مضاعفات الأقدام السكرية كثيرة قد تبدأ بخسارة الإحساس وتنتهي بالغرغرينا (وهي نوعان: الجاف والرطب). ولكن قبل الشروع في الحديث عن المضاعفات علينا البدء بالحديث عن أهمية الوقاية من الوصول إلى هذه المضاعفات. في المقال الآتي يوضح لنا الدكتور عبدالله إسماعيل استشاري الجراحة العامة والعناية بالجروح وجراحة القدم السكري أهمية الفحص الدوري وطرق الوقاية من المضاعفات.
أوضح الدكتور عبدالله ان مرض السكر مرض يجمع في علاجه الكثير من التخصصات المختلفة في الطب لكونه مرضا يتعدى الحدود الفسيولوجية للعضو الواحد ويتخطاها الى مختلف أعضاء الجسم، فيبدأ بمستويات السكر في الدم ومن بعدها يتسلل إلى باقي الأعضاء كالقلب والعقل، والعين، والكلى، والأوعية الدموية، فالعضلات، والأقدام. وحين نتكلم عن القدم السكري فهناك عدة أجهزة او أنسجة تتأثر في القدم بفعل السكر، تبدأ بالجلد والانسجة الضامة تحته وصولا إلى العضلات ومن ثم الأوعية الدموية فالأعصاب الطرفية بمختلف انواعها.
لذلك يجب الحرص على المراجعة الدورية للطبيب المختص بالسكر والغدد الصماء أو طبيب العائلة المختص كذلك، الذي يعد المايسترو المختص، بالتنسيق مع كافة التخصصات المتعلقة بمرضى السكر والمنوطة بتتبع واكتشاف أي خلل في أي عضو من الأعضاء السابق ذكرها.
وأضاف: كوني مختصا بالعناية بالجروح والقدم السكرية فأنا أحد أعضاء الفريق المهتمين بمريض السكر ككل؛ فحين يصاب مريض السكر بجرح في قدمه فإننا لا نعالج فقط الجرح، بل ننظر إلى المريض نظرة شمولية تشمل جميع الأعضاء المعرضة للتلف بسبب السكر وتصل إلى الاهتمام كذلك بالجانب النفسي والاجتماعي لما لذلك من أهمية في التشافي كما أثبتت آخر الدراسات.
أما فيما يخص الأقدام فهناك ثلاث مضاعفات رئيسية قد يصاب بها مريض السكر إن لم يحسن السيطرة على المرض، هي: مضاعفات في التروية الدموية وهي الأهم لالتئام الجرح، ومضاعفات الأعصاب الطرفية التي قد تقود إلى مضاعفات أخرى مثل قدم شاركو، وأخيرا وليس آخرا مضاعفات الالتهابات في الأقدام سواء كانت بكتيرية أو حتى الفطرية التي قد يتجاهلها الكثير ولكنها قد تكون البوابة لكثير من المشاكل.
كل هذه المضاعفات قد يغفل عنها المريض، وهنا تكمن أهمية مراجعة طبيب الأقدام السكرية لتثقيف المريض بها أولا، والاكتشاف المبكر ثانيا لأي منها؛ ما يسهل العلاج، وأخيرا معالجة أي مضاعفات العلاج الملائم الذي من الممكن ان يجنب المريض الكثير من المضاعفات لو ابتدأ مبكرا.
وبالحديث عن العلاجات فإنه لا مناص من الحديث عن تقدم الطب وعلم الادوية في هذا الجانب بالتحديد. وبعد حضور العديد من المؤتمرات المتخصصة بالأقدام السكرية فإنه يسعدنا في المركز الطبي الجامعي أن نقدم الكثير من هذه العلاجات المتطورة؛ فبعد التقييم الأساسي للتروية الدموية والأعصاب الطرفية والتأكد من مناسبة المريض لهذه العلاجات يتم وضع الخطة العلاجية المناسبة التي قد تبدأ باستخدام المواد الأساسية مثل ضمادات الفضة المتطورة او ضمادات الهيموجلوبين المبتكرة، وقد تصل الى تعريض المريض لأحدث أجهزة الاكسجين المكثف السطحي.
وجهاز الأكسجين المكثف السطحي الموجود بالمركز هو الأحدث بالمنطقة، فبالإضافة إلى الدور الرئيسي الذي يقوم به من تعريض أنسجة القدم المصابة لنسبة 100% من الاكسجين يقوم كذلك بمواكبة حركة تدفق الدم للأطراف عن طريق تقديم ضغط متقطع متزامن مع التروية الدموية ما يعزز من تدفق الدم للمساعدة على شفاء الجروح. في المقابل وكون العلاج سطحيا لا يتطلب الدخول إلى غرفة خاصة كما بالأجهزة التقليدية للأكسجين فإن ذلك يجنب المريض الكثير من المضاعفات بالإضافة الى كونه حلا أمثل للمرضى الذين يصعب تعريضهم للغرفة التقليدية للأكسجين لأي سبب كان. ومن المثير للإعجاب في هذا الجهاز اثبات بعض الدراسات أن مفعوله قد يستمر حتى إلى ما بعد سنة من بعد تعريض المريض للجلسات العلاجية التي قد تتراوح بين 6 و10 جلسات.
ختاما، تجنب البتر لا قدر الله يبدأ بالكشف المبكر وينتهي باستشارة الطبيب المختص؛ فاحرص على ذلك.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك