التنوع السياحي والثراء الثقافي والبيئي.. عوامل جذب مؤثرة
خبراء: دور حيوي للقطاع الخاص في إنجاح مبادرات السياحة
كتبت: ياسمين العقيدات
أكد عدد من الخبراء أن مملكة البحرين تمتلك مقومات وبنية سياحية قوية تؤهلها كي تكون وجهة سياحية مفضلة للزوار من مختلف دول العالم، منوهين إلى أن تنوع المنتجات السياحية تشكل أحد عوامل الجذب السياحي المؤثرة للوصول إلى مفهوم السياحة المستدامة.
وأشاروا في تصريحات خاصة لـ«أخبار الخليج» إلى أن إنشاء الهيئة العليا لتطوير جزر حوار برئاسة سمو الشيخ عبدالله بن حمد آل خليفة رئيس المجلس الأعلى للبيئة، تشكل خطوة حيوية نحو تحقيق تطوير شامل لجزر حوار؛ بما يضمن خلْق نموذج للسياحة المستدامة فيها وكفالة الاستغلال الأمثل لها سياحيّاً، وتشجيع ما يعرف بالسياحة البيئية وسياحة الحياة الفطرية، وهو ما يتطلب المزيد من البرامج الترويجية اللازمة لتسويق الجزر سياحيّاً وجذب المشاريع السياحية إليها، كما أن تطوير السياحة البيئية سيعزز من مكانة البحرين كوجهة سياحية صديقة للبيئة في منطقة الخليج.
مقومات بيئية نادرة
في البداية أكد جهاد أمين رئيس جمعية مكاتب السفر والسياحة، أن استراتيجية السياحة 2022-2026 التي وضعتها مملكة البحرين هدفها الأساسي هو تعزيز الدور السياحي وذلك عبر تعزيز مساهمة السياحة في الناتج المحلي.
وأضاف أن الفعاليات التي أقيمت خلال العام الماضي ركزت على جذب جميع الاذواق المحلية والدولية عبر التنوع وتوسعه القاعدة لجذب المهتمين لزيارة البحرين، كما ان الفعاليات التي أقيمت حازت اعجابا محليا ودوليا، منها مهرجان ليالي المحرق والاقبال الكبير، حيث تم تطويره بشكل ملحوظ عبر إضافة «الحالة الثقافية» التي تضيف الى الخارطة السياحية والتي تعطي لزوار دول مجلس التعاون والأجانب فرصة للتعرف على ثقافة مملكة البحرين بطريقة مختلفة.
وبين رئيس جمعية مكاتب السفر والسياحة، أن المشاريع السياحية في «جزر حوار» تعتبر إضافة الى المنتجعات السياحية في المملكة خاصةً أنها تمتلك طابعا مختلفا تمامًا منها الخصوصية للزوار، بالإضافة الى أسعاره والتي هي في متناول الجميع بحيث ان المنتجعات الأخرى في الخليج دائمًا ما تستهدف فئة معينة من الناس.
وأشاد جهاد أمين بحرص مملكة البحرين على تطوير السياسات والتشريعات التي تنظم حماية البيئة والحياة الفطرية وتحافظ على استدامة مواردها، وأكد أن جزر حوار تتمتع بمقومات بيئية نادرة، ما يجعل مملكة البحرين نموذجًا فريدًا في السياحة البيئية، خاصةً أن حوار ليست المحمية الوحيدة بل تمتلك المملكة عدة محميات.
تجربة سياحية
مستدامة للزوار
أكد النائب محمد موسى البلوشي رئيس لجنة المرافق العامة في مجلس النواب، أهمية قطاع السياحة في رفع الناتج المحلي الإجمالي للمملكة، حيث يُعد القطاع السياحي من الركائز الأساسية التي تسهم في تحفيز الاقتصاد المحلي من خلال جذب الاستثمارات الخارجية وتنشيط القطاعات الأخرى مثل التجارة والنقل والخدمات، إضافة إلى توفير فرص عمل للمواطنين.
أكد البلوشي أهمية السياحة البيئية خاصةً ان مملكة البحرين تعد مقصدا سياحيا مستداما، بالإضافة الى انها تتمتع بالعديد من المقومات البيئية مثل المحميات الطبيعية والشواطئ النقية، التي تجعلها وجهة مثالية للزوار الذين يبحثون عن تجارب سياحية مستدامة، كما أن تطوير السياحة البيئية سيعزز من مكانة البحرين كوجهة سياحية صديقة للبيئة في منطقة الخليج.
وأشار البلوشي إلى أن منتجع جزر حوار يمكن أن يسهم بشكل كبير في توفير منتج سياحي جديد، حيث يتمتع المنتجع بموقع فريد وطبيعة خلابة، ما يتيح له تقديم تجربة سياحية متنوعة تجمع بين الاستجمام في بيئة طبيعية ساحرة والأنشطة المائية والبيئية.
وبين البلوشي أن تطوير المنتج السياحي في البحرين يتطلب استراتيجية شاملة تعزز من التنوع السياحي وتحديث البنية التحتية، من خلال دمج السياحة الثقافية، الترفيهية، والبيئية، وتحسين الخدمات المقدمة، ويمكن تعزيز مكانة البحرين على خارطة السياحة العالمية. كما أكد أهمية الاستفادة من التقنيات الحديثة في تسويق السياحة البحرينية وتقديم تجربة سياحية فريدة وجذابة.
وفي هذا السياق، أشار البلوشي إلى الفعاليات السياحية المميزة في البحرين مثل «ريترو المنامة»، و«ليالي المحرق»، التي تعد من الفعاليات التي تسهم بشكل كبير في الترويج للسياحة في المملكة، حيث إن هذه الفعاليات، التي تدمج بين التراث الثقافي والأنشطة الحديثة، تسهم في جذب السياح من داخل البحرين وخارجها، وتدعم تعزيز الصورة العامة للبحرين كوجهة سياحية متميزة.
كما أضاف البلوشي أن هذه الفعاليات يمكن أن تسهم في دخول جوانب جديدة للسياحة تشمل السياحة الثقافية، الترفيهية، والفنية، وهو ما سيؤثر إيجابًا على الاقتصاد الوطني من خلال زيادة الإقبال على هذه الأنشطة، كما أن البحرين تتمتع بمزيج فريد من المقومات التي تجعلها وجهة سياحية مثالية، بدءًا من تاريخها العريق وثقافتها الغنية وصولاً إلى شواطئها الجميلة ومرافقها السياحية الحديثة. بالإضافة إلى أن البحرين تتمتع بموقع استراتيجي في الخليج، ما يجعلها وجهة مثالية للسياحة طوال العام.
السياحة تعزز
من الهوية الثقافية
ومن جانبه، أكد النائب بدر التميمي نائب رئيس لجنة المرافق العامة والبيئة في مجلس النواب، أن قطاع السياحة في مملكة البحرين من القطاعات الحيوية، حيث تسهم السياحة في زيادة الإيرادات وتُعد مصدرًا مهمًا للإيرادات من خلال إنفاق السياح على الإقامة، المأكولات، والأنشطة، كذلك خلق فرص العمل حيث تسهم في توفير وظائف مباشرة وغير مباشرة، ما يعزز الاقتصاد المحلي وأيضا تلعب دورا مهما في تنمية البنية التحتية وتعزيز تطوير البنية التحتية مثل الفنادق والمطارات ما يعود بالنفع على السكان وكذلك تحفيز القطاعات الأخرى وتدعم قطاعات مثل النقل، التجارة، والخدمات.
وأضاف التميمي أن تطوير المنتج السياحي يمكن من خلال تحليل السوق ودراسة احتياجات ورغبات الزوار المحتملين وتطوير التجارب السياحية من خلال تقديم تجارب مميزة مثل الفعاليات الثقافية والأنشطة المغامرة وأيضا السعي إلى تحسين الخدمات ورفع مستوى جودة الخدمات المقدمة في الفنادق والمرافق والقيام بعمليات الترويج الفعال من استخدام استراتيجيات تسويق مبتكرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وأوضح التميمي أن الفعاليات السياحية لها تأثير على الترويج للسياحة في البحرين، مثل «منتجع حوار» و«ريترو المنامة» و«ليالي المحرق» و«القرية التراثية» والتي تعكس تأثيرًا إيجابيًّا على السياحة من خلال زيادة الوعي وتسليط الضوء على البحرين كوجهة سياحية مميزة وكذلك تنويع النشاطات وتوفير خيارات متعددة لجذب الزوار من مختلف الفئات وعرض الفنون والحرف المحلية، ما يعزز من الهوية الثقافية وكل تلك البنود تهدف الى تحفيز الاقتصاد وزيادة الإنفاق المحلي وتحفيز الاستثمار.
وقال التميمي إن: السياحة في البحرين لديها إمكانيات كبيرة لتعزيز الاقتصاد الوطني وتقديم تجارب فريدة للزوار، خاصةً أنها تمتلك سياحة مستدامة، بالإضافة الى حفاظها على البيئة والحياة الفطرية والارتقاء بأفضل السبل في الحفاظ على التنوع البيولوجي بكافة أشكاله ما اكسبها سمعة طيبة وإشادات إقليمية ودولية في هذا المجال.
وبين التميمي أن البحرين تتمتع بعدد من المقومات السياحية من التاريخ الغني والمواقع الأثرية، مثل قلعة البحرين والمواقع التاريخية الأخرى، وكذلك الثقافة المتنوعة والفعاليات والمهرجانات الثقافية التي تعكس التراث وايضا توافر الطبيعة الخلابة مثل الشواطئ والمنتجعات الطبيعية.
البحرين تتميز
بالسياحة الشاطئية
وقال فؤاد الحاجي عضو مجلس الشورى: «تعتبر السياحة من أهم القطاعات غير النفطية الواعدة التي شهدت نموًا ملحوظًا، حيث سجلت نسبة نمو تصل إلى 10% في قطاع الإقامة والخدمات السياحية حتى الربع الثالث من عام 2024 مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2023، ومن المتوقع أن تكون هذه النسبة قد ارتفعت خلال الربع الأخير من العام الماضي، خاصة وأن مملكة البحرين شهدت خلال ديسمبر العديد من الفعاليات التي ساهمت في إنعاش الحركة السياحية».
وأضاف الحاجي أن تطوير المنتج السياحي يرتبط بعدة عوامل، منها البنية التحتية للسياحة المهيّأة، وتنويع المنتج السياحي بحيث يلبي مختلف الأذواق ويلعب القطاع الخاص دورًا مهمًا في هذا السياق، باعتبار الحكومة ممثلة في هيئة البحرين للسياحة والمعارض جهةً منظمة للقطاع، حيث تعتبر موسم أعياد البحرين من أهم الفترات التي تستقطب السياح إلى مملكة البحرين، خاصة مع انخفاض درجات الحرارة والتنوع في الفعاليات، ولعل الموسم الأخير حقق نجاحًا استثنائيًّا، حيث تسهم الفعاليات المتنوعة في زيادة عدد الليالي السياحية للزوار، ما ينعكس على المؤشرات السياحية الأخرى، وخاصة معدل الإنفاق الذي يسهم في زيادة نسبة مساهمة السياحة في الناتج المحلي.
وقال الحاجي: «تمثل مملكة البحرين الارخبيل الوحيد في الشرق الأوسط، وبالتالي تتميز بالسياحة الشاطئية، فضلاً عن التاريخ والآثار التي تؤكد الحضارة العريقة، ما يجعلها من أبرز عوامل الجذب السياحي، كما شهدت البحرين تطورًا في سياحة الأعمال من حيث استقطاب المؤتمرات والفعاليات والمنتديات الكبرى، بالإضافة إلى ذلك تتمتع البحرين ببنية سياحية تحتية متطورة، فضلاً عن التشريعات المرنة التي تواكب المتغيرات في القطاع، كما سيتيح منتجع جزر حوار للزوار تجربة سياحية فاخرة ويتيح لهم الاستمتاع بالتنوع البيئي للجزيرة، وسيسهم المنتجع في تعزيز مفهوم الاستدامة البيئية، خاصة وأن جزر حوار تمثل محمية طبيعية ويعد تحقيق التوازن بين تطوير قطاع السياحة وحماية البيئة والحفاظ على التراث الثقافي والتاريخي من الأولويات المهمة.
وبين الحاجي أن مملكة البحرين تولي اهتمامًا كبيرًا بالبيئة، حيث تضم عددًا من المحميات البيئية البرية والبحرية. من أبرز هذه المحميات: محمية العرين التي تعتبر المشروع الأول من نوعه على مستوى المنطقة، وجزيرتا حوار ومشتان، بالإضافة إلى محمية خليج توبلي، ووادي البحير، والهيرات الشمالية ونجوة بولثامة، كما تعد السياحة البيئية من الأولويات التي شهدت اهتمامًا متزايدًا خلال السنوات الأخيرة، ويعد مشروع منتجع حوار مانتيس من الركائز الرئيسية لهذا التوجه العالمي.
تحقيق التوازن
بين القطاعات
وقال الدكتور محمد علي حسن، رئيس لجنة المرافق العامة والبيئة في مجلس الشورى: «تُعد السياحة واحدة من أهم القطاعات الاقتصادية التي تسهم بشكل كبير في تعزيز الناتج المحلي الإجمالي لما لها من دور حيوي في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتعزز من الاحتياطيات النقدية للدولة وتُستخدم في دعم برامج التنمية، حيث ان البحرين تعد وجهة سياحية متكاملة تجمع بين التاريخ، الثقافة، والترفيه، ومن خلال تطورها المستمر في قطاع السياحة عززت مكانتها كواحدة من أهم الوجهات السياحية في منطقة الخليج والعالم».
وأضاف أن الاستثمار في السياحة يساعد على تنوع الموارد وتنويع مصادر دخلها، ما يقلل من مخاطر الاعتماد على قطاع واحد، كما لها دور مهم في الاستثمار في البنية التحتية لدعم السياحة، مثل المطارات، الطرق، والمرافق الترفيهية.
وبين الدكتور محمد أن مملكة البحرين تسعى إلى تحقيق التوازن بين تطوير القطاع السياحي وحماية البيئة والتراث الثقافي، وتشمل المبادرات حماية المواقع الأثرية، ودعم الحرف التقليدية، والترويج للسياحة البيئية، بالإضافة الى ان هناك التنوع الحيوي الواضح من خلال وجود المحميات والمناطق الطبيعية، ولا ننسى أن هناك العديد من الطيور المهاجرة التي تأتي الى البحرين في مواسم محددة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك