العدد : ١٧٠٧٨ - الأربعاء ٢٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٧٨ - الأربعاء ٢٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

الرأي الثالث

محميد المحميد

malmahmeed7@gmail.com

البحرين.. (13) شهرا في العام

في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬تتضاعف‭ ‬المهام‭ ‬والمسؤوليات،‭ ‬وتزداد‭ ‬الأنشطة‭ ‬والفعاليات،‭ ‬وتكثر‭ ‬البرامج‭ ‬والأنشطة‭ ‬في‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬المجالات،‭ ‬خلال‭ ‬أشهر‭ ‬معينة،‭ ‬لدرجة‭ ‬أن‭ ‬حجم‭ ‬العمل‭ ‬والإنجاز‭ ‬فيها،‭ ‬يكاد‭ ‬يعادل‭ (‬13‭) ‬شهرا‭ ‬في‭ ‬العام،‭ ‬وليس‭ (‬12‭) ‬شهرا‭. ‬

خذ‭ ‬مثلا‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬فبراير‭ ‬أو‭ ‬مارس‭ ‬حيث‭ ‬تكثر‭ ‬الفعاليات،‭ ‬التي‭ ‬تكون‭ ‬فيها‭ ‬الأجواء‭ ‬جميلة‭ ‬بالبلاد،‭ ‬وتزداد‭ ‬البرامج‭ ‬والأنشطة‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المجالات،‭ ‬السياحية،‭ ‬والرياضية‭ ‬الدولية،‭ ‬وكذلك‭ ‬البيئية‭.‬

أو‭ ‬خذ‭ ‬مثلا‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬نوفمبر‭ ‬أو‭ ‬ديسمبر‭ ‬حيث‭ ‬تتضاعف‭ ‬المناسبات‭ ‬السياسية‭ ‬كحوار‭ ‬المنامة،‭ ‬والاحتفالات‭ ‬الوطنية‭ ‬وغيرها،‭ ‬حيث‭ ‬تزدان‭ ‬البلاد‭ ‬بالأفراح‭ ‬والبهجة،‭ ‬وتكون‭ ‬المشاركة‭ ‬المجتمعية‭ ‬كبيرة،‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬احتفالية‭ ‬اليوم‭ ‬الوطني‭ ‬ويوم‭ ‬الجلوس،‭ ‬وكذلك‭ ‬يوم‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭.‬

خلال‭ ‬تلك‭ ‬الأشهر‭ ‬تتضاعف‭ ‬المهام‭ ‬والمسؤوليات‭ ‬لدى‭ ‬الوزارات‭ ‬والمؤسسات،‭ ‬وترى‭ ‬خلية‭ ‬النحل‭ ‬البحرينية‭ ‬تعمل‭ ‬بجد‭ ‬ونشاط‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إبراز‭ ‬اسم‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مجال،‭ ‬لدرجة‭ ‬أن‭ ‬‮«‬حسن‭ ‬التنظيم‮»‬‭ ‬أصبح‭ ‬ماركة‭ ‬بحرينية‭ ‬يتحدث‭ ‬عنها‭ ‬الجميع،‭ ‬وهي‭ ‬من‭ ‬عناصر‭ (‬القوة‭ ‬الناعمة‭) ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نهتم‭ ‬بها‭ ‬أكثر‭. ‬

بعد‭ ‬أيام‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬مارس‭ ‬المقبل،‭ ‬سنكون‭ ‬على‭ ‬موعد‭ ‬مع‭ ‬معرض‭ ‬الحدائق‭ ‬الدولي،‭ ‬وبرامج‭ ‬سياحية‭ ‬مصاحبة،‭ ‬ثم‭ ‬مع‭ ‬سباقات‭ ‬الفورمولا،‭ ‬ثم‭ ‬مع‭ ‬استضافة‭ ‬البحرين‭ ‬لأكبر‭ ‬تجمع‭ ‬برلماني‭ ‬دولي،‭ ‬وبعده‭ ‬سندخل‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬رمضان،‭ ‬وكل‭ ‬تلك‭ ‬المناسبات‭ ‬والفعاليات،‭ ‬تؤكد‭ ‬قدرة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬وضع‭ ‬اسمها‭ ‬على‭ ‬خارطة‭ ‬البرامج‭ ‬الدولية‭.‬

كل‭ ‬ذلك‭ ‬الحراك‭ ‬الإيجابي‭ ‬والتفاعل‭ ‬الكبير،‭ ‬والبلاد‭ ‬تمضي‭ ‬قدما‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬العمل‭ ‬والإنجاز،‭ ‬ويواصل‭ ‬الناس‭ ‬حياتهم‭ ‬بكل‭ ‬أمن‭ ‬وطمأنينة‭ ‬واستقرار،‭ ‬وتطلع‭ ‬إلى‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬التطور‭ ‬والازدهار،‭ ‬ويمارسون‭ ‬دورهم‭ ‬ومسؤولياتهم‭ ‬بكل‭ ‬حرية‭ ‬وأمان،‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬التحديات‭ ‬والمنغصات‭.‬

هذا‭ ‬الحراك‭ ‬الوطني‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬يؤكد‭ ‬حيوية‭ ‬هذا‭ ‬الوطن،‭ ‬ولربما‭ ‬لا‭ ‬نتوقف‭ ‬عنده‭ ‬كثيرا،‭ ‬لأننا‭ ‬أصبحنا‭ ‬متعودين‭ ‬عليه،‭ ‬وتحول‭ ‬إلى‭ ‬منهاج‭ ‬حياة‭ ‬طبيعي،‭ ‬ولكننا‭ ‬ندرك‭ ‬تماما‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الحراك‭ ‬وبقدر‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬يسعد‭ ‬أهل‭ ‬البحرين،‭ ‬فإنه‭ ‬محل‭ ‬غيظ‭ ‬وغبن‭ ‬لدى‭ ‬جهات‭ ‬لا‭ ‬تريد‭ ‬الفرحة،‭ ‬ولا‭ ‬تريد‭ ‬التقدم‭ ‬والأمان‭ ‬للبحرين‭ ‬وشعبها‭.‬

الشعب‭ ‬البحريني‭ ‬يعيش‭ (‬13‭) ‬شهرا‭ ‬في‭ ‬العام،‭ ‬من‭ ‬النشاط‭ ‬والبرامج،‭ ‬ومن‭ ‬العمل‭ ‬والإخلاص‭.. ‬نقول‭ ‬في‭ ‬‮«‬العام‮»‬‭ ‬وليس‭ ‬في‭ ‬‮«‬السنة‮»‬،‭ ‬لأن‭ ‬لفظ‭ ‬‮«‬السنة‮»‬‭ ‬لا‭ ‬يأتي‭ ‬إلّا‭ ‬في‭ ‬الشدّة‭ ‬والحرب،‭ ‬أمّا‭ ‬لفظ‭ ‬‮«‬العام‮»‬‭ ‬فهو‭ ‬يأتي‭ ‬في‭ ‬الخير‭ ‬والرخاء‭.‬

تبقى‭ ‬مسألة‭ ‬القروض‭ ‬التي‭ ‬يعاني‭ ‬منها‭ ‬الناس‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬تعكر‭ ‬صفو‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬المناسبات‭ ‬والاحتفاليات،‭ ‬وتحولها‭ ‬إلى‭ (‬13‭) ‬شهرا‭ ‬في‭ ‬السنة،‭ ‬وليس‭ ‬في‭ ‬العام،‭ ‬وبإمكان‭ ‬البنوك‭ ‬اليوم‭ ‬أن‭ ‬تجعل‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬ضمن‭ (‬13‭) ‬شهرا‭ ‬في‭ ‬العام،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬وقف‭ ‬الأقساط‭ ‬على‭ ‬الناس،‭ ‬وجدولة‭ ‬قروض‭ ‬أصحاب‭ ‬المشاريع‭ ‬الصغيرة‭ ‬والمتوسطة،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬لجأ‭ ‬إليها‭ ‬الناس‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬‮«‬السنوات‮»‬‭.  ‬

إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا