العدد : ١٧٠٧٩ - الخميس ٢٦ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٥ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٧٩ - الخميس ٢٦ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٥ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

عربية ودولية

بضعة أيام غيّرت سوريا.. من هجوم فصائل معارضة إلى «هروب» الأسد

الاثنين ٠٩ ديسمبر ٢٠٢٤ - 02:00

دمشق‭ - (‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭): ‬بعد‭ ‬نزاع‭ ‬امتد‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬13‭ ‬عاما،‭ ‬شهدت‭ ‬سوريا‭ ‬خلال‭ ‬الأيام‭ ‬القليلة‭ ‬الماضية‭ ‬تغييرا‭ ‬جذريا‭ ‬تمثّل‭ ‬ببدء‭ ‬هيئة‭ ‬تحرير‭ ‬الشام‭ ‬وفصائل‭ ‬حليفة‭ ‬لها،‭ ‬هجوما‭ ‬واسعا‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬البلاد،‭ ‬انتهى‭ ‬بإعلانها‭ ‬دخول‭ ‬دمشق‭ ‬و‮«‬هروب‮»‬‭ ‬الرئيس‭ ‬بشار‭ ‬الأسد‭. ‬

في‭ ‬ما‭ ‬يأتي‭ ‬عرض‭ ‬لبضعة‭ ‬أيام‭ ‬أدت‭ ‬الى‭ ‬تغيير‭ ‬لم‭ ‬تعهده‭ ‬سوريا‭ ‬منذ‭ ‬عقود‭: ‬

‭- ‬27‭ ‬نوفمبر‭: ‬البداية‭ -‬أعلنت‭ ‬هيئة‭ ‬تحرير‭ ‬الشام‭ (‬جبهة‭ ‬النصرة‭ ‬سابقا‭ ‬قبل‭ ‬فك‭ ‬ارتباطها‭ ‬بتنظيم‭ ‬القاعدة‭) ‬إضافة‭ ‬الى‭ ‬فصائل‭ ‬معارضة‭ ‬مسلحة‭ ‬حليفة‭ ‬لها،‭ ‬بدء‭ ‬هجوم‭ ‬على‭ ‬مناطق‭ ‬تسيطر‭ ‬عليها‭ ‬القوات‭ ‬الحكومية‭ ‬السورية‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬البلاد‭ ‬انطلاقا‭ ‬من‭ ‬محافظة‭ ‬إدلب‭ (‬شمال‭ ‬غرب‭)‬،‭ ‬أبرز‭ ‬معاقل‭ ‬للمعارضة‭. ‬

أسفرت‭ ‬المعارك‭ ‬عن‭ ‬مقتل‭ ‬141‭ ‬شخصا‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬واحد،‭ ‬وفق‭ ‬المرصد‭ ‬السوري‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭. ‬

‭- ‬28‭ ‬نوفمبر‭: ‬قطع‭ ‬الطريق‭ - ‬حققت‭ ‬الفصائل‭ ‬المعارضة‭ ‬تقدما‭ ‬ميدانيا‭ ‬سريعا‭ ‬نحو‭ ‬حلب،‭ ‬كبرى‭ ‬مدن‭ ‬شمال‭ ‬سوريا‭ ‬وثاني‭ ‬كبرى‭ ‬مدن‭ ‬البلاد‭. ‬وتمكنت‭ ‬من‭ ‬قطع‭ ‬الطريق‭ ‬الرئيسي‭ ‬بينها‭ ‬وبين‭ ‬دمشق‭. ‬

وأعلن‭ ‬المرصد‭ ‬أن‭ ‬الفصائل‭ ‬قطعت‭ ‬‮«‬طريق‭ ‬دمشق‭-‬حلب‭ ‬الدولي‭ (‬إم‭ ‬5‭) ‬عند‭ ‬بلدة‭ ‬الزربة‭ ‬في‭ ‬ريف‭ ‬حلب،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬عقدة‭ ‬الطريقين‭ ‬الدوليين‭ (‬إم‭ ‬4‭) ‬و‭(‬إم‭ ‬5‭) ‬عند‭ ‬مدينة‭ ‬سراقب‮»‬،‭ ‬ما‭ ‬أدّى‭ ‬إلى‭ ‬توقّف‭ ‬الطريق‭ ‬الدولي‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬بعد‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬إعادة‭ ‬فتحه‭. ‬

‭- ‬29‭ ‬نوفمبر‭: ‬أبواب‭ ‬حلب‭ - ‬وصل‭ ‬المسلحون‭ ‬المعارضون‭ ‬إلى‭ ‬أبواب‭ ‬مدينة‭ ‬حلب‭ ‬بعد‭ ‬تقدم‭ ‬سريع‭ ‬في‭ ‬ريف‭ ‬المحافظة‭ ‬التي‭ ‬تحمل‭ ‬الاسم‭ ‬نفسه،‭ ‬وسيطرتهم‭ ‬على‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬50‭ ‬قرية‭ ‬وبلدة‭. ‬

رد‭ ‬الجيش‭ ‬السوري‭ ‬المدعوم‭ ‬من‭ ‬روسيا‭ ‬بشنّ‭ ‬غارات‭ ‬جوية‭ ‬على‭ ‬إدلب‭ ‬ومحيطها‭. ‬

وبينما‭ ‬أكدت‭ ‬السلطات‭ ‬السورية‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬صدّ‭ ‬هجوم‭ ‬الجماعات‭ ‬‮«‬الإرهابية‮»‬،‭ ‬دعتها‭ ‬موسكو‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬إعادة‭ ‬فرض‭ ‬النظام‮»‬‭ ‬في‭ ‬ريف‭ ‬حلب‭ ‬بصورة‭ ‬‮«‬عاجلة‮»‬‭. ‬

‭- ‬30‭ ‬نوفمبر‭: ‬تقدّم‭ - ‬سيطرت‭ ‬هيئة‭ ‬تحرير‭ ‬الشام‭ ‬والفصائل‭ ‬الحليفة‭ ‬لها‭ ‬على‭ ‬معظم‭ ‬أحياء‭ ‬مدينة‭ ‬حلب‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬مطارها‭ ‬الدولي‭ ‬والمباني‭ ‬الرسمية‭ ‬والسجون‭. ‬

شنّ‭ ‬الطيران‭ ‬الروسي‭ ‬غارات‭ ‬جوية‭ ‬كانت‭ ‬الأولى‭ ‬على‭ ‬المدينة‭ ‬منذ‭ ‬استعادت‭ ‬القوات‭ ‬الحكومية‭ ‬السيطرة‭ ‬عليها‭ ‬بالكامل‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2016‭.  ‬

تقدمت‭ ‬المعارضة‭ ‬بشكل‭ ‬إضافي‭ ‬في‭ ‬محافظة‭ ‬إدلب‭ ‬وسيطرت‭ ‬على‭ ‬مدينة‭ ‬سراقب‭. ‬

‭- ‬1‭ ‬ديسمبر‭: ‬حلب‭ ‬خارج‭ ‬السيطرة‭ - ‬أصبحت‭ ‬مدينة‭ ‬حلب‭ ‬خارج‭ ‬سيطرة‭ ‬القوات‭ ‬الحكومية‭ ‬السورية‭ ‬بشكل‭ ‬كامل‭ ‬للمرة‭ ‬الأولى‭ ‬منذ‭ ‬اندلاع‭ ‬النزاع‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬عام‭ ‬2011،‭ ‬مع‭ ‬استحواذ‭ ‬هيئة‭ ‬تحرير‭ ‬الشام‭ ‬والفصائل‭ ‬الحليفة‭ ‬لها‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬أحيائها‭ ‬باستثناء‭ ‬الكردية‭ ‬منها‭. ‬

توعّد‭ ‬الأسد‭ ‬باستخدام‭ ‬‮«‬القوة‮»‬‭ ‬للقضاء‭ ‬على‭ ‬‮«‬الإرهاب‮»‬،‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬أوردت‭ ‬الرئاسة،‭ ‬معتبرا‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الإرهاب‭ ‬لا‭ ‬يفهم‭ ‬إلا‭ ‬لغة‭ ‬القوة‭ ‬وهي‭ ‬اللغة‭ ‬التي‭ ‬سنكسره‭ ‬ونقضي‭ ‬عليه‭ ‬بها‭ ‬أياً‭ ‬كان‭ ‬داعموه‭ ‬ورعاتُه‮»‬‭. ‬

أسفرت‭ ‬ضربات‭ ‬روسية‭ ‬على‭ ‬إدلب‭ ‬عن‭ ‬مقتل‭ ‬ثمانية‭ ‬أشخاص،‭ ‬بحسب‭ ‬المرصد‭. ‬

‭- ‬2‭ ‬ديسمبر‭: ‬تأكيد‭ ‬الدعم‭ - ‬توازيا‭ ‬مع‭ ‬هجوم‭ ‬هيئة‭ ‬تحرير‭ ‬الشام‭ ‬والفصائل‭ ‬الحليفة‭ ‬لها،‭ ‬تقدمت‭ ‬فصائل‭ ‬مسلحة‭ ‬مدعومة‭ ‬من‭ ‬تركيا‭ ‬للسيطرة‭ ‬على‭ ‬مدينة‭ ‬تل‭ ‬رفعت‭ (‬شمال‭) ‬وطرد‭ ‬القوات‭ ‬الكردية‭ ‬منها‭. ‬

رأى‭ ‬الأسد‭ ‬أن‭ ‬الهجوم‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬سوريا‭ ‬محاولة‭ ‬‮«‬لتقسيم‭ ‬المنطقة‭.. ‬وإعادة‭ ‬رسم‭ ‬خرائطها‮»‬‭. ‬وقال‭ ‬خلال‭ ‬اتصال‭ ‬مع‭ ‬نظيره‭ ‬الإيراني‭ ‬مسعود‭ ‬بزشكيان،‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬أوردت‭ ‬الرئاسة‭ ‬السورية،‭ ‬‮«‬ما‭ ‬يحصل‭ ‬من‭ ‬تصعيد‭ ‬إرهابي‭ ‬يعكس‭ ‬أهدافا‭ ‬بعيدة‭ ‬في‭ ‬محاولة‭ ‬تقسيم‭ ‬المنطقة‭ ‬وتفتيت‭ ‬دولها‭ ‬وإعادة‭ ‬رسم‭ ‬الخرائط‭ ‬من‭ ‬جديد‮»‬،‭ ‬مؤكدا‭ ‬أن‭ ‬‮«‬التصعيد‭ ‬لن‭ ‬يزيد‭ ‬سوريا‭ ‬وجيشها‭ ‬إلا‭ ‬إصرارا‭ ‬على‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬المواجهة‮»‬‭. ‬

أكدت‭ ‬طهران‭ ‬وموسكو‭ ‬الدعم‭ ‬‮«‬غير‭ ‬المشروط‮»‬‭ ‬لدمشق‭. ‬وقامت‭ ‬طائرات‭ ‬روسية‭ ‬وسورية‭ ‬بقصف‭ ‬مناطق‭ ‬تسيطر‭ ‬عليها‭ ‬المعارضة‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬غرب‭ ‬البلاد،‭ ‬ما‭ ‬أسفر‭ ‬عن‭ ‬مقتل‭ ‬11‭ ‬شخصا‭ ‬على‭ ‬الأقل‭. ‬

‭ - ‬5‭ ‬ديسمبر‭: ‬سقوط‭ ‬حماة‭ - ‬سيطرت‭ ‬هيئة‭ ‬تحرير‭ ‬الشام‭ ‬والفصائل‭ ‬الحليفة‭ ‬لها‭ ‬على‭ ‬مدينة‭ ‬حماة‭ (‬وسط‭)‬،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬إسقاط‭ ‬تمثال‭ ‬للرئيس‭ ‬الراحل‭ ‬حافظ‭ ‬الأسد‭. ‬

بدأ‭ ‬آلاف‭ ‬السكان‭ ‬بمغادرة‭ ‬حمص،‭ ‬ثالث‭ ‬كبرى‭ ‬مدن‭ ‬البلاد،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬التقدم‭ ‬الذي‭ ‬تحققه‭ ‬الفصائل‭ ‬المسلحة،‭ ‬مع‭ ‬تجاوز‭ ‬حصيلة‭ ‬أسبوع‭ ‬من‭ ‬القصف‭ ‬والمعارك‭ ‬700‭ ‬قتيل،‭ ‬بحسب‭ ‬المرصد‭ ‬السوري‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭. ‬

‭- ‬7‭ ‬ديسمبر‭: ‬سقوط‭ ‬حمص‭ - ‬أعلنت‭ ‬فصائل‭ ‬المعارضة‭ ‬أنها‭ ‬سيطرت‭ ‬على‭ ‬مدينة‭ ‬حمص‭ ‬الاستراتيجية،‭ ‬لتقترب‭ ‬بذلك‭ ‬من‭ ‬العاصمة،‭ ‬حيث‭ ‬قالت‭ ‬السلطات‭ ‬إنها‭ ‬فرضت‭ ‬‮«‬طوقا‭ ‬أمنيا‭ ‬وعسكريا‭ ‬قويا‮»‬‭. ‬

اعتبر‭ ‬قائد‭ ‬هيئة‭ ‬تحرير‭ ‬الشام‭ ‬أبو‭ ‬محمّد‭ ‬الجولاني‭ ‬أن‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬حمص‭ ‬هي‭ ‬‮«‬الحدث‭ ‬التاريخي‭ ‬الذي‭ ‬سيفصل‭ ‬بين‭ ‬الحق‭ ‬والباطل‮»‬،‭ ‬وذلك‭ ‬بُعيد‭ ‬إعلان‭ ‬الفصائل‭ ‬توغلها‭ ‬داخل‭ ‬أحياء‭ ‬المدينة‭ ‬لتمشيطها‭ ‬إثر‭ ‬انسحاب‭ ‬القوات‭ ‬الحكومية‭ ‬منها‭. ‬

شهد‭ ‬اليوم‭ ‬عينه‭ ‬إعلان‭ ‬الفصائل‭ ‬المعارضة‭ ‬أنها‭ ‬تقترب‭ ‬من‭ ‬دمشق،‭ ‬بينما‭ ‬فقدت‭ ‬القوات‭ ‬الحكومية‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬محافظتي‭ ‬درعا‭ ‬والقنيطرة‭ ‬بجنوب‭ ‬البلاد‭. ‬

‭- ‬8‭ ‬ديسمبر‭: ‬‮«‬عهد‭ ‬جديد‮»‬‭ - ‬أعلنت‭ ‬فصائل‭ ‬المعارضة‭ ‬‮«‬هروب‮»‬‭ ‬الأسد،‭ ‬و«بدء‭ ‬عهد‭ ‬جديد‮»‬‭ ‬لسوريا،‭ ‬بعد‭ ‬دخول‭ ‬قواتها‭ ‬دمشق‭. ‬وقالت‭ ‬‮«‬الطاغية‭ ‬بشار‭ ‬الأسد‭ ‬هرب‭.. ‬نعلن‭ ‬مدينة‭ ‬دمشق‭ ‬حرة‮»‬‭. ‬

من‭ ‬جهته،‭ ‬أعلن‭ ‬رئيس‭ ‬الحكومة‭ ‬السورية‭ ‬محمد‭ ‬الجلالي‭ ‬استعداده‭ ‬لتسليم‭ ‬المؤسسات‭ ‬إلى‭ ‬أي‭ ‬‮«‬قيادة‮»‬‭ ‬يختارها‭ ‬الشعب‭. ‬

وأفاق‭ ‬سكان‭ ‬العاصمة‭ ‬على‭ ‬مظاهر‭ ‬ابتهاج‭ ‬مع‭ ‬إطلاق‭ ‬الرصاص‭ ‬في‭ ‬الهواء‭ ‬احتفالا‭ ‬لساعات،‭ ‬مترافقا‭ ‬مع‭ ‬تكبيرات‭ ‬المساجد‭ ‬والهتافات‭ ‬والزغاريد‭. ‬

أسقط‭ ‬جمع‭ ‬من‭ ‬السوريين‭ ‬تمثالا‭ ‬للرئيس‭ ‬الراحل‭ ‬حافظ‭ ‬الأسد‭ ‬في‭ ‬وسط‭ ‬دمشق،‭ ‬بحسب‭ ‬شريط‭ ‬فيديو‭ ‬لوكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا