العدد : ١٧٠٨٠ - الجمعة ٢٧ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٦ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٨٠ - الجمعة ٢٧ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٦ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

الثقافي

تعرف على الأسطورة عن طريق «أمي رفيعة» والرواة الأشداء وكتب التراث!

السبت ٢٣ ديسمبر ٢٠٢٣ - 02:00

كتبت‭: ‬مسعدة‭ ‬اليامي‭ ‬

 

يتحدث‭ ‬إلينا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬اللقاء‭ ‬من‭ ‬السعودية‭ ‬الروائي‭ ‬القاص‭ ‬الباحث‭ ‬محمد‭ ‬ربيع‭ ‬الغامدي‭ ‬من‭ ‬منطقة‭ ‬الباحة‭ ‬جنوب‭ ‬السعودية،‭ ‬ذكر‭ ‬لنا‭ ‬أنه‭ ‬يحب‭ ‬الاستماع‭ ‬للقصص‭ ‬الشعبي‭ ‬منذُ‭ ‬نعومة‭ ‬أظفاره‭ ‬حتى‭ ‬تأصل‭ ‬عندهُ‭ ‬حب‭ ‬البحث‭ ‬والقراءة‭ ‬في‭ ‬الأسطورة‭ ‬الشعبية‭.‬

كيف‭ ‬تعرفت‭ ‬على‭ ‬الأسطورة؟

عن‭ ‬طريق‭ ‬‮«‬أمي‭ ‬رفيعة‮»‬‭ ‬رحمها‭ ‬الله‭ ‬وهي‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أمهاتنا‭ ‬في‭ ‬قريتي،‭ ‬قرية‭ ‬الحبشي‭ ‬ببلاد‭ ‬غامد‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الباحة‭ ‬التي‭ ‬تبعد‭ ‬عن‭ ‬مكة‭ ‬المكرمة‭ ‬بأكثر‭ ‬من‭ ‬300‭ ‬كيلو‭ ‬نحو‭ ‬الجنوب‭ ‬الشرقي‭ ‬منها‭. ‬كانت‭ ‬سفينة‭ ‬حكايات‭ ‬وأساطير،‭ ‬وكريمة‭ ‬من‭ ‬كرائم‭ ‬النساء‭ ‬لا‭ ‬تكف‭ ‬عن‭ ‬التسبيح‭ ‬أبدا،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬فهي‭ ‬تعطينا‭ ‬من‭ ‬وقتها‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مرة‭ ‬نطلب‭ ‬منها‭ ‬حكاية‭ ‬من‭ ‬الحكايات‭ ‬المتداولة‭ ‬في‭ ‬زمانها‭. ‬

متى‭ ‬شعرت‭ ‬بأنك‭ ‬أصبحت‭ ‬قادرا‭ ‬على‭ ‬كتابة‭ ‬الأساطير؟

عندما‭ ‬توسعت‭ ‬مصادري،‭ ‬واكتشفت‭ ‬أن‭ ‬عالم‭ ‬الرجال‭ ‬فيه‭ ‬رواة‭ ‬أشداء‭ ‬ومن‭ ‬خلالهم‭ ‬تكونت‭ ‬عندي‭ ‬مكتبة‭ ‬تسجيلات‭ ‬صوتية‭ ‬تضم‭ ‬مائة‭ ‬وعشر‭ ‬حكايات‭ ‬شعبية‭ ‬وعشرين‭ ‬أسطورة،‭ ‬حينها‭ ‬أدركت‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬كمال‭ ‬الاهتمام‭ ‬بها‭ ‬أن‭ ‬أدونها‭ ‬تفريغا‭ ‬على‭ ‬ورق‭ ‬وأن‭ ‬أنشرها‭ ‬كما‭ ‬جاءت‭ ‬من‭ ‬أفواه‭ ‬الرواة،‭ ‬وتوازيا‭ ‬معها‭ ‬مفصحة‭ ‬في‭ ‬كتاب‭ ‬واحد‭. ‬

هل‭ ‬شغفك‭ ‬حب‭ ‬الاستماع‭ ‬للأساطير‭ ‬منذ‭ ‬الصغر‭ ‬وهل‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬ذلك‭ ‬الشغف‭ ‬موجودا؟

نعم،‭ ‬كانت‭ ‬مقدمة‭ ‬عندي‭ ‬على‭ ‬الطعام‭ ‬والشراب،‭ ‬ولا‭ ‬تزال‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬ومازلت‭ ‬أعثر‭ ‬على‭ ‬جديد‭ ‬منها‭ ‬في‭ ‬منطقتي‭ ‬ومازلت‭ ‬أعثر‭ ‬على‭ ‬مماثل‭ ‬لكثير‭ ‬منها‭ ‬في‭ ‬أساطير‭ ‬سعودية‭ ‬وعربية‭ ‬وعالمية‭.‬

ما‭ ‬القصص‭ ‬الأسطورية‭ ‬التي‭ ‬استمعت‭ ‬إليها‭ ‬وفي‭ ‬أي‭ ‬المجالس؟

كثير‭ ‬مما‭ ‬نشرته‭ ‬في‭ ‬كتاب‭ ‬‮«‬ذاكرة‭ ‬الفواجع‭ ‬المنسية‮»‬‭ ‬سمعته‭ ‬في‭ ‬مجالس‭ ‬أمي‭ ‬رفيعة،‭ ‬وكنا‭ ‬نتحلق‭ ‬حولها،‭ ‬أقراني‭ ‬وأنا،‭ ‬في‭ ‬أمسيات‭ ‬عائلية‭ ‬للحكي‭. ‬ثم‭ ‬توسع‭ ‬استماعي‭ ‬مع‭ ‬الرواة‭ ‬الكِبار‭ ‬الذين‭ ‬شددت‭ ‬إليهم‭ ‬الرحال‭ ‬بين‭ ‬عامي‭ ‬1396‭ ‬و1406هـ،‭ ‬وكان‭ ‬في‭ ‬مقدمة‭ ‬أولئك‭ ‬الرواة‭ ‬أبي‭ ‬وعمي‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬صالح‭ ‬الغامدي‭ ‬والعم‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬سعيد‭ ‬الزهراني‭ ‬‮«‬دَلْبَخْ‮»‬‭ ‬من‭ ‬بني‭ ‬سار‭ ‬الذي‭ ‬سمعت‭ ‬منه‭ ‬أسطورة‭ ‬نسران،‭ ‬والعم‭ ‬جريبيع‭ ‬بن‭ ‬صالح‭ ‬الزهراني‭ ‬من‭ ‬آل‭ ‬سلمان،‭ ‬والعم‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬سالم‭ ‬بن‭ ‬خمّي‭ ‬الغامدي‭ ‬من‭ ‬الحبشي‭ ‬الذي‭ ‬سمعت‭ ‬منه‭ ‬البنت‭ ‬السعلية،‭ ‬والعم‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬منسي‭ ‬من‭ ‬الجادية‭ ‬الذي‭ ‬سمعت‭ ‬منه‭ ‬أسطورة‭ ‬جبل‭ ‬الثور‭. ‬وكثيرون‭ ‬غيرهم‭ ‬مثبتة‭ ‬أسماؤهم‭ ‬في‭ ‬مواضعها‭ ‬من‭ ‬الكتاب‭.‬

ما‭ ‬الكتب‭ ‬التي‭ ‬قرأت‭ ‬عن‭ ‬الأسطورة؟

أول‭ ‬الكتب‭ ‬كانت‭ ‬أفواه‭ ‬الرواة،‭ ‬أمي‭ ‬رفيعة‭ ‬‮«‬التي‭ ‬لم‭ ‬تلدن‮»‬،‭ ‬ثم‭ ‬الرجال‭ ‬الحفّاظ‭ ‬من‭ ‬رواة‭ ‬الأساطير‭ ‬والحكايات‭ ‬المتداولة‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الباحة،‭ ‬وقد‭ ‬طالعت‭ ‬قبل‭ ‬ذلك‭ ‬وبعده‭ ‬كتبا‭ ‬عديدة‭ ‬منها‭ ‬معاجم‭ ‬ومنها‭ ‬قواميس‭ ‬وموسوعات‭ ‬وأبحاث‭ ‬أخرى‭ ‬قيّمة،‭ ‬وضعتني‭ ‬في‭ ‬خضم‭ ‬الحكي،‭ ‬أساطير‭ ‬وحكايات‭ ‬وخرافات‭ ‬وأوابد‭ ‬لا‭ ‬حصر‭ ‬لها‭. ‬أتذكر‭ ‬منها‭ ‬الآن‭ ‬‮«‬وأنا‭ ‬بعيد‭ ‬عن‭ ‬مكتبتي‮»‬‭: ‬معجم‭ ‬الفولكلور‭ ‬للدكتور‭ ‬عبدالحميد‭ ‬يونس،‭ ‬وقاموس‭ ‬أساطير‭ ‬العالم‭ ‬لآرثر‭ ‬كورتل،‭ ‬عالم‭ ‬الحكاية‭ ‬الشعبية‭ ‬لفوزي‭ ‬العنتيل،‭ ‬وكتاب‭ ‬سلطان‭ ‬الأسطورة‭ ‬تحرير‭ ‬السيدة‭ ‬إيجي‭ ‬سوفلاورز،‭ ‬وكتاب‭ ‬الغصن‭ ‬الذهبي‭ ‬لجيمس‭ ‬فريزر،‭ ‬وكتاب‭ ‬الدكتور‭ ‬أحمد‭ ‬كمال‭ ‬زكي‭: ‬الأساطير،‭ ‬دراسة‭ ‬حضارية‭ ‬مقارنة‭. ‬وممن‭ ‬طالعت‭ ‬لهم‭ ‬من‭ ‬جامعي‭ ‬الأساطير‭ ‬والحكايات‭ ‬الأستاذ‭ ‬إبراهيم‭ ‬الطامي‭ ‬في‭ ‬كتابه‭: ‬نزهة‭ ‬النفس‭ ‬الأديبة‭ ‬الذي‭ ‬له‭ ‬ريادة‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬بدايات‭ ‬لاتصل‭ ‬إلى‭ ‬المستوى‭ ‬الذي‭ ‬حققه‭ ‬عبدالكريم‭ ‬الجهيمان‭ ‬‮«‬بعد‭ ‬الطامي‭ ‬بعقد‭ ‬من‭ ‬الزمان‮»‬‭ ‬في‭ ‬مجموعاته‭ ‬الخمس‭ ‬الكبرى‭: ‬أساطير‭ ‬شعبية‭ ‬من‭ ‬قلب‭ ‬الجزيرة‭ ‬العربية‭. ‬وطالعت‭ ‬لا‭ ‬حقا‭ ‬كتبا‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬الأستاذة‭: ‬عبدالعزيز‭ ‬أبو‭ ‬زيد،‭ ‬صباح‭ ‬الفارسي،‭ ‬عبده‭ ‬الخال،‭ ‬علي‭ ‬الرباعي،‭ ‬لمياء‭ ‬باعشن،‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬زيّاد،‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬زبن،‭ ‬فاطمة‭ ‬البلوي،‭ ‬ومن‭ ‬البحرين‭ ‬فاطمة‭ ‬الحوطي،‭ ‬ومن‭ ‬فلسطين‭ ‬نمر‭ ‬سرحان،‭ ‬ومن‭ ‬عمان‭ ‬طلبه‭ ‬والريامي‭. ‬وهي‭ ‬أبحاث‭ ‬وتوثيقات‭ ‬قيّمة‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬تعني‭ ‬بالأساطير‭ ‬تحديدا‭ ‬ولكنها‭ ‬تثري‭ ‬الباحثين‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬الأساطير‭ ‬والحكي‭ ‬الشعبي‭ ‬عموما‭. ‬وفي‭ ‬المجال‭ ‬المفاهيمي‭ ‬هناك‭ ‬كتاب‭: ‬مقاربات‭ ‬في‭ ‬مفهوم‭ ‬الأسطورة‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬تقديم‭ ‬الجديد‭ ‬والمفيد‭ ‬في‭ ‬بابه‭.‬

هل‭ ‬هناك‭ ‬فوارق‭ ‬بين‭ ‬الأساطير‭ ‬الشعبية‭ ‬السعودية‭ ‬والعربية‭ ‬والخليجية‭ ‬والعالمية؟

هناك‭ ‬فوارق‭ ‬عميقة‭ ‬عندما‭ ‬يتعلق‭ ‬الأمر‭ ‬بفكرة‭ ‬الأسطورة،‭ ‬لكنها‭ ‬تكون‭ ‬فوارق‭ ‬طفيفة‭ ‬جدا‭ ‬عندما‭ ‬تطرق‭ ‬نفس‭ ‬الفكرة،‭ ‬في‭ ‬الأحساء‭ ‬مثلا‭ ‬حكاية‭ ‬بيض‭ ‬الحُمَل‭ ‬هي‭ ‬نفسها‭ ‬حكاية‭ ‬يا‭ ‬خالي‭ ‬المخلخلة‭ ‬عندنا‭ ‬في‭ ‬الباحة،‭ ‬لا‭ ‬فرق‭ ‬إلا‭ ‬في‭ ‬العنوان‭ ‬وفي‭ ‬لهجة‭ ‬الحكي‭ ‬فقط‭. ‬وقد‭ ‬وجد‭ ‬عبدالله‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬الفيفي‭ ‬نقاط‭ ‬التقاء‭ ‬وتماثل‭ ‬بين‭ ‬أساطير‭ ‬من‭ ‬بيئات‭ ‬مختلفة‭ ‬ضمنها‭ ‬كتابه‭ ‬الجميل‭: ‬هجرات‭ ‬الأساطير‭.‬

كيف‭ ‬رأيت‭ ‬توظيف‭ ‬الأسطورة‭ ‬في‭ ‬الأعمال‭ ‬التراثية‭ (‬القصصية‭ ‬والاناشيد‭ ‬ـ‭ ‬الحزاوي‭ ‬ــ‭ ‬الغطاوي‭).‬

محدود‭ ‬جدا،‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬أفضل‭ ‬حالاتها‭ ‬في‭ ‬أغاني‭ ‬الأطفال‭ ‬ثم‭ ‬في‭ ‬بقية‭ ‬الفنون‭ ‬بدرجة‭ ‬أقل،‭ ‬ولكني‭ ‬أرى‭ ‬المجال‭ ‬الأمثل‭ ‬لتوظيف‭ ‬الأسطورة‭ ‬موجود‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬السينما‭ ‬لما‭ ‬تقوم‭ ‬عليه‭ ‬السينما‭ ‬أصلا‭ ‬من‭ ‬إبهار‭ ‬مرتبط‭ ‬بفنون‭ ‬الإخراج‭ ‬ولما‭ ‬تقدمه‭ ‬الأساطير‭ ‬من‭ ‬فرص‭ ‬ثمينة‭ ‬لذلك‭ ‬الإبهار،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬فمازالت‭ ‬السينما‭ ‬العربية‭ ‬بعيدة‭ ‬عن‭ ‬ذلك،‭ ‬ولعل‭ ‬السينما‭ ‬السعودية‭ ‬في‭ ‬انطلاقتها‭ ‬الحالية‭ ‬تعوض‭ ‬المشاهد‭ ‬خيرا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تبني‭ ‬الحكايات‭ ‬والأساطير‭ ‬السائدة‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬جهات‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭.‬

متى‭ ‬شعرت‭ ‬بأنه‭ ‬آن‭ ‬الأوان‭ ‬لكتابة‭ ‬عمل‭ ‬عن‭ ‬الأساطير؟

هذا‭ ‬سؤال‭ ‬يخيفني‭ ‬كثيرا،‭ ‬فالأسطورة‭ ‬عندي‭ ‬دُغْلٌ‭ ‬أشجاره‭ ‬كثيفة‭ ‬وأغصانه‭ ‬متشابكة،‭ ‬وقد‭ ‬يحتاج‭ ‬السالك‭ ‬فيها‭ ‬ألا‭ ‬يمشي‭ ‬بقدميه‭ ‬على‭ ‬أرضها،‭ ‬وسيحتاج‭ ‬إلى‭ ‬الجرأة‭ ‬والدقة‭ ‬للإمساك‭ ‬بالغصن‭ ‬المناسب‭ ‬في‭ ‬اللحظة‭ ‬المناسبة‭ ‬وإلا‭ ‬تردى‭. ‬قد‭ ‬يمنحني‭ ‬الله‭ ‬عمرا‭ ‬وشبابا‭ ‬يلبسني‭ ‬فجأة‭ ‬فأخوض‭ ‬التجربة‭ ‬وقد‭ ‬تنطفئ‭ ‬العين‭ ‬قبل‭ ‬ذلك‭ ‬لكنه‭ ‬من‭ ‬الطبيعي‭ ‬أن‭ ‬في‭ ‬التربة‭ ‬حبوبا‭ ‬ستتفتق‭ ‬يوما‭ ‬عن‭ ‬سنابل‭ ‬لا‭ ‬حصر‭ ‬لها‭.‬

ذاكرة‭ ‬الفواجع‭ ‬المنسية‭ ‬ـ‭ ‬أساطير‭ ‬وحكايات‭ ‬من‭ ‬تهامة‭ ‬والسراة‭ ‬ــ‭ ‬هل‭ ‬كانت‭ ‬مادة‭ ‬الكتاب‭ ‬مما‭ ‬سمعت‭ ‬من‭ ‬أساطير‭ ‬ولماذا‭ ‬شعبية؟

كلمة‭ ‬شعبية‭ ‬في‭ ‬عنوان‭ ‬الكتاب‭ ‬هي‭ ‬ملحقة‭ ‬بكلمة‭ ‬حكايات‭ ‬لا‭ ‬بكلمة‭ ‬أساطير،‭ ‬لكن‭ ‬لو‭ ‬ألحقناها‭ ‬بكلمة‭ ‬أساطير‭ ‬فقلنا‭ ‬أساطير‭ ‬شعبية‭ ‬فلا‭ ‬مشكلة‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬بحكم‭ ‬تداولها‭ ‬في‭ ‬بيئة‭ ‬شعبية‭ ‬محلية‭.‬

هناك‭ ‬إشكالات‭ ‬مفاهيمية‭ ‬توقع‭ ‬الباحث‭ ‬والهاوي‭ ‬في‭ ‬معضلة‭ ‬الخلط‭ ‬بين‭ ‬الأسطورة‭ ‬وبين‭ ‬الحكاية‭ ‬والخرافة،‭ ‬وقد‭ ‬رأيت‭ ‬أن‭ ‬مفردة‭ ‬‮«‬أسطورة‮»‬‭ ‬في‭ ‬الفونومي‭ ‬اللساني‭ ‬هي‭ ‬مقابلة‭ ‬لمفردة‭ ‬‮«‬story‮»‬‭ ‬وهي‭ ‬مفردة‭ ‬عِظامية‭ (‬من‭ ‬العظم‭) ‬موجودة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬لغات‭ ‬الدنيا،‭ ‬حيّة‭ ‬وميتة،‭ ‬وتعني‭ ‬قصة،‭ ‬أما‭ ‬ظلال‭ ‬كلمة‭ ‬أسطورة‭ ‬في‭ ‬مخيالنا‭ ‬العربي‭ ‬العام‭ ‬فلعل‭ ‬مقابلها‭ ‬في‭ ‬الإنجليزية‭ ‬هو‭: ‬legend‭ ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬تداخلت‭ ‬المفاهيم‭ ‬بين‭ ‬أسطورة‭ ‬وحكاية‭ ‬وقصة‭ ‬وخرافة‭.‬

جيل‭ ‬اليوم‭ ‬وأطفالنا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الأعمال‭ ‬المعروضة‭ ‬تشبعوا‭ ‬بالأسطورة‭ ‬الغربية‭.. ‬فأين‭ ‬هي‭ ‬هويتنا‭ ‬العربية‭ ‬عن‭ ‬ذلك؟

لم‭ ‬تذهب‭ ‬بعيدا،‭ ‬فالهوية‭ ‬الكونية‭ ‬مطلوبة‭ ‬أيضا،‭ ‬وكلما‭ ‬تقدمنا‭ ‬نحو‭ ‬الحياة‭ ‬الصحيحة‭ ‬كلما‭ ‬زادت‭ ‬حاجتنا‭ ‬إلى‭ ‬الهوية‭ ‬الكونية،‭ ‬ينبغي‭ ‬ألا‭ ‬تأخذنا‭ ‬العزّة‭ ‬بالإثم‭ ‬فننسى‭ ‬أن‭ ‬الكون‭ ‬هو‭ ‬قرية‭ ‬هذا‭ ‬الزمان،‭ ‬ولقد‭ ‬طوى‭ ‬الله‭ ‬لنا‭ ‬الأمكنة‭ ‬والمسافات،‭ ‬وزوى‭ ‬لنا‭ ‬الأزمنة‭ ‬والساعات‭ ‬حتى‭ ‬بتنا‭ ‬نرى‭ ‬أحداق‭ ‬أهلنا‭ ‬في‭ ‬الأوقيانوس‭ ‬ونسمع‭ ‬وجيب‭ ‬قلوب‭ ‬أصدقائنا‭ ‬فيما‭ ‬دون‭ ‬الباسفيك،‭ ‬لكن‭ (‬وفي‭ ‬المقابل‭) ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تصل‭ ‬أحداقنا‭ ‬ونبضات‭ ‬قلوبنا‭ ‬إليهم‭ ‬وإلا‭ ‬فقد‭ ‬ظلمنا‭ ‬أنفسنا‭. ‬علينا‭ ‬ألا‭ ‬نتوجس‭ ‬خيفة‭ ‬من‭ ‬جيراننا‭ ‬لكن‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تصل‭ ‬إليهم‭ ‬تفاصيل‭ ‬وجوهنا‭ ‬فإن‭ ‬لم‭ ‬ننجح‭ ‬فهذا‭ ‬تقصير‭ ‬منا‭ ‬وجميعنا‭ ‬مسؤولون‭ ‬عنه‭. ‬

 

{ قاصة‭ ‬وكاتبة‭ ‬من‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا