العدد : ١٧٠٧٩ - الخميس ٢٦ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٥ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٧٩ - الخميس ٢٦ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٥ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

على مسؤوليتي

علي الباشا

هروب

}‭ ‬يختتم‭ ‬اليوم‭ ‬الدور‭ (‬ربع‭ ‬النهائي‭) ‬في‭ ‬النهائيات‭ ‬الآسيوية‭ ‬المقامة‭ ‬حاليا‭ ‬في‭ ‬الدوحة،‭ ‬والمفاجآت‭ ‬فيها‭ ‬محدودة‭ ‬جدا؛‭ ‬لأن‭ ‬من‭ ‬جاءوا‭ (‬سلفا‭) ‬للقب‭ ‬أعلنوا‭ ‬ذلك‭ ‬قبلا،‭ ‬ورُشحوا‭ ‬من‭ ‬الخبراء‭ ‬والمحللين،‭ ‬ولكن‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬جاءوا‭ ‬وقفا‭ ‬على‭ ‬الطموحات؛‭ ‬وهي‭ ‬مبنية‭ ‬على‭ ‬أمنيات‭ (‬يا‭ ‬رب‭) ‬وليس‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬فنية‭ ‬تسبقها‭ ‬إلى‭ ‬البطولة‭.‬

 

}‭ ‬وتدرجا‭ ‬كانت‭ ‬الترشيحات‭ ‬تميل‭ ‬الى‭ ‬منتخبات‭ ‬من‭ ‬شاكلة‭ ‬اليابان‭ ‬وكوريا‭ ‬الجنوبية‭ ‬واستراليا،‭ ‬ثم‭ ‬بدرجة‭ ‬اقل‭ ‬إيران‭ ‬لتصنيفها‭ ‬العالي‭ ‬دوليا،‭ ‬والسعودية‭ ‬بسمعة‭ ‬اعلامية‭ ‬عبر‭ ‬أقوى‭ ‬سوق‭ ‬آسيوية‭ ‬للمحترفين،‭ ‬ثم‭ ‬قطر‭ ‬عبر‭ ‬استضافة‭ ‬الحدث،‭ ‬وفيما‭ ‬عدا‭ ‬ذلك‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬الهروب‭ ‬لمنتخبات؛‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬طموحات‭ ‬غير‭ ‬علمية‭.‬

 

}‭ ‬فمثلا‭ ‬إذا‭ ‬أخذنا‭ ‬منتخبنا‭ ‬الوطني‭ (‬مثالا‭) ‬فاعتقد‭ ‬ان‭ ‬الطموحات‭ ‬بُنيت‭ ‬على‭ ‬تاريخ‭ ‬سابق،‭ ‬وليس‭ ‬على‭ ‬اساس‭ ‬جاهزية‭ ‬جيدة؛‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬اختيار‭ ‬اللاعبين‭ ‬او‭ ‬التعاقد‭ ‬مع‭ ‬المدرب،‭ ‬وكُنّا‭ ‬نبني‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬مفاجأة‭ ‬تأتي‭ ‬هنا‭ ‬أو‭ ‬هناك؛‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬حال‭ ‬صدارة‭ ‬المجموعة،‭ ‬ولذا‭ ‬الهروب‭ ‬هو‭ ‬اننا‭ ‬نعد‭ ‬للتصفيات‭ ‬المزدوجة‭!‬

 

}‭ ‬وحالة‭ ‬الهروب‭ ‬نراها‭ ‬في‭ ‬مرشح‭ ‬قوي‭ ‬كالسعودية‭ ‬بتاريخه‭ ‬البطولي‭ ‬وما‭ ‬اكتسبه‭ ‬من‭ ‬سمعة‭ ‬عبر‭ ‬دوري‭ ‬المحترفين؛‭ ‬ولكن‭ ‬المبررات‭ ‬سبقت‭ ‬الفريق‭ ‬للنهائيات‭ ‬بأن‭ ‬المدرب‭ ‬لم‭ ‬يختر‭ ‬اللاعبين‭ (‬الافضل‭)‬،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬كان‭ ‬الهروب‭ ‬عبر‭ ‬مغادرة‭ ‬المدرب‭ ‬للملعب‭ ‬فترة‭ ‬الركلات‭ ‬الترجيحية،‭ ‬دون‭ ‬مناقشة‭ ‬الأسباب‭ ‬الفنية‭ ‬الحقيقية‭ ‬للخروج‭!‬

 

}‭ ‬أما‭ ‬الهروب‭ ‬الحقيقي‭ ‬فهو‭ ‬للمنتخب‭ ‬العراقي‭ ‬عبر‭ ‬مدربه‭ (‬كاسياس‭)‬؛‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬ينقل‭ ‬ثقة‭ ‬الإعلام‭ ‬حتى‭ ‬أثناء‭ ‬النهائيات؛‭ ‬لكنه‭ ‬استفاد‭ ‬من‭ ‬قضية‭ ‬طرد‭ ‬مهاجمه‭ ‬ليفربول‭ ‬عبر‭ ‬سبب‭ ‬لا‭ ‬يقتنع‭ ‬به‭ ‬أي‭ ‬خبير‭ ‬صادق‭ ‬مع‭ ‬نفسه،‭ ‬فالأخطاء‭ ‬الفنية‭ ‬الدفاعية‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬سببت‭ ‬الخسارة؛‭ ‬فكثير‭ ‬من‭ ‬الفرق‭ ‬تفوز‭ ‬وهي‭ ‬ناقصة‭ ‬العدد‭.‬

 

}‭ ‬أتمنى‭ ‬دائما‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬الاتحادات‭ ‬ووسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬واقعية؛‭ ‬ولا‭ ‬تبحث‭ ‬عن‭ ‬مبررات‭ ‬غير‭ ‬واقعية‭ ‬تُسوق‭ ‬بها‭ ‬فشلها،‭ ‬او‭ ‬تتخذ‭ ‬من‭ ‬الرؤى‭ (‬الاحتيالية‭) ‬في‭ ‬البرامج‭ ‬التحليلية‭ (‬الجدلية‭)‬؛‭ ‬طريقا‭ ‬جيدا‭ ‬للهروب‭ ‬من‭ ‬تبيان‭ ‬الأسباب‭ ‬الحقيقية‭ ‬التي‭ ‬حالت‭ ‬دون‭ ‬مواصلة‭ ‬المنافسة،‭ ‬وكان‭ ‬الهروب‭ ‬تمارسه‭ ‬الاتحادات‭ ‬ويدعمه‭ ‬الإعلام‭!‬

إقرأ أيضا لـ"علي الباشا"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا