في شهر أكتوبر، المعروف بشهر التوعية بسرطان الثدي، نحتفل بالأمل والقوة والإصرار في مواجهة هذا التحدي. لقد شهدنا تقدمًا كبيرًا في اكتشاف وعلاج سرطان الثدي، ونؤكد أهمية الكشف المبكر والعلاجات الفعالة التي تسهم في زيادة معدلات الشفاء وتحسين نوعية حياة المرضى.
يوجد حولنا العديد من الناجيات من سرطان الثدي، مما يملأ قلوبنا بالأمل ويعزز إيماننا بقدرة الإنسان على التغلب على أصعب الظروف. هؤلاء النساء يقدمن لنا دروسًا في الشجاعة والصبر.
يؤثر سرطان الثدي أثناء الإصابة به على عديد من أجهزة الجسم وأحيانا الجلد والشعر، في الحوار التالي نحاور الدكتورة هناء الخياط استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية لنتعرف على أفضل الحلول أثناء وبعد فترة العلاج.
*ما أهم الأعراض التي تظهر على المرضى أثناء العلاج الكيميائي أو الإشعاعي وتسبب تغيرات في الجلد؟
سرطان الثدي هو أحد أكثر أنواع السرطان شيوعًا بين النساء، وغالبًا ما يتطلب علاجات مكثفة تشمل العلاج الكيميائي، والإشعاعي، والهرموني. رغم أن هذه العلاجات تهدف إلى مكافحة السرطان، إلا أنها قد تسبب آثارًا جانبية عديدة، بما في ذلك مشاكل جلدية.
تساقط الشعر هو أحد أكثر المضاعفات التي تقلق النساء عند سماع التشخيص. من الضروري التهيئة لهذه المضاعفات والتحدث عنها لتقبل الوضع المؤقت خلال فترة العلاج.
يحدث تساقط الشعر لأن العلاج الكيميائي يستهدف الخلايا السرطانية سريعة الانقسام، لكنه يؤثر أيضًا في الخلايا السليمة، مثل بصيلات الشعر.
*ما طرق التعامل مع تساقط الشعر؟
من المهم الحديث عن الوسائل التي من شأنها التقليل من هذه المضاعفات وتقديم نصائح حول كيفية التعامل مع تساقط الشعر. يمكن تقديم خيارات تجميلية لتغطية الرأس بصورة مؤقتة تجعل المريضة أكثر تقبلًا للوضع وأكثر ثقة في مواجهة المجتمع.
بعد انتهاء العلاج، يعود الشعر للنمو، مباشرة بانتهاء العلاج. ينبغي التحلي بالصبر واستشارة طبيب الجلدية لفحص الوضع وتقديم العلاج المناسب لتحفيز نمو الشعر والحفاظ على صحة فروة الرأس.
*ما التغيرات الجلدية الأخرى المرتبطة بعلاج سرطان الثدي؟
تشمل التغيرات الجلدية نتيجة العلاجات الكيميائية والإشعاعية عدة أشكال منها جفاف الجلد، الاحمرار، والتقشر، الطفح الجلدي، والحكة. العلاجات الكيميائية قد تضعف الجهاز المناعي، مما يسهل الإصابة بالعدوى الجلدية.
كيف يكون التشخيص؟ وهل تكون الأعراض فترة بسيطة أم مستمرة؟
يشمل التشخيص التعرف على الأعراض التي يعاني منها المريض من قبل الطبيب والفحص السريري لتقييم الأعراض وإعطاء العلاج المناسب. معظم هذه الأعراض مؤقتة وتتحسن تدريجيًا بعد انتهاء العلاج، إلا أن بعض الأشخاص قد يعانون من بقاء التغيرات فترة أطول، مما يستدعي استمرار العناية المناسبة.
*متى يبدأ العلاج الصحيح للبشرة؟
من الضروري البدء في العلاجات المساندة للبشرة حين العلاج لتقليل الأعراض ولراحة المريض. كما يساعد العلاج المبكر في تجنب المضاعفات مثل حدوث تصبغات وندبات.
ننوه بضرورة إخبار الطبيب المعالج عند حدوث أي تغيرات في الجلد وذلك للتأكد من أنها ليست متحسسات من الأدوية المعطاة.
*ما طرق العلاج؟
نظرًا إلى أن الجلد يكون جافًا وقابلًا للتهيج، ننصح بتجنب استخدام المستحضرات العطرية على الجلد مباشرة وذلك تجنبا لأي تهيج وننصح باستخدام مرطبات غير معطرة لتخفيف الجفاف.
ويمكن أيضًا استخدام كمادات باردة لتقليل الشعور بالحكة والحرارة الناتجة عن الالتهاب. يُفضل اختيار صابون لطيف وغير معطر واستخدام ماء دافئ، وضمان ترطيب الجلد بانتظام.
يفضل استخدام ترطيب الجسم بكريم أو مرهم.
في بعض الحالات، قد يصف طبيب الجلدية مراهم تحتوي على الكورتيكوستيرويدات لتخفيف الالتهابات والتهيج. وفي حالة ظهور علامات عدوى، قد يحتاج المريض إلى مضادات حيوية لمكافحة العدوى الجلدية.
الحفاظ على نظام غذائي غني بالفيتامينات والمعادن يساعد في تعزيز صحة الجلد وجهاز المناعة. وكذلك، يُعتبر الدعم النفسي من الأُسرة أمرًا بالغ الأهمية للتخفيف من الضغط النفسي الناتج عن الأمراض والعلاجات.
مشاكل الجلد المرتبطة بعلاج سرطان الثدي يمكن أن تكون مؤلمة ومرهقة، لكن من خلال الرعاية الصحيحة والفهم الجيد لهذه الأعراض، يمكن للمرضى التخفيف من الآثار الجانبية وتحسين جودة حياتهم. يُنصح دائمًا بمراجعة الأطباء المتخصصين للحصول على الرعاية والدعم المناسبين خلال رحلة العلاج.
وفي الختام، نود تأكيد أهمية الفحص الدوري للثدي للاطمئنان، بينما نبرز دور الدعم المجتمعي والروح الإيجابية في رحلة الشفاء. الحملات التوعوية والفعاليات تسهم في خلق إحساس بالوحدة والتعاون، مما يعزز من الروح المعنوية للجميع.
نتمنى لكم الصحة والعافية
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك