دمشق (وكالات الأنباء): أعرب قائد السلطة الجديدة في سوريا أحمد الشرع عن تطلع بلاده إلى علاقات «استراتيجية طويلة الأمد» مع لبنان، بعد انتخاب جوزبف عون رئيسا، مؤكدا أن بلاده ستقف على «مسافة واحدة» من جميع اللبنانيين.
وقال الشرع خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي في قصر الشعب في دمشق «ستكون هناك علاقات استراتيجية طويلة الأمد، بيننا وبين لبنان مصالح مشتركة كبيرة جدا»، معتبرا أن انتخاب عون سيؤدي إلى «حالة مستقرة في لبنان»، و«سنحاول أن نعالج كل المشاكل من خلال التشاور والحوار».
وقد التقى رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي في دمشق أمس السبت قائد السلطة الجديدة أحمد الشرع، في زيارة هي الأولى لرئيس وزراء لبناني إلى سوريا منذ عام 2010. وقال ميقاتي خلال مؤتمر صحفي مع الشرع إن ترسيم الحدود البرية والبحرية بين لبنان وسوريا سيكون من «سلّم الأولويات». مشيرا إلى اتفاقه مع الإدارة الجديدة على ضرورة البدء بضبط التهريب عبر الحدود. وفي مؤتمر صحفي مع قائد الإدارة الجديدة أحمد الشرع، قال ميقاتي ردا على سؤال صحفي «على سلّم الأولويات ترسيم الحدود البرية والبحرية» بين البلدين، مشيرا إلى الاتفاق على «ضبط كامل للحدود وخاصة النقاط الحدودية غير الشرعية لضبط التهريب». من جانبه قال الشرع إن «هناك الكثير من الأمور العالقة.. وتحتاج الى وقت كاف حتى ندخل في علاجها».
وأعلنت دمشق أن قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع ووزير الخارجية أسعد الشيباني استقبلا «وفدا لبنانيا رفيع المستوى في قصر الشعب» برئاسة ميقاتي. وصل ميقاتي والوفد المرافق إلى دمشق، في طائرة تابعة للخطوط الجوية اللبنانية، وفق ما أفاد مسؤول في مطار دمشق وكالة فرانس برس، في زيارة هي الأولى لمسؤول رسمي لبناني الى دمشق منذ إطاحة الأسد في الثامن من ديسمبر. ونشرت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» صورا عدة ظهر فيها الشرع وميقاتي وهما يتصافحان عند مدخل قصر الشعب، وأخرى خلال الاجتماع الموسع بحضور الشيباني ونظيره اللبناني عبدلله بوحبيب، وقادة أجهزة أمنية من البلدين. وقالت رئاسة الحكومة اللبنانية إن الزيارة جاءت تلبية لدعوة من الشرع.
ومنذ تولي الشرع السلطة الجديدة في دمشق، أعرب البلدان عن تطلعهما إلى تمتين العلاقات الثنائية، بعدما شابها إشكاليات عدة، لا سيما منذ تدخل حزب الله العسكري في النزاع السوري دعما لنظام الرئيس المخلوع بشار الأسد. وكانت السلطات السورية الجديدة فرضت منذ الثالث من يناير قيودا على دخول اللبنانيين عبر الحدود. وأفاد الجيش اللبناني في اليوم نفسه بوقوع «اشتباك» وتعرض قوة تابعة له كانت تعمل على إغلاق «معبر غير شرعي» مع سوريا في شرق لبنان، إلى إطلاق نار من مسلحين سوريين.
وأفادت رئاسة الحكومة حينها عن اتصال أجراه ميقاتي مع الشرع الذي دعاه الى زيارة دمشق.
وهذه أول زيارة لرئيس حكومة لبناني إلى دمشق منذ عام 2010. وكان الشرع تعهد خلال استقباله الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط في 22 ديسمبر، أن بلاده لن تمارس بعد الآن نفوذا «سلبيا» في لبنان وستحترم سيادته. وإثر اندلاع النزاع في سوريا عام 2011، طغت انقسامات كبرى بين القوى السياسية في لبنان إزاء العلاقة مع دمشق. وفاقمت مشاركة حزب الله في القتال إلى جانب القوات الحكومية بشكل علني منذ عام 2013 الوضع سوءا، في حين اتبعت الحكومات المتعاقبة مبدأ «النأي بالنفس» عن النزاع السوري. وعلى مدى ثلاثة عقود، فرضت سوريا وصاية على لبنان وتحكمت بمفاصل الحياة السياسية، قبل أن تسحب قواتها منه في 2005 تحت ضغوط شعبية داخلية وأخرى دولية بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك