العدد : ١٧٠٨٢ - الأحد ٢٩ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٨ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٨٢ - الأحد ٢٩ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٨ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

الرأي الثالث

محميد المحميد

malmahmeed7@gmail.com

مطار البحرين.. من زاوية أخرى

ذات‭ ‬مرة‭ ‬حدثني‭ ‬سعادة‭ ‬الأخ‭ ‬العزيز‭ ‬الأستاذ‭ ‬خالد‭ ‬حسين‭ ‬المسقطي‭ ‬عضو‭ ‬مجلس‭ ‬الشورى‭ ‬بكلام‭ ‬منطقي‭ ‬جميل،‭ ‬ربما‭ ‬يغيب‭ ‬عنا‭ ‬في‭ ‬خضم‭ ‬إصرارنا‭ ‬على‭ ‬‮«‬ثقافة‭ ‬المقارنة‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تتسبب‭ ‬في‭ ‬‮«‬تقزيم‮»‬‭ ‬بعض‭ ‬مشاريعنا‭ ‬وإنجازاتنا‭ ‬الوطنية،‭ ‬ولكن‭ ‬بنظرة‭ ‬من‭ ‬‮«‬زاوية‭ ‬أخرى‮»‬‭ ‬تجد‭ ‬أن‭ ‬ثمة‭ ‬عناصر‭ ‬قوة‭ ‬وإيجابية‭ ‬فيها،‭ ‬وربما‭ ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬في‭ ‬مشاريع‭ ‬دول‭ ‬عديدة‭.‬

خذ‭ ‬مثلا‭.. ‬إجراءات‭ ‬المطار‭ ‬عند‭ ‬الدخول‭ ‬والمغادرة‭ ‬من‭ ‬البلاد،‭ ‬صحيح‭ ‬أننا‭ ‬لا‭ ‬نملك‭ ‬مطارا‭ ‬ضخما،‭ ‬كبيرا‭ ‬وشاسعا،‭ ‬ولكننا‭ ‬نملك‭ ‬خدمات‭ ‬وتسهيلات‭ ‬وإجراءات،‭ ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬في‭ ‬المطارات‭ ‬الضخمة‭ ‬الكبيرة‭ ‬والأكثر‭ ‬ازدحاما‭.‬

خذ‭ ‬مثلا‭.. ‬المدة‭ ‬الزمنية‭ ‬القصيرة‭ ‬منذ‭ ‬لحظة‭ ‬هبوط‭ ‬الطائرة،‭ ‬مرورا‭ ‬بإجراءات‭ ‬الجوازات‭ ‬والجمارك،‭ ‬وصولا‭ ‬إلى‭ ‬تسلم‭ ‬الأمتعة،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬الخروج‭ ‬من‭ ‬مبنى‭ ‬المطار،‭ ‬وقارنها‭ ‬بالإجراءات‭ ‬الطويلة،‭ ‬والمسافة‭ ‬الكبيرة‭ ‬التي‭ ‬يقطعها‭ ‬المسافر،‭ ‬والمحطات‭ ‬التي‭ ‬يمر‭ ‬بها،‭ ‬والتحويلات‭ ‬التي‭ ‬ينتقل‭ ‬فيها،‭ ‬والمدة‭ ‬الزمنية‭ ‬الطويلة‭ ‬التي‭ ‬تجعل‭ ‬المسافر‭ ‬في‭ ‬قلق‭ ‬من‭ ‬أمره،‭ ‬وخاصة‭ ‬أن‭ ‬المدة‭ ‬الزمنية‭ ‬هنا‭ ‬مهمة‭ ‬جدا‭ ‬لدى‭ ‬مسافر‭ ‬‮«‬الترانزيت‮»‬،‭ ‬ففي‭ ‬مطار‭ ‬البحرين‭ ‬تستغرق‭ ‬العملية‭ ‬بأكملها‭ ‬دقائق‭ ‬معدودة‭ ‬لا‭ ‬تتجاوز‭ ‬ربع‭ ‬ساعة،‭ ‬فيما‭ ‬مطارات‭ ‬أخرى‭ ‬تمتد‭ ‬ساعات‭ ‬طويلة‭ ‬من‭ ‬الانتظار‭ ‬والتذمر‭ ‬والقلق‭ ‬من‭ ‬إغلاق‭ ‬البوابة‭.‬

خذ‭ ‬مثلا‭.. ‬السوق‭ ‬الحرة،‭ ‬والفندق‭ ‬وغرف‭ ‬الكبسولات‭ ‬بالمطار،‭ ‬والمرافق‭ ‬العامة‭ ‬وساحة‭ ‬الألعاب‭ ‬للأطفال‭ ‬وغيرها‭ ‬في‭ ‬المطار،‭ ‬تجد‭ ‬روعة‭ ‬التنظيم،‭ ‬وميزة‭ ‬التنوع،‭ ‬وجمال‭ ‬التصميم،‭ ‬وشدة‭ ‬الإقبال‭ ‬على‭ ‬بعضها‭.‬

الغريب‭ ‬أن‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الزوار‭ ‬والسياح‭ ‬والمسافرين‭ ‬يشيدون‭ ‬ويعجبون‭ ‬بما‭ ‬يجدونه‭ ‬في‭ ‬مطار‭ ‬البحرين‭ ‬الدولي،‭ ‬فيما‭ ‬فئة‭ ‬منا‭ ‬لا‭ ‬ترى‭ ‬كل‭ ‬تلك‭ ‬الأمور‭ ‬والإيجابيات‭.. ‬ربما‭ ‬الرغبة‭ ‬في‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬التطوير‭.. ‬وهذا‭ ‬حق،‭ ‬وربما‭ ‬لعادة‭ ‬‮«‬ثقافة‭ ‬المقارنة‮»‬‭.. ‬وهذا‭ ‬خطأ‭.‬

حتى‭ ‬في‭ ‬مسألة‭ ‬توظيف‭ ‬ووجود‭ ‬الشباب‭ ‬البحريني‭ ‬في‭ ‬‮«‬الكونتر‮»‬،‭ ‬والشركات‭ ‬العاملة‭ ‬بالمطار‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الخدمات،‭ ‬نجد‭ ‬أن‭ ‬الأمر‭ ‬في‭ ‬تحسن‭ ‬واضح،‭ ‬وأن‭ ‬عدد‭ ‬العاملين‭ ‬البحرينيين‭ ‬أصبح‭ ‬في‭ ‬تزايد،‭ ‬في‭ ‬معظم‭ ‬الوظائف‭ ‬والمهن،‭ ‬ولا‭ ‬يزال‭ ‬العمل‭ ‬والطموح‭ ‬أكبر‭ ‬وأكثر‭. ‬

هل‭ ‬لاحظنا‭ ‬عملية‭ ‬تسلم‭ ‬الأمتعة‭ ‬في‭ ‬السير‭ ‬الكهربائي،‭ ‬التي‭ ‬تتم‭ ‬بانسيابية‭ ‬ووضوح،‭ ‬ووجود‭ ‬عربات‭ ‬وحتى‭ ‬مساعدين‭ ‬لنقل‭ ‬العفش‭..‬؟؟‭ ‬هل‭ ‬لاحظنا‭ ‬مواقف‭ ‬السيارات‭ ‬ومبنى‭ ‬الطوابق‭ ‬وكيف‭ ‬تم‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬مسألة‭ ‬الازدحامات‭..‬؟؟‭ ‬وهل‭ ‬لاحظنا‭ ‬كيف‭ ‬كانت‭ ‬الأمور‭ ‬تمضي‭ ‬بسلاسة‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬‮«‬كورونا‮»‬‭ ‬والفحص‭..‬؟‭ ‬وغيرها‭ ‬كثير‭. ‬

صحيح‭ ‬أن‭ ‬مشاريعنا‭ ‬على‭ ‬‮«‬قدنا‮»‬،‭ ‬ولكنها‭ ‬مشاريع‭ ‬حيوية‭ ‬ومتميزة،‭ ‬ويبقى‭ ‬التحدي‭ ‬الأكبر‭ ‬في‭ ‬زيادة‭ ‬عدد‭ ‬المسافرين‭ ‬القادمين،‭ ‬وزيادة‭ ‬استثمار‭ ‬مطار‭ ‬البحرين‭ ‬كمحطة‭ ‬‮«‬ترانزيت‮»‬،‭ ‬وتلك‭ ‬مهمة‭ ‬ليست‭ ‬بمستحيلة،‭ ‬وبتكاتف‭ ‬الجهود‭ ‬والإصرار،‭ ‬سنحقق‭ ‬رهان‭ ‬النجاح‭.. ‬واستدامته‭ ‬كذلك‭. ‬

إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا