العدد : ١٧٠٨٢ - الأحد ٢٩ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٨ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٨٢ - الأحد ٢٩ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٨ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

الرأي الثالث

محميد المحميد

malmahmeed7@gmail.com

الموقف البحريني.. حتى لا تختلط الأوراق

موقف‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬تجاه‭ ‬دعم‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬والحقوق‭ ‬المشروعة،‭ ‬وإقامة‭ ‬دولة‭ ‬كاملة‭ ‬السيادة‭ ‬وعاصمتها‭ ‬القدس،‭ ‬موقف‭ ‬ثابت‭ ‬وراسخ،‭ ‬تم‭ ‬تأكيده‭ ‬والإعلان‭ ‬عنه‭ ‬وتنفيذه‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬‮«‬ملايين‭ ‬المرات‮»‬،‭ ‬وليس‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬أي‭ ‬مغالطة‭ ‬أو‭ ‬مزايدة‭.‬

والعبث‭ ‬الذي‭ ‬تقوم‭ ‬به‭ ‬المجموعات‭ ‬المسلحة‭ ‬الحوثية،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تهديد‭ ‬الملاحة‭ ‬البحرية‭ ‬الدولية،‭ ‬لا‭ ‬دخل‭ ‬له‭ ‬بدعم‭ ‬فلسطين‭ ‬ولا‭ ‬نصرة‭ ‬غزة،‭ ‬وإنما‭ ‬يدرك‭ ‬الجميع‭ ‬أن‭ ‬الموقف‭ ‬الحوثي‭ ‬يأتي‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تخفيف‭ ‬التداعيات‭ ‬الفادحة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الداخل‭.‬

ألا‭ ‬يذكركم‭ ‬موقف‭ ‬الحوثي‭ ‬اليوم،‭ ‬فتلك‭ ‬العبارات‭ ‬والشعارات‭ ‬والهتافات‭ ‬التي‭ ‬أطلقتها‭ ‬أنظمة‭ ‬سابقة‭ ‬كـ«الموت‭ ‬لأمريكا،‭ ‬ومحاربة‭ ‬إسرائيل‮»‬‭.. ‬ثم‭ ‬اكتشف‭ ‬الجميع‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬من‭ ‬رصاصة‭ ‬أطلقت‭ ‬هناك،‭ ‬وإنما‭ ‬كل‭ ‬العمليات‭ ‬الإرهابية‭ ‬كانت‭ ‬موجهة‭ ‬للدول‭ ‬الخليجية‭ ‬وزعزعة‭ ‬أمنها،‭ ‬ومن‭ ‬أجل‭ ‬توجيه‭ ‬خطاب‭ ‬شعبوي‭ ‬عاطفي،‭ ‬والتخفيف‭ ‬من‭ ‬الضغوطات‭ ‬في‭ ‬داخل‭ ‬تلك‭ ‬الدول،‭ ‬وصرف‭ ‬الأنظار‭ ‬عن‭ ‬جرائمها‭ ‬وممارساتها،‭ ‬وكسب‭ ‬ورقة‭ ‬جديدة‭ ‬للتفاوض‭ ‬السياسي‭.. ‬هي‭ ‬نفس‭ ‬الورقة‭ ‬واللعبة‭ ‬التي‭ ‬تمارسها‭ ‬الآن‭ ‬جماعة‭ ‬الحوثي‭.‬

هذا‭ ‬أمر‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يدركه‭ ‬الشعب‭ ‬البحريني،‭ ‬الواعي‭ ‬والمتحضر،‭ ‬والعارف‭ ‬ببواطن‭ ‬الأمور،‭ ‬والقارئ‭ ‬الفطن‭ ‬والحصيف‭ ‬لكل‭ ‬ما‭ ‬يحاك‭ ‬ضد‭ ‬وطنه،‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬المزايدة‭ ‬على‭ ‬موقف‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬المشرف‭ ‬مع‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭.‬

نتكلم‭ ‬بكل‭ ‬صراحة‭ ‬وأمانة‭ ‬ومسؤولية،‭ ‬أن‭ ‬مشاركة‭ ‬بلادنا‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬ضمن‭ ‬التحالف‭ ‬الدولي‭ ‬‮«‬حارس‭ ‬الرخاء‮»‬‭ ‬ضمن‭ ‬القوات‭ ‬البحرية‭ ‬المشتركة،‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تأمين‭ ‬حرية‭ ‬الملاحة‭ ‬والشحن‭ ‬في‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر‭ ‬وخليج‭ ‬عدن،‭ ‬وإن‭ ‬ما‭ ‬تتعرض‭ ‬له‭ ‬السفن‭ ‬التجارية‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬يهدد‭ ‬التجارة‭ ‬العالمية،‭ ‬وله‭ ‬انعكاسات‭ ‬على‭ ‬الوضع‭ ‬الاقتصادي‭ ‬على‭ ‬الدول،‭ ‬وما‭ ‬يسببه‭ ‬من‭ ‬ارتفاع‭ ‬في‭ ‬الأسعار‭ ‬وارتفاع‭ ‬التضخم‭ ‬والإضرار‭ ‬بالحياة‭ ‬المعيشية‭.‬

مشاركة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬وانطلاقا‭ ‬من‭ ‬مصلحتها‭ ‬العليا،‭ ‬ضمن‭ ‬القوات‭ ‬البحرية‭ ‬المشتركة‭ ‬جاءت‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬المنطلق،‭ ‬وربما‭ ‬تساءل‭ ‬البعض،‭ ‬وهو‭ ‬سؤال‭ ‬مشروع‭: ‬لماذا‭ ‬لم‭ ‬تشارك‭ ‬دول‭ ‬عربية‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬التحالف؟‭ ‬نقول‭: ‬إن‭ ‬لكل‭ ‬دولة‭ ‬قرارها‭ ‬السيادي،‭ ‬ولكل‭ ‬دولة‭ ‬رؤيتها‭ ‬ومصالحها‭ ‬وطبيعة‭ ‬المشاركة‭.‬

ثم‭ ‬هل‭ ‬يقبل‭ ‬أي‭ ‬مواطن‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬بلاده‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬عرضة‭ ‬لأن‭ ‬يتطاول‭ ‬عليها‭ ‬أحد،‭ ‬أو‭ ‬يهددها‭ ‬أحد،‭ ‬بحجة‭ ‬دعم‭ ‬فلسطين‭ ‬ومحاربة‭ ‬إسرائيل‭..‬؟؟‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬المسألة‭ ‬لم‭ ‬تشر‭ ‬لدعم‭ ‬فلسطين‭ ‬ولا‭ ‬محاربة‭ ‬إسرائيل،‭ ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬الأمر‭ ‬هو‭ ‬حماية‭ ‬الممرات‭ ‬البحرية‭ ‬الدولية،‭ ‬وحتى‭ ‬ما‭ ‬قامت‭ ‬به‭ ‬الجماعة‭ ‬الحوثية‭ ‬من‭ ‬قرصنة‭ ‬على‭ ‬السفن‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬إسرائيلية‭ ‬أصلا‭ ‬كما‭ ‬صوره‭ ‬إعلامها،‭ ‬ولكنها‭ ‬سفن‭ ‬تجارية‭ ‬لا‭ ‬علاقة‭ ‬لها‭ ‬لا‭ ‬بفلسطين‭ ‬ولا‭ ‬بإسرائيل‭.‬

نقول‭ ‬هذا‭ ‬الكلام‭ ‬الواضح‭ ‬والمباشر،‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬تختلط‭ ‬الأوراق،‭ ‬ويطلع‭ ‬علينا‭ ‬المزايدين‭ ‬على‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬أو‭ ‬القبول‭ ‬بكلام‭ ‬مسيء‭ ‬ضد‭ ‬بلادنا،‭ ‬ومحاولة‭ ‬زعزعة‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار،‭ ‬وتصديق‭ ‬الشائعات،‭ ‬وترديد‭ ‬المغالطات،‭ ‬والانسلاخ‭ ‬من‭ ‬الهوية‭ ‬البحرينية‭ ‬والموقف‭ ‬الثابت‭ ‬والراسخ‭.‬

‮«‬لست‭ ‬بالخب‭ ‬ولا‭ ‬الخب‭ ‬يخدعني‮»‬‭.. ‬تلك‭ ‬مقولة‭ ‬خالدة‭ ‬يدركها‭ ‬أهل‭ ‬البحرين‭ ‬جيدا‭.. ‬ولا‭ ‬تنطلي‭ ‬عليهم‭ ‬شعارات‭ ‬جماعات‭ ‬وأبواق‭ ‬المزايدة‭ ‬العروبية‭ ‬والمتاجرة‭ ‬السياسية‭.‬

إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا