تعد حساسية الصدر من الأمراض التي تصيب الكثير من الأطفال في عمر صغير، والتي تحتاج إلى عناية ودراية كافية لتجاوز الصغير لهذه الحالة وعدم تأثيرها على مستقبلة واستمرارها فترات طويلة من العمر.
كما يعتبر مرض حساسية الصدر لدى الأطفال من الحالات الشائعة بصورة لافتة للنظر في الآونة الأخيرة، لذا حاور الخليج الطبي الدكتور حسين العجوز استشاري طب الأطفال وأمراض الحساسية والربو لنتعرف على كل ما يهمنا بخصوص الحساسية.
أمراض الحساسية عند الأطفال
الحساسية هي رد فعل جهاز المناعة للجسم عند تعرضه لمواد غير ضارة لكنه يصنفها خطأ كمواد ضارة و يتعامل معها على أنها أجسام دخيلة يجب التخلص منها، مما يؤدي الى ظهور اعراض الحساسية وتعرف هذه المواد (بالمهيجات أو مسببات الحساسية).
يمكن أن تتراوح شدة الأعراض بين خفيفة وأخرى شديدة قد تهدد الحياة وتتطلب تدخلا طبيا عاجلا. الجدير بالذكر أن نسبة الأطفال المصابين بأمراض الحساسية قد زادت بشكل ملحوظ خلال السنوات الماضية.
تعد الأسباب الجينية من أهم أسباب الحساسية حيث يستطيع الأب أو الأم توريث جينات الحساسية تجاه شيء معين للطفل ولكن ليس بالضرورة أن يحدث ذلك في جميع الحالات.
ما أنواع الحساسية لدى الأطفال؟
يوجد العديد من أنواع الحساسية المختلفة التي لا يمكن حصرها جميعاً، إلا أن أهم انواع الحساسيات يشمل ما يلي:
حساسية الطعام: وأكثرها شيوعا هي حساسية الحليب، البيض، الفول السوداني، المكسرات، فول الصويا، الأسماك والقشريات، وتوجد أنواع مختلفة من تفاعلات الحساسية تجاه الأطعمة بعضها مرتبط بأجسام مضادة تسمى ige والبعض الآخر لا يرتبط بهذه الأجسام المضادة ويمكن أن يعاني الشخص من كلا النوعين في الوقت نفسه.
حساسية الصدر أو الربو: وهو أحد أكثر أمراض الجهاز التنفسي المزمنة شيوعا ومن أهم مهيجاتها هي عث الغبار، وبر الحيوانات الأليفة، العفن الناتج عن الرطوبة والصراصير.
التهاب الأنف والعين التحسسي: وتكون مسبباته مشابهة لمسببات حساسية الصدر. وقد يظهر هذا النوع من الحساسية بشكل موسمي خصوصا في فصل الربيع عندما يكون مسبب الحساسية هي حبوب اللقاح الناتجة من الحشائش والزهور والأشجار.
التهاب الجلد التحسسي (الأكزيما): من أكثر حالات الحساسية شيوعا، حيث يصاب واحد من كل خمسة اطفال.
حساسية الأدوية: وهي من أنواع الحساسية الأقل انتشارا بين الأطفال حيث إن أغلب الأعراض غير المرغوبة التي تنتج عن استعمال الأدوية تكون في الحقيقة ناتجة عن خصائص هذه الأدوية، وليست حساسية حقيقية، وتعتبر حساسية البنسلين أحد أكثر أنواع الحساسية الدوائية انتشاراً.
ما أعراض الحساسية؟
تختلف أعراض الحساسية بناء على مسببات أو مهيجات الحساسية التي يعاني منها المريض ومستوى شدة الحساسية:
احتقان وسيلان الأنف أو العينين، والعطاس.
ضيق التنفس.
سعال
طفح جلدي
جفاف وتشقق الجلد
تنميل في الفم أو الحلق
تهيج أو التهاب الحلق
حكة في الجلد أو العينين
تعب وإرهاق
صداع
التقيؤ والغثيان
حمى
تورم أو انتفاخ العين
الحساسية المفرطة Anaphylaxis :
في بعض الأحيان عند التعرض لأحد مسببات الحساسية قد يؤدي ذلك إلى حدوث ردة فعل شديدة تسمى بالحساسية المفرطة والتي غالباً ما ترتبط بحساسية الأطعمة أو الأدوية:
طفح جلدي وحكة
تورم الوجه أو اللسان أو الحلق
صعوبة التنفس
انخفاض ضغط الدم
تسارع نبضات القلب
الدوخة والإغماء
كيف يكون التشخيص.
يعتمد تشخيص أمراض الحساسية بمختلف أنواعها بشكل كبير على التاريخ الطبي والفحص الإكلينيكي والمتابعة الدورية، ويتم اللجوء في بعض الحالات لبعض التحاليل، كاختبار بالوخز الجلدي Skin Prick Test أو اختبار الدم لقياس الأجسام المضادة Specific IgE.
هل هناك علامات تستدعي سرعة الذهاب إلى الطبيب؟
يجب مراجعة الطبيب لتشخيص ومناقشة خيارات العلاج وذلك عند ملاحظة أي أعراض قد تكون مرتبطة بأمراض الحساسية، إذ من الممكن ان تزداد شدة الأعراض من خفيفة الى شديدة أو حساسية مفرطة بشكل سريع وغير متوقع. وحتى لو كانت الأعراض ليست شديدة فالحساسية مرض مزمن ومن الممكن أن يؤثر على أنشطة المريض اليومية.
هل هناك طرق للوقاية من الحساسية لدى الأطفال؟
الرضاعة الطبيعية تقلل من انتشار الحساسية ومعدلاتها منذ الصغر.
لا يوجد دليل على أن تأخير إدخال الأطعمة يمكن أن يساعد في منع حساسية الطعام.
ما هي طرق العلاج؟
تجنب المهيجات يعتبر أهم خطوة في السيطرة على أعراض الحساسية، إلا أن تجنب جميع مهيجات الحساسية قد يكون أمراً صعباً، لذلك يوجد العديد من الأدوية التي تستعمل للسيطرة على أعراض الحساسية كمضادات الهستامين وأدوية الستيرويد عن طريق بخاخات الأنف أو الاستنشاق أو كريمات ومراهم.
الإبينفرين وهو أهم دواء في حالات الحساسية المفرطة المهددة للحياة والذي يجب أن يعطى خلال الدقائق الأولى من ظهور علامات الحساسية المفرطة، ويتوفر الابينفرين على شكل حقن ذاتية الاستعمال مسبقة التعبئة.
العلاج المناعي Immunotherapy
تقوم فكرة العلاج المناعي للحساسية على إعطاء المريض جرعات من مسببات الحساسية ويكون ذلك عن طريق الحقن أو على شكل أقراص تحت اللسان أو على شكل قطرات، ويستمر هذا العلاج لعدة سنوات تتراوح ما بين الثلاث والخمس سنوات. ويتم اللجوء للعلاج المناعي للمرضى الذين يعانون من حساسية شديدة الأعراض ولمدة طويلة ولم تتحسن أعراض الحساسية لديهم للعلاجات السابقة. العلاج المناعي للحساسية قد يكون فعالًا تمامًا للبعض بحيث لا يحتاج هؤلاء المرضى إلى أي دواء لعلاج الحساسية لديهم بعد تلقيهم العلاج المناعي للحساسية، بينما قد لا يكون العلاج فعالًا لدى البعض الآخر.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك