يشتهر المطبخ البحريني بتنوع أطباقه الشعبية وتميزها، ومن أبرز هذه الأطباق وأكثرها غرابة طبق «الباجة»، الذي اكتسب شعبية كبيرة بين السكان المحليين والوافدين على حد سواء. كانت «الباجة» في السابق تُقدم في أوقات محددة، خاصة في ساعات الفجر، حيث كان العمال يتناولونها مبكرًا لاكتساب الطاقة اللازمة ليوم عمل طويل. أما اليوم، فقد أصبحت وجبة متاحة في أي وقت، وتُعد من الأطباق العائلية التي يفضل الكثيرون تناولها، لا سيما في فصل الشتاء، حيث تمد الجسم بالطاقة والدفء لمواجهة برودة الجو.
تُحضَّر «الباجة» من أجزاء الذبيحة التي لا تُستخدم عادة في الأطباق التقليدية، مثل الرأس والأرجل وبعض الأجزاء الأخرى. ويعتمد إعدادها على مكونات بسيطة تشمل الكركم، الفلفل، البصل، وبعض التوابل الأخرى، مع إمكانية إضافة الخضار والمكونات الأخرى بحسب الرغبة.
تختلف الروايات حول أصل هذا الطبق؛ فبينما يرى البعض أنه يعود إلى بلاد فارس، يعتقد آخرون أنه ينحدر من بلاد الرافدين. ورغم هذا الاختلاف، فإن فكرة الطبق وطريقة تحضيره تتشابه، حيث يعتمد على استغلال الأجزاء غير الشائعة من الذبيحة. ومع تطور الزمن، أصبحت «الباجة» تُقدم بأساليب مختلفة لتلائم أذواق الجميع. فبالإضافة إلى المطاعم الشعبية التي حافظت على الطابع التقليدي في تقديمها، تبنت بعض المطاعم البحرينية الحديثة تقديم الطبق بأسلوب مبتكر، ما زاد من شعبيته بين مختلف فئات المجتمع.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك