على مسؤوليتي
علي الباشا
الزمن الجميل
} أعتقد بأن الزمن الجميل للأندية الوطنية؛ هو الذي لم يعشه الجيل الحالي من الرياضيين، ولم تشهده الأندية الحاليّة بمنشآتها الضخمة، ورُبما لا يزال راسخًا في أذهان ممن عاصروا فترة سبعينيّات القرن الماضي وما سبقها.
} في ذلك الزمن وقد شهده من هو من جيلنا ومن جيلٍ سبقنا؛ لم تكُن الأندية بهذا الحجم من المنشآت، بل الأغلب الأعم كانت عبارة عن بيوتات صغيرة في (الفرجان) و(دكاكين) تُدار من خلالها عبر سواعد وطنيّة لا تكل ولا تمل.
} الأندية رغم كونها تُمارس الألعاب الرياضية التنافسية وأغلبها كرة قدم؛ كانت لها أدوار وطنية واجتماعية، ومكانًا يلتم فيه الشباب والناشئة ليمارسوا فيها مختلف هواياتهم، وبالذات في الفترات المسائيّة، باعتبار أن الكرة تُمارس عصرًا.
} وطنية من خلال الدور الذي لعبته في فترة الاستقلال، واجتماعية باعتبار أن كثيرا منها كانت تحتضن دروسًا لمحو الأمية، فضلا عن الندوات التوعوية من صحيّة وعلمية، وأدوار مسرحية تنافسية ولّدت كثيرا من الفنانين الكوميديين.
} فالمؤسسة العامة (هيئة الرياضة) كانت في فترة السبعينيّات تُقيم المعارض الفنيّة والمسابقات المسرحية التي تتسابق عليها الأندية وحيث المرحومين خالد الحمد وعبدالرحمن بركات والأدوار الاستثنائية التي يقومان بها في هذا الشأن.
} حاليًّا هي رياضية خالصة وهكذا هي تسميتها، وحتّى مراكز تمكين الشباب تسير على خطها من خلال المنافسات الرياضية، والأغلب الأعم من مقار الأندية حاليًّا لا تجد من يرتادها لتنمية الجانب الاجتماعي الذي يُعزز الجانب الرياضي!
} كانت الأندية الملاذ لنا في الفترة المسائية لممارسة الألعاب الداخلية، أو مشاهدة تمثيليّات فكاهية، أو مشاهدة (سينما بابكو) الجوّالة على الأندية وتعرض أخبارًا متنوعة ومنها كرة القدم، وكان الصيف في الأندية غير وغير.
} في الجيل الحالي وبما أنعمه الله على الأندية من منشآت ومال؛ صارت تمسك (العصا من المنتصف) فلا هي قادرة على ما كانت عملته في (الزمن الجميل)، ولا هي قادرة على مواكبة (الاحتراف) الذي تتطلّع إليه لأنّه يُدار بعقلية الهواة!
} إنّ التذكير بذلك الزمن الجميل فرضته تحركات وزارتا الداخلية والشباب وهيئة الرياضة في حث الأندية على لعب أدوار استثنائيّة لاستقطاب الشباب لممارسة هواياته المتنوعة بما يشغل أوقات فراغه عبر برامجٍ جذابة من حيث المحتوى.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك