العدد : ١٧٠٨١ - السبت ٢٨ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٧ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٨١ - السبت ٢٨ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٧ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

الرأي الثالث

محميد المحميد

malmahmeed7@gmail.com

عفوا.. «السيستم» عطلان..!!

حينما‭ ‬كنا‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬دورات‭ ‬التدريب‭ ‬في‭ ‬المهارات‭ ‬والإدارة‭ ‬أبلغنا‭ ‬المحاضر‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬أساسيات‭ ‬الإدارة‭ ‬الناجحة‭ ‬وجود‭ ‬خطة‭ ‬بديلة،‭ ‬يطلق‭ ‬عليها‭ ‬خطة‭ (‬ب‭)‬،‭ ‬يتم‭ ‬اللجوء‭ ‬إليها‭ ‬والاستعانة‭ ‬بها،‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬توقف‭ ‬وتعطل‭ ‬الخطة‭ ‬الأساسية،‭ ‬وما‭ ‬يسمى‭ ‬الخطة‭ (‬أ‭).‬

وكشف‭ ‬لنا‭ ‬المحاضر‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬اليابان‭ ‬والمؤسسات‭ ‬الناجحة‭ ‬والمتميزة‭ ‬ليهم‭ ‬الخطة‭ (‬أ‭) ‬و‭ (‬ب‭) ‬و‭(‬ج‭) ‬كذلك،‭ ‬أي‭ ‬وجود‭ ‬سيناريوهات‭ ‬لأي‭ ‬احتمالات‭ ‬ومفاجآت‭ ‬في‭ ‬العمل،‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬استمرارية‭ ‬الانتاج،‭ ‬وعدم‭ ‬تأخير‭ ‬مصالح‭ ‬الناس،‭ ‬وكذلك‭ ‬تأكيدا‭ ‬لعنصر‭ ‬التميز‭.‬

‭ ‬منذ‭ ‬أيام‭ ‬قرأت‭ ‬خبرا‭ ‬محليا،‭ ‬مفاده‭ ‬موافقة‭ ‬مجلس‭ ‬بلدي‭ ‬الجنوبية‭ ‬بالأغلبية‭ ‬على‭ ‬مخاطبة‭ ‬وزير‭ ‬شؤون‭ ‬البلديات‭ ‬والزراعة‭ ‬لبلدية‭ ‬المنطقة‭ ‬لإمكانية‭ ‬إرسال‭ ‬رسائل‭ ‬نصية‭ (‬SMS‭) ‬من‭ ‬قبل‭ ‬البلدية،‭ ‬لإبلاغ‭ ‬المواطنين‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬عدم‭ ‬توافر‭ ‬أكياس‭ ‬القمامة‭ ‬أو‭ ‬تأخر‭ ‬توفيرها‭.. ‬وقال‭ ‬العضو‭ ‬البلدي‭ ‬‮«‬مقدم‭ ‬المقترح‮»‬‭ ‬إنه‭ ‬يجب‭ ‬إرسال‭ ‬رسالة‭ ‬نصية‭ ‬لعدم‭ ‬توافر‭ ‬أكياس‭ ‬القمامة،‭ ‬أو‭ ‬تأخر‭ ‬توفيرها،‭ ‬وذلك‭ ‬مراعاة‭ ‬لظروف‭ ‬كبار‭ ‬السن‭ ‬بشكل‭ ‬خاص،‭ ‬والمواطنين‭ ‬العاملين،‭ ‬لصعوبة‭ ‬الاستئذان‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬لتسلم‭ ‬الأكياس‭. ‬

وبصراحة‭ ‬كنت‭ ‬أقول‭ ‬متسائلا‭ ‬مستغربا‭: ‬هل‭ ‬خلصت‭ ‬الأشغال‭ ‬والمهام‭ ‬والمسؤوليات‭ ‬حتى‭ ‬يقترح‭ ‬عضو‭ ‬بلدي‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬المقترح؟‭ ‬وهل‭ ‬البلدية‭ ‬تغفل‭ ‬عن‭ ‬الموضوع‭ ‬البديهي‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬الدرجة؟‭ ‬فأين‭ ‬إذا‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬التحول‭ ‬الرقمي‭ ‬والخدمات‭ ‬الالكترونية،‭ ‬ورضا‭ ‬العملاء،‭ ‬وتطوير‭ ‬القطاع‭ ‬البلدي‭ ‬وغيرها‭..‬؟؟

حتى‭ ‬فوجئت‭ ‬أن‭ ‬الأمر‭ ‬ذاته‭ ‬قد‭ ‬وقع‭ ‬فعلا‭ ‬في‭ ‬بلدية‭ ‬المحرق،‭ ‬حيث‭ ‬أبلغني‭ ‬أحد‭ ‬المواطنين‭ ‬أنه‭ ‬ذهب‭ ‬إلى‭ ‬مقر‭ ‬البلدية‭ ‬لتسلم‭ ‬أكياس‭ ‬القمامة،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬قطع‭ ‬مشوارا‭ ‬إلى‭ ‬هناك،‭ ‬واستأذن‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬العمل،‭ ‬فما‭ ‬إن‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬مكتب‭ ‬البلدي،‭ ‬حتى‭ ‬قيل‭ ‬له‭: ‬‮«‬عفوا‭.. ‬السيستم‭ ‬عطلان‭..!!‬‮»‬‭.‬

يقول‭ ‬المواطن‭: ‬لقد‭ ‬قبلنا‭ ‬على‭ ‬مضض‭ ‬الآلية‭ ‬الجديدة‭ ‬التي‭ ‬قامت‭ ‬بها‭ ‬البلدية‭ ‬في‭ ‬التسليم‭ ‬الشهري‭ ‬للأكياس،‭ ‬وليس‭ ‬كما‭ ‬السابق،‭ ‬حيث‭ ‬يسمح‭ ‬النظام‭ ‬بتسلم‭ ‬أكياس‭ ‬ثلاثة‭ ‬أو‭ ‬ستة‭ ‬شهور‭ ‬مقدما‭ ‬أو‭ ‬مؤخرا‭.. ‬وقلنا‭ ‬سنوافق‭ ‬على‭ ‬الأمر‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يقال‭ ‬إننا‭ ‬ضد‭ ‬التطوير،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تعميم‭ ‬قرار‭ ‬على‭ ‬الجميع‭ ‬بسبب‭ ‬ممارسات‭ ‬خاطئة‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬المواطنين‭ ‬ليس‭ ‬حلا‭ ‬عادلا‭.. ‬ولكن‭ ‬كما‭ ‬يقال‭ ‬رضينا‭ ‬بالهم‭ ‬والهم‭ ‬ما‭ ‬رضى‭ ‬فينا‭..!!‬

موضوع‭ ‬‮«‬السيستم‭ ‬عطلان‮»‬‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يُمحى‭ ‬من‭ ‬قاموس‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬الدولة‭.. ‬هناك‭ ‬دول‭ ‬أعلنت‭ ‬شعار‭ ‬‮«‬تصفير‭ ‬الإجراءات‭ ‬البيروقراطية‮»‬‭.. ‬فيما‭ ‬بعض‭ ‬قطاعات‭ ‬عندنا‭ ‬تحتضن‭ ‬البيروقراطية‭ ‬وتلتحفها‭ ‬وتتدفأ‭ ‬بها،‭ ‬ولا‭ ‬تقبل‭ ‬بأن‭ ‬تنزعها‭ ‬وتتخلص‭ ‬منها،‭ ‬ربما‭ ‬لأن‭ ‬هناك‭ ‬علاقة‭ ‬خاصة‭ ‬وعشرة‭ ‬عمر،‭ ‬تشابكت‭ ‬مع‭ ‬الزمن‭.‬

موضوع‭ ‬البلدية‭ ‬هو‭ ‬مثال‭ ‬واحد‭ ‬فقط‭.. ‬وأنا‭ ‬متأكد‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬القطاعات‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬ترفع‭ ‬وتطبق‭ ‬شعار‭ ‬‮«‬السيستم‭ ‬عطلان‮»‬‭.. ‬وحركة‭ ‬التصحيح‭ ‬والتعديل‭ ‬والتطوير‭ ‬فيها‭ ‬بطيئة‭ ‬جدا،‭ ‬ومثل‭ ‬هذا‭ ‬العقليات‭ ‬والمنهجيات‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تحاسب‭.‬

الخطة‭ (‬أ‭) ‬والخطة‭ (‬ب‭) ‬والسيناريوهات‭ ‬البديلة‭ ‬والاحتياطية‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬حاضرة‭ ‬على‭ ‬الدوام‭ ‬في‭ ‬كافة‭ ‬مواقع‭ ‬العمل‭.. ‬ولكن‭ ‬المصيبة‭ ‬لو‭ ‬أنك‭ ‬اكتشفت‭ ‬أن‭ ‬الخطة‭ (‬أ‭) ‬لدى‭ ‬بعض‭ ‬الموظفين‭ ‬هي‭ ‬غير‭ ‬صالحة‭ ‬للعمل‭ ‬والانجاز‭ ‬أساسا‭.. ‬وهم‭ ‬سعداء‭ ‬بهذا‭ ‬الوضع،‭ ‬ويرددون‭ ‬عبارة‭: ‬الله‭ ‬لا‭ ‬يغير‭ ‬علينا‭..!‬

إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا