الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
رحل كورونا.. فلترجع عاداتنا الأصيلة
عادات وتقاليد كثيرة، وأمور وممارسات أصيلة.. غابت عن مجتمعنا وابتعد عنها الناس احترازا ووقاية من الإصابة بفيروس كورونا، من أبرزها مجالس العزاء، على الرغم من عودة أمور كثيرة وتجمعات عديدة، مع عودة الحياة الطبيعية.
صحيح أن بعض مجالس العزاء عادت، إلا أن معظمها لا تزال مستمرة بذات الاجراء المتبع خلال جائحة كورونا، عبر الاكتفاء بتقبل التعازي في المقبرة ومن خلال رابط إلكتروني فقط، وأتصور أن مع استمرار هذا الأمر نفقد قيمة اجتماعية لمجالس العزاء.
ذلك أن في مجالس العزاء فرصة للقاء الأهل والأقارب، وفي تعزيز العلاقات والروابط الأسرية والعائلية، في ظل امتدادها ثلاثة أيام متواصلة، وقد تلتقي فيها أقارب وأهلا لا تلتقي بهم إلا في المناسبات، وفي غياب مجالس العزاء نخسر فرصة اجتماعية ثمينة وأصيلة.
كما أن في مجالس العزاء تعزيز للتقارب الاجتماعي بين أفراد المجتمع، وفي أداء الواجب بشكل حضوري مباشر، وفي الحفاظ على عادات وتقاليد لا نود أن تتلاشى مع الوقت، بحجة التطور والانشغالات، وبتبريرات غير منطقية.
بجانب أن في مجالس العزاء فرصة سانحة للالتقاء الأجيال والتعرف على العادات والتربية البحرينية الأصيلة والسنع وغيرها من قيم جميلة، انتقلت لنا من الآباء وحافظوا عليها من الأجداد ومن قبلهم، وغدت ميزة راسخة في المجتمع، وتعزيز للتكافل والتضامن، فضلا عن أن مجالس العزاء فرصة للتعاون وفي المبادرة لإحياء عادة أصيلة في قيام الجيران بالتكفل بتوفير وجبات الأكل لأهل المتوفى من منطلق المودة والواجب.
هي عادات وتقاليد لا يمكن أن تعود وتفرض إلزاما من خلال قرار من الدولة، ولكنها أعراف مجتمعية عند الناس، ونأمل أن ترجع بقرار من الناس والعائلات والأسر أنفسهم، باعتبارها قيما وممارسات لا يجوز التفريط فيها.
أدرك أن البعض قد تكون لديه بعض اعتبارات في عدم إقامة مجالس العزاء، ربما خشية من بقايا كورونا، ولكن الأمر يمكن أن يتم من خلال المزيد من الاحترازات الصحية والاحتياطات اللازمة إن وجدت، مع أن العالم اليوم كله أصبح مفتوحا في كل المجالات.
ربما ركزت هنا على مجالس العزاء فقط، ولكن هناك الكثير من الأمور التي غابت عن المجتمع، وحان لها أن ترجع خاصة المتعلقة بالعادات الأصيلة لأنها تعبر عن الهوية الوطنية، التي يجب التمسك بها، وعدم انقطاعها لنا وللأجيال القادمة، فهي سر ترابطنا الدائم، ولا يجب التفريط فيها أو التراجع عنها.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك