اختتم وفد الشعبة البرلمانية لمملكة البحرين مشاركته في أعمال "المسار البرلماني لمنتدى الأمم المتحدة لحوكمة الانترنت للعام 2024"، في دورته التاسعة عشرة، والمنعقد في الرياض بالمملكة العربية السعودية، خلال الفترة من 16 إلى 18 ديسمبر الجاري، بتنظيم من إدارة الأمم المتحدة للشؤون الاقتصادية والاجتماعية، والاتحاد البرلماني الدولي، ومجلس الشورى السعودي.
ومثّل وفد الشعبة البرلمانية جمال محمد فخرو النائب الأول لرئيس مجلس الشورى رئيس الوفد، وعضوية النائب منير إبراهيم سرور عضو مجلس النواب، فيما شاركت عبير العبيدلي مدير إدارة تقنية المعلومات والاتصالات بالأمانة العامة لمجلس الشورى، و يعقوب يوسف الياسي رئيس قسم التشغيل والدعم الفني بإدارة تقنية المعلومات بمجلس النواب، ومبارك جناحي ضابط أمن المعلومات بمجلس الشورى.
وشارك الوفد في عدة جلسات متخصصة ناقشت مستجدات تطبيقات التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي على المستويين العام والخاص، وما يشهده العالم من تحول رقمي متسارع، والمتطلبات التشريعية والفنية والإدارية اللازم على المؤسسات العامة والخاصة الأخذ بها لمواكبة التقدم المستمر في التكنولوجيا، فيما تعمّق الوفد في بحث سبل النهوض بالمنظومة التشريعية على النحو الذي يضمن الاستخدام الأمثل للتكنولوجيا، والحد من سوء استخدامها.
واستعرض وفد الشعبة البرلمانية الجهود الحثيثة التي تبذلها مملكة البحرين في سبيل تعزيز البنية التحتية الرقمية، وتبني التحول الرقمي لتقديم خدمات مثالية للمواطن والمؤسسات، مشيرًا الوفد إلى إطلاق استراتيجية الحكومة الالكترونية التي تهدف إلى وضع المسار للجهات الحكومية وتمكينهم لتطوير الخدمات المقدمة للمواطنين والمقيمين، وتبسيط إجراءاتها بما يوفر لهم حياة أفضل، مستعرضًا الوفد ما تحقق من نتائج متقدمة بناءً على الاستراتيجية المذكورة.
كما ركز الوفد على الدور البارز الذي تقوم به السلطة التشريعية لتطوير منظومة التشريعات والقوانين الوطنية المتعلقة بتنظيم التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي، وإدماج استخداماتها ضمن مسارات التنمية والبناء المتنوعة، والحرص المتنامي لديها على المشاركة في مختلف الفعاليات والأنشطة والمحافل البرلمانية والتخصصية بهدف تنمية معرفتها ومهاراتها، بما ينعكس على جودة التشريعات والقوانين الصادرة، لافتًا الوفد إلى اهتمامه بمشاركة منتسبي الأمانتين العامتين لمجلسي الشورى والنواب في المؤتمرات والمنتديات المتخصصة بالتحول الرقمي، نظرًا لأهمية الدور المساند الذي تلعبه الأمانات العامة في دعم مخرجات العمل التشريعي ككل.
كما شارك وفد الشعبة البرلماني أمس، الأربعاء، في مناقشات الطاولة المستديرة البرلمانية في إطار الجلسة العامة لمنتدى حوكمة الإنترنت، بعنوان "قوة جماعية من أجل التغيير... البرلمانيون من أجل مستقبل رقمي عالمي مزدهر"،وناقشت الجلسة أهمية التعاون الرقمي العالمي في ظل تنامي التكنولوجيا كجزء أساسي في كل جوانب الحياة، إلى جانب ضرورة تعاون الدول لضمان استفادة الجميع من التقدم الرقمي، مع لعب البرلمانات دورًا حيويًا في تعزيز هذا التعاون.
وبحثت الجلسة سبل التعاون الدولي بين البرلمانات، خصوصًا في ظل تأثير الرقمنة على المواطنين عبر الحدود، وذلك بالنظر إلى قضايا الأمن السيبراني وخصوصية البيانات والمعلومات المضللة عبر الإنترنت التي تتطلب تعاونًا عبر الحدود، والعمل المشترك الذي يمكن البرلمانات من إيجاد حلول تحمي المواطنين وتعزز الشمولية في الفضاء الرقمي.
وتبادل المشاركون في الجلسة تجاربهم حول المبادرات التعاونية لمواجهة التحديات الرقمية الناشئة مثل التهديدات الإلكترونية، وخصوصية البيانات، والتطور السريع للذكاء الاصطناعي. فيما جرى تباحث جهود تنسيق التشريعات الرقمية عبر الدول، خصوصًا بهدف إنشاء قوانين متسقة تنظم خصوصية البيانات والمعاملات الرقمية والتجارة الإلكترونية.
وأكد المشاركون في الجلسة على دور الابتكار الرقمي في تعزيز النمو الاقتصادي والتنمية الاجتماعية، مشيرين إلى الفجوة الرقمية وضمان الوصول العادل إلى الموارد الرقمية، وأن تلعب البرلمانات دورًا أساسيًا في تشكيل المستقبل الرقمي من خلال التعاون الدولي ودعم التشريعات الشاملة، بما يمكن البرلمانات من المساهمة في خلق بيئة رقمية آمنة وعادلة ومتصلة، ويعود بالنفع على جميع المواطنين بغض النظر عن الموقع الجغرافي أو الوضع الاجتماعي والاقتصادي.
