العدد : ١٧٠٩٦ - الأحد ١٢ يناير ٢٠٢٥ م، الموافق ١٢ رجب ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٩٦ - الأحد ١٢ يناير ٢٠٢٥ م، الموافق ١٢ رجب ١٤٤٦هـ

مقالات

ربيع الثقافة
يُزهر مع الفنان إبراهيم حبيب

بقلم: المحامية د. هنادي عيسى الجودر

الأحد ١٢ يناير ٢٠٢٥ - 02:00

 

القراء‭ ‬الأعزاء،‭ ‬

تبين‭ ‬عيني؟‭ ‬

لج‭ ‬عيوني‭.. ‬أنا‭ ‬وكلّ‭ ‬ما‭ ‬أملك‭ ‬فدا‭ ‬أرضك‭ ‬يا‭ ‬شوقي‭ ‬اللي‭ ‬إذا‭ ‬أبعدت‭ ‬يناديني

يقول‭: ‬انت‭ ‬عزيز‭ ‬الراس‭ ‬وأهلك‭ ‬من‭ ‬أعزّ‭ ‬الناس،‭ ‬يقول‭ ‬أنت‭ ‬بحريني‭ ‬

على‭ ‬لسان‭ ‬الشوق‭ ‬جابها‭ ‬الشاعر‭ ‬الكويتي‭ ‬بدر‭ ‬بورسلي‭: ‬يقول‭ ‬انت‭ ‬بحريني،‭ ‬ولم‭ ‬يحتج‭ ‬إلى‭ ‬المزيد‭ ‬ليُحرّك‭ ‬مشاعر‭ ‬مُحبي‭ ‬هذا‭ ‬الوطن،‭ ‬فقط‭ (‬انت‭ ‬بحريني‭) ‬كانت‭ ‬وستبقى‭ ‬وقوداً‭ ‬تشتعل‭ ‬به‭ ‬جوارح‭ ‬البحريني‭ ‬اعتزازاً‭ ‬وفخراً‭ ‬وحُبّاً‭ ‬ووفاءً‭ ‬للبحرين‭.‬

وقد‭ ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬ذروة‭ ‬التعبير‭ ‬عن‭ ‬حب‭ ‬الوطن‭ ‬تكون‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬ديسمبر،‭ ‬شهر‭ ‬أعياد‭ ‬البحرين،‭ ‬الذي‭ ‬ينثر‭ ‬الفرح‭ ‬ليُنعش‭ ‬القلوب‭ ‬بكل‭ ‬تفاصيله‭ ‬ومظاهره،‭ ‬ولكن‭ ‬الأكيد‭ ‬أن‭ ‬حب‭ ‬الوطن‭ ‬شعور‭ ‬مستمر‭ ‬ومتّصل‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬ثانية‭ ‬من‭ ‬الزمن‭ ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬حركة‭ ‬وسكنة‭ ‬من‭ ‬أبنائه‭ ‬المخلصين،‭ ‬ومن‭ ‬المشهود‭ ‬أن‭ ‬جرعات‭ ‬حب‭ ‬وفرحة‭ ‬الوطن‭ ‬عام‭ ‬2024‭ ‬قد‭ ‬تزايدت‭ ‬مع‭ ‬الخاتمة‭ ‬المسك‭ ‬لعام‭ ‬وبداية‭ ‬الآخر،‭ ‬وذلك‭ ‬مع‭ ‬تحقيق‭ ‬المنتخب‭ ‬الوطني‭ ‬البحريني‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬منجزات‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭ ‬في‭ ‬كأس‭ ‬خليجي‭ ‬26،‭ ‬حيث‭ ‬تفرّد‭ ‬لاعبوه‭ ‬بحصد‭ ‬الألقاب‭ ‬وحملوا‭ ‬الكأس‭ ‬بكل‭ ‬جدارة‭ ‬وثقة‭ ‬إلى‭ ‬البحرين،‭ ‬لذا‭ ‬مازالت‭ ‬أعياد‭ ‬الوطن‭ ‬قائمة،‭ ‬ونتفاءل‭ ‬ونسأل‭ ‬الله‭ ‬أن‭ ‬يجعل‭ ‬أيام‭ ‬البحرين‭ ‬وأهلها‭ ‬جميعاً‭ ‬أعيادا‭.‬

وعود‭ ‬على‭ ‬أغنية‭ ‬المقدمة،‭ ‬وامتداداً‭ ‬لأفراح‭ ‬الوطن‭ ‬فقد‭ ‬انطلقت‭ ‬أولى‭ ‬فعاليات‭ ‬مهرجان‭ ‬ربيع‭ ‬الثقافة‭ ‬2025‭ ‬بأمسية‭ ‬بحرينية‭ ‬ضاربة‭ ‬في‭ ‬عمق‭ ‬أصالة‭ ‬المفردة‭ ‬البحرينية‭ ‬واللحن‭ ‬البحريني‭ ‬والصوت‭ ‬البحريني،‭ ‬حيث‭ ‬احتضنت‭ ‬الفنان‭ ‬الكبير‭ ‬صاحب‭ ‬الصوت‭ ‬الدافئ‭ ‬القريب‭ ‬إلى‭ ‬القلب‭ ‬إبراهيم‭ ‬حبيب‭ (‬مطرب‭ ‬أغنية‭ ‬تبين‭ ‬عيني‭) ‬بعد‭ ‬غياب‭ ‬عن‭ ‬خشبة‭ ‬المسرح‭ ‬وعن‭ ‬مواجهة‭ ‬الجمهور،‭ ‬لم‭ ‬يُخف‭ ‬فناننا‭ ‬أثناءها‭ ‬تمازج‭ ‬مشاعره‭ ‬بين‭ ‬الارتباك‭ ‬والسعادة‭ ‬والامتنان‭ ‬والحب‭ ‬والشغف‭ ‬لمعاودة‭ ‬مواجهة‭ ‬جمهوره‭ ‬الذي‭ ‬ملأ‭ ‬أرجاء‭ ‬قاعة‭ ‬المسرح‭ ‬الوطني‭ ‬الكبرى‭ ‬حيث‭ ‬لم‭ ‬يبخل‭ ‬مطربنا‭ ‬على‭ ‬جمهوره‭ ‬بمشاركته‭ ‬بعض‭ ‬ذكريات‭ ‬أيام‭ ‬الطفولة‭ ‬والصبا‭ ‬فترة‭ ‬الدراسة،‭ ‬فكانت‭ ‬ليلة‭ ‬تجلّى‭ ‬فيها‭ ‬الوطن‭ ‬في‭ ‬قمة‭ ‬بهائه‭ ‬وجماله‭ ‬متمثلاً‭ ‬في‭ ‬تفاعل‭ ‬الجمهور‭ ‬الغفير‭ ‬مع‭ ‬الكلمات‭ ‬الوطنية‭ ‬التي‭ ‬تضمنتها‭ ‬الأغنيات‭ ‬بصورة‭ ‬مباشرة‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬مباشرة‭ ‬بدأها‭ ‬بـ‭(‬تفنن‭ ‬في‭ ‬هوى‭ ‬البحرين‭ ‬ودللها‭) ‬وأنهاها‭ ‬بأغنية‭ (‬تبين‭ ‬عيني‭) ‬وسط‭ ‬تفاعل‭ ‬كبير،‭ ‬في‭ ‬رسالة‭ ‬اعتبرها‭ ‬الفنان‭ ‬جبر‭ ‬خاطر‭ ‬رسمياً‭ ‬وشعبياً،‭ ‬وجعلت‭ ‬جميع‭ ‬لغاته‭ ‬تلهج‭ ‬بالفرح‭ ‬والسعادة‭.‬

ولم‭ ‬يكن‭ ‬الفنان‭ ‬إبراهيم‭ ‬حبيب‭ ‬حاضراً‭ ‬وحده‭ ‬الحفل،‭ ‬بل‭ ‬قام‭ ‬بتسمية‭ ‬مبدعين‭ ‬بحرينيين‭ ‬ليشاركوه‭ ‬تلك‭ ‬اللحظات‭ ‬الخالدة‭ ‬في‭ ‬ذاكرة‭ ‬الجمهور‭ ‬وتاريخه‭ ‬الفني،‭ ‬فتغنّى‭ ‬بأغانيه‭ ‬الفنان‭ ‬المبدع‭ ‬محمد‭ ‬عبدالرحيم‭ ‬والفنان‭ ‬الجميل‭ ‬محمد‭ ‬ربيعة‭ ‬بأداء‭ ‬متميز‭ ‬استطاع‭ ‬أن‭ ‬يجتذب‭ ‬مشاركة‭ ‬الجمهور،‭ ‬بدءاً‭ ‬من‭ (‬جزاه‭ ‬اللي‭ ‬لي‭ ‬عدّى‭ ‬ولا‭ ‬سلّم،‭ ‬خطر‭ ‬يمشي‭ ‬وسيفه‭ ‬على‭ ‬العرب‭ ‬مسلول‭) ‬مروراً‭ ‬بـ‭(‬أنا‭ ‬قطيرة‭ ‬ندى‭ ‬تمشي‭ ‬على‭ ‬غصونك،‭ ‬ليش‭ ‬يا‭ ‬صبحي‭ ‬تتأخر؟‭ ‬أنا‭ ‬من‭ ‬رفّة‭ ‬عيونك،‭ ‬أخلّي‭ ‬كل‭ ‬قحط‭ ‬يابس‭ ‬ربيع‭ ‬أخضر‭) ‬حتى‭ (‬زرعت‭ ‬الطيب‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأراضي‭ ‬ولا‭ ‬ظنّيت‭ ‬في‭ ‬ذا‭ ‬الزرع‭ ‬بخسر،‭ ‬وزرعي‭ ‬اللي‭ ‬زرعته‭ ‬ما‭ ‬نفعني،‭ ‬أنا‭ ‬أسقيه‭ ‬وهو‭ ‬عمّال‭ ‬يصغر‭) ‬وبـ‭(‬مرّار،‭ ‬خلّاني‭ ‬الدهر‭ ‬آمرّ‭ ‬مرار،‭ ‬على‭ ‬عشيرٍ‭ ‬ما‭ ‬وفى‭ ‬واناظر‭ ‬الدار‭. ‬ما‭ ‬كنّ‭ ‬هالسكة‭ ‬شهدت‭ ‬أحلى‭ ‬مواعيد،‭ ‬ما‭ ‬كنّ‭ ‬لاموني‭ ‬الأهل‭ ‬في‭ ‬الحب‭ ‬وآزيد‭! ‬والحين‭ ‬من‭ ‬عقب‭ ‬الوصل‭ ‬آمرّ‭ ‬مرار‭) ‬حتى‭ (‬تمشي‭ ‬لكم‭ ‬عيني‭ ‬لو‭ ‬أدري‭ ‬شرهانين،‭ ‬بس‭ ‬يا‭ ‬أعزّ‭ ‬الناس‭ ‬لا‭ ‬اشوف‭ ‬متغيرين،‭ ‬منتوا‭ ‬بربع‭ ‬لوّل‭ ‬ولا‭ ‬هوانا‭ ‬ظلّ،‭ ‬وأدري‭ ‬بتشرهكم‭ ‬على‭ ‬الجفا‭ ‬ناويين‭)‬،‭ ‬و‭(‬دار‭ ‬الهوى‭ ‬دار،‭ ‬متى‭ ‬نشوفك‭ ‬يا‭ ‬حلو،‭ ‬نفرش‭ ‬لك‭ ‬الدار،‭ ‬وهوى‭ ‬المنامة‭ ‬شقق‭ ‬ثيابي‭ ‬يا‭ ‬ولد،‭ ‬شلون‭ ‬أنا،‭ ‬خلّه‭ ‬يجيني‭ ‬عنّاي‭) ‬و‭(‬ولهان‭ ‬يا‭ ‬محرّق‭ ‬وآطوف‭ ‬في‭ ‬السكة،‭ ‬محدٍ‭ ‬عرفني‭ ‬فيج‭ ‬يا‭ ‬محرّق‭ ‬اشدعوه؟‭).‬

ولم‭ ‬يكن‭ ‬المطربون‭ ‬هم‭ ‬الحاضرون‭ ‬فقط‭ ‬بل‭ ‬طرقت‭ ‬ذاكرة‭ ‬الجمهور‭ ‬أسماء‭ ‬شعراء‭ ‬وكتاب‭ ‬الأغنيات‭ ‬التي‭ ‬اختيرت‭ ‬للمشاركة‭ ‬مثل‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬الشيخ‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬راشد‭ ‬إلى‭ ‬الشاعر‭ ‬علي‭ ‬الشرقاوي‭ ‬عافاه‭ ‬الله‭ ‬وأطال‭ ‬في‭ ‬عمره‭.‬

مما‭ ‬تقدم‭ ‬نجد‭ ‬أن‭ ‬افتتاح‭ ‬مهرجان‭ ‬ربيع‭ ‬الثقافة‭ ‬قد‭ ‬جاء‭ ‬بقالب‭ ‬بحريني‭ ‬وطني‭ ‬خالص،‭ ‬والأجمل‭ ‬أنها‭ ‬كانت‭ ‬حفلة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬راقٍ‭ ‬جدا‭ ‬بجميع‭ ‬تفاصيلها‭ ‬وحققت‭ ‬نجاحاً‭ ‬يؤهلها‭ ‬للعالمية،‭ ‬بمشاركة‭ ‬فرقة‭ ‬البحرين‭ ‬الموسيقية‭ ‬بقيادة‭ ‬المايسترو‭ ‬الشاب‭ ‬زياد‭ ‬زيمان‭ ‬والكورس‭ ‬البديع‭ ‬الذي‭ ‬شارك‭ ‬مع‭ ‬بعض‭ ‬المتعاونين‭ ‬من‭ ‬الفرق‭ ‬الشعبية‭ ‬البحرينية،‭ ‬ومن‭ ‬المؤكد‭ ‬أنها‭ ‬كانت‭ ‬بداية‭ ‬موفقة‭ ‬لربيع‭ ‬الثقافة‭ ‬2025‭.‬

لذا‭ ‬هناك‭ ‬تحية‭ ‬تقدير‭ ‬وشكر‭ ‬واجب‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬هيئة‭ ‬البحرين‭ ‬للثقافة‭ ‬والآثار،‭ ‬بدءاً‭ ‬من‭ ‬رئيسها‭ ‬معالي‭ ‬الشيخ‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬وصولا‭ ‬إلى‭ ‬جميع‭ ‬الجهات‭ ‬الداعمة‭ ‬للمهرجان‭ ‬والإداريين‭ ‬في‭ ‬الهيئة‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا