العدد : ١٧٠٧٧ - الثلاثاء ٢٤ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٧٧ - الثلاثاء ٢٤ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

الثقافي

افتتاح الدورة الثانية في منتدى هانغتشو لحوار الثقافات

السبت ١٤ ديسمبر ٢٠٢٤ - 02:00

اختتام فعاليات الدورة الأولى مهرجان بكين للشعر الصيني العربي


هانغتشو،‭ ‬بكين‭ ‬‭ ‬

متابعة‭: ‬عبدالحق‭ ‬ميفراني‭ ‬

 

احتفاء‭ ‬بالذكرى‭ ‬العشرين‭ ‬لتأسيس‭ ‬منتدى‭ ‬التعاون‭ ‬الصيني‭ ‬العربي،‭ ‬وبرعاية‭ ‬من‭ ‬الإدارة‭ ‬العامة‭ ‬للتبادل‭ ‬والتعاون‭ ‬الدولي‭ ‬بوزارة‭ ‬الثقافة‭ ‬والسياحة‭ ‬الصينية،‭ ‬نظم‭ ‬المركز‭ ‬الصيني‭ ‬العربي‭ ‬لدراسات‭ ‬التعاون‭ ‬الثقافي‭ ‬والسياحي‭ ‬فعاليات‭ ‬الملتقى‭ ‬الأول‭ ‬للشعر‭ ‬الصيني‭ ‬العربي‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬هانغتشو‭ ‬وبكين‭. ‬ويسعى‭ ‬الملتقى،‭ ‬حسب‭ ‬المنظمين،‭ ‬الى‭ ‬‮«‬تعزيز‭ ‬العلاقات‭ ‬في‭ ‬نسيج‭ ‬الشعر،‭ ‬وجسور‭ ‬التبادل‭ ‬الثقافي‭ ‬بين‭ ‬الصين‭ ‬والعالم‭ ‬العربي،‭ ‬وتعميق‭ ‬التفاهم‭ ‬المتبادل‭ ‬بين‭ ‬الحضارتين،‭ ‬وصياغة‭ ‬‮«‬نموذج‭ ‬شامخ‭ ‬للتبادل‭ ‬الثقافي‮»‬‭. ‬وإبراز‭ ‬جماليات‭ ‬الشعر‭ ‬الصيني‭ ‬والعربي،‭ ‬وتعزيز‭ ‬التفاعل‭ ‬العاطفي‭ ‬بين‭ ‬الشعب‭ ‬الصيني‭ ‬والشعوب‭ ‬العربية‭ ‬عبر‭ ‬تذوق‭ ‬الإبداع‭ ‬الشعري‮»‬‭.‬

تأسيس‭ ‬‮«‬مهرجان‭ ‬الشعر‭ ‬الصيني‭ ‬العربي‮»‬،‭ ‬كمشروع‭ ‬أدبي‭ ‬مميز،‭ ‬سعى‭ ‬إلى‭ ‬إقامة‭ ‬سلسلة‭ ‬من‭ ‬الفعاليات‭ ‬التي‭ ‬تجمع‭ ‬بين‭ ‬روائع‭ ‬الشعر‭ ‬من‭ ‬الصين‭ ‬والعالم‭ ‬العربي،‭ ‬مع‭ ‬تعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬الثقافي‭ ‬والفني‭ ‬بين‭ ‬الأدباء‭ ‬والفنانين‭ ‬من‭ ‬الجانبين‭. ‬‮«‬إن‭ ‬الحضارتين‭ ‬الصينية‭ ‬والعربية‭ ‬تُعدان‭ ‬كنوزاً‭ ‬لا‭ ‬تقدر‭ ‬بثمن،‭ ‬أسهمتا‭ ‬في‭ ‬تشكيل‭ ‬ذاكرة‭ ‬الإنسانية‭ ‬وساهمتا‭ ‬بشكلٍ‭ ‬عميق‭ ‬في‭ ‬تقدم‭ ‬المجتمعات‭ ‬البشرية‭. ‬ويأتي‭ ‬التبادل‭ ‬الأدبي‭ ‬بين‭ ‬الصين‭ ‬والعالم‭ ‬العربي‭ ‬كجسر‭ ‬منير‭ ‬يربط‭ ‬بين‭ ‬العقول‭ ‬والقلوب،‭ ‬ويعزز‭ ‬التفاهم‭ ‬المتبادل‭ ‬بين‭ ‬الشعوب‮»‬‭.‬

حوار‭ ‬الثقافات‭ ‬في‭ ‬هانغتشو

واحتضنت‭ ‬مدينة‭ ‬هانغتشو‭ ‬بمقاطعة‭ ‬تشجيانغ‭ (‬شرق‭ ‬الصين‭)‬،‭ ‬وبحضور‭ ‬أزيد‭ ‬من‭ ‬300‭ ‬مؤتمر‭ (‬علماء‭ ‬أثار‭ ‬وموسيقيون‭ ‬وكتاب‭) ‬يمثلون‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬60‭ ‬دولة،‭ ‬فعاليات‭ ‬الدورة‭ ‬الثانية‭ ‬لمنتدى‭ ‬هانغتشو‭ ‬والذي‭ ‬يسعى‭ ‬إلى‭ ‬ترسيخ‭ ‬منصة‭ ‬التبادل‭ ‬والحوار‭ ‬الحضاري‭ ‬والتعايش‭ ‬المشترك‭. ‬وركزت‭ ‬كلمات‭ ‬الافتتاح،‭ ‬على‭ ‬إرادة‭ ‬المنظمين‭ ‬لخلق‭ ‬منصات‭ ‬للتبادل‭ ‬والحوار‭ ‬وبناء‭ ‬جسور‭ ‬التفاهم‭ ‬الحضاري‭ ‬بين‭ ‬الدول،‭ ‬في‭ ‬محاولة‭ ‬لخلق‭ ‬‮«‬طريق‭ ‬الحرير‮»‬‭ ‬جديدة‭ ‬للتبادل‭ ‬الثقافي‭ ‬وحماية‭ ‬التراث‭ ‬الإنساني‭ ‬وتجاوز‭ ‬الفجوات‭ ‬وإعطاء‭ ‬مفهوم‭ ‬جديد‭ ‬لتعزيز‭ ‬التنوع‭ ‬الثقافي‭.‬

وقدم‭ ‬ممثلي‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬الصين‭ ‬والسلفادور‭ ‬وإيران،‭ ‬تصوراتهم‭ ‬ورؤاهم‭ ‬لصيغ‭ ‬تمديد‭ ‬جسور‭ ‬الحوار،‭ ‬من‭ ‬دفع‭ ‬مجالات‭ ‬التعاون‭ ‬وتبادل‭ ‬الخبرات‭ ‬وإرساء‭ ‬قيم‭ ‬كونية‭ ‬للتعاون‭ ‬الثقافي،‭ ‬والنهل‭ ‬من‭ ‬غنى‭ ‬التراث‭ ‬الثقافي‭ ‬الإنساني‭ ‬وتعزيز‭ ‬روح‭ ‬الابتكار‭ ‬وتقاسم‭ ‬الثروات‭ ‬الرمزية‭ ‬للحضارات‭. ‬في‭ ‬غياب‭ ‬كلمة‭ ‬تمثل‭ ‬أحد‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬الحاضرة‭ ‬في‭ ‬المنتدى،‭ ‬انتقل‭ ‬المشاركون‭ ‬الى‭ ‬الجلسة‭ ‬الحوارية‭ ‬الأولى،‭ ‬والتي‭ ‬شهدت‭ ‬مداخلات‭ ‬لكل‭ ‬من‭: ‬الأمريكية‭ ‬جان‭ ‬الين‭ ‬الكسترا،‭ ‬والأكاديمي‭ ‬الصيني‭ ‬زياو‭ ‬هوي،‭ ‬والاسباني‭ ‬روسيو‭ ‬اوفيدو‭ ‬بيريز‭ ‬دوتوليدا،‭ ‬والمتوج‭ ‬بنوبل‭ ‬مو‭ ‬يان‭. ‬مواضيع‭ ‬متنوعة‭ ‬ترتحل‭ ‬بين‭ ‬التاريخ‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الأمراض،‭ ‬والتاريخ‭ ‬من‭ ‬التراث‭ ‬الثقافي،‭ ‬وجاذبية‭ ‬الأدب‭ ‬ودوره‭ ‬المحوري‭ ‬في‭ ‬الحوار،‭ ‬قدرة‭ ‬الكونفوشيوسية،‭ ‬والتي‭ ‬عمرت‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬25‭ ‬قرن،‭ ‬في‭ ‬التقارب‭ ‬الحضاري‭ ‬بصفتها‭ ‬إحدى‭ ‬‮«‬القوى‭ ‬الناعمة‮»‬‭ ‬للثقافة‭ ‬الصينية،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الأدب‭ ‬الأمريكو‭-‬لاتيني‭ ‬بواقعيته‭ ‬السحرية‭ ‬وبرموزه‭ ‬الكبار‭ (‬ماركيز،‭ ‬بورخيس‭..) ‬وتأثيرات‭ ‬العمولة‭ ‬على‭ ‬وظيفة‭ ‬الأدب‭ ‬اليوم‭ ‬والخوف‭ ‬والارتياب‭ ‬من‭ ‬الحضور‭ ‬المتنامي‭ ‬للذكاء‭ ‬الاصطناعي‭. ‬وتظل‭ ‬إحدى‭ ‬النقط‭ ‬الأساسية،‭ ‬والتي‭ ‬أثيرت‭ ‬في‭ ‬الجلسة‭ ‬الأولى‭ ‬للمنتدى،‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬أثاره‭ ‬الكاتب‭ ‬الصيني‭ ‬مو‭ ‬يان،‭ ‬في‭ ‬فقدان‭ ‬الأدب‭ ‬لبريقه‭ ‬تدريجيا‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬اليوم،‭ ‬علما‭ ‬أن‭ ‬قدرته‭ ‬على‭ ‬خلق‭ ‬جسور‭ ‬التقارب‭ ‬متعددة‭.‬

الأدب‭ ‬الجنوبي،‭ ‬أدب‭ ‬الطفل،‭ ‬الخيال‭ ‬العلمي،‭ ‬حوار‭ ‬الثقافات،‭ ‬الترجمة

انتظم‭ ‬اليوم‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬فعاليات‭ ‬منتدى‭ ‬هانغتشو،‭ ‬ضمن‭ ‬حلقات‭ ‬وجلسات‭ ‬محورية،‭ ‬همت‭ ‬خصوصا‭ ‬الأدب‭ ‬والترجمة‭ ‬وأدب‭ ‬الطفل‭ ‬والخيال‭ ‬العلمي‭ ‬والشعر‭ ‬والحواري‭ ‬الأدبي‭ ‬الصيني‭ ‬العربي‭. ‬أكاديميون‭ ‬وخبراء‭ ‬ومثقفون‭ ‬وموسيقيون‭ ‬وشعراء‭ ‬وعلماء‭ ‬أثار،‭ ‬يمثلون‭ ‬جغرافيات‭ ‬ثقافية‭ ‬إنسانية‭ ‬متعددة،‭ ‬تدخلوا‭ ‬من‭ ‬زوايا‭ ‬ورؤى‭ ‬متعددة‭ ‬استقصت‭ ‬بنيات‭ ‬الحوار‭ ‬الممكنة‭. ‬لكن،‭ ‬توقفت‭ ‬جلها‭ ‬عند‭ ‬الأثر‭ ‬العميق‭ ‬التي‭ ‬أحدثته‭ ‬التحولات‭ ‬المتسارعة‭ ‬اليوم،‭ ‬على‭ ‬وظيفة‭ ‬الأدب‭ ‬والثقافة‭ ‬والمثقف‭. ‬وتعزيزا‭ ‬لجسور‭ ‬التعاون‭ ‬الثقافي،‭ ‬شكل‭ ‬المنتدى‭ ‬فضاء‭ ‬للحوار‭ ‬والتبادل‭ ‬الحضاري‭ ‬بين‭ ‬الحضارتين‭ ‬الصينية‭ ‬والعالمية،‭ ‬فيما‭ ‬انبرى‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المتدخلين‭ ‬الى‭ ‬فتح‭ ‬نوافذ‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬أفق‭ ‬تعزيز‭ ‬هذا‭ ‬الحوار‭ ‬عبر‭ ‬آليات‭ ‬جديدة‭ ‬وممكنة‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬عالم‭ ‬متغير‭.‬

الحضارات‭ ‬والتعاون‭ ‬الثقافي،‭ ‬الأدب‭ ‬الجنوبي‭ ‬وسماته،‭ ‬أدب‭ ‬الطفل‭ ‬والخيال‭ ‬العلمي،‭ ‬تعزيز‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬التنوع‭ ‬التراثي‭ ‬والثقافي‭ ‬العالمي،‭ ‬التعاون‭ ‬الثقافي‭ ‬الصيني‭ ‬العالمي،‭ ‬الإبداع‭ ‬الشعري‭ ‬العربي‭ ‬والتعاون‭ ‬الأدبي‭ ‬الصيني‭ ‬العربي‭... ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الجلسات‭ ‬المحورية،‭ ‬التي‭ ‬شهدتها‭ ‬هانغتشو،‭ ‬ضمن‭ ‬منتداها‭ ‬الثاني‭. ‬في‭ ‬محاولة‭ ‬لتشكيل‭ ‬قيم‭ ‬مشتركة،‭ ‬وخلق‭ ‬جسور‭ ‬أدبية‭ ‬لترسيخ‭ ‬الحوار‭ ‬وتعميق‭ ‬التقارب‭ ‬الثقافي،‭ ‬الرهان‭ ‬على‭ ‬الأدب‭ ‬كجسر‭ ‬يربط‭ ‬حضارات‭ ‬العالم‭ ‬بالحضارة‭ ‬الصينية،‭ ‬وقدرة‭ ‬الأدب‭ ‬على‭ ‬تجاوز‭ ‬الحدود‭ ‬الجغرافية‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬التراث‭ ‬الإنساني‭.‬

وتظل‭ ‬الترجمة‭ ‬الفضاء‭ ‬الأرحب‭ ‬للكثير‭ ‬من‭ ‬النقاشات‭ ‬وإفراز‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬تصورات‭ ‬ووجهات‭ ‬النظر،‭ ‬هذا‭ ‬الجسر‭ ‬الجمالي‭ ‬الذي‭ ‬يمثل‭ ‬مصدرا‭ ‬أساسيا‭ ‬للتقارب‭ ‬والحوار‭ ‬وتعزيز‭ ‬العبور‭ ‬‮«‬السلس‮»‬‭ ‬بين‭ ‬الثقافات،‭ ‬ويثير‭ ‬الشاعر‭ ‬الصيني‭ ‬جانغ‭ ‬إشراقة‭ ‬لامعة،‭ ‬في‭ ‬مقولته‭ ‬أن‭ ‬الشعر‭ ‬يظل‭ ‬الروح‭ ‬السامية‭ ‬للبشرية،‭ ‬فيما‭ ‬يؤشر‭ ‬الروائي‭ ‬الكوري‭ ‬الجنوبي‭ ‬هوانغ‭ ‬سو‭ ‬يونغ‭ ‬عن‭ ‬مقولتي‭ ‬التحرير‭ ‬ووظيفة‭ ‬الأدب‭ ‬من‭ ‬منظور‭ ‬الكاتب،‭ ‬في‭ ‬علاقة‭ ‬حميمية‭ ‬بنصوصه‭. ‬ومن‭ ‬أسئلة‭ ‬الترجمة‭ ‬الى‭ ‬الرقمنة‭ ‬والذكاء‭ ‬الاصطناعي،‭ ‬تبدو‭ ‬السياقات‭ ‬مختلفة‭ ‬في‭ ‬قدرة‭ ‬الرقمنة‭ ‬على‭ ‬تجاوز‭ ‬الحدود‭ ‬والجغرافيات،‭ ‬مثل‭ ‬الترجمة،‭ ‬لكن‭ ‬الجوهر‭ ‬في‭ ‬الأثر‭ ‬إذ‭ ‬استطاعت‭ ‬أن‭ ‬تخلق‭ ‬مفهوما‭ ‬جديدا‭ ‬للتفاعل،‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬في‭ ‬تجاوزها‭ ‬الحدود‭ ‬وتفاعل‭ ‬الثقافات‭ ‬الغربية‭ ‬والشرقية‭.‬

لم‭ ‬تتوقف‭ ‬بعض‭ ‬المداخلات‭ ‬عن‭ ‬آليات‭ ‬التوصيف‭ ‬وتحديد‭ ‬سمات‭ ‬آليات‭ ‬الحوار،‭ ‬بل‭ ‬ذهبت‭ ‬بعضها‭ ‬الى‭ ‬انتقاد‭ ‬النظرة‭ ‬الغربية‭ ‬النمطية،‭ ‬والتحيز‭ ‬الاوروبي‭ ‬المركزي‭ ‬في‭ ‬تجاهل‭ ‬الهويات‭ ‬الثقافية‭ ‬الأخرى،‭ ‬والعودة‭ ‬الى‭ ‬اجتهادات‭ ‬الفلسطيني‭ ‬ادوارد‭ ‬سعيد‭ ‬في‭ ‬الاستشراق‭ ‬والمفكر‭ ‬فرانز‭ ‬فانون،‭ ‬في‭ ‬استدعاء‭ ‬لمقولات‭ ‬الاستعمار‭ ‬والغزو‭ ‬الثقافي‭ ‬والحضاري‭ ‬وصدام‭ ‬الحضارات‭ ‬والهويات‭ ‬وإشكاليات‭ ‬الانمحاء،‭ ‬ونظام‭ ‬التوليفة‭ ‬السحرية‭ ‬للسطر‭ ‬الشعري‭ ‬الصيني‭ ‬وجماعة‭ ‬الأليبو‭ ‬الأدبي‭. ‬تكررت‭ ‬الدعوة‭ ‬الى‭ ‬تجاوز‭ ‬بعض‭ ‬السرديات،‭ ‬في‭ ‬الانتقال‭ ‬الى‭ ‬مفهوم‭ ‬جديد‭ ‬للحوار‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المساواة‭ ‬بين‭ ‬الثقافات‭ ‬واهتمام‭ ‬التنوع‭ ‬والتعدد‭ ‬الثقافي‭ ‬والوصول‭ ‬الى‭ ‬القيم‭ ‬الإنسانية‭ ‬المشتركة،‭ ‬ضمن‭ ‬سعي‭ ‬حثيث‭ ‬من‭ ‬المشاركين‭ ‬الى‭ ‬الانتقال‭ ‬بالحوار‭ ‬الى‭ ‬تلمس‭ ‬النقط‭ ‬المشتركة‭ ‬لبلورة‭ ‬مفهوم‭ ‬جديد‭ ‬لآليات‭ ‬التعاون‭ ‬وتعزيز‭ ‬أفق‭ ‬التبادل‭ ‬الثقافي‭.‬

الجلسات‭ ‬المحورية‭ ‬لمنتدى‭ ‬هانغتشو‭ ‬شهدت‭ ‬مشاركة‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الوجوه‭ ‬الأدبية،‭ ‬والتي‭ ‬تنتمي‭ ‬الى‭ ‬جغرافيات‭ ‬ثقافية‭ ‬متعددة،‭ ‬لعل‭ ‬أبرزها‭ ‬أسيا‭ ‬وأوروبا‭ ‬وأمريكا‭ ‬اللاتينية‭ ‬فيما‭ ‬خصص‭ ‬للعالم‭ ‬العربي‭ ‬جلسة‭ ‬أخيرة‭ ‬همت‭ ‬الحوار‭ ‬الشعري‭ ‬الصيني‭ ‬العربي،‭ ‬لم‭ ‬تكتمل‭ ‬فصولها‭ ‬إلا‭ ‬في‭ ‬المدينة‭ ‬المحرمة‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭ ‬الصينية‭ ‬بكين،‭ ‬ضمن‭ ‬فعاليات‭ ‬الدورة‭ ‬الأولى‭ ‬لمهرجان‭ ‬الشعر‭ ‬الصيني‭ ‬العربي‭. ‬كان‭ ‬الأفق‭ ‬أن‭ ‬تشكل‭ ‬هانغتشو‭ ‬أوليات‭ ‬النقاش‭ ‬والتقارب،‭ ‬والذي‭ ‬اقتصر‭ ‬على‭ ‬إثارة‭ ‬قضايا‭ ‬‮«‬نمطية‮»‬‭ ‬تبدو‭ ‬الحاجة‭ ‬الماسة‭ ‬اليوم‭ ‬الى‭ ‬تجاوزها‭ ‬في‭ ‬أفق‭ ‬ترسيخ‭ ‬حوار‭ ‬‮«‬فعلي‮»‬‭ ‬و«حقيقي‮»‬‭ ‬للتقارب‭ ‬بين‭ ‬الثقافتين‭ ‬واللتين‭ ‬تمتلكان‭ ‬عمقا‭ ‬تاريخيا‭ ‬وزخما‭ ‬ثقافيا‭ ‬متعددا‭.‬

مهرجان‭ ‬‮«‬بكين‮»‬‭ ‬الشعري‭ ‬الصيني‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬دورة‭ ‬تأسيسية

اقتصرت‭ ‬فعاليات‭ ‬بكين‭ ‬على‭ ‬مهرجان‭ ‬الشعر‭ ‬الصيني‭ ‬العربي،‭ ‬انتظم‭ ‬في‭ ‬‮«‬المدينة‭ ‬المحرمة‮»‬‭ (‬متحف‭ ‬القصر‭ ‬الامبراطوري‭ ‬التاريخي‭) ‬والتي‭ ‬تعد‭ ‬أحد‭ ‬أبرز‭ ‬المعالم‭ ‬التاريخية‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭ ‬الصينية‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬600‭ ‬عام،‭ ‬وأمست‭ ‬متحفا‭ ‬تاريخيا‭ ‬مفتوحا‭ ‬أمام‭ ‬الزوار‭ ‬منذ‭ ‬1925‭. ‬فيما‭ ‬كانت‭ ‬الفنانة‭ ‬المغربية‭ ‬دينا‭ ‬تقدم‭ ‬مقطوعة‭ ‬غنائية‭ ‬بالصينية،‭ ‬في‭ ‬افتتاح‭ ‬حوار‭ ‬شعري‭ ‬موسيقي‭ ‬قدمته‭ ‬فرقة‭ ‬جامعة‭ ‬تشوانتشو‭ ‬للمعلمين‭ ‬برئاسة‭ ‬تشين‭ ‬إهنوي،‭ ‬وعلى‭ ‬آلة‭ ‬العود‭: ‬هان‭ ‬يو‭ ‬من‭ ‬إذاعة‭ ‬الصين‭ ‬الدولية‭ ‬أونالين،‭ ‬شكل‭ ‬معروض‭ ‬‮«‬الحروفيات‮»‬‭ ‬إطلالة‭ ‬أخرى‭ ‬لاشتغال‭ ‬فني‭ ‬صيني‭ ‬على‭ ‬قصائد‭ ‬الشعراء‭ ‬المشاركين‭ ‬في‭ ‬الفعاليات‭.‬

وشهدت‭ ‬الدورة‭ ‬الأولى‭ ‬التأسيسية،‭ ‬لمهرجان‭ ‬الشعر‭ ‬الصيني‭ ‬العربي،‭ ‬مشاركة‭ ‬الشعراء‭: ‬عبدالحق‭ ‬ميفراني‭ (‬المغرب‭)‬،‭ ‬عادل‭ ‬الخزام‭ (‬الامارات‭)‬،‭ ‬زكي‭ ‬الصدير‭ (‬السعودية‭)‬،‭ ‬سعيد‭ ‬شحاتة‭ (‬مصر‭)‬،‭ ‬ابراهيم‭ ‬صديقي‭ (‬الجزائر‭)‬،‭ ‬الحارث‭ ‬الخراز‭ (‬الكويت‭)‬،‭ ‬علياء‭ ‬العدوان‭ (‬الأردن‭)‬،‭ ‬منير‭ ‬الويسلاتي‭ (‬تونس‭)‬،‭ ‬صادق‭ ‬جاسم‭ ‬محمد‭ (‬العراق‭). ‬فيما‭ ‬حضر‭ ‬من‭ ‬الجانب‭ ‬الصيني،‭ ‬الشعراء‭: ‬ما‭ ‬وين‭ ‬شيو،‭ ‬تشاو‭ ‬سي‭ (‬الشاعر‭ ‬والمترجم‭ ‬محرر‭ ‬بمجلة‭ ‬الشعر‭ ‬والمتوج‭ ‬بجائزة‭ ‬وسام‭ ‬كوفاليفسكي‭ ‬للترجمة‭ ‬الأدبية‭)‬،‭ ‬جينغ‭ ‬ون‭ ‬دونغ،‭ ‬شو‭ ‬تساي‭ (‬الحاصل‭ ‬على‭ ‬وسام‭ ‬الفنون‭ ‬والآداب‭ ‬من‭ ‬الحكومة‭ ‬الفرنسية‭)‬،‭ ‬زانغ‭ ‬دي‭ (‬المتوج‭ ‬بـ‭ ‬‮«‬جائزة‭ ‬تشانغ‭ ‬ياو‭ ‬للشعر‮»‬‭)‬،‭ ‬لو‭ ‬جيان،‭ ‬شياو‭ ‬شياو،‭ ‬أويانغ‭ ‬جيانغ‭ ‬خه،‭ ‬جي‭ ‬دي‭ ‬ما‭ ‬جيا‭ (‬رئيس‭ ‬لجنة‭ ‬الشعر‭ ‬باتحـاد‭ ‬الكتاب‭ ‬الصينيين،‭ ‬يعتبر‭ ‬واحدا‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬الشعراء‭ ‬الصينيين‭ ‬المعاصرين‭ ‬وأكثرهم‭ ‬تأثيرا‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الدولي‭. ‬وتم‭ ‬ترجمة‭ ‬قصائده‭ ‬إلى‭ ‬حوالي‭ ‬أربعين‭ ‬لغة‭). ‬فيما‭ ‬أشرف‭ ‬شوي‭ ‬تشينغ‭ ‬قوه،‭ ‬أستاذ‭ ‬ومشرف‭ ‬الدكتوراه‭ ‬بجامعة‭ ‬الدراسات‭ ‬الأجنبية‭ ‬بكين‭) ‬على‭ ‬إدارة‭ ‬النقاش‭ ‬والحوار‭.‬

سعى‭ ‬المنظمون،‭ ‬في‭ ‬المركز‭ ‬الصيني‭ ‬العربي‭ ‬لدراسات‭ ‬التعاون‭ ‬الثقافي‭ ‬والسياحي‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬جعل‭ ‬‮«‬مهرجان‭ ‬الشعر‭ ‬الصيني‭ ‬العربي‮»‬‭ ‬تقليدا‭ ‬ثقافيا‭ ‬سنوياً‭ ‬يُثري‭ ‬المشهد‭ ‬الثقافي،‭ ‬حيث‭ ‬ستكون‭ ‬انطلاقته‭ ‬في‭ ‬بكين،‭ ‬مع‭ ‬إمكانية‭ ‬تغيير‭ ‬المدينة‭ ‬المضيفة‭ ‬سنوياً‭ ‬لاكتشاف‭ ‬أبعاد‭ ‬التاريخ‭ ‬والتراث‭ ‬الثقافي‭ ‬لمدن‭ ‬مختلفة‮»‬‭. ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬فعاليات‭ ‬المهرجان،‭ ‬سيتم‭ ‬تعميق‭ ‬التفاهم‭ ‬المتبادل‭ ‬بين‭ ‬الشعبين‭ ‬الصيني‭ ‬والعربي،‭ ‬وتعزيز‭ ‬التبادل‭ ‬الثقافي،‭ ‬مما‭ ‬سيساهم‭ ‬في‭ ‬ترسيخ‭ ‬الحوار‭ ‬الحضاري‭ ‬بين‭ ‬الثقافتين،‭ ‬ويعزز‭ ‬القيم‭ ‬المشتركة‭. ‬والى‭ ‬جانب‭ ‬القراءات‭ ‬الشعرية،‭ ‬والتي‭ ‬قدمت‭ ‬باللغتين‭ ‬الصينية‭ ‬والعربية،‭ ‬في‭ ‬ترجمة‭ ‬حاولت‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬نافذة‭ ‬مصغرة‭ ‬على‭ ‬المثن‭ ‬الشعري‭ ‬الغني‭ ‬للضفتين،‭ ‬نظمت‭ ‬جلسة‭ ‬حوارية‭ ‬بين‭ ‬الشعراء‭ ‬لامست‭ ‬مواضيع‭ ‬الحوار‭ ‬والترجمة‭ ‬والأدب‭ ‬الصيني‭ ‬والعربي‭.‬

وأكد‭ ‬الشاعر‭ ‬والاعلامي‭ ‬عبدالحق‭ ‬ميفراني،‭ ‬أن‭ ‬الحوار‭ ‬‮«‬يحتاج‭ ‬لتغيير‭ ‬الصورة‭ ‬النمطية‭ ‬والتي‭ ‬تشكلت‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬سنوات،‭ ‬في‭ ‬محاولة‭ ‬للاقتراب‭ ‬من‭ ‬مسافة‭ ‬الـ«مابين‮»‬،‭ ‬وهي‭ ‬الفضاء‭ ‬الممكن‭ ‬لتأسيس‭ ‬حوار‭ ‬حقيقي‭ ‬شعري‭ ‬وأدبي‭ ‬يسعى‭ ‬لتقاسم‭ ‬الخبرات‭ ‬وتبادل‭ ‬سبل‭ ‬التعاون‭ ‬الثقافي‭ ‬بين‭ ‬الصين‭ ‬والعالم‭ ‬العربي،‭ ‬كما‭ ‬أكد‭ ‬على‭ ‬محورية‭ ‬ومركزية‭ ‬الترجمة‭ ‬في‭ ‬تجسير‭ ‬الهوة‭ ‬بين‭ ‬الثقافتين،‭ ‬داعيا‭ ‬الى‭ ‬تأسيس‭ ‬مركز‭ ‬صيني‭ ‬عربي‭ ‬للترجمة،‭ ‬في‭ ‬أفق‭ ‬التبادل‭ ‬والتعاون‭ ‬ويشكل‭ ‬منصة‭ ‬تفاعلية‭ ‬حقيقية،‭ ‬كما‭ ‬سجل‭ ‬الشاعر‭ ‬ميفراني‭ ‬غياب‭ ‬صوت‭ ‬شعري‭ ‬نسائي‭ ‬كان‭ ‬سيشكل‭ ‬إضافة‭ ‬نوعية‭ ‬وزخما‭ ‬حقيقيا‭ ‬للأصوات‭ ‬الشعرية‭ ‬العربية‭ ‬المشاركة،‭ ‬نظرا‭ ‬لقوة‭ ‬التجربة‭ ‬الشعرية‭ ‬النسائية‭ ‬العربية‭ ‬وتفردها‮»‬‭.‬

المهرجان‭ ‬شكل‭ ‬خطوة‭ ‬أولية‭ ‬لا‭ ‬يمكنها‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬تشكل‭ ‬نواة‭ ‬تأسيسية‭ ‬للحوار،‭ ‬كما‭ ‬يظل‭ ‬المهرجان،‭ ‬في‭ ‬قدرته‭ ‬على‭ ‬الانفتاح‭ ‬على‭ ‬تجارب‭ ‬شعرية‭ ‬مهمة‭ ‬عربية‭ ‬وصينية،‭ ‬مستقبلا،‭ ‬أرضية‭ ‬تنفتح‭ ‬على‭ ‬المستقبل‭ ‬وعلى‭ ‬إفراز‭ ‬سبل‭ ‬التعاون‭ ‬الثقافي‭ ‬وتقريب‭ ‬وجهات‭ ‬النظر‭ ‬وجعل‭ ‬الثقافة‭ (‬كقوة‭ ‬ناعمة‭) ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬تجسير‭ ‬الهوة‭ ‬بين‭ ‬الحضارات‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا