يحظى الجانب النفسي بأهمية بالغة في خطة علاج مريضات سرطان الثدي، لأن الحالة النفسية من أهم أسس نجاح العلاج، ودعم المريضة بحثها للذهاب لطبيب مختص يكون نقطة فارقة في العلاج. لذا حاور الخليج الطبي الدكتور حسن فضل استشاري الطب النفسي وطب النفس الجسدي بمستشفى ابن النفيس لمعرفة خطوات الدعم النفسي لمريضات سرطان الثدي الذي بدأ حديثه قائلا:
تواجه مريضات سرطان الثدي أشكالا مختلفة من الضغوط من الناحية الجسدية والعملية والعائلية والنفسية. وهذه الضغوط قد تحدث في أي مرحلة سواء كانت مرحلة التشخيص أو أثناء تلقي العلاج أو حتى بعد النجاة من المرض.
أشكال الضغوط التي تعاني منها مريضات سرطان الثدي:
-ترقب التشخيص النهائي في بدايات المرض
-الخوف من الوفاة والفقد وعدم القدرة على الاهتمام بمن تعنيها أمرهم كالأطفال مثلا.
-الخوف من الألم والتشوه الذي قد يخلف العلاج
-الخوف من فقدان الوظيفة وعدم القدرة على إعانة الأسرة
-الخوف من رجوع المرض
دور الطب النفسي:
لا يقتصر دورنا على انتظار طلب المريضة للدعم النفسي أو الاجتماعي، بل يجب أن نكون موجودين بكل مرحلة مع المريضة ونقيس احتياجاتها وذلك لتسهيل طلب الدعم أو نقترحه عليها في حال احتاجت ذلك.
يكون ذلك عن طريق تكوين منظومة نسميها فريق «الطب النفسي لمرضى الأورام». هذا الفريق يتكون من استشاري في طب النفس الجسدي ويشتمل على الأقل على (ممرض، معالج نفسي أو أخصائي علم نفس إكلينيكي، وأخصائي اجتماعي).
وتكون مهمة الفريق كالآتي:
-زيادة الوعي للمريض والفريق المعالج بالأعراض النفسية وعلاقتها بالمرض الجسدي والعكس.
-حث المريض والفريق المتابع على ملء استبانة بسيطة جدا في كل زيارة للمريض تسمى «مقياس الكدر» وفي حال تبين أن النتيجة مرتفعة، يتواصل أحد أفراد الفريق مع المريض لمعرفة السبب.
-في حال كان السبب نفسيا، يقوم الطبيب قائد الفريق بمعاينة المريض وأخذ إحدى الخطوات التالية:
-التواصل مع الفريق المعالج وإرشادهم إلى أفضل طريقة للتعامل مع هذا المريض بناء على شخصيته أو التشخيص النفسي.
-لو كانت المشكلة لها بعد عملي أو اجتماعي قد يساعد الأخصائي الاجتماعي في ذلك.
-قد يتم ترتيب جلسات نفسية كلامية مع اختصاصي علم النفس الإكلينيكي إذا تبين احتياج المريض لذلك.
- يقدم استشاري الطب النفسي الجسدي بعض الأدوية مثل دواء للاكتئاب أو النوم أو غيرها، بحيث تتناسب مع حالة المريض الجسدية وتكون آمنة ولا تتداخل مع العلاجات الأخرى، بل بالإمكان أن تسرع من التعافي الجسدي ولكن بعد استشارة الطبيب النفسي المختص في هذا المجال. هناك بعض الأخطاء التي يقع فيها بعض العاملين الصحيين أو أقارب المريض والتي قد تؤثر سلبا في مريضات سرطان الثدي على الرغم من أن واحدا من بين كل أربعة أشخاص مصابين بالسرطان سيعاني من الاكتئاب الإكلينيكي إلا أن هؤلاء قل ما يحصلون على العلاج اللازم، ويرجع ذلك لعدة عوامل منها:
1-التشابه بين أعراض الاكتئاب مع أعراض السرطان والآثار الجانبية للعلاجات والخصوصية في التحديات التي يعاني منها هؤلاء، يجعل من الصعوبة أحيانا تحديد المشكلة لغير المختصين بالطب النفسي الجسدي.
2- الاعتقاد الخاطئ لدى البعض بأن الاكتئاب هو نتيجة حتمية وطبيعية في هؤلاء المرضى ولا داعي للتدخل.
3- إنكار المريض أحيانا لأعراض الاكتئاب وذلك غالبا لإرضاء من حوله أو لضغط المجتمع بأن مريض السرطان يجب أن يكون محاربا قويا ويتقبل المرض بنفس إيجابية وأي شيء غير ذلك يعد ضعفا في الشخصية أو ضعفا في الإيمان.
4- اعتقاد البعض أن الحالة النفسية ستزول من تلقاء نفسها أو بمجرد بضع كلمات تشجيع، غير أن الأبحاث تثبت وجود خلل هرموني يؤثر في المستقبلات العصبية عند مرضى الاكتئاب خصوصا المصابين بالسرطان.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك