العدد : ١٧٠٧٨ - الأربعاء ٢٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٧٨ - الأربعاء ٢٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

هوامش

عبدالله الأيوبي

ayoobi99@gmail.com

جائزة سمو الأميرة سبيكة تحفز الأسر المنتجة

شهد‭ ‬الأسبوع‭ ‬الماضي‭ ‬حفل‭ ‬توزيع‭ ‬جائزة‭ ‬سمو‭ ‬الأميرة‭ ‬سبيكة‭ ‬بنت‭ ‬إبراهيم‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬قرينة‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬رئيسة‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة‭ ‬لتشجيع‭ ‬الأسر‭ ‬المنتجة‭ ‬في‭ ‬نسختها‭ ‬السادسة‭ ‬عشرة‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬المحلي،‭ ‬وهي‭ ‬الجائزة‭ ‬التي‭ ‬تشكل‭ ‬بكل‭ ‬تأكيد،‭ ‬حافزا‭ ‬للأسر‭ ‬المنتجة‭ ‬البحرينية‭ ‬وتعبر‭ ‬عن‭ ‬الدعم‭ ‬الحقيقي‭ ‬لمشاريع‭ ‬وأفكار‭ ‬هذه‭ ‬الأسر‭ ‬بحيث‭ ‬تتمكن‭ ‬من‭ ‬مواصلة‭ ‬وتطوير‭ ‬مشاريعها‭ ‬الإنتاجية‭ ‬بما‭ ‬يتيح‭ ‬لها‭ ‬الفرصة‭ ‬لتحويلها‭ ‬إلى‭ ‬مشاريع‭ ‬كبيرة،‭ ‬فكما‭ ‬يقول‭ ‬المثل‭ ‬الياباني‭ ‬إن‭ ‬‮«‬رحلة‭ ‬الألف‭ ‬ميل‭ ‬تبدأ‭ ‬بالخطوة‭ ‬الأولى‮»‬،‭ ‬فمهما‭ ‬كان‭ ‬الهدف‭ ‬المراد‭ ‬تحقيقه‭ ‬والوصول‭ ‬إليه،‭ ‬فإن‭ ‬الإصرار‭ ‬والعزيمة‭ ‬على‭ ‬وضع‭ ‬اللبنة‭ ‬الثانية‭ ‬على‭ ‬الأولى‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬مواصلة‭ ‬عملية‭ ‬البناء،‭ ‬سوف‭ ‬يقود‭ ‬حتما‭ ‬إلى‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬الهدف‭ ‬الأسمى،‭ ‬وهو‭ ‬تمكين‭ ‬هذه‭ ‬الأسر‭ ‬من‭ ‬التحول‭ ‬إلى‭ ‬مجموعة‭ ‬إنتاجية‭.‬

جائزة‭ ‬سمو‭ ‬الأميرة‭ ‬سبيكة‭ ‬التي‭ ‬انطلقت‭ ‬عام‭ ‬2007‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬أصبحت‭ ‬عام‭ ‬2011‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬العربي،‭ ‬كواحدة‭ ‬من‭ ‬المبادرات‭ ‬المهمة‭ ‬الهادفة‭ ‬إلى‭ ‬دعم‭ ‬وتشجيع‭ ‬هذه‭ ‬الأسر،‭ ‬وبفضل‭ ‬ذلك،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬دعم‭ ‬واحتضان‭ ‬وزارة‭ ‬التنمية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والعديد‭ ‬من‭ ‬المؤسسات‭ ‬الأهلية‭ ‬لهذا‭ ‬المشروع،‭ ‬استطاعت‭ ‬الأسر‭ ‬البحرينية‭ ‬المنتجة‭ ‬أن‭ ‬تفرض‭ ‬منتجها‭ ‬الوطني‭ ‬كمنافس‭ ‬قوي‭ ‬للمنتجات‭ ‬المستوردة،‭ ‬واستطاع‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬الأسر‭ ‬أن‭ ‬تطور‭ ‬مشاريعها‭ ‬وتتوسع‭ ‬في‭ ‬نوعية‭ ‬وأصناف‭ ‬منتجاتها،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يؤكد‭ ‬صحة‭ ‬وفائدة‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المشاريع‭ ‬الإنتاجية،‭ ‬خاصة‭ ‬وأن‭ ‬عديدا‭ ‬من‭ ‬الأسر‭ ‬دخلت‭ ‬المشروع‭ ‬بحماس‭ ‬وتفاؤل‭ ‬وإرادة‭ ‬أسهمت‭ ‬كلها‭ ‬في‭ ‬تحقيقها‭ ‬للنجاح‭ ‬الذي‭ ‬وصلت‭ ‬إليه‭.‬

مثل‭ ‬هذه‭ ‬المبادرات‭ (‬الأسر‭ ‬المنتجة‭)‬،‭ ‬يمكن‭ ‬تصنيفها‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬من‭ ‬المشاريع‭ ‬الفردية،‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬عدد‭ ‬أفراد‭ ‬الأسرة‭ ‬الواحدة‭ ‬المشاركين‭ ‬في‭ ‬المشروع‭ ‬الواحد،‭ ‬فالأسرة‭ ‬الواحدة‭ ‬عادة‭ ‬ما‭ ‬تبدأ‭ ‬مشروعها‭ ‬بفكرة‭ ‬إنتاجية‭ ‬واحدة‭ ‬ومن‭ ‬رحم‭ ‬هذه‭ ‬الفكرة‭ ‬تولد‭ ‬أفكار‭ ‬إنتاجية‭ ‬جديدة‭ ‬وهي‭ ‬العملية‭ ‬التي‭ ‬تقود‭ ‬إلى‭ ‬التطوير‭ ‬والتنويع‭ ‬الإنتاجي‭ ‬للمشروع،‭ ‬فمثل‭ ‬هذه‭ ‬الأفكار‭ (‬المشاريع‭)‬،‭ ‬وتحديدا‭ ‬في‭ ‬بداياتها،‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬دعم‭ ‬وتشجيع‭ ‬وتحفيز‭ ‬كي‭ ‬يتمكن‭ ‬أصحابها‭ ‬من‭ ‬تحويلها‭ ‬إلى‭ ‬مشروع‭ ‬منتج،‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬بالضبط‭ ‬ما‭ ‬تهدف‭ ‬إليه‭ ‬جائزة‭ ‬سمو‭ ‬الأميرة‭ ‬سبيكة‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬برامج‭ ‬الدعم‭ ‬والاحتضان،‭ ‬ومنها‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬لا‭ ‬الحصر‭ ‬مساعدة‭ ‬الأسر‭ ‬على‭ ‬تسويق‭ ‬منتجاتها،‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الأسواق‭ ‬المحلية‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬نوافذ‭ ‬البيع‭ ‬في‭ ‬مطار‭ ‬البحرين‭ ‬الدولي‭.‬

الكثير‭ ‬من‭ ‬المشاريع‭ ‬العملاقة،‭ ‬ليس‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬فقط،‭ ‬وإنما‭ ‬في‭ ‬معظم‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬جميعها‭ ‬تقريبا،‭ ‬خرجت‭ ‬من‭ ‬أرحام‭ ‬مشاريع‭ ‬فردية،‭ ‬وهناك‭ ‬مشاريع‭ ‬عالمية‭ ‬عملاقة‭ ‬حتى‭ ‬يومنا‭ ‬هذا‭ ‬تحمل‭ ‬اسم‭ ‬مؤسسها‭ ‬أو‭ ‬صاحب‭ ‬فكرة‭ ‬إنشائها‭ ‬وتحولت‭ ‬إلى‭ ‬علامات‭ ‬تجارية‭ ‬عالمية‭ ‬معروفة،‭ ‬هذه‭ ‬النجاحات‭ ‬التي‭ ‬وصلت‭ ‬إليها‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المشاريع‭ ‬الكبيرة،‭ ‬جاءت‭ ‬بفضل‭ ‬إرادة‭ ‬وإصرار‭ ‬وعزيمة‭ ‬أصحاب‭ ‬الفكرة‭ (‬المشروع‭)‬،‭ ‬أولا‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬العوامل‭ ‬المساعدة‭ ‬الأخرى‭ ‬التي‭ ‬تلعب‭ ‬دور‭ ‬المشجع‭ ‬والداعم‭ ‬والحاضن‭ ‬والمحفز‭ ‬لهذه‭ ‬المشاريع‭.‬

والأسر‭ ‬البحرينية‭ ‬المنتجة‭ ‬قادرة،‭ ‬وتملك‭ ‬ما‭ ‬يكفي‭ ‬من‭ ‬الإرادة‭ ‬لأن‭ ‬تنتقل‭ ‬بمشاريعها‭ ‬الفردية‭ ‬الصغيرة‭ ‬إلى‭ ‬مشاريع‭ ‬إنتاجية‭ ‬كبيرة،‭ ‬فالوصول‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬الهدف‭ ‬ليس‭ ‬مستحيلا،‭ ‬ولكن‭ ‬تحقيقه‭ ‬لا‭ ‬يتم‭ ‬بين‭ ‬ليلة‭ ‬وضحاها،‭ ‬المهم‭ ‬والمطلوب‭ ‬هو‭ ‬التمسك‭ ‬بالأمل‭ ‬في‭ ‬بلوغ‭ ‬الهدف‭ ‬الذي‭ ‬وضعته‭ ‬هذه‭ ‬الأسر‭ ‬أمامها،‭ ‬فالنجاح‭ ‬بالدرجة‭ ‬الأولى‭ ‬يتوقف‭ ‬على‭ ‬الأسرة‭ ‬قبل‭ ‬غيرها،‭ ‬أما‭ ‬مشاريع‭ ‬الدعم‭ ‬الخارجية،‭ ‬فهي‭ ‬عوامل‭ ‬مساعدة،‭ ‬رغم‭ ‬أهميتها،‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تحقق‭ ‬النجاح‭ ‬لمشروع‭ ‬الأسرة‭ ‬المنتجة‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬القائم‭ ‬على‭ ‬المشروع‭ ‬نفسه‭ ‬يملك‭ ‬ويمسك‭ ‬بزمام‭ ‬المبادرة‭ ‬ليواصل‭ ‬وضع‭ ‬اللبنة‭ ‬على‭ ‬الأخرى‭ ‬ليكمل‭ ‬البناء‭. ‬

الحقيقة‭ ‬إن‭ ‬كثيرا‭ ‬من‭ ‬الأسر‭ ‬البحرينية‭ ‬نجحت‭ ‬في‭ ‬مشاريعها‭ ‬وتوسعت‭ ‬في‭ ‬نوعية‭ ‬الإنتاج،‭ ‬وهذا‭ ‬في‭ ‬حد‭ ‬ذاته‭ ‬دليل‭ ‬على‭ ‬نجاح‭ ‬المشروع‭ ‬الذي‭ ‬استطاع‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬تكوين‭ ‬أرضية‭ ‬قوية‭ ‬تقف‭ ‬عليها‭ ‬هذه‭ ‬الأسر‭ ‬والتي‭ ‬بدورها‭ ‬وفرت‭ ‬لنفسها‭ ‬مصدرا‭ ‬ثابتا‭ ‬للدخل‭ ‬وفتحت‭ ‬أمامها‭ ‬آفاقا‭ ‬واسعة‭ ‬للتطور‭ ‬وتكوين‭ ‬قاعدة‭ ‬للانطلاق‭ ‬نحو‭ ‬التوسع‭ ‬في‭ ‬مشاريعها‭ ‬المنتجة،‭ ‬وعدم‭ ‬التقوقع‭ ‬في‭ ‬دائرة‭ ‬إنتاجية‭ ‬واحدة،‭ ‬فالأساس‭ ‬الرئيسي‭ ‬لفكرة‭ ‬المشروع‭ ‬تهيئة‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الأرضية‭ ‬أمام‭ ‬الأسر‭ ‬المنتجة،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬تحقق‭ ‬بالفعل‭ ‬حيث‭ ‬توسع‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬الأسر‭ ‬في‭ ‬مشاريعها‭ ‬وتنوعت‭ ‬في‭ ‬منتجاتها‭ ‬وتقود‭ ‬مشاريع،‭ ‬يمكن‭ ‬وصفها‭ ‬بالمشاريع‭ ‬التجارية‭ ‬الناجحة‭ ‬والمنتجة‭ ‬أيضا،‭ ‬لكن‭ ‬يبقى‭ ‬الطريق‭ ‬طويلا‭ ‬أمام‭ ‬هذه‭ ‬الأسر‭ ‬لبلوغ‭ ‬الهدف‭ ‬الأسمى،‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬الطريق‭ ‬طويلا‭ ‬ووعرا،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬التمسك‭ ‬بالمضي‭ ‬في‭ ‬سلوكه‭ ‬سيقود‭ ‬حتما‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬الهدف،‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬أمام‭ ‬الإرادة‭ ‬القوية‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬مستحيل‭.‬

إقرأ أيضا لـ"عبدالله الأيوبي"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا