬الحكومة‭ ‬برئاسة‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬نائب‭ ‬القائد‭ ‬الأعلى‭ ‬للقوات‭ ‬المسلحة‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭.‬

وأعرب‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬عن‭ ‬تقديره‭ ‬للتعاون‭ ‬البنَّاء‭ ‬مع‭ ‬المعهد‭ ‬الدولي‭ ‬للدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والشراكة‭ ‬مع‭ ‬المؤسسات‭ ‬الوطنية‭ ‬في‭ ‬تنظيم‭ ‬‮«‬حوار‭ ‬المنامة‮»‬،‭ ‬ومتابعة‭ ‬نجاحاته‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬عشرين‭ ‬عامًا‭ ‬كملتقى‭ ‬عالمي‭ ‬للحوار‭ ‬البنَّاء‭ ‬بين‭ ‬القادة‭ ‬والوزراء‭ ‬وصناع‭ ‬القرار‭ ‬في‭ ‬الشؤون‭ ‬السياسية‭ ‬والدفاعية‭ ‬والأمنية،‭ ‬والتفاهم‭ ‬الدولي‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬حلول‭ ‬سلمية‭ ‬عادلة‭ ‬وشاملة‭ ‬ومستدامة‭ ‬لمختلف‭ ‬النزاعات‭ ‬والتحديات،‭ ‬وبناء‭ ‬عالم‭ ‬أكثر‭ ‬أمنًا‭ ‬وسلامًا‭ ‬وازدهارًا‭.‬

وعبر‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬عن‭ ‬اعتزازه‭ ‬بتزامن‭ ‬القمة‭ ‬العشرين‭ ‬للأمن‭ ‬الإقليمي،‭ ‬مع‭ ‬اليوبيل‭ ‬الفضي‭ ‬لتولي‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المُعظم‭ ‬مقاليد‭ ‬الحكم،‭ ‬ورئاسة‭ ‬جلالته‭ ‬للقمة‭ ‬العربية‭ ‬الثالثة‭ ‬والثلاثين‭ ‬‮«‬قمة‭ ‬البحرين‮»‬،‭ ‬ومبادراته‭ ‬الرائدة‭ ‬بشأن‭ ‬الدعوة‭ ‬إلى‭ ‬عقد‭ ‬مؤتمر‭ ‬دولي‭ ‬للسلام‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬لإقامة‭ ‬الدولة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المستقلة‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬حل‭ ‬الدولتين،‭ ‬وتوفير‭ ‬الخدمات‭ ‬التعليمية‭ ‬والصحية‭ ‬للمتأثرين‭ ‬من‭ ‬الصراعات،‭ ‬فضلًا‭ ‬عن‭ ‬إنشاء‭ ‬جائزة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬للتعايش‭ ‬السلمي،‭ ‬وتعزيز‭ ‬دور‭ ‬المملكة‭ ‬كشريك‭ ‬محوري‭ ‬في‭ ‬ترسيخ‭ ‬السلم‭ ‬والأمن‭ ‬الدوليين،‭ ‬ومكافحة‭ ‬الإرهاب‭.‬

ونوه‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬بمواقف‭ ‬المملكة‭ ‬الداعمة‭ ‬لإعلاء‭ ‬راية‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬والحوار‭ ‬في‭ ‬إنهاء‭ ‬الحروب‭ ‬وتسوية‭ ‬النزاعات،‭ ‬في‭ ‬مقدمتها‭: ‬الوقف‭ ‬الفوري‭ ‬لإطلاق‭ ‬النار‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬واحتواء‭ ‬التصعيد‭ ‬والتوتر‭ ‬العسكري‭ ‬الإقليمي،‭ ‬ودعمها‭ ‬لأمن‭ ‬الجمهورية‭ ‬العربية‭ ‬السورية‭ ‬الشقيقة،‭ ‬واستقرارها‭ ‬وسيادتها‭ ‬ووحدتها‭ ‬وسلامة‭ ‬أراضيها،‭ ‬وتلبية‭ ‬تطلعات‭ ‬شعبها‭ ‬الشقيق‭ ‬في‭ ‬السلام‭ ‬والازدهار‭ ‬المستدام،‭ ‬واستعادة‭ ‬دورها‭ ‬الحيوي‭ ‬في‭ ‬محيطها‭ ‬الإقليمي‭ ‬والدولي‭.‬

وثمَّن‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الرؤية‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬الحكيمة‭ ‬لصاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬نائب‭ ‬القائد‭ ‬الأعلى‭ ‬للقوات‭ ‬المسلحة‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء،‭ ‬في‭ ‬افتتاح‭ ‬منتدى‭ ‬‮«‬حوار‭ ‬المنامة‮»‬،‭ ‬والتي‭ ‬أكدت‭ ‬حرص‭ ‬المملكة‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬الدولي‭ ‬في‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬حلول‭ ‬سلمية‭ ‬مستدامة‭ ‬لمختلف‭ ‬التحديات،‭ ‬وترسيخ‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬والسلام‭ ‬الإقليمي،‭ ‬باعتباره‭ ‬دعامة‭ ‬أساسية‭ ‬لتحقيق‭ ‬التنمية‭ ‬الشاملة‭ ‬والمستدامة‭.‬

وعبر‭ ‬الوزير‭ ‬عن‭ ‬اعتزازه‭ ‬بخروج‭ ‬منتدى‭ ‬حوار‭ ‬المنامة‭ ‬بنتائج‭ ‬مثمرة‭ ‬عززت‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬شراكاتها‭ ‬الدولية‭ ‬وتحالفاتها‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬في‭ ‬حفظ‭ ‬الأمن‭ ‬والسلام‭ ‬الإقليمي‭ ‬بتوقيع‭ ‬بروتوكول‭ ‬انضمام‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬إلى‭ ‬اتفاقية‭ ‬التكامل‭ ‬الأمني‭ ‬والازدهار‭ ‬الشامل‭ ‬المبرمة‭ ‬في‭ ‬واشنطن‭ ‬بين‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬سبتمبر‭ ‬2023،‭ ‬بما‭ ‬يعزز‭ ‬التكامل‭ ‬الأمني‭ ‬والدفاعي‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬التهديدات‭ ‬الخارجية،‭ ‬وتوسيع‭ ‬نطاق‭ ‬التعاون‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬التجارة‭ ‬والعلوم‭ ‬وتطوير‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬الرقمية‭ ‬لتكنولوجيا‭ ‬المعلومات‭ ‬والاتصالات،‭ ‬والأمن‭ ‬السيبراني،‭ ‬والالتزام‭ ‬المشترك‭ ‬بحماية‭ ‬المجال‭ ‬الجوي‭ ‬وأمن‭ ‬الملاحة‭ ‬البحرية‭.‬

وأكد‭ ‬الدكتور‭ ‬عبداللطيف‭ ‬بن‭ ‬راشد‭ ‬الزياني‭ ‬مواصلة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬جهودها‭ ‬ومبادراتها‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬القيادة‭ ‬الحكيمة‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬المُعظم،‭ ‬ودعم‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء،‭ ‬والتزامها‭ ‬الراسخ‭ ‬بتعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬الدولي‭ ‬والتحالف‭ ‬الوثيق‭ ‬مع‭ ‬الدول‭ ‬الشقيقة‭ ‬والصديقة‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬ومبادئ‭ ‬الحوار‭ ‬والتعايش‭ ‬السلمي‭ ‬واحترام‭ ‬قواعد‭ ‬القانون‭ ‬الدولي،‭ ‬ودعم‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة،‭ ‬والتضامن‭ ‬الدولي‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬منطقة‭ ‬آمنة‭ ‬مستقرة،‭ ‬وعالم‭ ‬أكثر‭ ‬عدلًا‭ ‬وسلامًا‭ ‬وازدهارًا‭.‬

هذا‭ ‬وقد‭ ‬ركزت‭ ‬الجلسة‭ ‬الختامية‭ ‬لمنتدى‭ ‬حوار‭ ‬المنامة‭ ‬أمس‭ ‬على‭ ‬التعاون‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬الإقليمي‭ ‬والشراكات‭ ‬بالشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬والعالم،‭ ‬واستعرض‭ ‬الدكتور‭ ‬سوبرامنيام‭ ‬جاي‭ ‬شانكار‭ ‬وزير‭ ‬الشؤون‭ ‬الخارجية‭ ‬في‭ ‬جمهورية‭ ‬الهند‭ ‬علاقات‭ ‬بلاده‭ ‬بمنطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬حوالي‭ ‬60‭ ‬مليون‭ ‬مواطن‭ ‬هندي‭ ‬موّزعين‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وشمال‭ ‬إفريقيا،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الشراكات‭ ‬لا‭ ‬تقوم‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬الطاقة‭ ‬وإنما‭ ‬يجب‭ ‬اشراك‭ ‬الاستثمار‭ ‬والطاقة‭ ‬وتمديد‭ ‬جسور‭ ‬التعاون‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬التكنولوجي،‭ ‬وبعيدًا‭ ‬عن‭ ‬الأهمية‭ ‬التكنولوجية‭ ‬المرتبطة‭ ‬بالطاقة‭ ‬تحدث‭ ‬عن‭ ‬الاهتمامات‭ ‬الهندية‭ ‬بالتكنولوجيا‭ ‬والسمـاد‭ ‬التي‭ ‬تُعتبر‭ ‬من‭ ‬مقومات‭ ‬أساسية‭ ‬للزراعة‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭.‬

وحول‭ ‬التعاون‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬وعلى‭ ‬الصعيد‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬والسياسي‭ ‬تنظر‭ ‬جمهورية‭ ‬الهند‭ ‬إلى‭ ‬التحديات‭ ‬بشكل‭ ‬فعّال،‭ ‬مشددا‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬منع‭ ‬التصعيد‭ ‬وكبح‭ ‬انتشار‭ ‬النزاعات‭ ‬والالتفات‭ ‬إلى‭ ‬الجهود‭ ‬الدبلوماسية،‭ ‬وقال‭ ‬إن‭ ‬النمطيات‭ ‬الناشئة‭ ‬بالمنطقة‭ ‬تعتبر‭ ‬مثالًا‭ ‬ايجابيًا،‭ ‬منها‭ ‬توقيع‭ ‬الاتفاقية‭ ‬الابراهيمية،‭ ‬وكشف‭ ‬عن‭ ‬وجود‭ ‬تعاون‭ ‬استراتيجي‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الأمن‭ ‬وخصوصًا‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬النزاعات‭ ‬الحاصلة‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬البحري،‭ ‬وأكد‭ ‬انخفاض‭ ‬البواخر‭ ‬التجارية‭ ‬الهندية‭ ‬السنوية‭ ‬من‭ ‬30‭ ‬إلى‭ ‬12‭ ‬باخرة‭ ‬نظرًا‭ ‬للأحداث‭ ‬والتصعيدات‭ ‬الحاصلة‭ ‬على‭ ‬الخط‭ ‬التجاري‭ ‬البحري‭ ‬المرتبط‭ ‬بالشرق‭ ‬الأوسط‭.‬

وتطرق‭ ‬إلى‭ ‬زيادة‭ ‬التدريبات‭ ‬المشتركة‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬الخليج،‭ ‬محذرا‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الترابط‭ ‬العالمي‭ ‬اليوم‭ ‬يتسم‭ ‬بالهشاشة‭ ‬والمحدودية‭ ‬وتصحبه‭ ‬معطلات‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬معالجة،‭ ‬كما‭ ‬أكد‭ ‬تركيز‭ ‬الهند‭ ‬المُوجه‭ ‬نحو‭ ‬رؤية‭ ‬خطوط‭ ‬اقتصادية‭ ‬عالمية‭ ‬جديدة‭.‬

من‭ ‬جانبه‭ ‬تحدث‭ ‬توماس‭ ‬بوجار‭ ‬مستشار‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬لجمهورية‭ ‬التشيك‭ ‬عن‭ ‬ضرورة‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬الترابط‭ ‬العالمي‭ ‬وحل‭ ‬النزاعات‭ ‬بصورة‭ ‬ديمقراطية،‭ ‬كما‭ ‬شجّع‭ ‬على‭ ‬ايجاد‭ ‬حلول‭ ‬أفضل‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬الأمن،‭ ‬وقال‭ ‬إن‭ ‬العالم‭ ‬يواجه‭ ‬حربًا‭ ‬كبرى‭ ‬جاءت‭ ‬بعد‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية‭ ‬التي‭ ‬واجهت‭ ‬فيها‭ ‬أوكرانيا‭ ‬حوالي‭ ‬50‭ ‬ألف‭ ‬قذيفة،‭ ‬وأشار‭ ‬إلى‭ ‬الصراعات‭ ‬الموجودة‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬مثل‭ ‬الصراع‭ ‬السوري‭ ‬والنزاع‭ ‬السوداني‭ ‬والأحداث‭ ‬الحاصلة‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الأوضاع‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬متطرقًا‭ ‬إلى‭ ‬التوترات‭ ‬الحاصلة‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬المحيط‭ ‬الهادئ‭ ‬وأنها‭ ‬في‭ ‬طور‭ ‬التصعيد‭ ‬آملًا‭ ‬عدم‭ ‬ثورانها،‭ ‬مشجعًا‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬التعاون‭ ‬الديمقراطي‭ ‬لحل‭ ‬هذه‭ ‬النزاعات‭.‬

بدوره‭ ‬أكد‭ ‬الدكتور‭ ‬عبداللطيف‭ ‬بن‭ ‬راشد‭ ‬الزياني‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬أهمية‭ ‬التعاون‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬بين‭ ‬الشركاء‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وعلى‭ ‬مستوى‭ ‬العالم‭ ‬لتعزيز‭ ‬الأمن‭ ‬والازدهار‭ ‬لشعوب‭ ‬المنطقة‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬النكسات‭ ‬والتحديات‭ ‬والصراعات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬المنطقة‭.‬

‭ ‬وقال‭ ‬إن‭ ‬التعاون‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬العقود‭ ‬الأخيرة‭ ‬تجلى‭ ‬في‭ ‬أشكال‭ ‬مختلفة،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬تأسيس‭ ‬جامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1945‭ ‬ومجلس‭ ‬التعاون‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربية‭ ‬قبل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أربعين‭ ‬عامًا،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬الثنائية‭ ‬والمتعددة‭ ‬الأطراف‭ ‬التي‭ ‬تتناول‭ ‬الدفاع‭ ‬والأمن‭ ‬والتجارة‭ ‬والاستثمار‭.‬

وأوضح‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬أن‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬انخرطت‭ ‬في‭ ‬الآونة‭ ‬الأخيرة‭ ‬بشكل‭ ‬بناء‭ ‬مع‭ ‬الشركاء‭ ‬والوكالات‭ ‬الدولية‭ ‬مثل‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لمعالجة‭ ‬القضايا‭ ‬الإقليمية‭ ‬الرئيسية،‭ ‬عبر‭ ‬تقديم‭ ‬المبادرات‭ ‬البارزة،‭ ‬مبادرة‭ ‬السلام‭ ‬العربية‭ (‬2002‭)‬،‭ ‬ومبادرة‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربية‭ ‬لتسوية‭ ‬الأزمة‭ ‬في‭ ‬اليمن،‭ ‬واتفاق‭ ‬مبادئ‭ ‬إبراهيم‭.. ‬مضيفًا‭ ‬أن‭ ‬الجهود‭ ‬الأكثر‭ ‬حداثة‭ ‬هي‭ ‬تلك‭ ‬المبادرات‭ ‬التي‭ ‬اقترحتها‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬القمة‭ ‬العربية‭ ‬الثالثة‭ ‬والثلاثين‭ ‬‮«‬قمة‭ ‬البحرين‮»‬‭ ‬بصفتها‭ ‬الرئيس‭ ‬الحالي‭ ‬لجامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬وتعاون‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬مع‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬والنرويج‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تأسيس‭ ‬التحالف‭ ‬العالمي‭ ‬لتنفيذ‭ ‬حل‭ ‬الدولتين‭.‬

وأشار‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭ ‬إلى‭ ‬اتفاقية‭ ‬الأمن‭ ‬الشامل‭ ‬والازدهار‭ ‬المتكامل‭ ‬بين‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬والتي‭ ‬تسلط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬الدور‭ ‬الأساسي‭ ‬للتكامل‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والأمن‭ ‬الجماعي‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬الرخاء‭ ‬المشترك،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬مشروع‭ ‬الممر‭ ‬الاقتصادي‭ ‬بين‭ ‬الهند‭ ‬والشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وأوروبا‭ ‬والذي‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬دمج‭ ‬المنطقة‭ ‬في‭ ‬أطر‭ ‬اقتصادية‭ ‬وأمنية‭ ‬عالمية‭ ‬أوسع‭.‬

وقال‭ ‬الدكتور‭ ‬عبداللطيف‭ ‬بن‭ ‬راشد‭ ‬الزياني‭ ‬إن‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬لا‭ ‬تركز‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬التعاون‭ ‬الإقليمي؛‭ ‬بل‭ ‬إنها‭ ‬تسعى‭ ‬بنشاط‭ ‬إلى‭ ‬وضع‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬عالمي‭ ‬أوسع،‭ ‬وهذا‭ ‬يعكس‭ ‬إجماعًا‭ ‬متزايدًا‭ ‬بين‭ ‬قادة‭ ‬المنطقة‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الاستقرار‭ ‬والازدهار‭ ‬المستدامين‭ ‬لا‭ ‬يعتمدان‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬التدابير‭ ‬الأمنية‭ ‬الفورية‭ ‬ولكن‭ ‬أيضًا‭ ‬على‭ ‬التنمية‭ ‬والاحترام‭ ‬والترابط‭ ‬المتبادل‭.‬

وتحدث‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬عن‭ ‬الدروس‭ ‬المستفادة‭ ‬من‭ ‬التاريخ‭ ‬لتوجيه‭ ‬مستقبل‭ ‬المنطقة‭ ‬وشعوبها،‭ ‬وقال‭ ‬إن‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬تشكل‭ ‬محوراً‭ ‬للسلام‭ ‬والاستقرار‭ ‬الإقليميين،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬أن‭ ‬إشراك‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬حل‭ ‬دائم‭ ‬للقضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬أمر‭ ‬بالغ‭ ‬الأهمية،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬الآن‭ ‬إجماعا‭ ‬إقليميا‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬على‭ ‬حل‭ ‬الدولتين‭ ‬للصراع‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬وينبغي‭ ‬للمجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬أن‭ ‬يستفيد‭ ‬من‭ ‬المبادرات‭ ‬الجريئة‭ ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬لتعزيز‭ ‬الحوار‭ ‬الهادف‭ ‬نحو‭ ‬حل‭ ‬شامل‭ ‬ومستدام‭.‬

كما‭ ‬دعا‭ ‬الوزير‭ ‬إلى‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬الإمكانات‭ ‬الواسعة‭ ‬للتعاون‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬المنطقة،‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬الجغرافية‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬القضايا‭ ‬المعنية،‭ ‬لأن‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬منطقتنا‭ ‬معقدة‭ ‬ومتعددة‭ ‬الأوجه‭.. ‬مطالبًا‭ ‬أيضًا‭ ‬بتقدير‭ ‬دور‭ ‬الهياكل‭ ‬الإقليمية‭ ‬القائمة‭ ‬التي‭ ‬ساهمت‭ ‬بشكل‭ ‬إيجابي‭ ‬في‭ ‬السلام‭ ‬والاستقرار،‭ ‬وهي‭ ‬تلعب‭ ‬دورًا‭ ‬حاسما‭ ‬في‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬السلام‭ ‬والأمن‭ ‬الدوليين‭.‬

وقال‭ ‬إنه‭ ‬إذا‭ ‬نظرنا‭ ‬إلى‭ ‬المستقبل،‭ ‬فيمكن‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬أن‭ ‬تعزز‭ ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬الهيئات‭ ‬الإقليمية،‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬لتعزيز‭ ‬السلام‭ ‬الدولي‭ ‬ولكن‭ ‬أيضاً‭ ‬لمتابعة‭ ‬الأهداف‭ ‬المشتركة،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬إمكانية‭ ‬عقد‭ ‬اجتماع‭ ‬تنسيقي‭ ‬سنوي‭ ‬مع‭ ‬المنظمات‭ ‬الإقليمية‭ ‬تحت‭ ‬رعاية‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬مما‭ ‬سيؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تسهيل‭ ‬هذا‭ ‬التعاون،‭ ‬مع‭ ‬انسجام‭ ‬هذه‭ ‬الفكرة‭ ‬مع‭ ‬المناقشات‭ ‬الجارية‭ ‬حول‭ ‬إصلاح‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬بهدف‭ ‬إضفاء‭ ‬الطابع‭ ‬المؤسسي‭ ‬على‭ ‬دور‭ ‬المنظمات‭ ‬الإقليمية،‭ ‬وتعزيز‭ ‬الملكية‭ ‬والتأثير‭ ‬المحلي،‭ ‬مع‭ ‬إمكانية‭ ‬تمكين‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬التابع‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬بشكل‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬اشتراط‭ ‬أن‭ ‬تتضمن‭ ‬قراراته‭ ‬آليات‭ ‬تنفيذ‭ ‬واضحة‭ ‬وقابلة‭ ‬للتنفيذ،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬تفاصيل‭ ‬حول‭ ‬كيفية‭ ‬مشاركة‭ ‬المنظمات‭ ‬الإقليمية‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬التنفيذ‭.‬

وقال‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬إن‭ ‬مرونة‭ ‬الأطر‭ ‬أمر‭ ‬حيوي‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬متمثل‭ ‬في‭ ‬اتفاقية‭ ‬الأمن‭ ‬الشامل‭ ‬والازدهار‭ ‬المتكامل،‭ ‬إذ‭ ‬يمكن‭ ‬للموقعين‭ ‬الأوائل‭ ‬توسيع‭ ‬تعاونهم‭ ‬إلى‭ ‬إطار‭ ‬أوسع‭ ‬للأمن‭ ‬والرخاء‭. ‬وقال‭ ‬إن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬دعتا‭ ‬بالأمس‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬إلى‭ ‬الانضمام‭ ‬إلى‭ ‬اتفاقية‭ ‬الأمن‭ ‬الشامل‭ ‬والازدهار‭ ‬المتكامل،‭ ‬معترفين‭ ‬بالتزامها‭ ‬الطويل‭ ‬الأمد‭ ‬بتعزيز‭ ‬هذه‭ ‬الأهداف‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وخارجه‭.‬

وقال‭ ‬الدكتور‭ ‬عبداللطيف‭ ‬بن‭ ‬راشد‭ ‬الزياني‭ ‬إن‭ ‬مستقبل‭ ‬التعاون‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬الإقليمي‭ ‬يتطلب‭ ‬تبني‭ ‬أطر‭ ‬واقعية‭ ‬ومركزة‭ ‬وقابلة‭ ‬للتكيف‭ ‬تشرك‭ ‬المشاركين‭ ‬الجدد‭ ‬والقضايا‭ ‬الجديدة‭ ‬بمرور‭ ‬الوقت،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬توحيد‭ ‬جهود‭ ‬الشركاء‭ ‬المتشابهين‭ ‬في‭ ‬التفكير‭ ‬لمعالجة‭ ‬تحديات‭ ‬محددة‭ ‬وتعزيز‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬والترابط‭ ‬المتبادل‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬تدريجياً،‭ ‬بدعم‭ ‬من‭ ‬حلفائنا‭ ‬العالميين‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا