القراء الأعزاء،
تبين عيني؟
لج عيوني.. أنا وكلّ ما أملك فدا أرضك يا شوقي اللي إذا أبعدت يناديني
يقول: انت عزيز الراس وأهلك من أعزّ الناس، يقول أنت بحريني
على لسان الشوق جابها الشاعر الكويتي بدر بورسلي: يقول انت بحريني، ولم يحتج إلى المزيد ليُحرّك مشاعر مُحبي هذا الوطن، فقط (انت بحريني) كانت وستبقى وقوداً تشتعل به جوارح البحريني اعتزازاً وفخراً وحُبّاً ووفاءً للبحرين.
وقد يبدو أن ذروة التعبير عن حب الوطن تكون في شهر ديسمبر، شهر أعياد البحرين، الذي ينثر الفرح ليُنعش القلوب بكل تفاصيله ومظاهره، ولكن الأكيد أن حب الوطن شعور مستمر ومتّصل في كل ثانية من الزمن وفي كل حركة وسكنة من أبنائه المخلصين، ومن المشهود أن جرعات حب وفرحة الوطن عام 2024 قد تزايدت مع الخاتمة المسك لعام وبداية الآخر، وذلك مع تحقيق المنتخب الوطني البحريني لكرة القدم منجزات غير مسبوقة في كأس خليجي 26، حيث تفرّد لاعبوه بحصد الألقاب وحملوا الكأس بكل جدارة وثقة إلى البحرين، لذا مازالت أعياد الوطن قائمة، ونتفاءل ونسأل الله أن يجعل أيام البحرين وأهلها جميعاً أعيادا.
وعود على أغنية المقدمة، وامتداداً لأفراح الوطن فقد انطلقت أولى فعاليات مهرجان ربيع الثقافة 2025 بأمسية بحرينية ضاربة في عمق أصالة المفردة البحرينية واللحن البحريني والصوت البحريني، حيث احتضنت الفنان الكبير صاحب الصوت الدافئ القريب إلى القلب إبراهيم حبيب (مطرب أغنية تبين عيني) بعد غياب عن خشبة المسرح وعن مواجهة الجمهور، لم يُخف فناننا أثناءها تمازج مشاعره بين الارتباك والسعادة والامتنان والحب والشغف لمعاودة مواجهة جمهوره الذي ملأ أرجاء قاعة المسرح الوطني الكبرى حيث لم يبخل مطربنا على جمهوره بمشاركته بعض ذكريات أيام الطفولة والصبا فترة الدراسة، فكانت ليلة تجلّى فيها الوطن في قمة بهائه وجماله متمثلاً في تفاعل الجمهور الغفير مع الكلمات الوطنية التي تضمنتها الأغنيات بصورة مباشرة أو غير مباشرة بدأها بـ(تفنن في هوى البحرين ودللها) وأنهاها بأغنية (تبين عيني) وسط تفاعل كبير، في رسالة اعتبرها الفنان جبر خاطر رسمياً وشعبياً، وجعلت جميع لغاته تلهج بالفرح والسعادة.
ولم يكن الفنان إبراهيم حبيب حاضراً وحده الحفل، بل قام بتسمية مبدعين بحرينيين ليشاركوه تلك اللحظات الخالدة في ذاكرة الجمهور وتاريخه الفني، فتغنّى بأغانيه الفنان المبدع محمد عبدالرحيم والفنان الجميل محمد ربيعة بأداء متميز استطاع أن يجتذب مشاركة الجمهور، بدءاً من (جزاه اللي لي عدّى ولا سلّم، خطر يمشي وسيفه على العرب مسلول) مروراً بـ(أنا قطيرة ندى تمشي على غصونك، ليش يا صبحي تتأخر؟ أنا من رفّة عيونك، أخلّي كل قحط يابس ربيع أخضر) حتى (زرعت الطيب في بعض الأراضي ولا ظنّيت في ذا الزرع بخسر، وزرعي اللي زرعته ما نفعني، أنا أسقيه وهو عمّال يصغر) وبـ(مرّار، خلّاني الدهر آمرّ مرار، على عشيرٍ ما وفى واناظر الدار. ما كنّ هالسكة شهدت أحلى مواعيد، ما كنّ لاموني الأهل في الحب وآزيد! والحين من عقب الوصل آمرّ مرار) حتى (تمشي لكم عيني لو أدري شرهانين، بس يا أعزّ الناس لا اشوف متغيرين، منتوا بربع لوّل ولا هوانا ظلّ، وأدري بتشرهكم على الجفا ناويين)، و(دار الهوى دار، متى نشوفك يا حلو، نفرش لك الدار، وهوى المنامة شقق ثيابي يا ولد، شلون أنا، خلّه يجيني عنّاي) و(ولهان يا محرّق وآطوف في السكة، محدٍ عرفني فيج يا محرّق اشدعوه؟).
ولم يكن المطربون هم الحاضرون فقط بل طرقت ذاكرة الجمهور أسماء شعراء وكتاب الأغنيات التي اختيرت للمشاركة مثل المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ عيسى بن راشد إلى الشاعر علي الشرقاوي عافاه الله وأطال في عمره.
مما تقدم نجد أن افتتاح مهرجان ربيع الثقافة قد جاء بقالب بحريني وطني خالص، والأجمل أنها كانت حفلة على مستوى راقٍ جدا بجميع تفاصيلها وحققت نجاحاً يؤهلها للعالمية، بمشاركة فرقة البحرين الموسيقية بقيادة المايسترو الشاب زياد زيمان والكورس البديع الذي شارك مع بعض المتعاونين من الفرق الشعبية البحرينية، ومن المؤكد أنها كانت بداية موفقة لربيع الثقافة 2025.
لذا هناك تحية تقدير وشكر واجب يصل إلى هيئة البحرين للثقافة والآثار، بدءاً من رئيسها معالي الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة وصولا إلى جميع الجهات الداعمة للمهرجان والإداريين في الهيئة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك