قاعدة رامشتين الجوية- (أ ف ب): طالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مجددا أمس الخميس بإرسال قوّات غربية إلى أوكرانيا بغية «إرغام روسيا على السلام»، في وقت تخشى كييف تضاؤل دعم الولايات المتحدة لها مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض. ومن شأن عودة الملياردير الجمهوري إلى سدّة الرئاسة الأمريكية في 20 يناير أن تشكّل «فصلا جديدا» لأوروبا، بحسب ما قال الرئيس الأوكراني خلال اجتماع «مجموعة الاتصال» لشركاء كييف في قاعدة رامشتاين الجوية الأمريكية قرب فرانكفورت في ألمانيا أمس الخميس.
وهو يرى فيها «حقبة زاخرة بالفرص»، حتّى لو كان دونالد ترامب لا يخفي شكوكه بشأن جدوى المساعدات العسكرية التي تمنحها واشنطن لكييف بغية صدّ الغزو الروسي لأراضيها الذي اندلع في 24 فبراير 2022. وأكّد زيلينكسي أمام ممثّلي حوالي خمسين دولة مجتمعين في ألمانيا تحت رعاية وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن «من الواضح أن فصلا جديدا يبدأ لأوروبا والعالم بأسره بعد 11 يوما فقط من الآن، وهو الوقت الذي يتعين علينا فيه التعاون بشكل أكبر، والاعتماد بعضنا على بعض بشكل أكبر، وتحقيق نتائج أعظم معا».
واعتبر أن «انتشار كتائب تابعة لشركاء هو من أفضل الأدوات» بهدف «إرغام روسيا على السلام». ومن الأفكار المطروحة على بساط البحث إنشاء وحدة عسكرية في أوكرانيا تكلّف بصون وقف إطلاق النار في حال إقراره. ويعدّ اجتماع «مجموعة الاتصال» الجاري في رامشتاين الأخير الذي يشارك فيه وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن في إدارة الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن الذي سيخلفه ترامب في البيت الأبيض في 20 يناير. وأعلن أوستن في هذه المناسبة حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا قيمتها حوالي 500 مليون دولار (485 مليون يورو).
وتتضمّن هذه الحزمة «صواريخ إضافية لسلاح الجو الأوكراني ومزيدا من الذخائر، وذخائر أرض-جو وعتادا آخر لدعم طائرات اف-16 الأوكرانية»، بحسب أوستن. وشدّد وزير الدفاع الأمريكي على أن «القتال في أوكرانيا يعنينا جميعا»، محذّرا «إذا ابتلع بوتين أوكرانيا، فإن شهيّته ستزداد حتما». ومنذ أسابيع، تكثر التكهنات حول شروط مفاوضات سلام في المستقبل، إذ إن دونالد ترامب وعد بوضع حد للحرب «في غضون 24 ساعة» من دون أن يحدد كيفية التوصل الى ذلك.
وفي حال سحبت الولايات المتحدة دعمها لأوكرانيا، فإن الاتحاد الأوروبي «مستعدّ لتولّي الدفّة»، بحسب ما صرّحت كبيرة المسؤولين عن العلاقات الخارجية للتكتّل كايا كالاس معربة عن ثقتها في أن واشنطن ستستمرّ على هذا المنوال. ودعا الرئيس الأوكراني من جهته حلفاء كييف إلى «المشاركة بفاعلية أكبر» في بناء «ترسانة من الطائرات المسيّرة» لاستخدامها ضدّ القوات الروسية على الخطوط الأمامية وخارجها. وأشار إلى أن «الطائرات المسيّرة هي أمر غيّر بالفعل طبيعة الحرب (...) المسيّرات تردع العدو، تبقيه على مسافة».
وفي ظل إدارة جو بايدن، شكلت الولايات المتحدة الداعم الأكبر لكييف في تصديها للغزو الروسي موفرة مساعدة عسكرية تزيد قيمتها على 65 مليار دولار منذ فبراير 2022. وتلي واشنطن في هذا المجال، ألمانيا الداعم الثاني لكييف مع 28 مليار يورو. لكن ذلك، لم يكن كافيا لكي تحسم أوكرانيا الوضع الميداني بل هي تواجه صعوبة في صد الجيش الروسي الأكثر عديدا، لا سيما في الجزء الشرقي من البلاد.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك