العدد : ١٧٠٧٩ - الخميس ٢٦ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٥ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٧٩ - الخميس ٢٦ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٥ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

على مسؤوليتي

علي الباشا

النقد الإيجابي

}‭ ‬رأيي‭ ‬صواب‭ ‬يحتمل‭ ‬الخطأ،‭ ‬ورأي‭ ‬غيري‭ ‬خطأ‭ ‬يحتمل‭ ‬الصواب،‭ ‬حكمة‭ ‬تنسب‭ ‬إلى‭ ‬الإمام‭ ‬الشافعي،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬آخرون‭ ‬يعكسونه‭ ‬تماما‭ ‬بأن‭ ‬رايهم‭ ‬لا‭ ‬يحتمل‭ ‬الخطأ‭ ‬ورأي‭ ‬غيرهم‭ ‬لا‭ ‬يحتمل‭ ‬الصواب؛‭ ‬وهذه‭ ‬تمثل‭ ‬عقلية‭ ‬هدمية،‭ ‬مع‭ ‬اننا‭ ‬نساير‭ ‬مقولة‭ ‬الفرنسي‭ (‬فولتير‭): ‬قد‭ ‬أختلف‭ ‬معك‭ ‬في‭ ‬الراي‭ ‬ولكني‭ ‬مستعد‭ ‬لأن‭ ‬أدفع‭ ‬حياتي‭ ‬ثمنا‭ ‬لحقك‭ ‬في‭ ‬التعبير‭ ‬عن‭ ‬رأيك‭.‬

 

}‭ ‬بعضهم‭ ‬هاتفني‭ ‬قائلا‭: ‬لماذا‭ ‬تتحفظ‭ ‬في‭ ‬رأيك‭ ‬تجاه‭ ‬حالات‭ ‬المنتخب‭ ‬الوطني‭ ‬الأول‭ ‬أو‭ ‬القضايا‭ ‬الرياضية،‭ ‬والرد‭ ‬هو‭ ‬أنني‭ ‬أمارس‭ ‬النقد‭ ‬الإيجابي‭ ‬وليس‭ ‬السلبي؛‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬عند‭ ‬ظاهر‭ ‬البعض‭ ‬الذي‭ ‬يتجه‭ ‬إلى‭ ‬النقد‭ ‬المتفرد،‭ ‬ولا‭ ‬أقول‭ ‬النقد‭ ‬الهدمي،‭ ‬مع‭ ‬قناعتنا‭ ‬بأن‭ ‬الاختلاف‭ ‬في‭ ‬الرأي‭ ‬لا‭ ‬يفسد‭ ‬قضية؛‭ ‬وبحيث‭ ‬لا‭ ‬يؤدي‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬الاختلاف‭ ‬إلى‭ ‬عرقلة‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬مستهدف‭.‬

 

}‭ ‬تلونات‭ ‬نقدية‭ ‬إيجابية‭ ‬واخرى‭ ‬نقدية‭ ‬سلبية؛‭ ‬والفارق‭ ‬كبير‭ ‬فيما‭ ‬بينهما؛‭ ‬فالأول‭ ‬دعا‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬تصحيحية‭ ‬بالإفادة‭ ‬التي‭ ‬حصلت؛‭ ‬من‭ ‬إيجابية‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز،‭ ‬او‭ ‬سلبية‭ ‬كشفتها‭ ‬الخسارة‭ ‬ومنعت‭ ‬تغطيتها‭ ‬كما‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬الفوز‭ ‬لتصحيحها،‭ ‬وكل‭ ‬ذلك‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬الحالات‭ ‬الانفعالية؛‭ ‬فالحالات‭ ‬النقدية‭ ‬السلبية‭ ‬وليس‭ (‬الهدمية‭) ‬يمكن‭ ‬الاستفادة‭ ‬منها‭!‬

 

}‭ ‬علينا‭ ‬ان‭ ‬نؤمن‭ ‬بأن‭ ‬للمدرب‭ ‬خبرته،‭ ‬ويحتاج‭ ‬الى‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬يضع‭ ‬فيه‭ ‬بصمته‭ ‬الحقيقية‭ ‬التي‭ ‬يسعى‭ ‬اليها؛‭ ‬وايضا‭ ‬للخروج‭ ‬من‭ ‬عباءة‭ ‬سلفه‭ (‬سوزا‭)‬،‭ ‬باعتبار‭ ‬ان‭ ‬فريقه‭ ‬سبق‭ ‬أن‭ ‬كانت‭ ‬له‭ ‬اليد‭ ‬الطولى‭ ‬في‭ ‬القائمة‭ ‬الحالية،‭ ‬وان‭ (‬بيتزي‭) ‬بدا‭ ‬عليها‭ ‬مرحلة‭ ‬اصلاحية‭ ‬لتتوافق‭ ‬مع‭ ‬فكره،‭ ‬وهو‭ ‬بالتأكيد‭ ‬لا‭ ‬يتحرك‭ ‬بروح‭ ‬انفعالية،‭ ‬بل‭ ‬يسعى‭ ‬لاختبار‭ ‬فكره‭ ‬بهدوء‭ ‬وروية‭.‬

 

}‭  ‬ولعل‭ ‬الأغلب‭ ‬في‭ ‬الحالات‭ ‬النقدية‭ ‬السلبية‭ ‬كانت‭ ‬عاطفية؛‭ ‬وبعضها‭ ‬لميول‭ ‬نادوية،‭ ‬أو‭ ‬فرض‭ ‬رؤى‭ ‬لا‭ ‬أظنها‭ ‬تصل‭ ‬للمدرب‭ (‬بيتزي‭) ‬بحكم‭ ‬عامل‭ ‬اللغة،‭ ‬وايضا‭ ‬لأنه‭ ‬لا‭ ‬يحاول‭ ‬تشتيت‭ ‬افكاره‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الإنصات‭ ‬لرؤى‭ ‬اقصائية‭ ‬متلونة‭ ‬الأمزاج‭ ‬والأهواء،‭ ‬ولأنه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬لاحد‭ ‬ان‭ ‬يفرض‭ ‬رأيه‭ ‬الاستقصائي‭ ‬على‭ ‬المدرب؛‭ ‬وان‭ ‬كانت‭ ‬حرية‭ ‬النقد‭ ‬مكفولة‭ ‬للجميع‭.‬

 

}‭  ‬ايضا‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬المقبول‭ ‬ان‭ ‬يأتي‭ ‬من‭ ‬يقول‭ ‬إن‭ ‬دور‭ ‬الكابتن‭ ‬مرجان‭ ‬عيد‭ ‬كمساعد‭ ‬وطني‭ ‬في‭ ‬المنتخب‭ ‬هامشي؛‭ ‬بل‭ ‬له‭ ‬الدور‭ ‬التشاوري‭ ‬المؤثر‭ ‬وان‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬ظاهريا؛‭ ‬فالرجل‭ ‬بحكم‭ ‬خبرته‭ ‬مع‭ ‬المنتخبات‭ ‬كمساعد‭ ‬مع‭ ‬غير‭ ‬أجنبي‭ ‬يعرف‭ ‬حدود‭ ‬مسؤولياته،‭ ‬وان‭ ‬بيتزي‭ ‬لا‭ ‬يمكنه‭ ‬ان‭ ‬يستغني‭ ‬عن‭ ‬ملاحظاته؛‭ ‬وهي‭ ‬تشاورية‭ ‬محترمة‭ ‬وغير‭ ‬ملزمة‭.‬

إقرأ أيضا لـ"علي الباشا"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا