على مسؤوليتي
علي الباشا
صناعة الرياضة
} فرضت السعودية نفسها على وسائل الإعلام العالمية بعد قرار الدولة عملية تخصيص الرياضة، واستقطاب مشاهير لاعبي كرة القدم الذين مازالوا في أوج عطائهم الكروي؛ وتفضيل أولئك النجوم اللعب للأندية السعودية على غيرها.
} أنها تُمثِّل نقلة نوعية لم يسبقها إليها خارج القارة الأوروبية وأمريكا على مستوى الاستقطابات، وبمثل ما شغل البرتغالي كريستيانو رونالدو الإعلام العالمي بانتقاله إلى النصر السعودي؛ فإن (بنزيما) ماثله في ذلك بانتقاله إلى الاتحاد!
} لقد كان الحديث الأيام الماضية عن انتقال الأرجنتيني (ميسي) إلى الهلال، وكان يتوقع حضوره إلى الرياض للتوقيع لأكبر الأندية وأكثرها شعبية، ولكنه في النهاية اختار له وجهة أخرى وتحديدًا ميامي الأمريكي وكأنه يبحث عما هو أكبر من الرياضة!
} أو هو أراد السير على خطى مشاهير سبقوه إلى بلد تلعب فيه هوليوود دورا كبيرًا، كما فعل من قبل الأسطورة بيليه والألماني بكينباور والإنجليزي بيكهام، ولعله يبحث عن مجد شرفي باعتبار أن أمريكا ستحتضن كأس العالم القادمة.
} ولكن الأمر هُنا لا أظنه يتوقف عنده؛ فالحديث عن مشاهير كرويين آخرين في طريقهم إلى الأندية السعودية التي حُوِّلت ملكيتها إلى شركات وهيئات استثمارية ضخمة، وفق توجيهات من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان؛ ما يجعل للنقلة قوتها الذاتية.
} فالسعودية بقراراتها الجريئة لا تبحث عن الشهرة؛ بقدر ما هي تبحث عن صناعة كرة القدم وجعلها تُضاهي من حيث الامتياز الفني نظيراتها في دول العالم المتقدم، وأعتقد أن الموسم الكروي الأخير مثّل الأقوى عربيًّا وآسيويًّا.
} هذه الخطوات الاستثنائيّة للتخصيص والاستثمار والحديث عن إمكانية مجيء لاعبين آخرين؛ وقد يكون ضمنهم (نيمار) و(راموس)، ستجعل الموسم الكروي السعودي الجديد يستقطب جماهير من خارج حدود المملكة.
} وكما حصل مع مقدم (كريستيانو) والحضور الاستثنائي لمباريات النصر، وجدنا أن لقاءي الأخير في الدمام ضد الخليج والاتفاق يستقطبان كثيرا من الجماهير الخليجية، وتحديدًا من البحرين والكويت والإمارات من عشاق اللاعب المذكور.
} على أي حال ستكون السعودية مثالًا يُحتذى من قبل الدول الخليجية والعربية الراغبة في الارتقاء برياضة كرة القدم؛ فصناعتها في الشرق الأوسط تبدأ من الرياض، التي تضرب أكثر من عصفور بحجر؛ رياضيًّا وسياحيًّا!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك