العدد : ١٦٩٨٩ - الجمعة ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٨٩ - الجمعة ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

على مسؤوليتي

علي الباشا

احتراف ناقص

} في‭ ‬مرة‭ ‬ماضية‭ ‬قلنا‭ ‬ان‭ ‬الاقتراب‭ ‬من‭ ‬الاحتراف‭ ‬الحقيقي‭ ‬له‭ ‬شروط؛‭ ‬ومنها‭ ‬المعايير‭ ‬المتطلبة‭ ‬على‭ ‬الإداري،‭ ‬فلا‭ ‬يمكن‭ ‬الوصول‭ ‬لاحتراف‭ ‬حقيقي‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬الجانب‭ ‬الاهم‭ ‬وهو‭ ‬‮«‬الإداري‮»‬‭ ‬يمارس‭ ‬تسلطه‭ ‬عبر‭ ‬‮«‬الهواية‮»‬،‭ ‬لأن‭ ‬‮«‬فاقد‭ ‬الشيء‭ ‬لا‭ ‬يعطيه‮»‬‭.‬

 

}‭ ‬وحين‭ ‬نعني‭ ‬الجانب‭ ‬الإداري،‭ ‬فلا‭ ‬نقتصره‭ ‬على‭ ‬المباشرين‭ ‬مع‭ ‬الفنيين‭ ‬واللاعبين‭ ‬المحترفين،‭ ‬بل‭ ‬ويمتد‭ ‬أولًا‭ ‬لأعلى‭ ‬الهرم‭ ‬المتمثل‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الادارة،‭ ‬لانهم‭ ‬يقومون‭ ‬بعملية‭ ‬المراقبة‭ ‬المباشرة‭ ‬ويرسمون‭ ‬الاستراتيجيات‭ ‬من‭ ‬ادارية‭ ‬ومالية‭ ‬وفنية‭.‬

 

}‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬ذهبت‭ ‬اليه‭ ‬عملية‭ ‬التخصيص‭ ‬والتفريغ‭ ‬في‭ ‬السعودية،‭ ‬واولت‭ ‬بالمسؤولية‭ ‬الكبرى‭ ‬على‭ ‬مسؤولي‭ ‬الشركات‭ ‬المتولية‭ ‬على‭ ‬الاندية‭ ‬الرياضية،‭ ‬الى‭ ‬جانب‭ ‬اداريين‭ ‬من‭ ‬ذوي‭ ‬الاختصاص‭ ‬تنتخبهم‭ ‬الجمعية‭ ‬العمومية‭ ‬ومهمتهم‭ ‬احترافية‭!‬

 

}‭ ‬ولذا‭ ‬فإن‭ ‬منصب‭ ‬‮«‬المدير‭ ‬الرياضي‮»‬‭ ‬وهو‭ ‬المعمول‭ ‬في‭ ‬أندية‭ ‬المحترفين‭ ‬بأوروبا‭ ‬بدأت‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الاندية‭ ‬الخليجية‭ ‬تأخذ‭ ‬بها،‭ ‬وتستقطب‭ ‬لهذا‭ ‬المنصب‭ ‬مدراء‭ ‬من‭ ‬ذوي‭ ‬الخبرة،‭ ‬ثم‭ ‬بدأت‭ ‬توكل‭ ‬المهمة‭ ‬لوطنيين‭ ‬ليقوموا‭ ‬بالدور،‭ ‬ومنهم‭ ‬‮«‬الخالدية‮»‬‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭!‬

 

}‭ ‬وهذا‭ ‬يتطلب‭ ‬من‭ ‬هؤلاء‭ ‬الاداريين‭ ‬والمدير‭ ‬الرياضي؛‭ ‬ذوي‭ ‬خبرة‭ ‬واهل‭ ‬اختصاص‭ ‬لتلافي‭ ‬الاجتهادات‭ ‬والوقوع‭ ‬في‭ ‬الأخطاء،‭ ‬ومن‭ ‬المهم‭ ‬الدراية‭ ‬بالمعايير‭ ‬الإدارية‭ ‬والمالية‭ ‬للتعاقدات‭ ‬لتجنب‭ ‬الاخطاء‭ ‬الفادحة‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬ان‭ ‬تلحق‭ ‬الضرر‭ ‬بالأندية‭.‬

 

}‭ ‬وحين‭ ‬نذهب‭ ‬لمثل‭ ‬هذا‭ ‬القول،‭ ‬فذلك‭ ‬لأنه‭ ‬سبق‭ ‬وأن‭ ‬وقعت‭ ‬اندية‭ ‬في‭ ‬خسائر‭ ‬فادحة‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬الإدارية‭ ‬والمالية،‭ ‬تسبب‭ ‬في‭ ‬فقدانها‭ ‬للاعبين‭ ‬مؤثرين،‭ ‬ومنهم‭ ‬من‭ ‬كلف‭ ‬خزينة‭ ‬ناديه‭ ‬الاف‭ ‬الدنانير،‭ ‬لأنه‭ ‬لم‭ ‬يفقه‭ ‬معايير‭ ‬‮«‬الإعارة‮»‬،‭ ‬ولم‭ ‬يوجد‭ ‬من‭ ‬يصحح‭ ‬خطأه‭!‬

 

}‭ ‬وهذا‭ ‬نتيجة‭ ‬محاولة‭ ‬من‭ ‬يكلف‭ ‬بمهمة‭ ‬ادارية‭ ‬ان‭ ‬يجعل‭ ‬الفرق‭ ‬الرياضية‭ ‬أقرب‭ ‬للمزرعة‭ ‬الخاصة؛‭ ‬لأنه‭ ‬يقوم‭ ‬بالأمر‭ ‬بطريقة‭ ‬الهواية،‭ ‬والتي‭ ‬تنعدم‭ ‬فيها‭ ‬مسألة‭ ‬‮«‬الثواب‭ ‬والعقاب‮»‬،‭ ‬ولا‭ ‬غرابة‭ ‬ان‭ ‬يخسر‭ ‬النادي‭ ‬أفضل‭ ‬من‭ ‬استجلبهم‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬زمنية‭ ‬قصيرة‭!‬

 

}‭ ‬ولعل‭ ‬الاحتراف‭ ‬الاداري‭ ‬والمبرمج‭ ‬وفق‭ ‬منظور‭ ‬علمي‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬تسلكه‭ ‬الاندية‭ ‬كخطوة‭ ‬اولى‭ ‬تؤهل‭ ‬فيه‭ ‬إدارييها‭ ‬بدعم‭ ‬من‭ ‬هيئة‭ ‬الرياضة،‭ ‬وان‭ ‬كانت‭ ‬الاندية‭ ‬تمارس‭ ‬الاحتراف‭ ‬‮«‬المستتر‮»‬‭ ‬مع‭ ‬الاداريين‭ ‬المباشرين‭ ‬مع‭ ‬الفرق‭ ‬الرياضية،‭ ‬والذين‭ ‬يحصلون‭ ‬على‭ ‬مكافآت‭ ‬خاصة‭.‬

إقرأ أيضا لـ"علي الباشا"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا