العدد : ١٧٠٧٧ - الثلاثاء ٢٤ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٧٧ - الثلاثاء ٢٤ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

الخليج الطبي

في دراسة متعددة البلدان: بحث العلاقة بين الألكسيثيميا وإدمان الهواتف الذكية بين طلاب الجامعات

الثلاثاء ٢٤ ديسمبر ٢٠٢٤ - 02:00

في‭ ‬ظل‭ ‬التطور‭ ‬التكنولوجي‭ ‬المتسارع‭ ‬وارتفاع‭ ‬معدلات‭ ‬الاعتمادية‭ ‬على‭ ‬وسائل‭ ‬الاتصال‭ ‬الحديثة‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬مهام‭ ‬الحياة‭ ‬والأعمال‭ ‬المختلفة،‭ ‬تتجه‭ ‬أنظار‭ ‬الباحثين‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬نحو‭ ‬دراسة‭ ‬وفهم‭ ‬الآثار‭ ‬المترتبة‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬التغيير‭ ‬الجذري‭ ‬في‭ ‬أنماط‭ ‬استهلاك‭ ‬واستخدام‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬التواصل‭ ‬وتحديدا‭ ‬الهواتف‭ ‬الذكية‭ ‬ومدى‭ ‬تأثيرها‭ ‬على‭ ‬الحالة‭ ‬النفسية‭ ‬للأفراد‭. ‬في‭ ‬دراسة‭ ‬نوعية‭ ‬قام‭ ‬بإجرائها‭ ‬فريق‭ ‬دولي‭ ‬متضمنا‭ ‬باحثين‭ ‬متعددي‭ ‬الاختصاص‭ ‬من‭ ‬عدة‭ ‬دول‭ ‬من‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬حيث‭ ‬شارك‭ ‬بالفريق‭ ‬اعضاء‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬جمعية‭ ‬أصدقاء‭ ‬الصحة‭ ‬والجمعية‭ ‬البحرينية‭ ‬للمسؤولية‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬ما‭ ‬أثمر‭ ‬عن‭ ‬إنجاز‭ ‬هذا‭ ‬البحث‭ ‬ونشره‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ ‬علمية‭ ‬دولية‭ ‬محكمة‭ (‬المجلة‭ ‬الطبية‭ ‬العمانية‭). ‬خلاصة‭ ‬البحث‭ ‬يمكن‭ ‬إيجازها‭ ‬في‭ ‬التالي،‭ ‬حيث‭ ‬تشير‭ ‬الأبحاث‭ ‬العملية‭ ‬الحديثة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬زيادة‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬الهواتف‭ ‬الذكية‭ ‬قد‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬ظهور‭ ‬المشكلات‭ ‬النفسية،‭ ‬والتي‭ ‬توجد‭ ‬بشكل‭ ‬خاص‭ ‬بين‭ ‬الشباب‭. ‬لذا‭ ‬هدفت‭ ‬دراسة‭ ‬الباحثين‭ ‬إلى‭ ‬تحديد‭ ‬معدلات‭ ‬الألكسيثيميا‭ (‬عمى‭ ‬الالوان‭ ‬العاطفي‭) ‬وعلاقتها‭ ‬بإدمان‭ ‬الهواتف‭ ‬الذكية‭ ‬والكرب‭ ‬النفسي‭ ‬لدى‭ ‬طلبة‭ ‬الجامعة‭. ‬استندت‭ ‬الدراسة‭ ‬على‭ ‬المنهج‭ ‬الكمي،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬تضمين‭ ‬إجمالي‭ ‬2616‭ ‬طالبًا‭ (‬متوسط‭ ‬العمر‭ ‬22‭.‬59‭ ‬±‭ ‬3.54‭ ‬سنة،‭ ‬73%‭ ‬إناث‭) ‬من‭ ‬جامعات‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬وسلطنة‭ ‬عمان‭ ‬وباكستان‭ ‬في‭ ‬دراسة‭ ‬مقطعية‭ ‬ومقارنة‭ ‬أجريت‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مسح‭ ‬عبر‭ ‬الإنترنت‭ ‬خلال‭ ‬جائحة‭ ‬كوفيد‭-‬19‭. ‬تم‭ ‬استخدام‭ ‬المقاييس‭ ‬التالية‭: ‬مقياس‭ ‬تورونتو‭ ‬أليكسيثيميا‭ (‬TAS-20‭) ‬،‭ ‬ومقياس‭ ‬الضغط‭ ‬النفسي‭ ‬والقلق‭ ‬والاكتئاب‭ (‬DASS-21‭)‬،‭ ‬ومقياس‭ ‬إدمان‭ ‬الهواتف‭ ‬الذكية‭ ‬‭ ‬الإصدار‭ ‬القصير‭. (‬SAS‭-‬SV‭) ‬وشمل‭ ‬الاستطلاع‭ ‬أيضًا‭ ‬أسئلة‭ ‬تتعلق‭ ‬بأنماط‭ ‬استخدام‭ ‬الهواتف‭ ‬الذكية‭ ‬والحالة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والديموغرافية‭. ‬تم‭ ‬استخدام‭ ‬تحليل‭ ‬الانحدار‭ ‬وتوزيع‭ ‬مربع‭ ‬كاي‭ ‬في‭ ‬التحليل‭ ‬الإحصائي‭ ‬وباستخدام‭ ‬برامج‭ ‬احصائية‭ ‬متطورة‭ ‬لمعالجة‭ ‬البيانات‭ ‬والتعلم‭ ‬الآلي‭ ‬منها‭ ‬بايثون‭ ‬Python‭ . ‬وقد‭ ‬اظهرت‭ ‬نتائج‭ ‬الدراسة‭ ‬بدلالة‭ ‬احصائية‭ ‬بأنه‭ ‬يرتبط‭ ‬الطلاب‭ ‬الذين‭ ‬سجلوا‭ ‬أعلى‭ ‬من‭ ‬نقطة‭ ‬الحد‭ ‬في‭ ‬مقياس‭ ‬الألكسيثيميا‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬بإدمان‭ ‬الهواتف‭ ‬الذكية‭ ‬والكرب‭ ‬النفسي‭. ‬وبالمثل‭ ‬يرتبط‭ ‬إدمان‭ ‬الهواتف‭ ‬الذكية‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬بالكرب‭ ‬النفسي‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬توجد‭ ‬اختلافات‭ ‬كبيرة‭ ‬وبدلالة‭ ‬احصائية‭ ‬بين‭ ‬طلاب‭ ‬البلدان‭ ‬الثلاثة‭ ‬بما‭ ‬يخص‭ ‬معدلات‭ ‬انتشار‭ ‬الالكسيثيميا‭ ‬وإدمان‭ ‬الهواتف‭ ‬والكرب‭ ‬النفسي‭. ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬أعلى‭ ‬شدة‭ ‬لإدمان‭ ‬الهواتف‭ ‬الذكية‭ ‬بين‭ ‬الطلاب‭ ‬في‭ ‬سلطنة‭ ‬عمان،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬كانت‭ ‬أعلى‭ ‬شدة‭ ‬للألكسيثيميا‭ ‬والكرب‭ ‬النفسي‭ ‬بين‭ ‬الطلاب‭ ‬في‭ ‬مصر‭.  ‬كان‭ ‬لدى‭ ‬النساء‭ ‬قيم‭ ‬متوسطة‭ ‬أعلى‭ ‬على‭ ‬مقياسي‭ ‬الألكسيثيميا‭ ‬وإدمان‭ ‬الهواتف‭ ‬مقارنة‭ ‬بالرجال‭. ‬وكما‭ ‬أن‭ ‬الطلاب‭ ‬الذين‭ ‬يعتمدون‭ ‬بشكل‭ ‬متكرر‭ ‬على‭ ‬استخدام‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬هم‭ ‬أكثر‭ ‬عرضة‭ ‬لإدمان‭ ‬الهواتف‭ ‬الذكية‭. ‬ومن‭ ‬أهم‭ ‬الاستنتاجات‭ ‬لهذه‭ ‬الدراسة‭ ‬أنه‭ ‬تعتبر‭ ‬العوامل‭ ‬الثقافية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والاقتصادية‭ (‬مثل‭ ‬مستويات‭ ‬المعيشة،‭ ‬وإمكانية‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬التكنولوجيا،‭ ‬وأنماط‭ ‬التفاعل‭ ‬الاجتماعي‭) ‬حاسمة‭ ‬عند‭ ‬إنشاء‭ ‬استراتيجية‭ ‬لتحسين‭ ‬الرفاهية‭ ‬النفسية‭ ‬للأجيال‭ ‬الشابة‭ ‬عبر‭ ‬المناطق‭ ‬والبلدان‭. ‬ومن‭ ‬ثم،‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬نهج‭ ‬أو‭ ‬مقاس‭ ‬واحد‭ ‬يناسب‭ ‬الجميع‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الصحة‭ ‬النفسية‭ ‬حيث‭ ‬ينبغي‭ ‬المعالجة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التقييم‭ ‬المنهجي‭ ‬والتدخلات‭ ‬المخصصة‭. ‬كما‭ ‬تؤكد‭ ‬هذه‭ ‬الدراسة‭ ‬ما‭ ‬توصلت‭ ‬إليه‭ ‬دراسات‭ ‬حديثة‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬ارتفاع‭ ‬العرضة‭ ‬للاضطرابات‭ ‬النفسية‭ ‬لدى‭ ‬طلبة‭ ‬الجامعات‭ ‬أثناء‭ ‬الأزمات‭ ‬الوبائية‭. ‬وتسعى‭ ‬الجمعية‭ ‬البحرينية‭ ‬للمسؤولية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬وجمعية‭ ‬أصدقاء‭ ‬الصحة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التعاون‭ ‬المشترك‭ ‬وتبني‭ ‬مفهوم‭ ‬البحث‭ ‬العلمي‭ ‬نحو‭ ‬المساهمة‭ ‬والمشاركة‭ ‬في‭ ‬الإنتاج‭ ‬البحثي‭ ‬الداعم‭ ‬للتنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬وبما‭ ‬يصب‭ ‬في‭ ‬صالح‭ ‬رفد‭ ‬الاقتصاد‭ ‬المعرفي‭ ‬وإيجاد‭ ‬طرق‭ ‬مبتكرة‭ ‬لتدعيم‭ ‬الرفاهية‭ ‬النفسية‭ ‬لفئة‭ ‬الشباب‭ ‬الثروة‭ ‬الحقيقية‭ ‬للأوطان‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا