العدد : ١٧٠٨٢ - الأحد ٢٩ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٨ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٨٢ - الأحد ٢٩ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٨ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

الرأي الثالث

محميد المحميد

malmahmeed7@gmail.com

مؤثرون في الجدل.. والدجل..!!

أمس‭ ‬وفي‭ ‬تجمع‭ ‬أسري،‭ ‬وبعد‭ ‬صلاة‭ ‬الجمعة،‭ ‬أبلغني‭ ‬ابن‭ ‬اختي‭ ‬‮«‬معاذ‭ ‬المعيلي‮»‬‭ ‬أن‭ ‬خطبة‭ ‬الجمعة‭ ‬في‭ ‬مسجدنا‭ ‬اليوم‭ ‬كانت‭ ‬عن‭ ‬أخطاء‭ ‬أحد‭ ‬المشاهير‭ ‬في‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬وتأثير‭ ‬بعض‭ ‬الأفكار‭ ‬والممارسات‭ ‬التي‭ ‬يقوم‭ ‬بها‭ ‬على‭ ‬الشباب،‭ ‬وبعضها‭ ‬يثير‭ ‬الفتنة،‭ ‬وبعضها‭ ‬الإساءة‭ ‬لدول‭ ‬شقيقة،‭ ‬وبعضها‭ ‬يدخل‭ ‬في‭ ‬أفكار‭ ‬تمس‭ ‬العقيدة‭.‬

كما‭ ‬قال‭ ‬لي‭ ‬ابنة‭ ‬أختي‭ ‬الدكتورة‭ ‬‮«‬نورة‭ ‬المعيلي‮»‬‭ ‬إن‭ ‬هذا‭ ‬الشخص،‭ ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬كثرة‭ ‬المتابعين‭ ‬له،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬يأتي‭ ‬في‭ ‬أحيانا‭ ‬كثيرة‭ ‬بأفكار‭ ‬وممارسات‭ ‬تمس‭ ‬المعتقدات‭ ‬والثوابت،‭ ‬وقد‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تأثر‭ ‬الشباب‭ ‬المراهق‭ ‬به‭ ‬وبأفكاره‭ ‬وممارساته‭ ‬الخاطئة،‭ ‬وأن‭ ‬له‭ ‬فيديو‭ ‬لتجربة‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬آسيوية،‭ ‬مارس‭ ‬فيها‭ ‬طقوس‭ ‬العبادة‭ ‬الوثنية،‭ ‬بحجة‭ ‬التجربة‭ ‬والانفتاح،‭ ‬والهدوء‭ ‬النفسي‭ ‬والسكون‭ ‬الشخصي‭.‬

وقد‭ ‬اطلعت‭ ‬على‭ ‬تعليق‭ ‬لأحد‭ ‬الشخصيات‭ ‬الدينية‭ ‬يحذر‭ ‬الشباب‭ ‬من‭ ‬الممارسة‭ ‬الخاطئة‭ ‬التي‭ ‬قام‭ ‬بها‭ ‬ذلك‭ ‬الشخص،‭ ‬لدرجة‭ ‬الركوع‭ ‬والتبجيل‭ ‬لرموز‭ ‬تلك‭ ‬الديانة،‭ ‬والصلاة‭ ‬والدعاء‭ ‬في‭ ‬معبد‭ ‬لغير‭ ‬المسلمين،‭ ‬وأن‭ ‬الخطورة‭ ‬تكمن‭ ‬في‭ ‬تأثر‭ ‬وتقليد‭ ‬بعض‭ ‬الصغار‭ ‬والمراهقين‭ ‬لتلك‭ ‬التجربة‭ ‬التي‭ ‬تمس‭ ‬العقيدة‭.  ‬

أخطاء‭ ‬بعض‭ ‬المشاهير‭ ‬والمؤثرين‭ ‬في‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬لا‭ ‬تغفرها‭ ‬‮«‬النوايا‭ ‬الحسنة‮»‬،‭ ‬وتكرار‭ ‬الأخطاء‭ ‬ثم‭ ‬تكرار‭ ‬الاعتذار‭ ‬عنها،‭ ‬يستوجب‭ ‬التوقف‭ ‬والمراجعة،‭ ‬ويستلزم‭ ‬تقويم‭ ‬مسار‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬‮«‬السوشيال‭ ‬ميديا‮»‬،‭ ‬خاصة‭ ‬وأن‭ ‬بعض‭ ‬الأمور‭ ‬تتداخل‭ ‬فيها‭ ‬الحرية‭ ‬الشخصية‭ ‬مع‭ ‬المعتقدات‭ ‬الدينية‭ ‬والثوابت‭ ‬الوطنية،‭ ‬وهنا‭ ‬مكمن‭ ‬الخطورة‭.‬

الركض‭ ‬خلف‭ ‬الشهرة،‭ ‬وحب‭ ‬الإثارة،‭ ‬وهوس‭ ‬الإتيان‭ ‬بأفكار‭ ‬وممارسات‭ ‬شاذة،‭ ‬قد‭ ‬تجلب‭ ‬المتابعين‭ ‬ولكنها‭ ‬لا‭ ‬تجلب‭ ‬الاحترام‭ ‬من‭ ‬الناس،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬لا‭ ‬تنفع‭ ‬الشخص‭ ‬في‭ ‬حياته‭ ‬ولا‭ ‬آخرته،‭ ‬والمشكلة‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬المؤسسات‭ ‬الرسمية‭ ‬وربما‭ ‬مؤسسات‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬تستعين‭ ‬ببعض‭ ‬مشاهير‭ ‬‮«‬السوشيال‭ ‬ميديا‮»‬‭ ‬للترويج‭ ‬وإعلان‭ ‬برامجها‭ ‬ومشاريعها،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬البعض‭ ‬منها‭ ‬باستضافة‭ ‬تلك‭ ‬الشخصيات‭ ‬في‭ ‬مؤتمرات‭ ‬ومنتديات‭ ‬عامة،‭ ‬وعرضه‭ ‬كقدورة‭ ‬للشباب،‭ ‬ونموذج‭ ‬للتأثير‭ ‬وقصة‭ ‬نجاح‭.. ‬وهنا‭ ‬يقع‭ ‬الشباب‭ ‬في‭ ‬حيرة‭ ‬من‭ ‬أمرهم‭ ‬مع‭ ‬‮«‬المشاهير‮»‬‭ ‬وكيف‭ ‬أن‭ ‬أخطاءهم‭ ‬وسقطاتهم‭ ‬و‮«‬بلاويهم‮»‬‭ ‬جعلت‭ ‬منهم‭ ‬في‭ ‬مقدمة‭ ‬الصفوف‭ ‬والتأثير‭ ‬والنموذج‭..!! ‬وكيف‭ ‬أن‭ ‬المؤسسات‭ ‬تستعين‭ ‬بهم‭ ‬وتكرمهم‭ ‬وتستضيفهم‭ ‬وهم‭ ‬يمارسون‭ ‬كل‭ ‬الجدل‭ ‬وبعض‭ ‬الدجل‭..!!‬

يقول‭ ‬الدكتور‭ ‬والمستشار‭ ‬التربوي‭ ‬والأسري‭ ‬أحمد‭ ‬الشيمي‭: ‬‮«‬من‭ ‬الظواهر‭ ‬اللافتة‭ ‬للنظر‭ ‬هذه‭ ‬الأيام،‭ ‬والتي‭ ‬لا‭ ‬تخطئها‭ ‬عين‭ ‬الناظر؛‭ ‬هوس‭ ‬الشباب‭ ‬بالمؤثرين‭ ‬والمشهورين‭ ‬عبر‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬ويتقاضى‭ ‬هؤلاء‭ ‬المشاهير‭ ‬مبالغ‭ ‬طائلة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬أطروحاتهم‭ ‬السلبية،‭ ‬ويدفع‭ ‬الشباب‭ ‬لتقليدهم‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬العواقب‭ ‬والسلبيات،‭ ‬ومن‭ ‬الأهمية‭ ‬بمكان‭ ‬أن‭ ‬تتصدى‭ ‬مؤسسات‭ ‬المجتمع‭ ‬والمؤثرين‭ ‬الإيجابيين‭ ‬لهؤلاء‭ ‬عبر‭ ‬منصاتهم،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬حماية‭ ‬المجتمع‭ ‬والشباب‭.‬

عموما‭.. ‬لا‭ ‬داعي‭ ‬لذكر‭ ‬اسم‭ ‬ذلك‭ ‬الشخص‭ ‬المخطئ،‭ ‬ولكن‭ ‬نقول‭ ‬رحم‭ ‬الله‭ ‬الخليفة‭ ‬عمر‭ ‬الفاروق‭.‬

إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا