العدد : ١٧٠٧٧ - الثلاثاء ٢٤ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٧٧ - الثلاثاء ٢٤ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

الثقافي

نبض: سرُ «ما» والأبجدية

السبت ٢١ ديسمبر ٢٠٢٤ - 02:00

إلى‭ ‬الشاعر‭ ‬والأديب‭ ‬يوسف‭ ‬حسن‭ ‬

 

الظل‭ ‬الذي‭ ‬ظل‭ ‬يحمينا‭ ‬من‭ ‬وهج‭ ‬الظهيرة‭.‬

واقفٌ‭.. ‬

أنت‭ ‬وسرُّ‭ ‬النخل‭ ‬في‭ ‬الحكايات

كأنك‭ ‬البيت‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يستوحشه‭ ‬المحبون

ولا‭ ‬يغادره‭ ‬الأخلاء‭.. ‬

أبو‭ ‬‮«‬وديع‮»‬‭.. ‬يا‭ ‬شيخنا‭ ‬في‭ ‬الشعر

ويا‭ ‬نهار‭ ‬لا‭ ‬تغادره‭ ‬نوارس‭ ‬الحياة

تتأمل‭ ‬البعيد‭.. ‬وتدنو‭.. ‬

كالطائر‭ ‬الأليف‭.. ‬العائد‭ ‬من‭ ‬النسيان

فوق‭ ‬أعراف‭ ‬نخلنا‭ ‬تعلو‭.. ‬

ترمي‭ ‬ببسر‭ ‬وتمر،‭ ‬يطفئ‭ ‬جوعنا‭ ‬الغريب

مثلك‭: ‬كمثل‭ ‬حكاية‭ ‬‮«‬جلجامش‮»‬‭ ‬

تسندُ‭ ‬بجسدك‭ ‬ظهرنا‭ ‬المحدب‭ ‬

وتعيدُ‭ ‬فينا‭ ‬نبتة‭ ‬الحياة‭ ‬

تعبر‭ ‬بنا‭ ‬مسافات‭ ‬تسيخ‭ ‬في‭ ‬الوحل

تعيدنا‭ ‬من‭ ‬أالم،‭ ‬دون‭ ‬لوعة‭ ‬وحيرة

من‭ ‬يعرفك‭ ‬يستأنسُ‭ ‬بك‭.. ‬

هلال‭ ‬السماء‭ ‬موعود‭ ‬بالرؤى

من‭ ‬يعرفك‭ ‬ينتمي‭ ‬للضوء‭.. ‬

فتأتي‭ ‬مسرعاً‭..‬

مترجلاً‭ ‬عن‭ ‬دابتك‭ ‬

تحتضن‭ ‬أصغرنا‭ ‬بشوق

تسرُح‭ ‬للغة‭ ‬شعرها‭..‬

وتقبر‭ ‬‮«‬القبر‮»‬‭ ‬في‭ ‬النسيان

تخاصر‭ ‬الورد‭ ‬بحنان‭.. ‬

واسعٌ‭ ‬يطرح‭ ‬شذاك‭ ‬

أخشى‭ ‬عليك‭ ‬ايها‭ ‬الشجن‭ ‬المدفون‭ ‬في‭ ‬الصدر‭.. ‬

بركان‭ ‬سرُ‭ ‬ما

حينما‭ ‬اجتازت‭ ‬منعطفها‭ ‬

وأنت‭ ‬في‭ ‬الثبور‭ ‬من‭ ‬يومك‭ ‬

تقود‭ ‬العيس‭ ‬

وتهدهد‭ ‬الرمال‭ ‬بالعاصفة‭ ‬

دعْ‭ ‬الركب‭.. ‬واختصر‭ ‬الوقت

سرُ‭ (‬ما‭) ‬مكتظة‭ ‬بالحكايات‭ ‬

قد‭ ‬دفنت‭ ‬بالحياء

وبين‭ ‬ورقة‭ ‬بيضاء‭ ‬

اختلط‭ ‬المداد‭ ‬بالسبخ‭ ‬

بلثغة‭ ‬الشبق‭ ‬وبالسكون‭ ‬الذي‭ ‬يرفض‭ ‬السكوت‭ ‬في‭ ‬الجراح

انتفضْ

واستعيد‭ ‬صباك

قبل‭ ‬أن‭ ‬ترمي‭ ‬بك‭ ‬الأسئلة‭ ‬في‭ ‬الريح

ويرمي‭ ‬بك‭ ‬النهار‭ ‬في‭ ‬اتون‭ ‬القهر

الوقت‭.. ‬حزام‭ ‬الخصام‭ ‬

والعقل‭ ‬وعاء‭ ‬للشدُة‭ ‬

اترك‭ ‬خطواتك‭ ‬للرمل‭ ‬

فالريب‭ ‬عدو‭ ‬للرشد‭ ..‬

والرشد‭ ‬نسيم‭ ‬طيب‭ ‬في‭ ‬الغفلة

وأنت‭ ‬الرشيد‭ ..‬

دوائرٌ‭ ‬لا‭ ‬نعرف‭ ‬في‭ ‬سرعتها‭ ‬شباك‭ ‬خائبة‭ ‬الصيد‭ ‬

باطنها‭ ‬للأسفل‭ ‬من‭ ‬الضيق

وأنت‭ ‬الصديق‭ ‬

وصفوة‭ ‬القلم‭ ‬الرشيد‭ ‬

تخرج‭ ‬من‭ ‬أحشاء‭ ‬النار‭ ‬ومن‭ ‬الجمر‭ ‬حكاية

فنسيخُ‭ ‬في‭ ‬تربتك

وينتفض‭ ‬الم‭ ‬في‭ ‬القلب‭ ‬ليحكي‭ ‬

فتدخل‭ ‬الريح‭ ‬في‭ ‬لعبة‭ ‬الشك

وفي‭ ‬حلزون‭ ‬الأبجدية‭ ‬

تنتقي‭ ‬خمارها‭ ‬يا‭ ‬أبا‭ ‬وديع‭ ‬

ترمي‭ ‬بسُمها‭ ‬في‭ ‬الحياة

أبي‭.. ‬يا‭ ‬زلال‭ ‬الماء

أخي‭ ‬في‭ ‬مدار‭ ‬لا‭ ‬تغيب‭ ‬

كياء‭ ‬السفين‭ ‬التي‭ ‬تبحر‭ ‬في‭ ‬الضلوع‭ ‬

لا‭ ‬تنظر‭ ‬لتعب‭ ‬السنين‭ ‬العجاف

أرى‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬تراه‭!‬

سيد‭ ‬الحلم‭ ‬يعبر‭ ‬بنا‭ ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬حومة‭ ‬الاكتظاظ

تداعب‭ ‬فينا‭ ‬الوقت،‭ ‬دون‭ ‬النظر‭ ‬للضجيج

أراك‭ ‬قمراً‭ ‬مضيئاً،‭ ‬لا‭ ‬يتشح‭ ‬بالسواد

وعند‭ ‬الأزرق‭ ‬المتطاول‭ ‬يسأل‭ (‬اليامال‭)‬

مائل‭ ‬قد‭ ‬رمته‭ ‬سحابة‭ ‬الجفاف‭ ‬بالجوع‭ ‬

وفي‭ ‬‮«‬الضاد‮»‬‭ ‬أصبحت‭ ‬سيد‭ ‬العارفين

واقفٌ‭ ‬في‭ ‬عيون‭ ‬السماء‭ ‬

تراقب‭ ‬النجوم‭ ‬وتستعيد‭ ‬تاريخنا‭ ‬في‭ ‬عباءة‭ ‬المتغيرات

لعبة‭ ‬ادخلتنا‭ ‬في‭ ‬الشك‭ ‬

في‭ ‬المخاض‭ ‬من‭ ‬لعبة‭ ‬الزمن‭ ‬الكسير‭ !‬

وأنت‭ ‬المداد‭ ‬عاصف‭ ‬دون‭ ‬قصب‭ ‬وقرطاس‭ ‬

يندس‭ ‬في‭ ‬الكفن‭ ‬المغيُب‭ ‬في‭ ‬الصبر

ونحن‭ ‬على‭ ‬سلمك‭ ‬لا‭ ‬نعرف‭ ‬الانهزام

اولنا‭ ‬يمضغ‭ ‬السكون‭ ‬بالعلقم‭ ‬

وآخرنا‭ ‬يمضغ‭ ‬السكون‭ ‬بالسكر،‭ ‬لأنك‭ ‬فيها‭ ‬

تحتسي‭ ‬قهوتها‭ ‬في‭ ‬ثراء‭ ‬لثغة‭ ‬لا‭ ‬تغيب

نتدلى‭ ‬على‭ ‬قمرك‭ ‬دون‭ ‬خوف

تزرع‭ ‬الوفاء‭ ‬في‭ ‬اجسادنا

فنرتدي‭ ‬‮«‬جب‮»‬‭ ‬يوسف

وفي‭ ‬دائرة‭ ‬لم‭ ‬تكتمل‭ ‬

نزغرد‭ ‬للعروس‭ ‬المحناة‭ ‬بالمحنة‭ ‬فتقول‭ ‬لنا‭ :‬

اخلعوا‭ ‬مساميركم‭ ‬من‭ ‬جسد‭ ‬الوهن

اعبروا‭ ‬فوق‭ ‬صولجان‭ ‬الحبر‭ ‬

وفوق‭ ‬ابيض‭ ‬يشتاق‭ ‬للأزرق‭ ‬

اكتبوا‭ ‬أول‭ ‬البوح‭ ‬

قد‭ ‬تهايل‭ ‬بيت‭ ‬العنكبوت‭ ‬

وعاد‭ ‬الحمام

وغابت‭ ‬عواصف‭ ‬الصمت

لتعود‭ ‬بنا‭ ‬توشحُ‭ ‬الأصحاب‭ ‬بالشعر

فيستحي‭ ‬البوح‭.. ‬ويصمت‭ ‬الحب‭ !‬

لأنك‭ ‬الحب‭ ..‬

خليج‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬الكره‭ ‬

ولا‭ ‬ينحسر‭ ‬عن‭ ‬شواطئ‭ ‬اللغة‭ ‬

بينك‭ ‬وبين‭ ‬سر‭ (‬ما‭) ‬

سرد‭ ‬ونثر‭ ‬وشعر‭ ‬على‭ ‬صهوته‭ ‬

يعود‭ ‬ركب‭ ‬الحياة‭.‬

 

a.astrawi@gmail.com

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا