أفادت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أمس بأن خسائر الحرائق في لوس أنجلوس تصل إلى 150 مليار دولار. وقال مكتب الطب الشرعي في لوس أنجلوس في تحديث إن عدد الوفيات جراء الحرائق الهائلة ارتفع إلى 10 أشخاص.
ويواصل رجال الإطفاء في ولاية كاليفورنيا الجهود للسيطرة على سلسلة من الحرائق الكبيرة في لوس أنجلوس التي خلفت خسائر ضخمة وأتت على ما لا يقل عن 10 آلاف مبنى من الساحل الهادئ إلى باسادينا، وأجبرت الآلاف على الفرار من منازلهم. وشهدت المناطق الأمريكية المنكوبة في لوس أنجلوس جراء الحرائق المشتعلة هناك عمليات نهب متزايدة؛ وقد فرضت السلطات المحلية حظر تجول في باسيفيك باليسايدس وألتادينا، كما نُشرت وحدات عسكرية. وقبل هذا القرار كان مواطنون قد عمدوا لتسيير دوريات لحماية ما تبقى من أحيائهم. وقال حاكم كاليفورنيا الديمقراطي غافين نيوسوم: «لنكن واضحين، لن نسمح بعمليات النهب».
وعلى الرغم من أنه من السابق لأوانه معرفة مصدر الحرائق فإن هناك انتقادات وُجّهت إلى السلطات على خلفية مدى استعدادها واستجابتها.
وقالت رئيسة إدارة الإطفاء في لوس أنجلوس كريستين كراولي أمس السبت إن إدارة المدينة خذلت إدارة الإطفاء، مع استمرار حرائق الغابات الكبيرة في تدمير المدينة. واشتكت كراولي في تصريحات لشبكة «سي إن إن» CNN الإخبارية أن الـ17 مليون دولار التي تم اقتطاعها من ميزانية إدارة الإطفاء كان لها تأثير سلبي على قدرة الإدارة على مكافحة الحرائق، وقالت: «لم نعد قادرين على الاستمرار على هذا الوضع.. ليس لدينا عدد كافٍ من رجال الإطفاء».
لوس أنجلوس - (رويترز): هدأت أخيرا الرياح الشديدة التي أججت حرائق الغابات التي اجتاحت أجزاء من لوس أنجلوس مساء الجمعة، مما جلب بعض الراحة لرجال الإطفاء المنهكين، لكن تم رصد تغيير أكبر هذه الحرائق اتجاهه، مما أدى إلى أوامر إخلاء جديدة. تجتاح ستة حرائق غابات متزامنة أحياء في مقاطعة لوس أنجلوس منذ يوم الثلاثاء، وأسفرت عن مقتل 11 شخصا على الأقل وإلحاق أضرار أو تدمير عشرة آلاف مبنى. ومن المتوقع أن ترتفع هذه الخسائر بمجرد أن يصبح الوضع آمنا بما يكفي لرجال الإطفاء لإجراء عمليات تفتيش من منزل إلى آخر.
وليل الجمعة، ذكرت صحيفة لوس أنجلوس تايمز أن حريق باليساديس على الحافة الغربية للمدينة يأخذ اتجاها جديدا، مما دفع إلى إصدار أمر إخلاء شمل جزءا كبيرا من حي برينتوود وسفوح وادي سان فرناندو. ونقل تقرير على موقع لوس أنجلوس تايمز على الإنترنت عن رئيس إدارة الإطفاء في لوس أنجلوس إريك سكوت قوله لمحطة كيه.تي.إل.إيه المحلية «اشتعل حريق باليساديس بشكل كبير في الجزء الشرقي ويستمر في التحرك باتجاه الشمال الشرقي».
وقبل اندلاع الحريق الأحدث، أعلن رجال الإطفاء عن إحراز تقدم في إخماد حريق باليساديس وإيتون في سفوح التلال الواقعة شرق العاصمة. وبعد خروجه عن السيطرة لأيام، ورغم جهود مئات رجال الإطفاء في التصدي للحرائق من الجو وعلى الأرض، جرى احتواء ثمانية بالمئة من حريق باليساديس وثلاثة بالمئة من حريق إيتون. وكانت إدارة الإطفاء في كاليفورنيا تدرج مستويات احتواء الحريقين عند الصفر حتى أمس الجمعة.
ومع ذلك، أتى الحريقان الكبيران مجتمعين على 35 ألف فدان، أي ما يعادل مرتين ونصف المرة من مساحة مانهاتن.
ومع نزوح الآلاف وتصاعد الدخان، أعلن مسؤولون أمريكيون حالة طوارئ صحية عامة. وقال روبرت لونا قائد شرطة مقاطعة لوس أنجلوس إن نحو 153 ألف شخص ما زالوا تحت أوامر الإخلاء، بينما يواجه 166800 شخص آخرين تحذيرات بالإخلاء، مع فرض حظر تجول في جميع مناطق الإخلاء. وسارعت سبع ولايات مجاورة والحكومة الاتحادية وكندا إلى إرسال المساعدات إلى كاليفورنيا، إذ زادت الفرق الجوية التي تسقط المياه ومواد إطفاء الحرائق على التلال المشتعلة والطواقم على الأرض لمهاجمة خطوط الحرائق بالأدوات اليدوية والخراطيم.
وقال رئيس إدارة الإطفاء بمقاطعة لوس أنجلوس أنتوني مارون في مؤتمر صحفي «بفضل تزايد الموارد المخصصة، أصبحت المنطقة في وضع أفضل بكثير مما كنا عليه في وقت سابق من الأسبوع».
ووفقا للهيئة الوطنية للأرصاد الجوية، ستتحسن الظروف في منطقة لوس انجلوس خلال مطلع الأسبوع، إذ تتباطأ الرياح المستمرة إلى نحو 32 كيلومترا في الساعة، وهو ما ينطوي على بعض الهدوء مقارنة بهبات رياح في الآونة الأخيرة بلغت سرعتها 129 كيلومترا في الساعة. ومع ذلك، يتوقع خبراء الأرصاد الجوية إصدار تحذير آخر يوم الإثنين.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك