العدد : ١٦٩٨٩ - الجمعة ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٨٩ - الجمعة ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

على مسؤوليتي

علي الباشا

الزمن الجميل

 

}‭ ‬أعتقد‭ ‬بأن‭ ‬الزمن‭ ‬الجميل‭ ‬للأندية‭ ‬الوطنية؛‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يعشه‭ ‬الجيل‭ ‬الحالي‭ ‬من‭ ‬الرياضيين،‭ ‬ولم‭ ‬تشهده‭ ‬الأندية‭ ‬الحاليّة‭ ‬بمنشآتها‭ ‬الضخمة،‭ ‬ورُبما‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬راسخًا‭ ‬في‭ ‬أذهان‭ ‬ممن‭ ‬عاصروا‭ ‬فترة‭ ‬سبعينيّات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ ‬وما‭ ‬سبقها‭.‬

}‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الزمن‭ ‬وقد‭ ‬شهده‭ ‬من‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬جيلنا‭ ‬ومن‭ ‬جيلٍ‭ ‬سبقنا؛‭ ‬لم‭ ‬تكُن‭ ‬الأندية‭ ‬بهذا‭ ‬الحجم‭ ‬من‭ ‬المنشآت،‭ ‬بل‭ ‬الأغلب‭ ‬الأعم‭ ‬كانت‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬بيوتات‭ ‬صغيرة‭ ‬في‭ (‬الفرجان‭) ‬و‭(‬دكاكين‭) ‬تُدار‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬عبر‭ ‬سواعد‭ ‬وطنيّة‭ ‬لا‭ ‬تكل‭ ‬ولا‭ ‬تمل‭.‬

}‭ ‬الأندية‭ ‬رغم‭ ‬كونها‭ ‬تُمارس‭ ‬الألعاب‭ ‬الرياضية‭ ‬التنافسية‭ ‬وأغلبها‭ ‬كرة‭ ‬قدم؛‭ ‬كانت‭ ‬لها‭ ‬أدوار‭ ‬وطنية‭ ‬واجتماعية،‭ ‬ومكانًا‭ ‬يلتم‭ ‬فيه‭ ‬الشباب‭ ‬والناشئة‭ ‬ليمارسوا‭ ‬فيها‭ ‬مختلف‭ ‬هواياتهم،‭ ‬وبالذات‭ ‬في‭ ‬الفترات‭ ‬المسائيّة،‭ ‬باعتبار‭ ‬أن‭ ‬الكرة‭ ‬تُمارس‭ ‬عصرًا‭.‬

}‭ ‬وطنية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الدور‭ ‬الذي‭ ‬لعبته‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬الاستقلال،‭ ‬واجتماعية‭ ‬باعتبار‭ ‬أن‭ ‬كثيرا‭ ‬منها‭ ‬كانت‭ ‬تحتضن‭ ‬دروسًا‭ ‬لمحو‭ ‬الأمية،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬الندوات‭ ‬التوعوية‭ ‬من‭ ‬صحيّة‭ ‬وعلمية،‭ ‬وأدوار‭ ‬مسرحية‭ ‬تنافسية‭ ‬ولّدت‭ ‬كثيرا‭ ‬من‭ ‬الفنانين‭ ‬الكوميديين‭.‬

}‭ ‬فالمؤسسة‭ ‬العامة‭ (‬هيئة‭ ‬الرياضة‭) ‬كانت‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬السبعينيّات‭ ‬تُقيم‭ ‬المعارض‭ ‬الفنيّة‭ ‬والمسابقات‭ ‬المسرحية‭ ‬التي‭ ‬تتسابق‭ ‬عليها‭ ‬الأندية‭ ‬وحيث‭ ‬المرحومين‭ ‬خالد‭ ‬الحمد‭ ‬وعبدالرحمن‭ ‬بركات‭ ‬والأدوار‭ ‬الاستثنائية‭ ‬التي‭ ‬يقومان‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن‭.‬

}‭ ‬حاليًّا‭ ‬هي‭ ‬رياضية‭ ‬خالصة‭ ‬وهكذا‭ ‬هي‭ ‬تسميتها،‭ ‬وحتّى‭ ‬مراكز‭ ‬تمكين‭ ‬الشباب‭ ‬تسير‭ ‬على‭ ‬خطها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المنافسات‭ ‬الرياضية،‭ ‬والأغلب‭ ‬الأعم‭ ‬من‭ ‬مقار‭ ‬الأندية‭ ‬حاليًّا‭ ‬لا‭ ‬تجد‭ ‬من‭ ‬يرتادها‭ ‬لتنمية‭ ‬الجانب‭ ‬الاجتماعي‭ ‬الذي‭ ‬يُعزز‭ ‬الجانب‭ ‬الرياضي‭!‬

}‭ ‬كانت‭ ‬الأندية‭ ‬الملاذ‭ ‬لنا‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬المسائية‭ ‬لممارسة‭ ‬الألعاب‭ ‬الداخلية،‭ ‬أو‭ ‬مشاهدة‭ ‬تمثيليّات‭ ‬فكاهية،‭ ‬أو‭ ‬مشاهدة‭ (‬سينما‭ ‬بابكو‭) ‬الجوّالة‭ ‬على‭ ‬الأندية‭ ‬وتعرض‭ ‬أخبارًا‭ ‬متنوعة‭ ‬ومنها‭ ‬كرة‭ ‬القدم،‭ ‬وكان‭ ‬الصيف‭ ‬في‭ ‬الأندية‭ ‬غير‭ ‬وغير‭.‬

}‭ ‬في‭ ‬الجيل‭ ‬الحالي‭ ‬وبما‭ ‬أنعمه‭ ‬الله‭ ‬على‭ ‬الأندية‭ ‬من‭ ‬منشآت‭ ‬ومال؛‭ ‬صارت‭ ‬تمسك‭ (‬العصا‭ ‬من‭ ‬المنتصف‭) ‬فلا‭ ‬هي‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬كانت‭ ‬عملته‭ ‬في‭ (‬الزمن‭ ‬الجميل‭)‬،‭ ‬ولا‭ ‬هي‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬مواكبة‭ (‬الاحتراف‭) ‬الذي‭ ‬تتطلّع‭ ‬إليه‭ ‬لأنّه‭ ‬يُدار‭ ‬بعقلية‭ ‬الهواة‭! ‬

}‭ ‬إنّ‭ ‬التذكير‭ ‬بذلك‭ ‬الزمن‭ ‬الجميل‭ ‬فرضته‭ ‬تحركات‭ ‬وزارتا‭ ‬الداخلية‭ ‬والشباب‭ ‬وهيئة‭ ‬الرياضة‭ ‬في‭ ‬حث‭ ‬الأندية‭ ‬على‭ ‬لعب‭ ‬أدوار‭ ‬استثنائيّة‭ ‬لاستقطاب‭ ‬الشباب‭ ‬لممارسة‭ ‬هواياته‭ ‬المتنوعة‭ ‬بما‭ ‬يشغل‭ ‬أوقات‭ ‬فراغه‭ ‬عبر‭ ‬برامجٍ‭ ‬جذابة‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬المحتوى‭. ‬

إقرأ أيضا لـ"علي الباشا"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا