العدد : ١٦٩٩١ - الأحد ٢٩ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٦ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٩١ - الأحد ٢٩ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٦ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

عربية ودولية

تقدم قوات الدعم السريع يثير الرعب في ولاية الجزيرة

الجمعة ١٥ سبتمبر ٢٠٢٣ - 02:00

الكاملين‭ (‬السودان‭) - (‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭): ‬منذ‭ ‬اندلاع‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬السودان‭ ‬قبل‭ ‬خمسة‭ ‬أشهر‭ ‬كانت‭ ‬ولاية‭ ‬الجزيرة‭ ‬الملجأ‭ ‬المثالي‭ ‬للعائلات‭ ‬الهاربة‭ ‬تحت‭ ‬القصف‭ ‬من‭ ‬الخرطوم‭. ‬لكن‭ ‬تقدّم‭ ‬قوات‭ ‬الدعم‭ ‬السريع‭ ‬في‭ ‬اتجاهها‭ ‬يثير‭ ‬الرعب‭ ‬اليوم‭ ‬بين‭ ‬السكان‭ ‬والنازحين‭. ‬كان‭ ‬حسين‭ ‬محمد‭ ‬يقود‭ ‬حافلته‭ ‬يوم‭ ‬الاثنين‭ ‬مع‭ ‬حلول‭ ‬الليل‭ ‬بين‭ ‬بلدتي‭ ‬المسيد‭ ‬والكاملين‭ ‬في‭ ‬ولاية‭ ‬الجزيرة‭ ‬الواقعة‭ ‬جنوب‭ ‬الخرطوم‭ ‬عندما‭ ‬رأى‭ ‬فجأة‭ ‬على‭ ‬الطريق‭ ‬الأسفلتي‭ ‬الضيق‭ ‬طابورا‭ ‬من‭ ‬قوات‭ ‬الدعم‭ ‬السريع‭. ‬ويروي‭ ‬لوكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭ ‬وهو‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬تحت‭ ‬تأثير‭ ‬الصدمة‭ ‬أن‭ ‬القوات‭ ‬كانت‭ ‬تتقدم‭ ‬داخل‭ ‬‮«‬43‭ ‬سيارة‭ ‬نقل‭ ‬صغيرة‭ ‬وثلاث‭ ‬مدرعات‮»‬‭. ‬

وشُكّلت‭ ‬قوات‭ ‬الدعم‭ ‬السريع‭ ‬بقيادة‭ ‬محمد‭ ‬حمدان‭ ‬دقلو‭ ‬إبان‭ ‬حرب‭ ‬دارفور‭ ‬مطلع‭ ‬القرن‭ ‬الحالي‭ ‬للقضاء‭ ‬على‭ ‬التمرّد‭ ‬في‭ ‬الإقليم‭ ‬الغربي‭ ‬بالسودان،‭ ‬وهي‭ ‬تخوض‭ ‬اليوم‭ ‬حربا‭ ‬ضد‭ ‬الجيش‭ ‬بقيادة‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬البرهان‭. ‬وتقدّمت‭ ‬هذه‭ ‬القوات‭ ‬50‭ ‬كيلومترا‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تعود‭ ‬أدراجها‭ ‬وتتمركز‭ ‬على‭ ‬بعد‭ ‬17‭ ‬كيلومترا‭ ‬شمال‭ ‬الكاملين،‭ ‬أي‭ ‬على‭ ‬بعد‭ ‬قرابة‭ ‬80‭ ‬كيلومترا‭ ‬من‭ ‬الخرطوم‭ ‬حيث‭ ‬تفرض‭ ‬سيطرتها‭ ‬على‭ ‬معظم‭ ‬المناطق،‭ ‬وفق‭ ‬خبراء‭. ‬

ويعيش‭ ‬سكان‭ ‬المناطق‭ ‬المجاورة‭ ‬لنقاط‭ ‬انتشارها‭ ‬في‭ ‬خوف‭. ‬ويروي‭ ‬أحمد‭ ‬محيي‭ ‬الدين‭ ‬لفرانس‭ ‬برس‭ ‬وهو‭ ‬يجلس‭ ‬أمام‭ ‬محله‭ ‬التجاري‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬مدينة‭ ‬الكاملين‭ (‬90‭ ‬كيلومترا‭ ‬جنوب‭ ‬الخرطوم‭): ‬‮«‬نعيش‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬القلق‭ ‬والتوتر‭ ‬وتكثر‭ ‬الشائعات‭ ‬ولم‭ ‬ننم‭ ‬ليلة‭ ‬أمس‮»‬‭. ‬وكانت‭ ‬أغلب‭ ‬محلات‭ ‬السوق‭ ‬مغلقة‭. ‬ويقول‭ ‬سكان‭ ‬إنهم‭ ‬يخشون‭ ‬أعمال‭ ‬نهب‭ ‬وقتل‭ ‬تواكب‭ ‬وصول‭ ‬قوات‭ ‬الدعم‭ ‬السريع‭ ‬الى‭ ‬أي‭ ‬مكان‭ ‬في‭ ‬السودان‭ ‬حيث‭ ‬قتل‭ ‬منذ‭ ‬الخامس‭ ‬عشر‭ ‬من‭ ‬أبريل‭ ‬7500‭ ‬شخص‭ ‬على‭ ‬الأقل،‭ ‬وفقا‭ ‬لمنظمة‭ ‬غير‭ ‬حكومية‭ ‬تقوم‭ ‬بإحصاء‭ ‬الضحايا‭. ‬كما‭ ‬غادر‭ ‬قرابة‭ ‬خمسة‭ ‬ملايين‭ ‬منازلهم‭ ‬هربا‭ ‬من‭ ‬الحرب‭. ‬

وبات‭ ‬دوي‭ ‬القصف‭ ‬الجوي‭ ‬يُسمع‭ ‬الآن‭ ‬من‭ ‬الكاملين‭. ‬وقال‭ ‬سكان‭ ‬لفرانس‭ ‬برس‭ ‬إن‭ ‬طائرات‭ ‬الجيش‭ ‬قصفت‭ ‬يوم‭ ‬الثلاثاء‭ ‬نقاط‭ ‬ارتكاز‭ ‬لقوات‭ ‬الدعم‭ ‬السريع‭ ‬في‭ ‬الباقير‭ ‬بولاية‭ ‬الجزيرة،‭ ‬على‭ ‬بعد‭ ‬50‭ ‬كيلومترا‭ ‬من‭ ‬الكاملين‭ ‬ومن‭ ‬الخرطوم‭. ‬وإزاء‭ ‬الروايات‭ ‬المنتشرة‭ ‬عن‭ ‬أهوال‭ ‬الحرب‭ ‬وخصوصا‭ ‬في‭ ‬الخرطوم‭ ‬التي‭ ‬فر‭ ‬نصف‭ ‬سكانها،‭ ‬وفي‭ ‬دارفور‭ (‬غرب‭)‬،‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬تطمينات‭ ‬الجيش‭ ‬ذات‭ ‬مغزى‭. ‬

وأكدت‭ ‬الحكومة‭ ‬أن‭ ‬منطقة‭ ‬شمال‭ ‬الجزيرة‭ ‬أصبحت‭ ‬منطقة‭ ‬تدير‭ ‬شؤونها‭ ‬قيادة‭ ‬الجيش‭. ‬وقال‭ ‬والي‭ ‬الجزيرة‭ ‬المكلّف‭ ‬اسماعيل‭ ‬عوض‭ ‬الله‭ ‬لصحفيين‭: ‬‮«‬شمال‭ ‬الجزيرة‭ ‬منطقة‭ ‬عمليات‭ ‬عسكرية،‭ ‬وهذا‭ ‬شأن‭ ‬تحت‭ ‬إدارة‭ ‬قيادة‭ ‬الجيش‮»‬‭. ‬وتعدّ‭ ‬ولاية‭ ‬الجزيرة‭ ‬الممتدة‭ ‬على‭ ‬مساحات‭ ‬شاسعة‭ ‬بين‭ ‬النيل‭ ‬الأبيض‭ ‬والنيل‭ ‬الأزرق‭ ‬منطقة‭ ‬حساسة،‭ ‬وهي‭ ‬معروفة‭ ‬بأراضيها‭ ‬الخصبة‭ ‬وحقول‭ ‬القطن‭ ‬المنتشرة‭ ‬فيها‭. ‬

وهذا‭ ‬العام،‭ ‬للمرة‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬الولاية،‭ ‬ظلت‭ ‬الأراضي‭ ‬بورا‭. ‬وتحولت‭ ‬المدارس‭ ‬والمباني‭ ‬الحكومية‭ ‬الى‭ ‬معسكرات‭ ‬إيواء‭ ‬متواضعة‭ ‬للنازحين‭ ‬وتوقفت‭ ‬المصانع‭ ‬منذ‭ ‬شهور‭. ‬وقال‭ ‬وزير‭ ‬المالية‭ ‬المكلف‭ ‬جعفر‭ ‬أبو‭ ‬شوك‭ ‬لصحفيين‭: ‬‮«‬الولاية‭ ‬فقدت‭ ‬88‭%‬‭ ‬من‭ ‬إيراداتها‭ ‬جراء‭ ‬الحرب‮»‬‭. ‬وتوقّفت‭ ‬الولاية‭ ‬منذ‭ ‬أبريل‭ ‬عن‭ ‬دفع‭ ‬مرتبات‭ ‬موظفين‭ ‬حكوميين‭ ‬من‭ ‬بينهم‭ ‬معلمو‭ ‬المدارس‭ ‬الذين‭ ‬رغم‭ ‬ذلك‭ ‬بدأوا‭ ‬عامهم‭ ‬الدراسي‭ ‬في‭ ‬سبتمبر‭ ‬في‭ ‬فصول‭ ‬دراسية‭ ‬مكتظة‭ ‬بسبب‭ ‬انضمام‭ ‬أعداد‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬النازحين‭ ‬إليها‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا