الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
«التيك توك».. في الإعلام الرسمي
حاليا يحتل تطبيق «التيك توك» المركز الأول عالميا في وسائل التواصل الاجتماعي، باعتباره الأكثر استخداما وتفاعلا في العالم وفي أمريكا كذلك، على الرغم من أنه مملوك لشركة بايت دانس الصينية، وجاء بعده في المراكز التالية تطبيق الانستجرام، والتويتر، والفيسبوك، والواتسب، والسناب شات.
وقد استثمرت الحكومة التركية تطبيق «التيك توك» لإيصال رسائلها الإعلامية إلى الرأي العام المحلي والدولي، من خلال مشاركة المسؤولين والمشاهير لدعم حملات الإغاثة والتبرعات جراء الزلزال الذي لحق بها، ومن أجل توضيح الحقائق والرد على الشائعات، بالصوت والصورة والفيديو.
الإعلام الرسمي الخليجي يكاد استخدام واستثمار تطبيق «التيك توك» يكون منعدما، ومعظم التركيز على منصات الانستجرام والتويتر، بجانب رسائل الواتسب، فضلا عن أخبار التلفزيون والإذاعة والصحافة.
وإذا ما قام الإعلام الرسمي الخليجي بنشر مواد إعلامية عبر تطبيق التيك توك، فإنه يكون من خلال حساب وسيط لأحد المشاهير، كما هو معمول به في حسابات الانستغرام في الدول الخليجية، أو أنها تعمد إلى نشر الأغاني والمناسبات والفعاليات فقط، في حين أن الاستثمار الأكبر لتطبيق «التيك توك» يمكن أن يكون أكثر انتشارا وتأثيرا وتفاعلا.
في إحدى جلسات المنتدى السعودي للإعلام بعنوان: «جيل الإعلام الجديد.. المتغيرات والفرص»، تم تأكيد أهمية تطوير محتوى الإعلام الرسمي، وتدريب منسوبي تلك الوسائل، لمجاراة منصات وسائل التواصل الاجتماعي، والتغيرات المستمرة في عالم الإعلام، مع ضرورة تدريب المؤثرين على تعلم إطار وأخلاقيات المهنة.
لقد بدأ عديد من المنصات الإلكترونية اليوم تنقل من منصة «التيك توك» الأخبار والمعلومات، وأصبح التفاعل معها كبيرا وواضحا ومؤثرا، لأنها تدمج تقنية الصوت والصورة والفيديو مع إتاحة التعليقات والبث المباشر، فضلا عن كونها منصة مربحة للأشخاص والمتابعين، والبعض أصبح يتلقى آلاف الدنانير من خلال المحتوى الذي يعرضه، والفيديو الذي يبثه، والأشخاص الذين يتابعونه.
الناس اليوم تقضي ساعات طويلة في متابعة منصات التواصل الاجتماعي، وتتأثر بما يتم عرضه فيها، وتستمد المعلومات من خلالها، وكشأن أي وسيلة إعلامية تحتوي على الإيجابي والسلبي، وحتى ما هو غير أخلاقي، فإن المنصات الحديثة «التيك توك والانستجرام» خصوصا، تعرض كل شيء للمتابع، مهما كان سنه وجنسه وحتى موقعه، وما هو ممنوع وغير مرغوب، أصبح متاحا ومتوفرا، ويصل إلى الشخص بضغطة «زر» وأصبح الرهان اليوم على الرقابة الذاتية، والإحساس بالمسؤولية الأسرية والمجتمعية والوطنية.
الوزارات والمؤسسات والهيئات الرسمية في الدول الخليجية، مجبرة اليوم للوجود في هذا التطبيق «التيك توك»، من أجل الحضور والتفاعل، ومن أجل إيصال الرسالة الإعلامية الوطنية، ويجب أن تزاح المخاوف من هذا التطبيق الذي فرض نفسه على الجميع، خاصة وأن العديد من الأشخاص والحسابات تنشر أخبارا غير دقيقة، وتتسبب في تهييج الرأي العام، فضلا عن تهييج أمور أخرى، تماما كما هي الجهات والجماعات التي تعمل ضد الدول الخليجية، تعمل بشكل مضاعف في هذا التطبيق، وتنشر رسائلها الخاطئة ومعلوماتها المضللة.
«التيك توك».. منصة إعلامية عصرية مؤثرة، ومن الواجب وجود الإعلام الرسمي الخليجي فيه.. وأترك التعليق للمواطن البحريني في الإجابة عن السؤال: كم مؤسسة رسمية بحرينية موجودة اليوم على تطبيق «التيك توك»؟
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك