العدد : ١٧٠٧٨ - الأربعاء ٢٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٧٨ - الأربعاء ٢٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

هوامش

عبدالله الأيوبي

ayoobi99@gmail.com

إجراءات مرورية تستحق التقدير

رغم‭ ‬المراقبة‭ ‬المرورية‭ ‬المستمرة،‭ ‬سواء‭ ‬المباشرة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬دوريات‭ ‬شرطة‭ ‬المرور،‭ ‬أو‭ ‬عبر‭ ‬كاميرات‭ ‬المراقبة‭ ‬المثبتة‭ ‬في‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الشوارع‭ ‬والتقاطعات،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬عدم‭ ‬التهاون‭ ‬مع‭ ‬المخالفات‭ ‬والتجاوزات‭ ‬المرورية‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬بعض‭ ‬سائقي‭ ‬السيارات،‭ ‬ومع‭ ‬كل‭ ‬الجهود‭ ‬الكبيرة‭ ‬التي‭ ‬يقوم‭ ‬بها‭ ‬شرطي‭ ‬المرور‭ ‬في‭ ‬سعيه‭ ‬لفرض‭ ‬سلطة‭ ‬القانون‭ ‬وضرورة‭ ‬الالتزام‭ ‬به‭ ‬حفاظا‭ ‬على‭ ‬مصلحة‭ ‬الجميع،‭ ‬رغم‭ ‬كل‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬بعض‭ ‬سائقي‭ ‬السيارات‭ ‬لا‭ ‬يكترثون‭ ‬لما‭ ‬تسببه‭ ‬تجاوزاتهم‭ ‬وعدم‭ ‬تقيدهم‭ ‬بالنظم‭ ‬والقوانين‭ ‬التي‭ ‬تنظم‭ ‬حركة‭ ‬المركبات‭ ‬على‭ ‬شوارع‭ ‬وطرق‭ ‬المملكة،‭ ‬إذ‭ ‬يلاحظ‭ ‬انتشار‭ ‬مختلف‭ ‬أشكال‭ ‬المخالفات‭ ‬المرورية،‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬الخطرة‭ ‬التي‭ ‬تتسبب‭ ‬في‭ ‬وقوع‭ ‬الحوادث‭ ‬المرورية،‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬الحوادث‭ ‬المميتة،‭ ‬مثل‭ ‬تجاوز‭ ‬السرعة‭ ‬المقررة‭ ‬للطريق‭ ‬وعدم‭ ‬التقيد‭ ‬بنظام‭ ‬الإشارات‭ ‬الضوئية‭. ‬

الإدارة‭ ‬العامة‭ ‬للمرور،‭ ‬وفي‭ ‬إطار‭ ‬دورها‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬القانون‭ ‬الذي‭ ‬يصب‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬المصلحة‭ ‬العامة‭ ‬والسلامة‭ ‬المرورية،‭ ‬تمكنت‭ ‬من‭ ‬رصد‭ ‬وتسجيل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬630‭ ‬مخالفة‭ ‬تجاوز‭ ‬خاطئ‭ ‬من‭ ‬مسار‭ ‬الطوارئ،‭ ‬وخلال‭ ‬خمسة‭ ‬أيام‭ ‬فقط،‭ ‬وليس‭ ‬هناك‭ ‬ما‭ ‬يثير‭ ‬الاستغراب‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬العدد‭ ‬الكبير‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المخالفات‭ ‬المحصورة‭ ‬في‭ ‬نوع‭ ‬واحد،‭ ‬أي‭ ‬تجاوز‭ ‬خاطئ‭ ‬من‭ ‬مسار‭ ‬الطوارئ،‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬المخالفات‭ ‬يبدو‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬طريقه‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬يتحول‭ ‬إلى‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬الظواهر‭ ‬السلبية‭ ‬التي‭ ‬بدأت‭ ‬تنتشر‭ ‬في‭ ‬الشوارع‭ ‬والطرقات،‭ ‬وتحديدا‭ ‬أثناء‭ ‬الازدحام‭ ‬المروري‭.‬

مسار‭ ‬الطوارئ‭ ‬ليس‭ ‬مسارا‭ ‬عاما‭ ‬وإنما‭ ‬يتم‭ ‬تخصيصه‭ ‬للحالات‭ ‬الطارئة،‭ ‬وبالتالي‭ ‬لا‭ ‬يجوز‭ ‬استخدامه‭ ‬للسير‭ ‬العام،‭ ‬فهذا‭ ‬المسار‭ ‬يستخدمه‭ ‬البعض‭ ‬وكأنه‭ ‬مسار‭ ‬احتياطي‭ ‬وليس‭ ‬مسارا‭ ‬مخصصا‭ ‬للحالات‭ ‬الطارئة،‭ ‬فيلجأ‭ ‬البعض‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬المسار‭ ‬هربا‭ ‬من‭ ‬الازدحام‭ ‬المروري‭ ‬الذي‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الشوارع‭ ‬في‭ ‬أوقات‭ ‬الذروة،‭ ‬بحيث‭ ‬يتمكن‭ ‬السائق‭ ‬المخالف‭ ‬من‭ ‬تجاوز‭ ‬المركبات‭ ‬الملتزمة‭ ‬بالمسارات‭ ‬الصحيحة،‭ ‬وهو‭ ‬تصرف‭ ‬خاطئ؛‭ ‬لأن‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يربك‭ ‬حركة‭ ‬سير‭ ‬المركبات‭ ‬وقد‭ ‬يتسبب‭ ‬في‭ ‬وقوع‭ ‬الحوادث‭ ‬أيضا،‭ ‬لهذا‭ ‬تعتبره‭ ‬الأنظمة‭ ‬المرورية‭ ‬مخالفة‭ ‬تعاقب‭ ‬عليها،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تفعله‭ ‬الإدارة‭ ‬العامة‭ ‬للمرور‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬المخالفات،‭ ‬ثم‭ ‬إن‭ ‬الازدحام‭ ‬المروري‭ ‬على‭ ‬الشوارع‭ ‬التي‭ ‬تتوافر‭ ‬فيها‭ ‬مسارات‭ ‬الطوارئ،‭ ‬لا‭ ‬يعطي‭ ‬السائق‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬تجاوز‭ ‬القانون‭ ‬وتحويل‭ ‬هذا‭ ‬المسارات‭ ‬إلى‭ ‬ملجأ‭ ‬لتجاوز‭ ‬الازدحام‭ ‬المروري‭. ‬

يلاحظ‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬التجاوزات‭ ‬المرورية‭ ‬غير‭ ‬المألوفة‭ ‬وغير‭ ‬العادية‭ ‬التي‭ ‬أخذت‭ ‬تظهر‭ ‬في‭ ‬شوارعنا‭ ‬في‭ ‬الآونة‭ ‬الأخيرة،‭ ‬مثل‭ ‬عدم‭ ‬التقيد‭ ‬بالمسار‭ ‬الصحيح‭ ‬للانعطاف،‭ ‬وخاصة‭ ‬عند‭ ‬تقاطع‭ ‬الإشارات‭ ‬الضوئية،‭ ‬أو‭ ‬الدخول‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الخطوط‭ ‬الصفراء‭ ‬عند‭ ‬تقاطع‭ ‬الإشارات‭ ‬الضوئية،‭ ‬مما‭ ‬يتسبب‭ ‬في‭ ‬إغلاق‭ ‬المسارات‭ ‬أمام‭ ‬السيارات‭ ‬عند‭ ‬السماح‭ ‬للمرور،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬ذلك‭ ‬يلاحظ‭ ‬أيضا‭ ‬أن‭ ‬البعض‭ ‬يقود‭ ‬السيارة‭ ‬ليلا‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬إنارة‭ ‬أضواء‭ ‬السيارة‭ ‬تماما‭ ‬بحيث‭ ‬يصعب‭ ‬على‭ ‬مستخدمي‭ ‬الطريق‭ ‬من‭ ‬السيارات‭ ‬الأخرى‭ ‬رؤيتها،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬استمرار‭ ‬البعض‭ ‬في‭ ‬السلوك‭ ‬غير‭ ‬الحضاري‭ ‬والخاطئ‭ ‬الذي‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬إلقاء‭ ‬المخلفات‭ ‬من‭ ‬نوافذ‭ ‬السيارات‭ ‬في‭ ‬الشوارع‭ ‬والطرقات‭ ‬العامة‭.‬

مثل‭ ‬هذه‭ ‬المخالفات‭ ‬والممارسات‭ ‬الخاطئة‭ ‬والخطرة‭ ‬التي‭ ‬تقف‭ ‬وراء‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الحوادث‭ ‬المرورية،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الحوادث‭ ‬المميتة،‭ ‬باعتبارها‭ ‬ممارسات‭ ‬ومخالفات‭ ‬تؤكد‭ ‬عدم‭ ‬التقيد‭ ‬والالتزام‭ ‬بالأنظمة‭ ‬والإرشادات‭ ‬المرورية‭ ‬وعدم‭ ‬مبالاة‭ ‬واكتراث‭ ‬بالجهود‭ ‬التي‭ ‬تبذل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تأمين‭ ‬السلامة‭ ‬المرورية‭ ‬حفاظا‭ ‬على‭ ‬الأرواح،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬عدم‭ ‬التقيد‭ ‬بالأنظمة‭ ‬المرورية‭ ‬يزيد‭ ‬من‭ ‬الأعباء‭ ‬الملقاة‭ ‬على‭ ‬عاتق‭ ‬شرطي‭ ‬المرور‭ ‬الذي‭ ‬يتعين‭ ‬عليه‭ ‬مضاعفة‭ ‬جهوده‭ ‬لمراقبة‭ ‬مدى‭ ‬التقيد‭ ‬بالقانون‭ ‬والأنظمة‭ ‬المرورية‭. ‬

إزاء‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الممارسات‭ ‬الخاطئة،‭ ‬بل‭ ‬الخطرة،‭ ‬ليس‭ ‬أمام‭ ‬الإدارة‭ ‬العامة‭ ‬للمرور‭ ‬من‭ ‬خيار‭ ‬سوى‭ ‬تكثيف‭ ‬مراقبتها‭ ‬للشوارع‭ ‬العامة‭ ‬تنفيذا‭ ‬للقانون‭ ‬طالما‭ ‬أن‭ ‬البعض‭ ‬مُصرٌّ‭ ‬على‭ ‬مخالفته‭ ‬وعدم‭ ‬التقيد‭ ‬بالأنظمة‭ ‬المرورية‭ ‬المتبعة،‭ ‬وما‭ ‬أرقام‭ ‬المخالفات‭ ‬السالفة‭ ‬الذكر‭ ‬التي‭ ‬صدرت‭ ‬عن‭ ‬المرور‭ ‬إلا‭ ‬تأكيدا‭ ‬لذلك‭ ‬وأنها‭ ‬مستمرة‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬القانون‭ ‬ورصد‭ ‬مخالفات‭ ‬التجاوز‭ ‬الخاطئ‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬خط‭ ‬الطوارئ‭ ‬الذي‭ ‬يتسبب‭ ‬في‭ ‬تعطيل‭ ‬حركة‭ ‬السير‭ ‬بالمسار‭ ‬الصحيح‭ ‬والحركة‭ ‬المرورية‭ ‬بشكل‭ ‬عام،‭ ‬والمخالفات‭ ‬الأخرى،‭ ‬طالما‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬سواق‭ ‬المركبات،‭ ‬مَنْ‭ ‬لا‭ ‬يضع‭ ‬أي‭ ‬اعتبار‭ ‬لمصلحة‭ ‬الآخرين‭.‬

إقرأ أيضا لـ"عبدالله الأيوبي"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا