العدد : ١٧٠٨٥ - الأربعاء ٠١ يناير ٢٠٢٥ م، الموافق ٠١ رجب ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٨٥ - الأربعاء ٠١ يناير ٢٠٢٥ م، الموافق ٠١ رجب ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

دلالات النــهــج الـمــلكـــي فــي التسـامـح والـتعـايش السـلـمـي

بقلم: د. نبيل العسومي

الأحد ٢٩ ديسمبر ٢٠٢٤ - 02:00

احتفل‭ ‬المسيحيون‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬كما‭ ‬في‭ ‬سائر‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬بعيد‭ ‬الميلاد‭ ‬المجيد‭ ‬حيث‭ ‬أقيم‭ ‬قداس‭ ‬عيد‭ ‬الميلاد‭ ‬في‭ ‬الكنيسة‭ ‬الإنجيلية‭ ‬بالبحرين‭ ‬بمشاركة‭ ‬المسيحيين‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬الأعراق‭ ‬والأجناس‭ ‬من‭ ‬معتنقي‭ ‬الديانة‭ ‬المسيحية‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬كما‭ ‬أقيم‭ ‬قداس‭ ‬عيد‭ ‬الميلاد‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬الكنائس‭ ‬الموجودة‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬أجواء‭ ‬دينية‭ ‬روحانية‭ ‬وإيمانية‭ ‬أكد‭ ‬بما‭ ‬لا‭ ‬يدع‭ ‬مجالا‭ ‬للشك‭ ‬أن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬هي‭ ‬بلد‭ ‬التسامح‭ ‬والتعايش‭ ‬المشترك‭ ‬وحرية‭ ‬اعتناق‭ ‬العقيدة‭ ‬والدين‭ ‬واحترام‭ ‬حرية‭ ‬ممارسات‭ ‬الشعائر‭ ‬الدينية‭.‬

إن‭ ‬هذه‭ ‬الحرية‭ ‬في‭ ‬ممارسة‭ ‬الشعائر‭ ‬الدينية‭ ‬التي‭ ‬توفرها‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬للجاليات‭ ‬الأجنبية‭ ‬التي‭ ‬اتخذت‭ ‬من‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬مكانا‭ ‬للعيش‭ ‬الكريم‭ ‬والاستقرار‭ ‬والعمل‭ ‬وكسب‭ ‬الرزق‭ ‬هي‭ ‬ترجمة‭ ‬للتوجيهات‭ ‬الملكية‭ ‬السامية‭ ‬لحضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬المعظم‭ ‬أيده‭ ‬الله‭ ‬لتعزيز‭ ‬قيم‭ ‬ومفاهيم‭ ‬ومبادئ‭ ‬التسامح‭ ‬والعيش‭ ‬المشترك‭ ‬فالبحرين‭ ‬والحمد‭ ‬لله‭ ‬تحتضن‭ ‬معتنقي‭ ‬مختلف‭ ‬الديانات‭ ‬والمذاهب‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬الدولة‭ ‬تقدم‭ ‬كل‭ ‬الدعم‭ ‬والمساعدة‭ ‬والتسهيلات‭ ‬لأصحاب‭ ‬الديانات‭ ‬لبناء‭ ‬الكنائس‭ ‬والمعابد‭ ‬انطلاقا‭ ‬من‭ ‬إيمان‭ ‬البحرين‭ ‬الراسخ‭ ‬بضرورة‭ ‬احترام‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬والتي‭ ‬من‭ ‬أهمها‭ ‬احترام‭ ‬ممارسة‭ ‬شعائره‭ ‬الدينية‭ ‬وفقا‭ ‬لعقيدته‭.‬

كما‭ ‬تحرص‭ ‬القيادة‭ ‬الحكيمة‭ ‬يحفظها‭ ‬الله‭ ‬ويرعاها‭ ‬على‭ ‬استقبال‭ ‬الوفود‭ ‬الدينية‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬الديانات‭ ‬خلال‭ ‬زيارتها‭ ‬للبحرين‭ ‬تأكيدا‭ ‬للنهج‭ ‬البحريني‭ ‬المبدئي‭ ‬القائم‭ ‬على‭ ‬التسامح‭ ‬والتعايش‭ ‬والتضامن‭ ‬وتعزيز‭ ‬قيم‭ ‬الأمن‭ ‬والسلام‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العالم‭ ‬الذي‭ ‬نعيش‭ ‬فيه‭ ‬ليعم‭ ‬الخير‭ ‬لشعوب‭ ‬المعمورة‭ ‬التي‭ ‬تحتضننا‭ ‬حيث‭ ‬يحرص‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬على‭ ‬استقبال‭ ‬الوفود‭ ‬الدينية‭ ‬خلال‭ ‬زيارتها‭ ‬للبحرين‭ ‬والتي‭ ‬آخرها‭ ‬استقبال‭ ‬جلالته‭ ‬نيافة‭ ‬المتروبوليت‭ ‬أنطونيوس‭ ‬مطران‭ ‬منطقة‭ ‬فولوكولامسك‭ ‬رئيس‭ ‬قسم‭ ‬علاقات‭ ‬الكنيسة‭ ‬الخارجية‭ ‬في‭ ‬بطريركية‭ ‬موسكو‭ ‬بمناسبة‭ ‬زيارته‭ ‬للبحرين‭ ‬وكما‭ ‬يحرص‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬على‭ ‬تبادل‭ ‬التهاني‭ ‬مع‭ ‬رؤساء‭ ‬الدول‭ ‬الصديقة‭ ‬بمناسبة‭ ‬احتفالاتهم‭ ‬بأعياد‭ ‬الميلاد‭  ‬ويحرص‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ ‬على‭ ‬مشاركة‭ ‬أعضاء‭ ‬الجالية‭ ‬الهندية‭ ‬احتفالاتهم‭ ‬بمناسبة‭ ‬أعياد‭ ‬ديواني‭ ‬برفقة‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المسؤولين‭ ‬بالدولة‭ ‬والتي‭ ‬تأتي‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬السياسة‭ ‬البحرينية‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬التسامح‭ ‬والتآخي‭ ‬والمحبة‭ ‬وتعزيز‭ ‬التضامن‭ ‬بين‭ ‬الشعوب‭ ‬حتى‭ ‬أصبحت‭ ‬البحرين‭ ‬نموذجا‭ ‬ومثالا‭ ‬يحتذى‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬التعايش‭ ‬السلمي‭ ‬الذي‭ ‬يشعر‭ ‬به‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬يعيش‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬الآمن‭ ‬والمستقر‭ ‬بفضل‭ ‬الرؤية‭ ‬الثاقبة‭ ‬للقيادة‭ ‬الحكيمة‭ ‬لبلادنا‭ ‬يحفظها‭ ‬الله‭ ‬ويرعاها‭.‬

واستكمالا‭ ‬لهذا‭ ‬النهج‭ ‬البحريني‭ ‬فقد‭ ‬تم‭ ‬إنشاء‭ ‬مركز‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬العالمي‭ ‬للتعايش‭ ‬السلمي‭ ‬والذي‭ ‬يضم‭ ‬أعضاء‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬الديانات‭ ‬والأعراق‭ ‬في‭ ‬تأكيد‭ ‬إضافي‭ ‬على‭ ‬احترام‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬لكل‭ ‬الديانات‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬تخصيص‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الجوائز‭ ‬والكراسي‭ ‬الدراسية‭ ‬التي‭ ‬تعزز‭ ‬قيم‭ ‬ومفاهيم‭ ‬العيش‭ ‬المشترك‭ ‬والتسامح‭ ‬والتضامن‭.‬

ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬إشادة‭ ‬قداسة‭ ‬البابا‭ ‬فرانسيس‭ ‬بابا‭ ‬الفاتيكان‭ ‬خلال‭ ‬زيارته‭ ‬التاريخية‭ ‬للبحرين‭ ‬ولقائه‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم‭ ‬بتجربة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التسامح‭ ‬والتعايش‭ ‬السلمي‭ ‬تؤكد‭ ‬تقديره‭ ‬للنهج‭ ‬البحريني‭ ‬الذي‭ ‬يجعل‭ ‬من‭ ‬الدين‭ ‬وسيلة‭ ‬لتعزيز‭ ‬قيم‭ ‬المحبة‭ ‬ومبادئ‭ ‬التضامن‭ ‬والسلام‭ ‬والتعاون‭ ‬بين‭ ‬الشعوب‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬الخلافات‭ ‬الطائفية‭ ‬والمذهبية‭ ‬والعرقية‭ ‬والعداوات‭ ‬والكراهية‭ ‬والأحقاد‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬نحن‭ ‬في‭ ‬أشد‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬ثقافة‭ ‬التعايش‭ ‬السلمي‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬ويلات‭ ‬الحروب‭ ‬ومآسيها‭ ‬والعنف‭ ‬والإرهاب‭.‬

إن‭ ‬احتضان‭ ‬البحرين‭ ‬لمثل‭ ‬هذه‭ ‬الأماكن‭ ‬الدينية‭ ‬المقدسة‭ ‬حيث‭ ‬يمارس‭ ‬معتنقوها‭ ‬طقوسهم‭ ‬الدينية‭ ‬فيها‭ ‬بكل‭ ‬حرية‭ ‬ودون‭ ‬مضايقات‭ ‬يؤكد‭ ‬الدور‭ ‬المهم‭ ‬للبحرين‭ ‬كبلد‭ ‬يحتضن‭ ‬مختلف‭ ‬الأديان‭ ‬والمذاهب‭ ‬بكل‭ ‬محبة‭ ‬واحترام‭ ‬وتسامح‭ ‬بلد‭ ‬تستقر‭ ‬فيه‭ ‬جاليات‭ ‬أجنبية‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬بلدان‭ ‬العالم‭ ‬على‭ ‬اختلاف‭ ‬عقائدهم‭ ‬ومذاهبهم‭ ‬وعاداتهم‭ ‬وتقاليدهم‭ ‬وثقافاتهم‭ ‬ويحتفلون‭ ‬بأعيادهم‭ ‬الدينية‭ ‬ومناسباتهم‭ ‬الوطنية‭ ‬وفق‭ ‬القانون‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬رعاية‭ ‬الدولة‭ ‬البحرينية‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا